إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تحسين خلقك مع الحق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تحسين خلقك مع الحق

    ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين ( 2 / 308 - 309 ) :

    فصل


    قال : (( الدرجة الثانية : تحسين خلقك مع الحق . وتحسينه منك : أن تعلم أن كل ما يأتي منك يوجب عذرا ، وأن كل ما يأتي من الحق يوجب شكرا ، وأن لا ترى له من الوفاء بدا)).

    هذه الدرجة مبنية على قاعدتين :

    إحداهما : أن تعلم أنك ناقص . وكل ما يأتي من الناقص ناقص . فهو يوجب اعتذاره منه لا محالة . فعلى العبد أن يتعذر إلى ربه من كل ما يأتي به من خير وشر . أما الشر : فظاهر . وأما الخير : فيعتذر من نقصانه . ولا يراه صالحا لربه .

    فهو - مع إحسانه - معتذر في إحسانه . ولذلك مدح الله أولياءه بالوجل منه مع إحسانهم بقوله : { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }[المؤمنون:60] وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (هو الرجل يصوم ، ويتصدق . ويخاف أن لا يقبل منه ) فإذا خاف فهو بالاعتذار أولى .


    والحامل له على هذا الاعتذار أمران :

    أحدهما : شهود تقصيره ونقصانه .

    والثاني : صدق محبته . فإن المحب الصادق يتقرب إلى محبوبه بغاية إمكانه . وهو معتذر إليه ، مستحيي منه : أن يواجهه بما واجهه به . وهو يرى أن قدره فوقه وأجل منه . وهذا مشاهد في محبة المخلوقين .

    القاعدة الثانية : استعظام كل ما يصدر منه سبحانه إليك ، والاعتراف بأنه يوجب الشكر عليك ، وأنك عاجز عن شكره . ولا يتبين هذا إلا في المحبة الصادقة . فإن المحب يستكثر من محبوبه كل ما يناله . فإذا ذكره بشيء وأعطاه إياه : كان سروره بذكره له ، وتأهيله لعطائه : أعظم عنده من سروره بذلك العطاء بل يغيب بسروره بذكره له عن سروره بالعطية . وإن كان المحب يسره ذكر محبوبه له ، وإن ناله بمساءة . كما قال القائل :

    لئن ساءني أن نلتني بمساءة *** لقد سرني أني خطرت ببالكا

    فكيف إذا ناله محبوبه بمسرة - وإن دقت - فإنه لا يراها إلا جليلة خطيرة . فكيف هذا مع الرب تعالى الذي لا يأتي أبدا إلا بالخير ؟ ويستحيل خلاف ذلك في حقه . كما يستحيل عليه خلاف كماله . وقد أفصح أعرف الخلق بربه عن هذا بقوله : ( والشر ليس إليك )أي لا يضاف إليك . ولا ينسب إليك . ولا يصدر منك . فإن أسماءه كلها حسنى ، وصفاته كلها كمال ، وأفعاله كلها فضل وعدل ، وحكمة ورحمة ومصلحة . فبأي وجه ينسب الشر إليه سبحانه وتعالى ؟ فكل ما يأتي منه فله عليه الحمد والشكر . وله فيه النعمة والفضل .

    قوله : ((وأن لا يرى من الوفاء بدا )).

    يعني : أن معاملتك للحق سبحانه بمقتضى الاعتذار من كل ما منك ، والشكر على ما منه - عقد مع الله تعالى لازم لك أبدا ، لا ترى من الوفاء به بدا . فليس ذلك بأمر عارض ، وحال يحول . بل عقد لازم عليك الوفاء به إلى يوم القيامة .
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 21-07-2015, 06:36 PM. سبب آخر: تشكل الآية

  • #2
    رد: تحسين خلقك مع الحق

    جزاكم الله خيرااا واثابكم
    ~وقفات مع الصحابة وامهات المؤمنين~ ♥♥♥متجدد♥♥♥

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

    تعليق


    • #3
      رد: تحسين خلقك مع الحق

      ​جزاكم الله خيرًا

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        رد: تحسين خلقك مع الحق

        جزاكم الله خيرًا

        تعليق


        • #5
          رد: تحسين خلقك مع الحق

          جزاكم الله خيرًا على مروركم الطيب

          تعليق

          يعمل...
          X