إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاعتذار من شيم الكبار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [منقول] الاعتذار من شيم الكبار




    الاعتذار من شيم الكبار




    (آسف جدًا)، (أعتذر منك) كلمتان من عدة كلمات يمكن أن ُتقال، ولكن سحر تلك الكلمات لا ُيضاهيها أي سحر في الاعتذار عن الخطأ.


    الخطأ بالتأكيد هو سمةٌ من سمات البشر، وكل إنسان معرضُ للخطأ، وليس من العيبِ أن يخطئ الإنسان، ولكن العيب والخطأ الأكبر هو التمادي والاستمرار في ذلك الخطأ. الاعتذار بلا شك سلوك حضاري وفن ومهارة اجتماعية تزيد من الألفة والمحبة والتقارب بين جميع أفراد المجتمع، كما أن ديننا الإسلامي الحنيف من أكثر الأديان حثا علىالتوبة والاعتذار بجميع مفرداتها ومشتقاتها.

    ليس غريبًا أن يُخطئ الإنسان في حق الآخرين، ولكن المشكلة تكمن في إصلاح ذلك الخطأ بالاعتذار؛ فنحن العرب نرى الاعتذار أنه خضوع وذل ومهانة، بل هو على العكس قوة وشجاعة ومراجعة للذات ونقدها.

    في بعض المجتمعات الغربية خاصة يملكون شجاعة الاعتراف بالخطأ والاعتذار أيضًا، فمثلاً اليابان اعتذرت للدول التي احتلتها في جنوب شرق آسيا، واعتذرت كذلك عن ممارساتها الوحشية تجاه أسرى الحرب البريطانيين آنذاك، وفرنسا اعتذرت عن ماضيها الإجرامي في الجزائر وتقدمت باعتذار رسمي لدولة الجزائر، والولايات المتحدة تقدمت باعتذار رسمي لقارة أفريقيا عن ممارستها لعدة قرون من الزمن لتجارة العبيد، هذا اعتذار بين الدول فكيف يكون الاعتذار بين الأفراد.

    نحن بحاجة كبيرة لنشر ثقافة الاعتذار في مجتمعنا، فحين نُربي أبناءنا ونُعودهم على كلمات ومفردات التواضع والاعتذار ومن ثم نعلمهم كيفية الاعتذار فهذا بلا شك يستوجب منا الإشادة بتصرف الطفل أمام الآخرين وتعزيز تلك الفضيلة فيه. وقبل ذلك يجب أن يغير الآباء والمعلمين والمسئولين من سلوكهم ويكتسبوا هذه الصفة كدليل على التحضر والرقي ويكونوا قدوة للأجيال الصاعدة.

    وكما يقولون دائمًا أن الاعتذار من شيم الكبار.. فمثلاً الأنبياء كانوا يعتذرون عن أي خطأ يرتكبوه؛ موسى عليه السلام بعد أن وكز الرجل بعصاه فقتله: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ} [القصص: 15]، ثم قدم الاعتذار: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم} [القصص: 16]. وآدم عليه السلام: اعترف بذنبه عندما أخطأ هو وزوجه وأكل من الشجرة المحرمة: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23].

    نحن في أشدِ الحاجة لغرس وتعميق هذه الثقافة في مجتمعنا وفي بيوتنا إذا أردنا النهوض والتقدم والتطور والرفعة لديننا ولوطننا ولمجتمعنا.
    التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 18-08-2015, 01:39 AM.
    اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

    ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
    ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا


  • #2
    رد: الاعتذار من شيم الكبار

    جزاك الله خيرا على الطرح القيم
    نحتاااجه كثيرا في وقتنا هذا

    تعليق


    • #3
      رد: الاعتذار من شيم الكبار


      جزااك الله خيرا

      اللهم اجعلنا من أهل القران

      تعليق


      • #4
        رد: الاعتذار من شيم الكبار


        الاعتذار قوه وليس ضعف..



        هذه الحياة .. نعيشها .. تطل علينا بأيام سعيدة كما تمطرنا بأيام حزينة .. نتعامل معها من خلال مشاعرنا...


        فرح , ضيق , حزن , محبة , كره , رضى , غضب ...


        جميل أن نبقى على اتصال بما يجري داخلنا ...
        لكن هل هذا يعطينا العذر أن نتجاهل مشاعر الغير .. أن نجرح مشاعرهم .. نتعدى على حقوقهم .. أو أن ندوس على كرامتهم ..؟


        للأسف .. هذا ما يقوم به الكثير منا ,, معتقدين بأننا مركز الحياة وعلى الآخرين
        أن يتحملوا ما يصدر عنا ...


        قد نخطي ,, ولكن دائما لدينا الأسباب التي دفعتنا إلى ذلك.. فتجدنا أبرع من
        يقدم الأعذار لا الإعتذار ...
        نحن لا نعاني فقط من الجهل بأساليب الاعتذار ,, ولكننا نكابر ونتعالى ونعتبر الاعتذار هزيمة أو ضعف ,, إنقاص للشخصية والمقام .. وكأننا نعيش في حرب دائمة مع الغير ..


        فتجد أن :.


        الأم تنصح ابنتها بعدم الاعتذار لزوجها كي لا ( يكبر رأسه) ...
        والأب ينصح الابن بعدم الاعتذار ,, لأن رجل البيت لا يعتذر ...
        والمدير لا يعتذر للموظف لان مركزه لا يسمح له بذلك ...
        والمعلمة لا تعتذر للطالبة لأن ذلك سوف ينقص من احترام الطالبات لها ...
        سيدة المنزل لا تعتذر للخادمة ...
        وقس على ذلك الكثير ...


        اليوم نجد بينا من يدّعي التمدن والحضارة باستخدام الكلمات الأجنبية
        sorry/pardon في مواقف عابرة مثل الاصطدام الخفيف خلال المشي ...
        ولكن عندما يظهر الموقف الذي يحتاج إلى اعتذار حقيقي نرى تجاهلا ...


        أنــــا آســـف ...


        كلمتان لماذا نستصعب النطق بهما ؟؟


        كلمتان لو ننطقها بصدق لذاب الغضب ولداوينا قلباً مكسوراً أو كرامةً مجروحة ...
        ولعادت المياه إلى مجاريها في كثير من العلاقات المتصدعة ...
        كم يمر علينا من الإشكاليات التي تحل لو قدم اعتذار بسيط ,, بدل من تقديم الأعذار التي لا تراعي شعور الغير ,, أو إطلاق الاتهامات للهروب من الموقف ,, لماذا كل ذلك ؟؟



        ببساطة لأنه من الصعب علينا الاعتراف بالمسؤولية تجاه تصرفاتنا ...
        لأن الغير هو من يخطي وليس نحن ... بل في كثير من الأحيان نرمي اللوم على الظروف أو على أي شماعة أخرى بشرط أن لاتكون شماعتنا ...



        إن الاعتذار مهارة من مهارات

        الاتصال الاجتماعية ,, مكون من ثلاث نقاط أساسية ..




        أولاً : أن تشعر بالندم عما صدر منك ...

        ثانياً : أن تتحمل المسؤولية ...
        ثالثاً : أن تكون لديك الرغبة في إصلاح الوضع ...


        لا تنس أن تبتعد عن تقديم الاعتذار المزيف مثل ,, أنا آسف ولكن.................؟؟!!


        وتبدأ بسرد الظروف التي جعلتك تقوم بالتصرف الذي تعرف تماماً أنه خاطىء ...
        أو تقول أنا آسف لأنك لم تسمعني جيداً ,, هنا ترد الخطأ على المتلقي وتشككه بسمعه ...


        مايجب أن تفعله هو أن تقدم الاعتذار بنية صادقة معترفاً بالأذى الذي وقع على الآخر ...


        وياحبذا لو قدمت نوعا من الترضية ,, ويجب أن يكون الصوت معبراً وكذلك تعبير الوجه ...


        هناك نقطه مهمة يجب الانتباه لها .. ألا وهي أنك بتقديم الاعتذار لا يعني بالضرورة أن يتقبله الآخر ...


        أنت قمت بذلك لأنك قررت تحمل مسؤولية تصرفك ... المهم عليك أن تتوقع عند تقديم الاعتذار أن المتلقي قد يحتاج إلى وقت لتقبل أعذارك وأحياناً أخرى قد يرفض اعتذارك
        وهذا لايخلي مسؤوليتك تجاه القيام بالتصرف السليم نحو الآخر ...


        أخيراً ...


        من يريد أن يصبح وحيداً فليتكبر وليتجبر وليعش في مركز الحياة الذي لا يراه سواه ...
        ومن يريد العيش مع الناس يرتقي بهم .. لا عليهم .. فليتعلم فن الاعتذار




        يا الله
        علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

        تعليق


        • #5
          رد: الاعتذار من شيم الكبار

          أحسنت أختي كريمة
          إضافة قيمة جدااا
          جزاك الله خيرا
          اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

          ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
          ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

          تعليق


          • #6
            رد: الاعتذار من شيم الكبار

            جزاكِ الله خيرًا
            قال الإمام الشافعي -رحمه الله -:
            (كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي...وكلما ازددت علما زادني علما بجهلي)

            تعليق


            • #7
              وجزاكم الله خيرا
              اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

              ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
              ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

              تعليق


              • #8
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                جزاكم الله خيرًا


                اللهم بارك لى فى اولادى وارزقنى برهم وأحسن لنا الختام وارزقنا الفردوس الأعلى

                تعليق

                يعمل...
                X