إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفاؤلٌ وتشاؤمٌ​

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفاؤلٌ وتشاؤمٌ​

    تفاؤلٌ وتشاؤمٌ​

    عائض بن عبد الله القرني

    { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَانًا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿١٢٤﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿١٢٥﴾}."التوبه"

    كثيرٌ من الأخيارِ تفاءلوا بالأمرِ الشّاقِّ العسير، ورأوْا في ذلك خيْراً على المنهجٍ الحقِّ:
    {
    ْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ}."البقرة_216"

    • فهذا أبو الدرداءِ يقولُ: أُحبُّ ثلاثاً يكرهُها الناسُ: أحبُّ الفَقْرَ والمرَضَ والموْتَ، لأنَّ الفقرَ مسكنةٌ، والمرضَ كفَّرةٌ، والموت لقاءٌ باللهِ عزَّ وجلَّ.
      ولكنَّ الآخرَ يكرهُ الفقر ويذُمُّه، ويُخبرُ أنَّ الكلاب حتى هي تكرهُ الفقير:

    إذا رأتْ يوماً فقيراً مُعدماً *** هرَّتْ عليهِ وكشرَّتْ أنيابها

    والحُمَّى رحَّب بها بعضُهم فقال:
    زارتْ مكفِّرةُ الذنوبِ سريعةً *** فسألتُها باللهِ أن لا تُقْلِعِي

    لكنّ المتنبي يقولُ عنها :
    بذلتُ لها المطارف والحشايا *** فعافتْها وباتتْ في عِظامي

    وقال يوسُفُ عليهِ السلامُ عنِ السجنِ:
    {
    السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}."يوسف_33"

    وعليُّ بنُ الجهم يقولُ عنِ الحبْسِ أيضاً:
    قالوا حُبِسْت فقلتُ ليس بضائري *** حبسْي وأيُّ مهنَّدٍ لا يُغْمدُ

    ولكنّ عليَّ بن محمدٍ الكاتب يقولُ:
    قالوا حُبست فقلتُ خطْبٌ نكِدٌ *** أنْحى عليَّ به الزمانُ المُرْصدُ

    والموتُ أحبَّه كثيرٌ ورحَّبوا بهِ، فمعاذٌ يقولُ: مرحباً بالموتِ، حبيبٌ جاء على فاقةٍ، أفلح منْ ندم.


    ويقولُ في ذلك الحُصيُن بنُ الحمامِ:
    تأخَّرتُ أستبقي الحياة فلمْ أجِدْ *** لنفسي حياةً مثْل أن أتقدَّمَا

    ويقولُ الآخرُ: لا بأس بالموتِ إذا الموتُ نزلْ.


    ولكنَّ الآخرين تذمَّرُوا من الموتِ وسبُّوه وفرُّوا منهُ.

    فاليهودُ أحرصُ الناسِ على حياةٍ، قال سبحانه وتعالى عنهمْ: {
    قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}."الجمعه_8"

    وقال بعضُهم:
    ومالي بعد هذا العيشِ عيشٌ *** ومالي بعد هذا الرأسِ رأسُ

    والقتلُ في سبيل اللهِ أمنيةٌ عذْبةٌ عند الأبرارِ الشرفاءِ:
    {
    فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ}."الأحزاب_23"

    وابنُ رواحة ينشدُ:
    لكنَّني أسألُ الرحمنَ مغفرةً *** وطعنةً ذات فزعٍ تقذِفُ الزَّبدا

    ويقولُ ابنُ الطِّرِمَّاح:
    أيا ربَّ لا تجعلْ وفاتِي إنْ أتتْ *** على شرْجَعَ يعلو بحُسْنِ المطارِفِ
    ولكنْ شهيداً ثاوياً في عصابةٍ *** يُصابون في فجٍّ مِن الأرض خائفِ

    غير أنَّ بعضهمْ كرِه القتْلَ وفرَّ منه، يقولُ جميلُ بثينة:

    يقولون جاهِد يا جميلُ بغزوةٍ *** وأيُّ جهادٍ غيرهُنَّ أُريدُ

    وقال الأعرابيُّ: واللهِ إني أكرهُ الموت على فراشي، فكيف أطلبُه في الثغورِ
    {
    قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}"آل عمران_168"، {قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ}"آل عمران_154".

    إنَّ الوقائع واحدةٌ لكنَّ النفوس هي التي تختلفُ.

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
    اللهم اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات وللمسلمين والمسلمات الاحياء والاموات
    التعديل الأخير تم بواسطة مشروع ملتزمه; الساعة 26-08-2015, 02:50 AM.

  • #2
    رد: تفاؤلٌ وتشاؤمٌ​

    جزاكم الله خيرا أختنا

    يارب ... أستودعك أبناء أخى فاحفظهم بحفظك وأعدهم لنا سالمين خلقاً وخُلقاً



    تعليق


    • #3
      رد: تفاؤلٌ وتشاؤمٌ​

      بارك الله فيكم اختنا و أحسن اليكم نسأل الله ان يعيننا و يسددنا فهو ولي ذلك و القادر عليه

      تعليق

      يعمل...
      X