أن تعيش صالحاً في زمان غلب فيه الصلاح = أنت إنسان صالح.
لكن أن تعيش صالحاً في زمان قل فيه الصلاح = أنت إنسان متفرد.
تذكر:
زيد بن عمرو بن نفيل عبد الله وحده...
لم يرض ذاك الدين الباطل الذي عاش عليه آباؤه، و من حوله...
خرج يبحث عن الدين...فلم يجده !!!
فقرر أن يعبد الله على ملة إبراهيم... بغير أن يعلم ملة إبراهيم عليه السلام!!!
عبد الله بغير كتاب يهديه، و لا شرع يسير على قواعده...
فكان يناجي ربه قائلاً:
اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك، عبدتك به، ولكني لا أعلم، ثم يسجد على راحتله.
أهناك غربة فوق تلك الغربة ؟!!
و تراه اعتزل الناس و آثر الخلوة و السلامة ؟ لا بل كان ينكر على قومه جهلهم و جاهليتهم:
فكان يعيب على قريش ويقول: الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله ؟[البخاري]
و كان يحيي الموؤدة ، فيقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته مهلاً لا تقتلها أنا أكفيك مؤونتها فيأخذها فإذا ترعرعت
قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤونتها [صحيح].
و كان يستعلن بإيمانه و يصرخ في قومه الذين بدلوا و حرفوا و زعموا أنهم على ملة إبراهيم:
يا معشر قريش ما منكم اليوم أحد على دين إبراهيم غيري !! [صحيح]
و ظل على هذا الحال حتى آذاه قومه و طردوه...
أتدري بعد كل هذا العناء ما مصيره؟
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لما سئل عنه:
«يُحشَر ذاكَ أمةً وَحدَهُ بيني وبَينَ عِيسَى ابنِ مَريَم»[حسن]
تعليق