قال ابن القيم في وصف حقيقة الزهد
وليس المراد من الزهد رفضها أي الدنيا من الملك فقد كان سليمان وداود عليهما السلام من أزهد أهل زمانهما ، ولهما من المال والملك والنساء مالهما
وكان نبينا صلى الله عليه وسلم من أزهد البشر على الإطلاق وله عدة نسوة
وكان على بن أبي طالب وعبدالرحمن بن عوف والزبير وعثمان رضي الله عنهم من الزهاد مع ما كان لهم من الأموال
ومن أحسن ما قيل في الزهد
ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال ولكن أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك
درجات الزهد
أول الزهد الزهد في الحرام، ثم الزهد في المباح، وأعلى مراتب الزهد أن تزهَد في الفضول، والفضول كلُّ ما لك عنه غنى، فكأنك تزهد في كل شيء إلا فيما أمرك الله أو فيما ندبك إليه مما يقربك إليه أو ما لابد منه، وكل ما كان سوى ذلك فهو من الفضول، وهو ترك ما لا يُغني
وقد أرشد رسول الله - صلى الله عليه وسلم إلى ترك الدنيا ا بالزهد فيهاقال - صلى الله عليه وسلم -:
"من كانت الآخرة همه جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغِمة، ومن كانت الدنيا همه شتت الله شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما قدِّر له"
الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : الدمياطي | المصدر : المتجر الرابح
الصفحة أو الرقم: 334 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- يقول: الزهد على ثلاثة أوجه: الأول: ترك الحرام، وهذا زهد العوام، والثاني: ترك الفضول من الحلال الشيء الزائد عن الحد، تركته هذا من الزهد، وهذا زهد الخواص، لكن أعلى مرتبة في الزهد: ترك ما يشغل عن الله، وهو زهد العارفين.
ومن تمام الزهد في الدنيا الاحتراف لكسب القوت؛ لأن الزاهد غير العالة الذي يتكفف الناس، وليس المتعالي عليهم بالمنصب والجاه والمال، فإذا كان لابد للزاهد من المأكل والمشرب
والملبس وما شابه فخير ما يكسب منه ذلك عمل يده.
قال ابن القيم رحمه الله
كيف تحقيق الزهد في الدنيا ؟
أحدها : علم العبد بأن الدنيا ظـل زائل وخيال زائر
الثاني : علمه أن وراءها داراً أعظم منها قدراً وأجل
الثالث : معرفته أن زهده فيها لا يمنعه شيئا كتب له منها
وأن حرصه عليها لا يجلب له ما لم يقض له منها
فهذه الأمور الثلاثة تسهل على العبد الزهد في
الدنيا وتثبت قدمــه
اذا استغنى الناس بالدنيا استغن أنت بالله ، واذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله ، وإذا أنِسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله ، وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة فتعرف أنت إلى الله ، وتودد إليه تنل بذلك غاية العزة والرفعة .
تعليق