إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلامة الصدر و أهميتها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [منقول] سلامة الصدر و أهميتها




    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.


    أما بعد:

    عباد الله! إن هذه الشريعة جاءت فيما جاءت به إصلاح ذات البين، لأجل أن تكون العلاقة بين المؤمنين على أحسن ما يمكن، وأمر الله تعالى بإصلاح ذات البين لأجل حفظ سلامة الصدور، فقال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ [الأنفال:1] وجاءت الشريعة بكل الأمور التي تكفل سلامة صدر المسلم لأخيه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم) كل هذه الإجراءات لسلامة لصدور، سلامة الصدر مطلب شرعي، وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: (أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا ذل ولا حسد)
    رواه ابن ماجة وهو حديث صحيح.




    عباد الله
    لقد كثر اليوم في الناس الشحناء، وصارت الأحقاد في القلوب كثيرة، لقد صرنا نجد تقطع العلاقات، وحمل الناس في قلوب بعضهم على بعض، مع أن هذه الشريعة قد جاءت فيما جاءت به تصفية القلوب والنفوس ومراعاة المشاعر، وقد قال الله تعالى: وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ [النور:28] علم الله تعالى أن بعض الناس إذا استأذن فلم يؤذن له وقيل له: ارجع، أنه قد يجد في نفسه على أخيه صاحب البيت، فقال الله معزياً ومسلياً حتى يرجع المؤمن ونفسه راضية عن أخيه المؤمن قال: فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ [النور:28] فسلاه وعزاه بالتزكية التي تحصل له في قلبه إذا رجع لما يقال له ارجع، ولذلك كان بعض السلف يفرح إذا قيل له: ارجع، ولم يؤذن له بالدخول؛ لأنه يريد موعود الله بحصول التزكية التي وعد الله هُوَ أَزْكَى لَكُمْ [النور:28].




    وسلامة الصدر نعمة من النعم التي توهب لأهل الجنة حينما يدخلونها قال الله تعالى: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ [الحجر:47] فأهل الجنة لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلبٌ واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً، كما جاء في صحيح البخاري رحمه الله.


    سلامة القلب:
    طهارته من الحقد والغل للمسلم، وهذه راحة ونعمة، ولذلك أكدت عليها الشريعة حتى يعيش الناس في بحبوحة من أمرهم، وفي سلامة وعافية، فإن سلامة صدر المسلم لأخيه من أعظم الأسباب لتحقيق ذلك، وهذه مسألة صعبة ولا شك، فإن الإنسان قد يحسن مكابدة الليل وقيام ساعاته، ولكنه قد لا يستطيع أن يزيل من قلبه كل شيء فيه على إخوانه، وقد وصف العلماء رحمهم الله أخلاق طالب العلم فقالوا: لا مداهن، ولا مشاحن، ولا مختال، ولا حسود، ولا حقود، ولا سفيه، ولا جاف، ولا فظ، ولا غليظ، ولا طعان، ولا لعان، ولا مغتاب، ولا سباب، يخالط من الإخوان من عاونه على طاعة ربه، ونهاه عما يكرهه مولاه، ويخالط بالجميل من لا يأمن شره إبقاءً على دينه، سليم القلب للعباد من الغل والحسد، يغلب على قلبه حسن الظن بالمؤمنين في كل ما أمكن فيه العذر، لا يحب زوال النعم على أحدٍ من العباد، هذا دأب طالب العلم والداعية إلى الله والمتمسك بالدين، هذا حاله وهذا خلقه، لقد أثنى الله على الأنصار لأمر مهمٍ في غاية الأهمية قال الله عز وجل: وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا [الحشر:9].




    لما فضل المهاجرون على الأنصار كانت قلوب الأنصار سليمة لإخوانهم، ولم يعترضوا على تفضيلهم ولم يحسدوهم على ما آتاهم الله من فضله، وإنما كانت الأنصار كما قال الله: وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا [الحشر:9] أي: مما أوتي إخوانهم المهاجرون من الفضل: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر:9] لو كان بهم حاجة مع ذلك يؤثرون على أنفسهم.


    إن مما يدل على صعوبة تحقيق سلامة الصدر هذه القصة العظيمة التي رواها الإمام أحمد وغيره:

    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنا جلوسًا مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يدخل عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه، قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد، قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث، قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضًا، فطلع الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم تبعه -أي تبع الرجل الممدوح- عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال للرجل: إني لاحيت أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي -أي: هذه الأيام الثلاث- فعلت، قال: نعم، قال أنس : وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئًا، غير أنه إذا تعارَّ وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله : غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرًا، فلما مضت الثلاث الليالي وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله! إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا عداء، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرار: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فطلعت أنت الثلاث المرار، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به، فلم أرك تعمل كثير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال الرجل: ما هو إلا ما رأيت، قال: فلما وليت دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشًّا، ولا أحسد أحدًا على خيرٍ أعطاه الله إياه، فقال عبد الله بن عمرو : هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق) حديث صحيح.




    حرص السلف على سلامة الصدر
    إنها ليست مسألة سهلة أن يكون الإنسان دائمًا سليم الصدر لإخوانه، ليس في قلبه غش ولا حقد ولا حسد على أحدٍ من إخوانه، إنه أمرٌ بالغ الصعوبة، ولكن يحصل بالمجاهدة، فمن وفقه الله له حصل له.

    كان الصحابة رضوان الله عليهم يلتمسون إزالة أي شيء يحصل في صدر الأخ على أخيه، لما أتى أبو سفيان على سلمان وصهيب وبلال في نفر قالوا: (والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها، فقال أبو بكر مستدركاً -لعله يطيب خاطر الرجل الذي يرجى إسلامه- قال أبو بكر : أتقولون هذا لشيخ قريشٍ وسيدهم -لعلها عبارة أراد أن يتألف بها قلب الرجل- فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: يا أبا بكر لعلك أغضبت إخوانك من أجل هذا المشرك، -قبل إسلامه رضي الله عنه- يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لأن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك، فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه! أغضبتكم؟ قالوا: لا. ويغفر الله لك) رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه.

    فهذا يدل على أنه ينبغي على المسلم إذا خشي أن يكون أخوه المسلم قد أخذ عليه في نفسه، أن يسارع لتطييب خاطره والاعتذار إليه، وأن يتأكد بأن صفحة قلب أخيه لا زالت بيضاء، وأنه لم يتصرف تصرفاً يدخل في قلب أخيه شيئاً عليه.

    وفي المقابل ينبغي على من اعتذر إليه أن يقبل العذر وأن يسارع إلى تطييب خاطر الآخر، وأن يدعو له بالمغفرة، يغفر الله لك يا أخي، لقد كانت المناشدة بأسلوبٍ غاية في المحبة، يا إخوتاه! أغضبتكم؟ تلك أخلاق الصديق رضي الله تعالى عنه.

    وقد قال ابن عباس -أيضاً- كلماتٍ تدل على صلاح قلبه لإخوانه ولجميع المسلمين، لما شتمه رجل قال له: [إنك لتشتمني وفي ثلاث خصال: إني لآتي على الآية في كتاب الله عز وجل فلوددت أن جميع الناس يعلمون منها ما أعلم] ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن، دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعلمه الله القرآن، ففتح الله على ابن عباس أشياء كثيرة في تفسير كتابه، كان ابن عباس يتمنى أن جميع المسلمين يعلمون ما يعلم من تفسير الآية إذا مر بها، ولم يكن يتمنى أن يتفرد بالعلم، ليكون بارزاً بينهم، متميزاً عليهم، وإنما يتمنى أن كل المسلمين يعلمون منها ما يعلم، ثم قال: [وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين -أي القضاة الذين ينظرون في قضايا الناس- يعدل في حكمه فأفرح به، ولعلي لا أقاضي إليه أبدا] أفرح به لأجل مصلحة إخواني المسلمين، لأنه عادل أفرح لوجوده بين المسلمين، ولعلي لا أجد فرصة ولا علاقة لي بهذا الرجل ولا أتوقع أن أعرض قضية لي عليه، ثم قال ابن عباس : [وإني لأسمع أن الغيث قد أصاب بلداً من بلدان المسلمين فأفرح به، ومالي به سائمة] لا غنم ولا زرع في تلك البلد، ولكنني أفرح لأن مطراً أصاب بلداً من بلاد إخواني المسلمين فانتفعوا به، هذه أخلاق ابن عباس .




    وأما أبو دجانة رضي الله عنه لما دخل عليه وهو مريض كان وجهه يتهلل، فقيل له:[ما لوجهك يتهلل؟ فقال: ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، -والأخرى- وكان قلبي للمسلمين سليماً].




    وعن أبي حبيبة عمران بن طلحة قال: [أدخلت على علي رضي الله عنه بعد وقعة الجمل -المعركة التي استشهد فيها طلحة - فرحب به، ثم أدناه، ثم قال لولد طلحة يطيب خاطره بعد مقتل أبيه: إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك ممن قال الله فيهم: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ [الحجر:47]] وهكذا مضى علماء هذه الأمة على هذا الطريق؛ طريق سلامة الصدر للمسلمين، فهذا شيخ الإسلام رحمه الله تعالى كان فيما يجمع من الخصال: سلامة الصدر لإخوانه من أهل العلم، مع أن بعضهم حصل لهم حسدٌ عليه، بل قاموا ضده، بل سعوا في سجنه، وألبوا عليه الحكام، ومع ذلك كان ممسكاً للسانه، وممسكاً لألسنة أصحابه أن تنال أحداً من أهل العلم، فقال في رسالته التي بعثها من السجن، قال لأصحابه خارج السجن، وهو يتوقع أن صدورهم كالغلال على أولئك الذين كانوا سبباً في جعله في ذلك السجن، يقول: تعلمون رضي الله عنكم أني لا أحب أن يؤذى أحدٌ من عموم المسلمين، فضلاً عن أصحابنا بشيء أصلاً، لا ظاهراً ولا باطناً، ولا عندي عتبٌ على أحدٍ منهم ولا لومٌ أصلاً، بل هم عندي من الكرامة والإجلال والمحبة والتعظيم أضعاف أضعاف ما كان، كلٌ بحسبه، ولا يخلو الرجل من أن يكون مجتهداً مصيباً، أو مخطئاً، أو مذنباً، فالأول مأجور مشكور، والثاني مع أجره على الاجتهاد معفوٌ عنه مغفور له، والثالث المذنب فالله يغفر لنا وله ولسائر المؤمنين, فنطوي بساط الكلام المخالف لهذا الأصل، لا تتكلموا بأي عبارة، كقول القائل: فلان قصر، فلان ما عمل، فلان أوذي الشيخ بسببه، فلان كان سبب هذه القضية، فلان كان يتكلم في كيد فلان، ونحو هذه الكلمات التي فيها مذمة لبعض الأصحاب والإخوان، فإني لا أسامح من آذاهم من هذا الباب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.



    قال ابن القيم رحمه الله: كان بعض أصحاب ابن تيمية الأكابر يقولون: وددت أني لأصحابي كـابن تيمية لأعدائه وخصومه، وما رأيته يدعو على أحدٍ من خصومه قط، بل كان يدعو لهم، وجئته يوماً مبشراً بموت أكبر أعدائه وأشدهم عداوة وأذىً له، من أصحاب المذاهب، فنهرني وتنكع لي واسترجع وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، أما أخبرت بموت الرجل، ثم قام من فوره إلى بيت أهله -أي أهل الميت- فعزاهم وقال: إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمرٌ تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه، فسروا به ودعوا له.




    وقال ابن مخلوف -وكان من أشد الناس عداوة لـابن تيمية رحمه الله، بل أفتى بقتله- كان يقول: ما رأينا مثل ابن تيمية حرضنا عليه فلم نقدر عليه، وقدر علينا فصفح عنا وحاجج عنا، ذلك أن الأيام قد دارت وتولى السلطان الناصر وقرب شيخ الإسلام، وأراد أن ينتقم له من أعدائه ممن أمر بسجنهم ولكنه رحمه الله أبى ذلك، وقال: إن قتلتهم من أين تأتي بمثلهم، وهم علماؤك ونحو ذلك من الكلام حتى سكنه.


    عباد الله
    (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب) كلمة قالها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ) في ذلك الوقت قال هذه الكلمة: (ولكن في التحريش بينهم) فالشيطان هو الذي يئز هذا على هذا، ويريد أن يحقد هذا على هذا، وينفخ في نفس هذا، ويريد أن يمتلئ القلب غيظاً على أخيه، فلنحرص على تجنب عداوة اللعين الذي طرده الله من رحمته وأبعده إلى يوم الدين، ولنعلم أن كل حقدٍ أو حسد مصدره هذا الشيطان، وكذلك لنعلم أن الحقد على المسلم أو الحسد له يعرض الإنسان لرد عمله وحرمانه من الفضل العظيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تعرض الأعمال كل إثنين وخميس فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك به شيئًا، إلا امرءًا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: اتركوا هذين حتى يصطلحا) رواه مسلم .


    فلذلك المشاحن لأخيه يحرم من المغفرة يوم الإثنين والخميس؛ بسبب الشحناء، وبسببها حرم الناس من معرفة ليلة القدر على التعيين .

    كما أن هذا الحقد بين المسلمين سببٌ لسوء الخاتمة، قال عليه الصلاة والسلام (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثٍ، فمن هجره فوق ثلاثٍ فمات دخل النار) رواه أبو داود وهو حديث صحيح.




    نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل قلوبنا سليمة لإخواننا المسلمين، اللهم طهر قلوبنا من كل غلٍ وحقدٍ وحسدٍ وغش، اللهم اجعل قلوبنا تقية نقية، واجعلها سليمة يا رب العالمين، واجعلنا ممن يأتيك يوم القيامة بقلبٍ سليم، واغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا إنك رءوف رحيم.





    تآآآآآ بعونااااااا


    التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 08-11-2015, 09:55 PM.

  • #2
    رد: سلامة الصدر و أهميتها


    كيف الوصول إلى سلامة الصدر

    وهو مربط الفرس وهو الذي نريد أن تنتبهوا له أيها الأحبة وهو نتاج هذه الجلسة وهو الثمرة الحلوة التي نجنيها من هذا الموضوع سؤال لا شك أن بعد سماعكم الكثير من هذه القصص وهذه الصور وهذه المواقف كل منكم يحاول مع نفسه ويقول سأحرص على نفسي إن شاء الله وسأنتبه إلى قلبي إن شاء الله ولكن كيف السبيل وكيف الطريق

    أقول مستعينا بالله أول الأمور أدعو الله بصدق وإلحاح أدعو الله أن يرزقك قلبا سليما محبا للآخرين فإن من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- اللهم إني أسالك قلبا سليما، فاجعل هذا الدعاء ميزنك في ركوعك وسجودك وردد دائما ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا واسأل الله حسن الخلق إن العبد ليدرك بحسن الخلق لدرجة القائم الصائم وما وصل أولئك الرجال إلى ماوصلوا إليه إلا بسخاء الأنفس وسلامة الصدر والنصح للأمة فعليك بالدعاء فإن الدعاء نصف الطريق بل إن شئت فقل الطريق كله فإنك بدعائك الله تستعين بالله وسوف تستلهم من الله الإعانة فابشر بها متى ما دعوت بقلب صادق مخلص ولا تمل هذا الدعاء أبدا
    فإن أمراض القلب عوارضه تأتي في اليوم بل في الساعة عشرات اتهام لتقضي على هذا القلب نسال الله العافية.

    الأمر الثاني من الوسائل المعينة لسلامة الصدر احذر الغفلة عن القلب وراقبه مراقبة جيدة واعلم أن تنقية القلب من الغل والحقد يحتاج إلى ترويض النفس وطول مجاهدة ومراقبة فإذا وجدت في قلبك على أحد فاسأل وارجع إلى نفسك لماذا يا نفس لماذا وجدت على فلان لماذا حقدت على فلان ولا تستجب لباعث الهوى فيها وعليك بهضمها واحتقارها واسأل الله العون عليها حتى تربي هذه النفس .
    الأمر الثالث أحسن الظن بالآخرين والتمس لهم الأعذار جهدك فإن لم تجد فقل لعل لأخي عذر لا أعلمه قيل أن أبا إسحاق نزع عمامته وكانت بعشرين دينار وتوضأ في دجله فجاء لص فأخذها وترك عمامة الربيع بدلها فطلع الشيخ ولبسها وما شعر حتى سألوه وهو يدرس سألوه الطلاب وهو يدرس فاسمع ماذا قال قال لعل الذي أخذها محتاج وانتهت القضية
    أولئك آبائي فجئني بمثلهموا إذا جمعتنا يا جرير المجامع
    الأمر الرابع الصبر والتحمل فان الاحتمال مقبرة المتاعب كما يقال وتمثل دائما بقول الشاعر :إذا أدنت قوارب فؤادي صبرت على إذاكم وانطويت وجئت إليكم منطلق المحيا كأني ما سمعت ولا رأيت
    السبب الخامس من الوسائل وهو الأخير العفو والصفح فمن عفا وصفح فأجره على الله ومن علامات العفو والصفح الدعاء لإخوانك خاصة من كان بينك وبينه جفوه أو شحناء وهذا الأمر كما ذكر ابن عبدا لله عمرو ابن العاص هو الذي لا يطاق وهي التي لا نطيق ولكن أقول لك نصيحة من أخيك العبد الفقير المسكين أقول لك يا أخي الحبيب إذا آويت إلى فراشك في المساء فارفع يديك إلى الله واشهد الله جل وعل أنك قد عفوت عن الناس وتصدقت بعرضك فمن اغتابك أو ذكرك بسوء أو لك حق عنده اشهد الله على أنك قد عفوت عنه وسامحته وحللته ثم بعد ذلك ) ( تمام وقل اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفو عني هل ترى أخي الحبيب أنك أكرم وأفضل من الله بالعفو عندما عفوت عن خلقه وعن عباده هل ترى أنك أكرم من الله لا والله ثقة بالله لا والله إيمانا بالله سبحانه وتعالى وقد قال جل وعل: "إِن يَعْلَمِ اللَّـهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُم " ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه فنم قرير العين وضع خدك على وسادتك بعد هذا الدعاء وإن مت مت على خاتمة حسنة جرب هذا الدعاء وهذا العمل في كل ليلة تنامها مهما كان منك من الذنوب فإن الله رحيم غفور إذا علم عنك هذه الخصلة الحميدة، قال عبد الله بن احمد ربما سمعت أبي بالسحر يدعوا لأقوام بأسمائهم واني والله لأعجب أن ينام المسلم وبينه وبين أخيه شحناء أو جفوة اياقرو لمن كان له قلب حي ايقرو له القرار وقد تأتيه المنية في تلك الليلة وما أجمل قول المقنع الهندي عندما قال إن الذي بيني وبين ابن أبي وبيني وبين بني عمي لمختلف جدا فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم وإنهم هووا غيي هويت لهم رشدا ولا أحمل الحقد القديم عليهم وليس كريم القوم من يحمل الحقد

    وأخيرا ثلاثة قبل النهاية الأمر الأول إن ماتقدم لا يعني أننا ننهى عن تصحيح الأخطاء ولا يعني أننا لا ننبه عليها ولا أن نقوم بتقويم الآراء بل نطالب بذلك ونأمر به ولكن بالضوابط الشرعية المقررة عند سلفنا الصالح وعلمائنا الأفاضل .
    الأمر الثاني هذا الموضوع رسالة إلى العلماء وإلى المشايخ وطلاب العلم ورسالة إلى المدرسين والآباء ورسالة إلى المربين لتربية الشباب على صفاء النفس وطهارة القلب وصدق العمل وتقدير العلماء والدعاة وان أهم أساليب التربية القدوة الحسنه فكن قدوة حسنة لطلابك وكن قدوة حسنة لأولادك وكن قدوة حسنة لزملائك في العمل في سلامة الصدر وحب الناس والإصلاح بينهم فإذا كان كذلك نجد أثر ذلك في مجتمعنا .
    والأمر الأخير إن هذا الموضوع دعوة عامة لطهارة القلب وسلامة الصدر وصفاء النفس فهو أمانة لكل من سمعه هو أمانة في أعناقكم يا من تجلسون أمامي الآن هو أمانة في أعناقكم في نشره وبثه بين الناس في كل طبقاتهم ومختلف أحوالهم ليحصل الحب والمودة وجمع القلوب وتوحيد الكلمة بين المسلمين فيشرق بذلك أعداء الإسلام ويشرق بذلك المنافقون والعلمانيون فبادر بنشره وليكون حديث مجالسنا وأسواقنا فرب مبلغ أوعى من سامع اللهم هل بلغت اللهم فشهد ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إن هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا واغفر لنا وارحمنا.


    منقول
    التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 08-11-2015, 10:08 PM.

    تعليق


    • #3
      رد: سلامة الصدر و أهميتها

      جزاكِ الله خيراً يا سلمى
      وجعله الله في ميزان حسناتكِ

      **اللهم اشرح صدورنا وطهر قلوبنا **

      يا الله
      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

      تعليق


      • #4
        رد: سلامة الصدر و أهميتها

        المشاركة الأصلية بواسطة كريمه بركات مشاهدة المشاركة
        جزاكِ الله خيراً يا سلمى وجعله الله في ميزان حسناتكِ **اللهم اشرح صدورنا وطهر قلوبنا **
        اللهم اميين و اياك و جزاك الله مثله و رفع درجاتك

        تعليق


        • #5
          رد: سلامة الصدر و أهميتها

          وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
          ماشاء الله تبارك الرحمن سلمت يمينكِ
          جعله الله في ميزان حسناتك
          متابعين إن شاء الله في أنتظار جديدك


          اللهم أجعل عملي صالحاً
          وأجعله لك خالصاً ولا تجعل لاحد فيه شيئاً

          تم وضع جديد التفريغ في المجموعه الثالثة سارعوا في الحجز من تقول أنا لها


          تعليق


          • #6
            رد: سلامة الصدر و أهميتها

            جزاك الله خيرا

            اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

            ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
            ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

            تعليق


            • #7
              رد: سلامة الصدر و أهميتها

              جزاك الله خيرا اختى
              سلمت يمناك

              لولاك كنت هباءََا أو فاسقََا أو شقيََا

              تعليق


              • #8
                رد: سلامة الصدر و أهميتها

                المشاركة الأصلية بواسطة ورده الجنه مشاهدة المشاركة
                وعليكم السلام ورحمه الله وبركاتهماشاء الله تبارك الرحمن سلمت يمينكِجعله الله في ميزان حسناتك متابعين إن شاء الله في أنتظار جديدك
                امييييين جزيتي الجنة على مرورك الطيب

                تعليق


                • #9
                  رد: سلامة الصدر و أهميتها

                  المشاركة الأصلية بواسطة خديجة_سلا مشاهدة المشاركة
                  جزاك الله خيرا
                  و جزاك مثله

                  تعليق


                  • #10
                    رد: سلامة الصدر و أهميتها

                    المشاركة الأصلية بواسطة راجيه رضا المنان مشاهدة المشاركة
                    جزاك الله خيرا اختىسلمت يمناك
                    جزيتي الجنة على طيب كلماتك

                    تعليق


                    • #11
                      رد: سلامة الصدر و أهميتها

                      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                      بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا
                      وجعله الله في ميزان حسناتكم


                      تعليق


                      • #12
                        رد: سلامة الصدر و أهميتها

                        نفع الله بك وجزاك الله خيرا

                        اللهم اسلل سخيمة قلوبنا


                        تعليق


                        • #13
                          رد: سلامة الصدر و أهميتها

                          المشاركة الأصلية بواسطة عطر الفجر مشاهدة المشاركة
                          عليكم السلام ورحمة الله وبركاتهبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًاوجعله الله في ميزان حسناتكم
                          جزيتي الجنة على مرورك الطيب

                          تعليق


                          • #14
                            رد: سلامة الصدر و أهميتها

                            المشاركة الأصلية بواسطة امة الله 2015 مشاهدة المشاركة
                            نفع الله بك وجزاك الله خيرا اللهم اسلل سخيمة قلوبنا
                            و بك اخيتي اللهم امين

                            تعليق


                            • #15
                              رد: سلامة الصدر و أهميتها

                              أحسنتِ .. أحسن الله إليك وبارك فيك

                              جزاك الله كل خير أختى


                              يارب ... أستودعك أبناء أخى فاحفظهم بحفظك وأعدهم لنا سالمين خلقاً وخُلقاً



                              تعليق

                              يعمل...
                              X