سوق الشبكة العنكبوتية
هل تعلمين أختي أن الأسواق هي أبغض الأماكن إلى الله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحبُّ البقاعِ إلى اللَّهِ المساجدُ، وأبغضُها إلى اللَّهِ الأسواقُ" الراوي : أبو هريرة، المحدث : ابن تيمية، المصدر : الإخنائية، الصفحة أو الرقم، 159 خلاصة حكم المحدث : صحيح
وحديثي هنا عن سوق من نوع فريد ظهر في السنوات الأخيرة بالشبكة العنكبوتية، إنه "الفيسبوك"، وقد شبهته بالسوق لعدة اعتبارات: فكلاهما (الفيسبوك والسوق) دائمَا الاكتظاظ والازدحام بالناس وتكثر بهما الغفلة واللهو والانغماس في الدنيا، وهناك العديد ممن يضيع صلواته بسببهما، وإذا كان السوق مكانًا لعرض السلع للبيع فالفيسبوك مكان لعرض النعم للتباهي، فتارة تجد من تعرض صور أبنائها وتتفنن يوميًّا في وضع الجديد منها، وأخرى تعرض صورها الشخصية مفتخرةً بجمالها وتنتظر الكم الهائل من الإعجابات وعبارات المدح والتغزل في جمالها، وأخرى لا تتوانى في سرد قصة حياتها بجميع تفاصيلها فمنشوراتها كتاب مفتوح للجميع يطلع عليه كل من هَبَّ ودَبَّ، ولا ننسى تلك المَزْهُوَّةَ بنفسها التي شُغْلُها الشّاغل أن تعرض بطولاتها ونجاحاتها وتتباهى بمواهبها أمام الجميع، علما أن هؤلاء أغلبهن يرقصن على جراح الآخرين، فرفقًا بأنفسكن يا أخوات ورفقًا بالآخرين. وطبعًا لا ننسى من تنشر ما لا يرضي الله أو تضيع وقتها في المحادثات الفارغة سواءٌ مع بنات جنسها أو مع الذئاب البشرية.
إذا أردنا أن نسرد كل سلبيات الفيسبوك ومظاهره السيئة والتي لا تعد ولا تحصى فلن تكفينا عشرات المقالات لذلك، في المقابل فإيجابياته تعد على أطراف الأصابع.
فكفانا هَدْرًا لأوقاتنا ولنحاول قدر الإمكان استغلال الفيسبوك في الدعوة إلى الله وإدخال السرور على قلوب المسلمين، أسأل الله أن يعيننا على استغلال أوقاتنا فيما يرضيه جل في علاه.
تعليق