إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما هي السعادة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هي السعادة

    ما هي السعادة


    عائض بن عبد الله القرني


    إذنْ فما هي السعادةُ ؟! «كنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ سبيل و عد نفسك في أهل القبور»
    الراوي : [عبدالله بن عمر] | المحدث : الزرقاني | المصدر : مختصر المقاصد الصفحة أو الرقم: 784 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
    «فطوبى للغرباءِ»

    ليست السعادةُ قصر عبدِالملك بنِ مروان، ولا جيوش هارونِ الرشيدِ ولا دُور ابنِ الجصَّاصِ، ولا كنوز قارون، ولا في كتابِ الشفاءِ لابنِ سينا، ولا في ديوانِ المتنبي، ولا في حدائقِ قرطبة، أو بساتينِ الزهراءِ.

    السعادةُ عند الصحابِة مع قلَّةِ ذاتِ اليدِ، وشظفِ المعيشةِ، وزهادهِ المواردِ، وشُحِّ النَّفقةِ.


    السعادةُ عند ابنِ المسيبِ في تألُّهِه، وعند البخاري في صحيحِهِ، وعند الحسنِ البصريِّ في صِدْقِهِ، ومع الشافعيِّ في استنباطاتِه، ومالكٍ في مُراقبتِه، وأحمد في ورعِهِ، وثابتٍ البنانيِّ في عبادتهِ {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ}[التوبة:120]

    ليستِ السعادةُ شيكاً يُصرفُ، ولا دابةً تُشترَى، ولا وردةً تُشَمّ، ولا بُرّاً يُكالُ، ولا بزّاً يُنشرُ.
    السعادةُ سلوةُ خاطرٍ بحقٍّ يحمِلُه، وانشراحُ صدرٍ لمبدأ يعيشُه، وراحةُ قلبٍ لخيرٍ يكْتنِفُه.


    كنّا نظُنُّ أننا إذا أكثْرنا من التوسٌّعِ في الدُّوِر، وكثْرةِ الأشياءِ، وجمْعِ المسهِّلاتِ والمرغِّباتِ والمشتهياتِ، أننا نسعدُ ونفرحُ ونمرحُ ونُسرُّ، فإذا هي سببُ الهمِّ والكَدَرِ والتنغيصِ؛ لأنَّ كلَّ شيءٍ بهمِّه وغمِّه وضريبةِ كدِّهِ وكدْحِهِ {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ}[طه:131].


    إنَّ أكبر مُصلِحٍ في العالمِ رسولُ الهدى محمدٌ صلى الله عليه وسلم، عاش فقيراً، يتلوَّى من الجوعِ، لا يجدُ دقْلَ التمرِ يسدُّ جوعه، ومع ذلك عاش في نعيمٍ لا يعلمُه إلا اللهُ، وفي انشراحٍ وارتياحٍ، وانبساطٍ واغتباطٍ، وفي هدوءٍ وسكينةٍ {وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ}[الشرح:2.3]{وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً}[النساء:113]، {اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}[الأنعام:124].

    في الحديثِ «البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ، والإثم ما حاك في صدرِك وكرهْت أن يطلع عليه الناسُ»
    الراوي : النواس بن سمعان | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2553 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
    إنَّ البرَّ راحةٌ للضميرِ، وسكونٌ للنفسِ، حتى قال بعضُهم:
    البرُّ أبقى وإنْ طال الزَّمانُ به *** والإثمُ أقبحُ ما أوعيت منْ زادِ
    وفي الحديث:
    أتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأنا أريدُ لا أدعُ شيئًا منَ البرِّ والإثمِ إلَّا سألتُه عنهُ فجعلتُ أتخطَّى فقالوا إليكَ يا وابصةُ عن رسولِ اللَّهِ فقلتُ دعوني أدنو منهُ فإنَّهُ مِن أحبِّ النَّاسِ إليَّ أن أدنوَ منهُ فقال ادنُ يا وابصةُ فدنوتُ حتَّى مسَّت رُكبتي رُكبتِه فقال يا وابصةُ أخبرُك عن ما جئتَ تسألُني عنهُ فقلتُ أخبِرني يا رسولَ اللَّهِ قال جئتَ تسألني عنِ البرِّ والإثمِ قلتُ نعم قال فجمعَ أصابعَه فجعلَ ينكتُ بِها في صدري ويقولُ يا وابصةُ استفتِ قلبَك استفتِ نفسَك البرُّ ما اطمأنَّ إليهِ القلبُ واطمأنَّت إليهِ النَّفسُ والإثمُ ما حاكَ في النَّفسِ وتردَّدَ في الصَّدرِ وإن أفتاكَ النَّاسُ وأفتَوكَ.
    الراوي : وابصة بن معبد الأسدي | المحدث : أبو نعيم | المصدر : حلية الأولياء الصفحة أو الرقم: 6/275 | خلاصة حكم المحدث : غريب من حديث الزبير أبي عبد السلام

    فالبرُّ طُمأنينةٌ، والإثم ريبةٌ إنَّ المحسن صراحةً يبقى في هدوءٍ وسكينةٍ، وإنَّ المريب يتوجَّسُ من الأحداثِ والخطراتِ ومن الحركاتِ والسَّكناتِ {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ}[المنافقون:4]والسببُ أنه أساء فحسْبُ، فإنَّ المسيء لابدَّ أنْ يقلق وأنْ يرتبِك وأنْ يضطرب، وأنْ يتوجَّس خِيفةً.

    إذا ساءِ فِعْلُ المرءِ ساءتْ ظنونُهُ *** وصدَّق ما يعتادُهُ مِنْ تَوَهُّمِ
    والحلُّ لمنْ أراد السعادة، أنْ يُحْسن دائماً، وأنْ يتجنَّب الإساءة، ليكون في أمنٍ {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}[ الأنعام :82 ].أقبل راكبٌ يحثُّ السير، يثورُ الغبارُ منْ على رأسِهِ، يريدُ سعد بن أبي وقَّاصٍ، وقدْ ضرب سعدٌ خيمتهُ في كبِدِ الصحراءِ، بعيداً عنِ الضجيجِ، بعيداً عنِ اهتماماتِ الدَّهْماءِ، منفرداً بنفسِهِ وأهلِهِ في خيمتِهِ، معهُ قطيعٌ من الغنمِ، فاقترب الراكبُ فإذا هو ابنُه عُمَرُ، فقال ابنُه له: يا أبتاهُ، الناسُ يتنازعون الملك وأنت ترعى غنمك. قال: أعوذُ باللهِ منْ شرِّك، إني أولى بالخلافةِ منِّي بهذا الرداءِ الذي عليَّ، ولكن سمعتُ الرسول صلى الله عليه وسلم يقولُ: «أن الله يحب العبد التقيَ الغنيَ الخفيَ»
    الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلمالصفحة أو الرقم: 2965 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | شرح الحديث

    إن سلامة المسلمِ بدينِه أعْظمُ منْ مُلكِ كسرى وقيصر؛ لأنَّ الدين هو الذي يبقى معك حتى تستقرَّ في جناتِ النعيمِ، وأما الملكُ والمنصبُ فإنَّهُ زائلٌ لا محالة {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ}
    [ مريم :40 ]
    .

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

    اللهم اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات وللمسلمين والمسلمات الأحياء والأموات

    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 31-08-2015, 04:20 AM.

  • #2
    رد: ما هي السعادة

    جزاكي الله خيراً اختي
    ونفع بكي الاسلام والمسلمين

    تعليق


    • #3
      رد: ما هي السعادة

      جزاكم الله خير ونفع بكم

      تعليق


      • #4
        رد: ما هي السعادة

        جزاكم الله خيرا

        يارب ... أستودعك أبناء أخى فاحفظهم بحفظك وأعدهم لنا سالمين خلقاً وخُلقاً



        تعليق


        • #5
          رد: ما هي السعادة

          جزاكم الله خيرا و بارك في مجهوداتكم الطيبة أعانكم الله و تقبل منكم

          تعليق


          • #6
            رد: ما هي السعادة

            بارك الله فيكم

            تعليق


            • #7
              رد: ما هي السعادة

              اللهم اجعلنا من السعداء ي الدنيا والاخرة

              قال مالك بن دينار - رحمه الله - :
              "
              من لم يأنس بحديث الله عن حديث المخلوقين فقد قل علمه ، وعمى قلبه ، وضيع عمره "

              تعليق

              يعمل...
              X