إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الافتراء على الأبرياء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الافتراء على الأبرياء

    كم من اعراض انتهكت واتهامات للبعض بالباطل بمجرد السماع عنها دون تحقق لن يغني عنك من الله شيئاً أن تقول: سمعت الناس يقولونه فقلته، وقد قال تعالى: وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ سورة النــور 16.
    وقد قال نبيك صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع). رواه مسلم. والكذب: الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه، ولا يشترط فيه التعمد، ولذلك ينبغي الدقة والمراجعة للنفس
    وقد حصل أن اتهم كثير من عباد الله الأبرياء عبر التاريخ، فاتهم نبي الله يوسف في عرضه، وشرفة (قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
    .( قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل )


    لما اتهم سعيد بن زيد أنه أخذ شيئاً من أرض لجارته، اتهمته عند الخليفة، قال: أنا كنت آخذ من أرضها شيئاً بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما سمعت؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أخذ شبراً من الأرض ظلماً طوقه إلى سبع أرضين) في عنقه يوم القيامة، شبر إلى سبع أرضين إلى الأرض السفلى حول عنقه. ثم قال: اللهم إن كانت كاذبة فعم بصرها واقتلها في أرضها. قال الراوي: فما ماتت حتى ذهب بصرها ثم بينا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت.. رواه مسلم.

    لما اتهم سعد بن أبي وقاص، من العشرة المبشرين بالجنة، قالوا عنه: إنه لا يسير بالسرية، يترك الجهاد، ولا يقسم بالسوية، لا يعدل في التوزيع من بيت المال، ولا يعدل في القضية، يجور في الحكم إذا قضى بين الخصمين، قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك – هذا الذي قال هذا الكلام، وقد عرف من هو- كاذباً، قام رياءً وسمعة، وهذا الاحتياط في الدعاء من المظلوم، اللهم إن كان عبدك هذا كاذباً قام رياءً وسمعة فأطل عمره وأطل فقره وعرضه بالفتن. هذا الرجل رؤي بعد ذلك شيخ كبير سقط حاجباه على عينيه من الكبر يتعرض للبنات في الشارع يغمزهن، يُسئل فيقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد. وفيه جواز الدعاء على الظالم المعين، وهكذا استجاب الله دعوة سعد وهو مجاب الدعوة.
    اليهود الذين افتروا على مريم قال تعالى: وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًاسورة النساء 156.البهتان: الكذب المفرط الذي يتعجب منه، افتروا عليها - عليها السلام – بأنها وقعت في الفاحشة وأنها بغي، وأن ذلك كان مع يوسف النجار، مع أنه كان رجلاً صالحاً فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّاسورة مريم 27. ولكن برأها الله بنطق عيسى، بنطق ولدها قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّاسورة مريم 30. وهكذا رد الله تعالى فريتهم، لكن كيف يسارعون إلى اتهام البريئة بالزنا؟

    ليس عندهم دليل، ولا بينة، لا رأوا، ولا سمعوا، مباشرة افتروها، افتروا القضية، وإن المتهم المسكين، البريء، والبريئة، ليشكوا إلى الله في ظلمة الليل أمره، ينتحب بالنهار وعينه لا ترقأ من الدمع حزناً على هذه الحال؛ لأنه يعيش في ظنك، وشدة، وضيق من هؤلاء الذين رموه بما رموه به، وليس أعز على الصادق من أن يتهم بالكذب، ولا على الأمين من أن يتهم بالخيانة، فكيف وقد قالوا على نبينا صلى الله عليه وسلم: إنه كذاب، واتهموه بالخيانة.
    قال عليه الصلاة والسلام: (من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة). حديث صحيح، وفي رواية (كان له حجاباً من النار).

    يجب ان لا نقبل الأخبار على عواهنها، ونأخذ الأمور دون تبين وتحقق، والله سبحانه وتعالى قد ذكر في كتابه العزيز حد القذف ثمانين جلده، لمن يتهم ولا يأتي بشهداء، يرمي بالفاحشة ولا يأتي بأربعة شهداء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةًسورة النــور 4. وأولئك عند الله هم الكاذبون، وفي الوقت ذاته فإننا لا نتعامى عن الحقائق، وإذا قيلت الحقيقة بالأدلة والبيانات نعمل بها، وننصح المتهم، ننصح المذنب، نعاقب المذنب إذا ثبت ذلك عليه، أما أن نبرئ كل الناس فلا، فإن منهم الفاجر، فإن منهم المعتدي، الظالم، لا بد من الأخذ على يديه.
    ان اتهام الأبرياء بالتهم الباطلة، والأخذ بالظن والتخمين، ورمي المؤمنين بما لم يعملوا، وبهتانهم بما لم يفعلوا، عاقبته وخيمة، وآثاره أليمة في الدنيا والآخرة فإن الافتراء على الأبرياء جريمة عظيمة، وخطيئة منكرة (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) سورة النــور 15. إن إيذاء المؤمنين والمؤمنات، من الأبرياء والبريئات، عاقبته خطيرة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًاسورة الأحزاب )

    موقع الشيخ محمد صالح المنجد

  • #2
    رد: الافتراء على الأبرياء

    جزاكم الله خيرا
    ينقل للقسم المناسب

    اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

    تعليق


    • #3
      رد: الافتراء على الأبرياء

      جزاك الله خيرا أختى

      موضوع مميز .. بارك الله فيك


      يارب ... أستودعك أبناء أخى فاحفظهم بحفظك وأعدهم لنا سالمين خلقاً وخُلقاً



      تعليق


      • #4
        رد: الافتراء على الأبرياء

        جزاكى الله خيرا اختى

        تعليق

        يعمل...
        X