بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيم.
◥..... فُرُوقٌ .......
تَمسُّ الحَاجَة إلَى بَيَانِها! ◣
’’ قد تُلَبِّسُ النفسُ الأمارة بالسوء على العبد أمورًا يحبها الله ويرضاها بأمور يبغضها الله -عز وجل-،
ولدقة الحد الفاصل بينهما لا ينجو من هذا التلبيس إلا أرباب البصائر ذوو النفوس المطمئنة،
وقد عقد الإمام المحقق ابن قيم الجوزية -رحمه الله تعالى- فصولًا نافعة؛ بَيَّن فيها هذه الدقائق النفيسة في كتابه (الرُّوح)، نجتزئ منها بما نحتاجه في هذا المقام. ‘‘
◥..... فُرُوقٌ .......
تَمسُّ الحَاجَة إلَى بَيَانِها! ◣
’’ قد تُلَبِّسُ النفسُ الأمارة بالسوء على العبد أمورًا يحبها الله ويرضاها بأمور يبغضها الله -عز وجل-،
ولدقة الحد الفاصل بينهما لا ينجو من هذا التلبيس إلا أرباب البصائر ذوو النفوس المطمئنة،
وقد عقد الإمام المحقق ابن قيم الجوزية -رحمه الله تعالى- فصولًا نافعة؛ بَيَّن فيها هذه الدقائق النفيسة في كتابه (الرُّوح)، نجتزئ منها بما نحتاجه في هذا المقام. ‘‘
↙ [ عُلُوُّ الهِمَّة الطبعة الرابعة (ص116) ]
『 الفَرْق بَينَ: شَرفِ النَّفْسِ، وَالتِّيه! 』
’’ شرف النفس هو: صيانتها عن الدنايا والرذائل والمطامع التي تقطع أعناق الرجال؛ فيربأ بنفسه عن أن يُلقيها في ذلك.
بخلاف التيه؛ فإنه خُلُق متولِّدٌ بين أمرين: إعجابه بنفسه، وازدرائه بغيره؛ فيتولد من بين هذين التيه.
والأول -أي: شرف النفس- يتولد من بين خُلُقَيْن كريمين:
» إعزاز النفس وإكرامها.
» وتعظيم مالكها وسيدها أن يكون عبده دَنِيًّا وضيعا خسيسًا.
فيتولد من بين هذينَ الخلقين شرف النفس وصيانتها.
وأصل هذا كله: استعداد النفس وتهيؤها، وإمداد وليها ومولاها لها.
فإذا فقد الاستعداد والإمداد؛ فقد الخير كله .. ‘‘ اهـ.
’’ شرف النفس هو: صيانتها عن الدنايا والرذائل والمطامع التي تقطع أعناق الرجال؛ فيربأ بنفسه عن أن يُلقيها في ذلك.
بخلاف التيه؛ فإنه خُلُق متولِّدٌ بين أمرين: إعجابه بنفسه، وازدرائه بغيره؛ فيتولد من بين هذين التيه.
والأول -أي: شرف النفس- يتولد من بين خُلُقَيْن كريمين:
» إعزاز النفس وإكرامها.
» وتعظيم مالكها وسيدها أن يكون عبده دَنِيًّا وضيعا خسيسًا.
فيتولد من بين هذينَ الخلقين شرف النفس وصيانتها.
وأصل هذا كله: استعداد النفس وتهيؤها، وإمداد وليها ومولاها لها.
فإذا فقد الاستعداد والإمداد؛ فقد الخير كله .. ‘‘ اهـ.
↙ [ الرُّوح (ص313) ]
’’ والفرق بين الصيانة والتكبر:
أن الصائن لنفسه بمنزلة رجل قد لبس ثوبًا جديدًا، نقي البياض، ذا ثمن؛ فهو يدخل به على الملوك فمَن دونَهم؛
فهو يصونه عن الوسخ والغبار والطبوع وأنْواع الآثار إبقْاءً على بياضه ونقائه،
فتراه صاحب تعزز وهروب من المواضع التي يخشى منها عليه التلوث،
فلا يسمح بأثر ولا طبع ولا لوث يعلو ثوبه، وإن أصابه شيء من ذلك على غرَّة؛ بادر إلى قلعه وإزالته ومحو أثره.
وهكذا الصائن لقلبه ودينه؛
تراه يجتنب طبوع الذنوب وآثارها؛ فإن لها في القلب طبوعًا وآثارًا أعظم من الطبوع الفاحشة في الثوب النقي البياض،
ولكن على العيون غشاوة أن تدرك تلك الطبوع، فتراه يهرب من مظان التلوث، ويحترس من الخلق،
ويتباعد من تخالطهم مخافة أن يحصل لقلبه ما يحصل للثوب الذي يخالط الدباغين، والذباحين، والطباخين، ونحوهم.
بخلاف صاحب العلو فإنه وإن شابه هذا في تحرزه وتجنبه؛ فهو يقصد أن يعلو رقابهم، ويجعلهم تحت قدمه، فهذا لون وذاك لون ‘‘ اهـ.
،,
أمَّا الكِبْر:
’’ فإنه أثر من آثار العجب والبغي مِن قلبٍ قد امتلأ بالجهل والظلم، ترحلت منه العبودية، ونزل عليه المقت.
فنظرُهُ إلى الناس شَزَر، ومشيه بينهم تبختر، ومعاملته لهم معاملة الاستئثار، لا الإيثار، ولا الإنصاف.
ذاهب بنفسه تيهًا، لا يبدأ مَن لقيه بالسلام، وإِن رد عليه رأى أنه قَد بالغ في الإنعام عليه.
لا ينطلق لهم وجهه، ولا يسعهم خُلُقُه، ولا يرى لأحد عليه حقَّا، ويرى حقوقه على الناس.
ولا يرى فضلهم عليه، ويرى فضله عليهم، لا يزداد مِن الله إلا بعدًا، ومن الناس إلا صَغارًا أو بغضًا ‘‘ اهـ.
『 الفَرق بَين: صِيانَةِ النفسِ، وَالتكبُّر! 』
’’ والفرق بين الصيانة والتكبر:
أن الصائن لنفسه بمنزلة رجل قد لبس ثوبًا جديدًا، نقي البياض، ذا ثمن؛ فهو يدخل به على الملوك فمَن دونَهم؛
فهو يصونه عن الوسخ والغبار والطبوع وأنْواع الآثار إبقْاءً على بياضه ونقائه،
فتراه صاحب تعزز وهروب من المواضع التي يخشى منها عليه التلوث،
فلا يسمح بأثر ولا طبع ولا لوث يعلو ثوبه، وإن أصابه شيء من ذلك على غرَّة؛ بادر إلى قلعه وإزالته ومحو أثره.
وهكذا الصائن لقلبه ودينه؛
تراه يجتنب طبوع الذنوب وآثارها؛ فإن لها في القلب طبوعًا وآثارًا أعظم من الطبوع الفاحشة في الثوب النقي البياض،
ولكن على العيون غشاوة أن تدرك تلك الطبوع، فتراه يهرب من مظان التلوث، ويحترس من الخلق،
ويتباعد من تخالطهم مخافة أن يحصل لقلبه ما يحصل للثوب الذي يخالط الدباغين، والذباحين، والطباخين، ونحوهم.
بخلاف صاحب العلو فإنه وإن شابه هذا في تحرزه وتجنبه؛ فهو يقصد أن يعلو رقابهم، ويجعلهم تحت قدمه، فهذا لون وذاك لون ‘‘ اهـ.
↙ [ الرُّوح (ص317) ]
أمَّا الكِبْر:
’’ فإنه أثر من آثار العجب والبغي مِن قلبٍ قد امتلأ بالجهل والظلم، ترحلت منه العبودية، ونزل عليه المقت.
فنظرُهُ إلى الناس شَزَر، ومشيه بينهم تبختر، ومعاملته لهم معاملة الاستئثار، لا الإيثار، ولا الإنصاف.
ذاهب بنفسه تيهًا، لا يبدأ مَن لقيه بالسلام، وإِن رد عليه رأى أنه قَد بالغ في الإنعام عليه.
لا ينطلق لهم وجهه، ولا يسعهم خُلُقُه، ولا يرى لأحد عليه حقَّا، ويرى حقوقه على الناس.
ولا يرى فضلهم عليه، ويرى فضله عليهم، لا يزداد مِن الله إلا بعدًا، ومن الناس إلا صَغارًا أو بغضًا ‘‘ اهـ.
↙ [ الرُّوح (ص316) ]
تابعوني
تابعوني
تعليق