إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

» فرُوق تمسُّ الحَاجَة إِلَى بَيَانِهَا !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • » فرُوق تمسُّ الحَاجَة إِلَى بَيَانِهَا !

    بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيم.

    ..... فُرُوقٌ .......
    تَمسُّ الحَاجَة إلَى بَيَانِها!


    ’’ قد تُلَبِّسُ النفسُ الأمارة بالسوء على العبد أمورًا يحبها الله ويرضاها بأمور يبغضها الله -عز وجل-،
    ولدقة الحد الفاصل بينهما لا ينجو من هذا التلبيس إلا أرباب البصائر ذوو النفوس المطمئنة،
    وقد عقد الإمام المحقق ابن قيم الجوزية -رحمه الله تعالى- فصولًا نافعة؛ بَيَّن فيها هذه الدقائق النفيسة في كتابه (الرُّوح)، نجتزئ منها بما نحتاجه في هذا المقام. ‘‘

    [ عُلُوُّ الهِمَّة الطبعة الرابعة (ص116) ]








    الفَرْق بَينَ: شَرفِ النَّفْسِ، وَالتِّيه!




    ’’
    شرف النفس هو: صيانتها عن الدنايا والرذائل والمطامع التي تقطع أعناق الرجال؛ فيربأ بنفسه عن أن يُلقيها في ذلك.
    بخلاف التيه؛ فإنه خُلُق متولِّدٌ بين أمرين: إعجابه بنفسه، وازدرائه بغيره؛ فيتولد من بين هذين التيه.
    والأول -أي: شرف النفس- يتولد من بين خُلُقَيْن كريمين:
    » إعزاز النفس وإكرامها.
    » وتعظيم مالكها وسيدها أن يكون عبده دَنِيًّا وضيعا خسيسًا.
    فيتولد من بين هذينَ الخلقين شرف النفس وصيانتها.

    وأصل هذا كله: استعداد النفس وتهيؤها، وإمداد وليها ومولاها لها.
    فإذا فقد الاستعداد والإمداد؛ فقد الخير كله ..
    ‘‘ اهـ.


    [ الرُّوح (ص313) ]





    الفَرق بَين: صِيانَةِ النفسِ، وَالتكبُّر!




    ’’ والفرق بين الصيانة والتكبر:
    أن الصائن لنفسه بمنزلة رجل قد لبس ثوبًا جديدًا، نقي البياض، ذا ثمن؛ فهو يدخل به على الملوك فمَن دونَهم؛
    فهو يصونه عن الوسخ والغبار والطبوع وأنْواع الآثار إبقْاءً على بياضه ونقائه،
    فتراه صاحب تعزز وهروب من المواضع التي يخشى منها عليه التلوث،
    فلا يسمح بأثر ولا طبع ولا لوث يعلو ثوبه، وإن أصابه شيء من ذلك على غرَّة؛ بادر إلى قلعه وإزالته ومحو أثره.

    وهكذا الصائن لقلبه ودينه؛
    تراه يجتنب طبوع الذنوب وآثارها؛ فإن لها في القلب طبوعًا وآثارًا أعظم من الطبوع الفاحشة في الثوب النقي البياض،
    ولكن على العيون غشاوة أن تدرك تلك الطبوع، فتراه يهرب من مظان التلوث، ويحترس من الخلق،
    ويتباعد من تخالطهم مخافة أن يحصل لقلبه ما يحصل للثوب الذي يخالط الدباغين، والذباحين، والطباخين، ونحوهم.

    بخلاف صاحب العلو فإنه وإن شابه هذا في تحرزه وتجنبه؛ فهو يقصد أن يعلو رقابهم، ويجعلهم تحت قدمه، فهذا لون وذاك لون
    ‘‘ اهـ.

    [ الرُّوح (ص317) ]

    ،,

    أمَّا الكِبْر:
    ’’ فإنه أثر من آثار العجب والبغي مِن قلبٍ قد امتلأ بالجهل والظلم، ترحلت منه العبودية، ونزل عليه المقت.
    فنظرُهُ إلى الناس شَزَر، ومشيه بينهم تبختر، ومعاملته لهم معاملة الاستئثار، لا الإيثار، ولا الإنصاف.
    ذاهب بنفسه تيهًا، لا يبدأ مَن لقيه بالسلام، وإِن رد عليه رأى أنه قَد بالغ في الإنعام عليه.
    لا ينطلق لهم وجهه، ولا يسعهم خُلُقُه، ولا يرى لأحد عليه حقَّا، ويرى حقوقه على الناس.
    ولا يرى فضلهم عليه، ويرى فضله عليهم، لا يزداد مِن الله إلا بعدًا، ومن الناس إلا صَغارًا أو بغضًا
    ‘‘ اهـ.

    [ الرُّوح (ص316) ]




    تابعوني





  • #2
    رد: » فرُوق تمسُّ الحَاجَة إِلَى بَيَانِهَا !

    الفَرْقُ بَيْنَ: التَّواضُعِ، وَالمَهَانَةِ!




    ’’ الفرق بين التواضع والمهانة:
    أن التواضع يتولد من بين:
    » العلم بالله سبحانه ومعرفة أسمائه وصفاته ونعوت جلاله وتعظيمه ومحبته وإجلاله،
    » ومن معرفته بنفسه وتفاصيلها وعيوب عملها وآفاتها،
    فيتولد من بين ذلك كله خُلُق هو التواضع، وهو: انكسار القلب لله، وخفض جناح الذل والرحمة بعباده.
    فلا يرى له على أحدٍ فضلاً، ولا يرى له عند أحد حقًّا، بل يرى الفضل للناس عليه، والحقوق لهم قِبَلَه، وهذا خُلُق إنما يعطيه الله -عز وجل- ما يحبه ويكرمه ويقربه.


    وأما المهانة؛ فهي: الدناءة والخِسَّة وبذلُ النفس وابتذالُها في نيل حظوظها وشهواتها.
    كتواضع السُّفَّل في نيل شهواتهم، وتواضع المفعول به للفاعل، وتواضع طالب كل حظ لمن يرجو نيل حظه منه.
    فهذا كله ضَعَة لا تواضع، والله -سبحانه- يحب التواضع، ويبغض الضعة والمهانة.
    وفي (الصحيح) عنه -صلى الله عليه وسلم-: "وأوحى الله إليَّ أن تواضعوا؛ حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد"
    ‘‘ اهـ.

    [ الرُّوح (ص314) ]





    الفَرْقُ بَينَ: المنَافَسَةَ، والحَسَدِ!




    ’’ والفرق بين المنافسة والحسد:
    أن المنافسة البادرة إلى الكمال الذي تشاهد من غيرك، فتنافسه فيه حتى تلحقه، أو تجاوزه؛
    فهي من شرف النفس، وعلو الهمة، وكبر القدر، قال تعالى: "وفي ذلك فَلْيتنافس المتنافسون".
    وأصلها من الشيء النفيس الذي تتعلق به النفوس طلبًا ورغبة، فينافس فيه كل من النفسين الأخرى،
    وربما فرحت إذا شاركتها فيه؛ كما كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتنافسون في الخير، ويفرح بعضهم ببعض لاشتراكهم فيه،
    بل يحض بعضهم بعضًا عليه مع تنافسهم فيه، وهي نوع من المسابقة؛
    وقد قال تعالى: "فاسْتَبِقوا الخيرات"، وقال تعالى: "سابقوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنة عرضُها كعرض السماء والأرض"،
    وكان عمر بن الخطاب يسابق أبا بكر -رضي الله عنهما-، فلم يظفر بسبقه أبدًا، فلما علم أنه قد استولى على الإمامة قال: "والله لا أسابقك إلى شيء أبدًا"،
    وقال: "والله ما سبقته إلى خيرٍ، إلا وجدته قد سبقني إليه"،

    والمتنافسان كعبدين بين يدي سيدهما يتباريان، ويتنافسان في مرضاته، ويتسابقان إلى محابه،
    فسيدهما يعجبه ذلك منهما، ويحثهما عليه، وكل منهما يحب الآخر، ويحرضه على مرضاة سيده.

    والحسد خلقُ نفسٍ ذميمةٍ وضيعةٍ ساقطةٍ، ليس فيها حرصٌ على الخير.
    فلعجزها ومهانتها تحسد من يكسب الخير والمحامد، ويفوز بها دونها، وتتمنى أن لو فاته كسبها حتى يساويها في العدم،
    كما قال تعالى: "ودُّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء"، وقال تعالى: "ودَّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارًا
    حسدًا من عند أنفسِهم من بعد ما تبيَّن لهم الحق"،

    » فالحسود عدو النعمة، متمن زوالها عن المحسود كما زالت عنه هو.
    » والمنافس مسابق النعمة متمنٍّ تمامَها عليه وعلى من ينافسه؛ فهو ينافس غيره أن يعلو عليه، ويحب لحاقه به أو مجاوزته له في الفضل،
    والحسود يحب انحطاط غيره حتى يساويه في النقصان.

    وأكثر النفوس الفاضلة الخيرة تنتفع بالمنافسة؛ فمن جعل نصب عينيه شخصًا من أهل الفضل والسبق فنافسه؛
    انتفع به كثيرًا؛ فإنه يتشبه به، ويطلب اللحاق به والتقدم عليه، وهذا لا نذمه.
    وقد يطلق اسم الحسد على المنافسة المحمودة، كما في (الصحيح) عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
    "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناءَ الليل وأطراف النهار،
    ورجل آتاه الله مالاً فسلَّطه على هلكته في الحق"، فهذا حسدُ منافسةٍ وغِبْطَةٍ
    يدل على علو همة صاحبه، وكبر نفسه، وطلبها للتشبه بأهل الفضل
    ‘‘ اهـ.

    [ الرُّوح (ص 339-340) ]

    ،,

    فائدة من المصنِّف لكتاب العلو؛ الشيخ محمد المقدِّم :
    ’’ فعالي الهمة ينظر إلى من هو فوقه في الدين، ويقول: "فلان خير مني"، فينافسه.
    وساقط الهمة ينظر إلى من هو أسفل منه في الدين ويقول: "أنا خير من فلان".
    ‘‘ اهـ.

    [ عُلُوُّ الهِمَّة الطبعة الرابعة (ص120) ]






    الفَرُقُ بَينَ: حُبِّ الرِّياسَةِ، وَحُبِّ الِإمَامَةِ فِي الدِّينِ!




    ’’
    والفرق بين حب الرياسة وحب الإمارة للدعوة إلى الله:
    هو الفرق بين:
    » تعظيم أمر الله، والنصح له.
    » وتعظيم النفس، والسعي في حظها.
    فإن الناصح لله المعظم له المحب له يحب أن يُطاع ربُّه فلا يعصى، وأن تكون كلمته هي العليا،
    وأن يكون الدين كله لله، وأن يكون العباد ممتثلين أوامره مجتنبين نواهيه؛ فقد ناصح الله في عبوديته، وناصح خلقه في الدعوة إلى الله.

    فهو يحب الإمامة في الدين، بل يسأل ربه أن يجعله للمتقين إمامًا يقتدى به المتقون، كما اقتدى هو بالمتقين،
    فإذا أحب هذا العبد الداعي إلى الله أن يكون في أعينهم جليلًا، وفي قلوبهم مهيبًا، وإليهم حبيبًا،
    وأن يكون فيهم مُطاعًا، لكي يأتموا به، ويقتفوا أثر الرسول على يده؛ لم يضره ذلك، بل يحمد عليه؛
    لأنه داع إلى الله يحب أن يطاع، ويُعبد، ويُوحَّد؛ فهو يحب ما يكون عونًا على ذلك موصِّلًا إليه،
    ولهذا ذكر سبحانه عباده الذين اختصهم لنفسه، وأثنى عليهم في تنزيله، وأحسن جزاءهم يوم لقائه، فذكرهم بأحسن أعمالهم، وأوصافهم،
    ثم قال: "والذين يقولون ربَّنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرةَ أعين واجعلنا للمتقين إمامًا"،
    فسألوه أن يقر أعينهم بطاعة أزواجهم وذرياتهم له سبحانه، وأن يسر قلوبهم باتباع المتقين لهم على طاعته وعبوديته،

    فإن الإمام والمؤتم متعاونان على الطاعة، فإنما سألوه ما يعينون به المتقين على مرضاته وطاعته،
    وهو: دعوتهم إلى الله بالإمامة في الدين التي أساسها الصبر واليقين، كما قال تعالى:
    "وجعلناهم أئمةً يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون"،
    وسؤالهم أن يجعلهم أئمة للمتقين هو سؤال أن يهديهم، ويوفقهم،
    ويمنَّ عليهم بالعلوم النافعة والأعمال الصالحة ظاهرًا وباطنًا؛ التي لا تتم الإمامة إلا بها
    .

    وتأمل كيف نسبهم في هذه الآيات إلى اسمه الرحمن -جلَّ جلاله-؛
    ليعلم خلقه أن هذا إنما نالوه بفضل رحمته ومحض جوده ومنته !
    وتأمل كيف جعل جزاءهم في هذه السورة الغرف، وهي المنازل العالية في الجنة لما كانت الإمامة في الدين من الرتب العالية،
    بل من أعلى مرتبة يعطاها العبد في الدين، كان جزاؤه عليها الغرفة العالية في الجنة !

    وهذا بخلاف طلب الرياسة؛
    فإن طلابها يسعون في تحصيلها لينالوا بها أغراضهم من العلو في الأرض، وتعبد القلوب لهم،
    وميلها إليهم، ومساعدتهم لهم على جيع أغراضهم، مع كونهم عالين عليهم قاهرين لهم.
    فترتب على هذا المطلب من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله؛
    من البغي، والحسد، والطغيان، والحقد، والظلم، والفتنّة، والحمية للنفس، دون حق الله، وتعظيم من حقَّره الله،
    واحتقار من أكرمه الله، ولا تتم الرياسة الدنيوية إلا بذلك، ولا تنال إلا به وبأضعافه من المفاسد.
    والرؤساء في عمى عن هذا، فإذا كشف الغطاء تبين لهم فساد ما كانوا عليه،
    ولا سيما إذا حُشروا في صور الذر يطؤهم أهل الموقف بأرجلهم؛
    إهانةً لهم وتحقيرًا وتصغيرًا كما صغَّروا أمر الله وحقروا عباده.
    ‘‘ اهـ.


    [ الرُّوح (ص340-341) ]

    تعليق


    • #3
      رد: » فرُوق تمسُّ الحَاجَة إِلَى بَيَانِهَا !

      تمَّ؛
      بحمد الله وتوفيقه



      والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات.

      لم أتبين قسمًا مناسبًا للموضوع إلا هذا القسم،
      فأعتذر إن أخطأتُ في ذلك.

      تعليق


      • #4
        رد: » فرُوق تمسُّ الحَاجَة إِلَى بَيَانِهَا !

        جزاك الله خيرا غالية







        تعليق


        • #5
          رد: » فرُوق تمسُّ الحَاجَة إِلَى بَيَانِهَا !

          المشاركة الأصلية بواسطة om noar مشاهدة المشاركة
          جزاك الله خيرا غالية
          جزاك الله خيرًا و مرورك اسعدني رفيقة العمر

          تعليق

          يعمل...
          X