السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كثير من الناس يظنون النسيان آفة ونقمة .. لا يرون له حسنة تذكر! بينما لو تأمل الإنسان أمره لوجده نعمة في أحيان كثيرة .إنه آلة معنوية عجيبة .. تمر على ذكريات السوء .. والأحزان والآلام والهموم .. فتمسحها وتذرها قاعًا صفصفًا لا ترى فيها عوجًا ولا أمتا .تصور – أخي – لو عاش ابن آدم من غير – نسيان – تلازمه الهموم كما لو وقعت قبل لحظة .. فلا يختلف وقعها حين حصولها .. عن وقعها بعد عشر سنين! كيف ساعتها ستكون حياة الإنسان !
إن الحزن والهم والفاجعة تكون أقوى مما تكون حال حصولها ثم لا تزال تتآكل آثارها .. وتنمحي أصداؤها ساعة بعد ساعة ويومًا بعد يوم.. حتى تصبح مجرد ذكرى مأساة لا تضر إلا أذى قليلاً .. وربما زال وقعها البته..وإن شئت أن تتآكل أحزانك .. وتذوب همومك .. فاكتسب موهبة النسيان .. وكن مبدعًا في استعمالها !ليس القصد أن تتهرب من مسؤولياتك..
ولا أن تتجاهل أمورًا لا يزال عليك علاجها..لكن المقصود هو إقصاء الماضية.. والأحداث المؤلمة .. والفواجع الجاثمة على مساحة شاسعة في ذكريات الحياة.تعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوجهك إلي منهج التعامل مع هموم الماضي فيقول : "أحرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء الله فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان"
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2664 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | شرح الحديث
هذا هو المنهج السليم للتعامل مع أحداث الماضي المؤلمة ! وهو يتكون من ثلاثة نقاط حاسمة :الأولى : اليأس من احتمال واقع افتراضي جديد للماضي، وهو ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : لا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا..
الثانية : التسليم بقضاء الله وقدره إذ قدر الله الأشياء قبل خلق الخلق بخمسين ألف سنة، وهذا من الأصول الإيمانية التي يعتقدها كل مسلم وهو ما دل عليه حديث جبريل الطويل حين سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني عن الإيمان فقال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره "
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 8 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
الثالثة : التسليم بمشيئة الله الفعلية النافذة في العباد.. إذ كل ما انقضى من الأمور إنما كان بمشيئة الله سبحانه .. فهو من قدر وشاء وفعل...
فهذا أدب المسلم مع الأحداث الماضية.. أن يستأنس في نسيانها بالرضي بالقضاء.. ومشيئة الله .. وأن يعم أنه عاجز على إنفاذ ما يروج في ذهنه من تغييرها..ومما يساعد المسلم على نسيان أحزانه أن يشغل نفسه بما ينفعه .. فإن الأحداث ينسي بعضها بعضًا.. والأيام آكلة الأحزان..ستمضي مع الأيام كل مصيبة وتحدث أحداث تنسي المصائبا
فرغ قلبك من ذكريات الماضي .. وعود نفسك نسيان أحداثه .. لا تحم حول مسرحه .. واقطع حبال وصلك به .. أشغل لسانك بذكر الله عن ذكره.. وبالتفكير في مصيرك عن نكده .. وبأشغال نافعة عن فواجعه واجعل شعارك في كل يوم :
وإني إذا ما فاتني الأمر لم أبت أقلب كفي أثره متندما
كثير من الناس يظنون النسيان آفة ونقمة .. لا يرون له حسنة تذكر! بينما لو تأمل الإنسان أمره لوجده نعمة في أحيان كثيرة .إنه آلة معنوية عجيبة .. تمر على ذكريات السوء .. والأحزان والآلام والهموم .. فتمسحها وتذرها قاعًا صفصفًا لا ترى فيها عوجًا ولا أمتا .تصور – أخي – لو عاش ابن آدم من غير – نسيان – تلازمه الهموم كما لو وقعت قبل لحظة .. فلا يختلف وقعها حين حصولها .. عن وقعها بعد عشر سنين! كيف ساعتها ستكون حياة الإنسان !
إن الحزن والهم والفاجعة تكون أقوى مما تكون حال حصولها ثم لا تزال تتآكل آثارها .. وتنمحي أصداؤها ساعة بعد ساعة ويومًا بعد يوم.. حتى تصبح مجرد ذكرى مأساة لا تضر إلا أذى قليلاً .. وربما زال وقعها البته..وإن شئت أن تتآكل أحزانك .. وتذوب همومك .. فاكتسب موهبة النسيان .. وكن مبدعًا في استعمالها !ليس القصد أن تتهرب من مسؤولياتك..
ولا أن تتجاهل أمورًا لا يزال عليك علاجها..لكن المقصود هو إقصاء الماضية.. والأحداث المؤلمة .. والفواجع الجاثمة على مساحة شاسعة في ذكريات الحياة.تعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوجهك إلي منهج التعامل مع هموم الماضي فيقول : "أحرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء الله فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان"
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2664 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | شرح الحديث
هذا هو المنهج السليم للتعامل مع أحداث الماضي المؤلمة ! وهو يتكون من ثلاثة نقاط حاسمة :الأولى : اليأس من احتمال واقع افتراضي جديد للماضي، وهو ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : لا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا..
الثانية : التسليم بقضاء الله وقدره إذ قدر الله الأشياء قبل خلق الخلق بخمسين ألف سنة، وهذا من الأصول الإيمانية التي يعتقدها كل مسلم وهو ما دل عليه حديث جبريل الطويل حين سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني عن الإيمان فقال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره "
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 8 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
الثالثة : التسليم بمشيئة الله الفعلية النافذة في العباد.. إذ كل ما انقضى من الأمور إنما كان بمشيئة الله سبحانه .. فهو من قدر وشاء وفعل...
فهذا أدب المسلم مع الأحداث الماضية.. أن يستأنس في نسيانها بالرضي بالقضاء.. ومشيئة الله .. وأن يعم أنه عاجز على إنفاذ ما يروج في ذهنه من تغييرها..ومما يساعد المسلم على نسيان أحزانه أن يشغل نفسه بما ينفعه .. فإن الأحداث ينسي بعضها بعضًا.. والأيام آكلة الأحزان..ستمضي مع الأيام كل مصيبة وتحدث أحداث تنسي المصائبا
فرغ قلبك من ذكريات الماضي .. وعود نفسك نسيان أحداثه .. لا تحم حول مسرحه .. واقطع حبال وصلك به .. أشغل لسانك بذكر الله عن ذكره.. وبالتفكير في مصيرك عن نكده .. وبأشغال نافعة عن فواجعه واجعل شعارك في كل يوم :
وإني إذا ما فاتني الأمر لم أبت أقلب كفي أثره متندما
تعليق