نحو عام رباني جديد
هي الأيام تهرول والساعات تطوى والشهور تتزاحم , ثم نفاجأ بأن عاما قد إنطوى وأصبحنا على مشارف عام آخر .
سباق مع عجلة الزمان , قانونه أنْ لا رجعة للوراء , وماذهب من الوقت والأيام فقد سُجّل لامحالة إما على صاحبها أو لصاحبها .
لاتدرى متى الساعة .
فقيامة المرء تبدأ منذ لحظة وفاته ونزوله قبره , فإذا مات العبد فهنا تكون قد بدأت رحلته الأبدية إلى عالم الآخرة .
هكذا الدنيا فى حقيقتها ماهى إلا ساعة.
فلنجتهد مستعينين بالله باذلين جُل طاقاتنا أن نجعلها لله على الطاعة .
لنُكرَم من ربنا بالجنة ومن نبينا وحبيبنا بالشفاعة.
مراجعات مع عام مضى :
لماذا ؟
يحتاج المرء دوما أن ينظر بعين الإتعاظ والإعتبار لما جرى له فى عامه المنصرم .
ليهون عليه الحساب فى الآخرة .
وليحقق قول أمير المؤمنين عمر – رضى الله عنه – حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا .
ليطمأن بالا ويرتاح نفسا ويقرّ قلباً ويسعد فى حاله مع الله والنفس والناس .
ماذا يُراجع ؟
1. ماذا كانت حالته مع خالقه .
2. أَكَان لله خاشعاً متذللاً مُحباً دائما ومُتقرّبا .
3. أَكَان مع الله فى صباحه ومسائه وحال شربه وطعامه ونومه ويقظته .
4. أَكَان مع الله فى خوف ومراقبة لرزقه , وهل شابهه حرام أم كان حلالا طيبا .
5. أَكَان لله طائعاً وله عابداً ولدينه عاملاً .
6. أَكَان متينا فى الخلق , مثقفا فى الفكر , سليما فى العبادة , صحيحا فى العقيدة .
7. أَكَان نافعا لغيره , منظماً فى شئونه , مفتاحاً للخير , مغلاقاً للشر .
8. أَكَانَ مع الله محافظاً على الصلوات إقامة وخشوعاً مجاهداً نفسه أن يجعلها فى الجماعة.
9. أَكَان مع دعوة الإسلام محباً ولأهلها مجالساً ولرفعتها بسلوكه عاملا.
10. أَكَان للدنيا مٌطلّقا وللحور العين متشوّقا ولمهرها مُقدّما ومُسدّدا .
11. أَكَان للحظة خروج الروح دائماً مستعدا وللقاء ملك الموت متهيأً.
12. أَلَامَسَ قلبه فى عامه المنصرم كثيرا من التأثر بحال المسلمين.. كالصومال الجياع .
13. أَدَمِعَتْ عيناه ولو مرة فى عامه المنصرم من خشية الله.
14. أَسَمِعَ فى عامه المنصرم ولو مرة واحدة آية وقعت فى قلبه فهزّته هزاً ومَزّقته تمزيقاً وطَرحَتْهُ مغشياً على أرضه.
15. أَصَامِ فى عامه المنصرم رمضان صياما لله طيباً ولروحه كان فيه مُزكّيا وعلى القيام والتراويح كان محافظاً.
16. أَتَصَدَّقَ فى عامه المنصرم بإستمرار ولو كان بالقليل ليستظل بها فى قيامته .
17. أَزَكّى زكاة ماله وأقام بها ركن دينه .
18. أَوَدَّعَ فيه مَيّتاً وعزّى فيه أهلونه وواساهم ووقف بجانبهم.
19. أَتَحلّى فيه بذوقيات التعامل مع خَلْق الله وأدبيات التحاور ورقّة المشاعر وجمال الأحاسيس.
20. أَزَارَ المرضى وأسرع اليهم وسأل الله الشفاء لهم وأشعرهم بحبه وتأثره بما لحق بهم ونزل عليهم وأهداهم الهدية.
21. أَأَحْسَنَ إلى اليتامى وسأل عنهم ولو بالهاتف وبرَّ بهم ومسح على رؤوسهم .
22. أَكَان فيه بزوجته رحيما ولها مُحبّاً ومن النار واقيا ولصدرها بالحنان ودفء المشاعر عامراً ومُهيمناً.
23. أَكَان فيه ببنيه مُربيا وناصحاً ومشاوراً وعادلاً ومتلاطفاً أم كان متسلطاً وقاسياً ومنهم وعنهم مبتعداً.
24. أَكَان فيه لجيرانه مُسْعَِداً ولهموهم مُزيحا ولكروبهم كاشفا ً ولراحتهم والحرص عليهم ساعياً ومحافظاً .
25. أَكَان فيه مع وظيفته نموذجاً , بخلقه يقتدى الغير , وبقيمه وأدبه يؤثّر , وبتفوقه الوظيفى يفوق ويظفر .
26. أَكَان فيه على الإخلاص حريصا ولتحصيله وتحقيقه مجتهدا وللنيّة دائما عاقداً ولها مُجدّداً .
27. أَكَان فيه لغايته النبيله - رضا الله يعمل – وله يسعى ويسجد .
28. أَكَان فيه للقرآن تالياً وعلى قرائته حريصا ومحافظا ولختمته غير ناسياً .
29. أَكَان فيه بالدعاء دوماً متضرعاً وبه متذللا بين يدى خالقه ومنطرحا وسائلا وراجياً .
30. أَكَان فيه للوطن مُحباً وعليه غيورا ومحافظاً ولإستقراره وأمنه ساعياً وللفتن وائداً ومُتصدياً .
31. أَكَان فيه لبناء وطنه ولمصلحة بلاده مُنتجا وعاملاً له وإيجابياً ومتفاعلاً .
32. أكان فيه على السنن الرواتب محافظاً يراجع نهاية يومه الإثنى عشرة ركعة هل أداها كاملة أم راح منها شيئا.
33. أَكَان فيه لأمراضه معالجاً وبأسباب الصحة والعافية حريصا ومحافظا.
34. أكان فيه للعمرة مؤديا وللحج راجيا ربه وسائلا .
تآآآآآ بعونااااااا
تعليق