إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مُضل له و من يضلل فلا هادي له
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله
۞۞۞۞۞
أخواتى فى الله
اليوم أحدثكم عن اشد أعدائكم
هو إبليس لعنة الله عليه وهي قصة صراع ابدي بينه وبين آدم وذريته حتي يرث الله الأرض من عليها
وفى القرآن الكريم نجد ان الله حذرنا من الشيطان الرجيم مرارا وتكرارا
ولكن الإنسان كان ظلوما جهولا فهيا نتعرف علي قصة الصراع الأبدى بين إبليس وآدم
منذ خلق الله آدم وأمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وهناك عداوة بين إبليس وآدم ومن بعده ذريته
وكل سور القرآن الكريم لم تخلو من ذكر الشيطان وعداوته للإنسان منذ بدء الخليقة
وخلاصة القصص فى القرآن هى صراع بين الإنسان والشيطان
ولقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من العدو الاول للإنسان فى أكثر من موضع فى القرآن
فقال تعالى:
(أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)
يـس:60
وقال تعالى:
(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً)
فاطر: 6
وقال تعالى:
(إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ)
يوسف: 5
وتبدء قصة إبليس فى القرآن كما يلى :
قال تعالى:
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ , قُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ,فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ , فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
(البقرة: 34 :37)
وهكذا نزل إبليس إلى الارض ولكن نلاحظ الآية التالية
تدلنا على أن إبليس كان من الجن فكيف كان فى الجنة
قال تعالى :
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ }
الكهف : 50
وهناك فرق بين الملائكة والجن والإنسان وسميت الجن بذلك لأنها لا ترى بالأعين
وجاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(خُلقت الملائكة من نور, وخُلق الجانّ من مارج من نار, وخُلق آدم مما وُصف لكم)
(مسلم )
وهذا يدل على أن إبليس كان من الجن
فكيف كان فى الجنة ؟
ومن هو إبليس ؟
يقال فى الأثر
خلق الله الجن و أنزلهم ليعمرو الارض قبل خلق آدم بملايين السنين
ولكنهم افسدوا فيها وكان منهم الصالحون و المفسدون
و كان من إبليس من أشد الجن تقوى لله فلما بغى الجن
و طغوا سلط الله عليهم الملائكة فأخرجتهم الى الجزر والجحور
و لما صعد الملائكة الى الجنة كان معهم إبليس كما أمرهم الله
و كان من شدة إيمانه وخشيته لله كان من المقربين
وكانت الملائكة تحبه و تقدره فأصابه الغرور و الكبر
ولما أمره الله بالسجود لآدم فأبى وتكبر
وقال تعالى:
(قَالَ يَا إِبلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ)
الحجر 32 :33
طرده الله من الجنة ولكنه طلب عليه اللعنة من الله أن يمهله إلى يوم القيامة فستجاب الله عز وجل لطلبه
قال تعالى:
(قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ , قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ)
الأعراف 14 : 15
قال تعالى :
(قالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ
وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ, قالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ)
الأعراف 18:15
مذءوما : مذموما
وإبليس هذا هو أسمه فى علم الجن و لما عصى و فسق عن أمر ربه سمى شيطان
شطن : أى أبتعدعن طاعة الله
وهكذا عصى إبليس ربه وطرد من الجنة و أصبح من المذلولين إلى يوم القيامة
ودخل فى تحدى مع رب العزة لإثبات أن آدم وذريته لا يستحقون تكريم الله لهم
لقد حذرنا الله من الشيطان فى مواقع كثيرة من القرآن
ولقد ورد اسم إبليس فى القرآن واحيانا يذكر باسم الشيطان
قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ )
البقرة : 168
۞۞۞۞۞
عمل إبليس منذ أن طرده الله من الجنة بعد أن رفض السجود لآدم
على إخراج آدم وحواء من الجنة وذلك بالوسوسة لهما حتى وقعا في معصية الله وأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها
قال تعالى:
(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ)
البقرة: 36
وقال سبحانه:
(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى * فَأَكَلا مِنْهَا)
طـه:120ــ 121
ثم بدء بعد ذلك مع ذريتهما حتى يومنا هذا فهو الغوى المبين وهو من يزين لبنى آدم كل قبيح مثل :
الدعوة إلى التعري وكشف السوآت والخلاعة في اللباس
قال تعالى:
(فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا)
الأعراف: 20
إغواء عامة الناس وذلك بتحسين الأعمال القبيحة وتزيينها في عيونهم
قال تعالى:
(قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)
الحجر:39ــ 40
اشعال العداوة والبغضاء بين بنى آدم
قال تعالى:
(فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ)
طـه: 117
وقال تعالى:
(وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)
البقرة: 36
وقال تعالى:
(قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)
الأعراف: 24
القعود على الصراط المستقيم لإخراج الناس عنه بإتيانهم من كل جهات الحق والباطل
قال تعالى:
(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)
الأعراف:16ــ 17
اتخاذ الغناء الفاحش والماجن كوسيلة في إضلال الناس وصرفهم عن كتاب الله
قال تعالى:
(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ)
الإسراء: 64
وعد الناس بالباطل والكذب عليهم وإلهاؤهم بالخداع والغش
قال تعالى:
(وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً)
الإسراء: 64
وقال تعالى:
(يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً)
النساء:120
اتخاذ أتباعه ورجاله وذريته كوسيلة لتحقيق أهدافه الشيطانية
قال تعالى:
(وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ)
الإسراء: 64
صرف الناس عن الكسب الحلال إلى الكسب الحرام وعن أكل الحلال إلى أكل الحرام
والأمر بالسوء والفحشاء وتشجيع الناس بأن يفتروا على الله ويقولوا على الله مالا علم لهم به
قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)
البقرة 168 : 169
نهي الناس عن الإنفاق في سبيل الله بتخويفهم من الفقر والدعوة إلى الفحش والتفحش
قال تعالى:
(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
البقرة:268
تشجيع المجاهدين على الفرار من الزحف حين ملاقاة المشركين
قال تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ
بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ)
آل عمران:155
تخويف المؤمنين من ملاقاة الكافرين ومجاهدته وذلك من خلال أتباعه بإرسالهم للوسوسة للمؤمنين
قال تعالى:
(إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
آل عمران:175
تشجيع المؤمنين على التحاكم للطواغيت حكام الجاهلية وتشجيعهم على عدم الكفر بهم
قال تعالى:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً)
النساء:60
تشجيع الكافرين على قتال المؤمنين بالتحريش بينهم والإيقاع بينهم
قال تعالى:
(الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً)
النساء:76
إشاعة الشبهات والشائعات بين المسلمين وإفشاؤها قبل التثبت منها
قال تعالى:
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً)
النساء:83
أمر الناس بشق آذان الأنعام وتسييبها للأصنام كما كان يفعل ذلك أهل الجاهلية
قال تعالى:
(وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ)
النساء:119
أمر الناس بتغيير خلق الله ومثاله إخراج الناس عن فطرة الإيمان التي خلقهم عليها
ومثاله أيضاً الدعوة إلى التنمّص والوشم والتفلج للحسن
قال تعالى:
(وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)
النساء: 119
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لعن الله النامصات والمتمنصات والواشمات والمستوشمات, المتفلجات للحسن, المغيرات لخلق الله)
رواه مسلم
يتبع
۞۞۞۞۞
تعليق