إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف نخاف الله عز وجل ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف نخاف الله عز وجل ؟

    كيف نخاف الله عز وجل ؟


    الخوف من الله تعالى واجب على كل أحد ، ولا يبلغ أحد مأمنه من الله إلا بالخوف منه ، قال الله عز وجل : ( فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) آل عمران/175 ، وقال عز وجل : ( فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ) المائدة/44 ، وقال سبحانه : ( وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) البقرة/40 .
    وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ، وَلَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنِ، إِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه ابن المبارك في "الزهد" (157) ، وحسنه الألباني في "الصحيحة" (742).
    ثانيا :
    كيف نخاف الله عز وجل ؟ ما هو الواجب علينا فعله لنبلغ هذه المنزلة ؟
    كيف تدل محبة الله تعالى على الخوف منه ؟
    إن لذلك وسائل شرعية ، وأعمالا قلبية ، نذكر منها ما يتهيأ به – إن شاء الله - لكل مسلم أن يخاف ربه ، ويخشى عذابه ، ويلجئه خوفه إلى حسن الظن به سبحانه ، فمن ذلك :
    - قراءة القرآن وتدبر معانيه :
    قال تعالى : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) الاسراء/107-109 وقال عز وجل : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً ) مريم/58
    - استشعار عظم الذنب وهوله :
    روى البخاري (6308) عن ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا " .
    - تقوى الله تعالى ، بفعل الطاعات ، وترك المنكرات والمحرمات ، فهذا يزرع الخوف في القلوب ، ويحييها بعد مواتها ، ويشغلها بمحبة الله وابتغاء مرضاته واتقاه سخطه .
    - تعظيم محارم الله . قال ابن القيم رحمه الله :
    " الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ الصَّادِقُ: مَا حَالَ بَيْنَ صَاحِبِهِ وَبَيْنَ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا تَجَاوَزَ ذَلِكَ خِيفَ مِنْهُ الْيَأْسُ وَالْقُنُوطُ.
    قَالَ أَبُو عُثْمَانَ: صِدْقُ الْخَوْفِ : هُوَ الْوَرَعُ عَنِ الْآثَامِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا.
    وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ يَقُولُ: الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ مَا حَجَزَكَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ " انتهى من "مدارج السالكين" (1/ 510) .
    - معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته . قال ابن القيم رحمه الله :
    " كلما كان العبد بالله أعلم ، كان له أخوف. قال ابن مسعود: " كفى بخشية الله علماً " ونقصان الخوف من الله إنما هو لنقصان معرفة العبد به، فأَعرف الناس أخشاهم لله، ومن عرف الله اشتد حياؤه منه وخوفه له وحبه له، وكلما ازداد معرفة ازداد حياءً وخوفاً وحباً " انتهى ، من "طريق الهجرتين" (ص 283).
    - معرفة فضل الخائفين من الله الوجلين ، قال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الأنفال/ 2
    وعن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه – قال : قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : ( لا َيَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع ، وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ ) . رواه الترمذي (1633) ، والنسائي (3108) . وصححه الألباني .
    وعنه قالَ : قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ ... ) الحديث ، وفيه : ( ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ) . رواه البخاري (660) ، ومسلم (1031) .
    - تدبر أحوال الخائفين ، وكيف وصلوا إلى هذه المنزلة بالإيمان والعمل الصالح ، وقيام الليل ، وصيام النهار ، والبكاء من خشية الله . قال الغزالي رحمه الله :
    " معرفة سير الأنبياء والصحابة فيها التخويف والتحذير ، وهو سبب لإثارة الخوف من الله ، فإن لم يؤثر في الحال أثر في المآل " انتهى من "إحياء علوم الدين" (2/ 237) .
    وقال ابن الجوزي رحمه الله :
    " من علم عظمة الإله : زاد وجله، ومن خاف نِقَم ربه : حسن عمله، فالخوف يستخرج داء البطالة ويشفيه، وهو نعم المؤدب للمؤمن ويكفيه.
    قال الحسن: صحبت أقواماً كانوا لحسناتهم أن ترد عليهم أخوف منكم من سيئاتكم أن تعذبوا بها .." انتهى، من "مواعظ ابن الجوزي" (ص 91) بترقيم الشاملة .
    - تدبر آيات العذاب والوعيد ، وما جاء في وصف النار ، وحال أهلها ، وما هم فيه من البؤس والشقاء والعذاب المقيم .
    - أن تعلم قدر نفسك ، وأنك ضعيف مهين ، ولو شاء الله لعاجلك بالعقوبة ، فينبغي لمن هذه حاله أن يكون خائفا من مولاه ، قال الغزالي رحمه الله :
    " الخوف مِنَ اللَّهِ تَعَالَى تَارَةً يَكُونُ لِمَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَعْرِفَةِ صِفَاتِهِ وَأَنَّهُ لَوْ أَهْلَكَ الْعَالَمِينَ لَمْ يُبَالِ وَلَمْ يَمْنَعْهُ مَانِعٌ ، وَتَارَةً يَكُونُ لِكَثْرَةِ الْجِنَايَةِ مِنَ الْعَبْدِ بِمُقَارَفَةِ الْمَعَاصِي ، وَتَارَةً يَكُونُ بِهِمَا جَمِيعًا ، وَبِحَسَبِ مَعْرِفَتِهِ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِجَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى وَاسْتِغْنَائِهِ ؛ فَأَخْوَفُ النَّاسِ لِرَبِّهِ أَعْرَفُهُمْ بِنَفْسِهِ وَبِرَبِّهِ " .
    انتهى من "إحياء علوم الدين" (4/ 155) .
    - تدبر أحوال الظالمين والعاصين الذين أخذهم الله بذنوبهم ، إلام صاروا ؟ وما هو حالهم اليوم بعد أن باغتهم العذاب ؟ قال تعالى : ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ) مريم/ 98 .
    - تدبر أحوال الناس يوم الفزع الأكبر ، وما هم فيه من الكرب العظيم ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) الحج/ 1، 2 ، وقال عز وجل : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ) هود/ 103.
    - سماع المواعظ المؤثرة والمحاضرات المرققة للقلب .
    عن العرباض بن سارية رضي الله عنه ـ وهو أحد البكّائين ـ قال : ( وَعَظَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ) . رواه الترمذي (2676) ، وأبو داود (4607) ، وابن ماجه (42) وصححه الألباني.
    - كثرة ذكر الله :
    فكثرة الذكر تبعث على استحضار جلال الله وعظمته ومراقبته ومحبته والحياء منه ، وكل ذلك يبعث على خشيته والخوف منه ومن عذابه ومن حرمانه .
    - الخوف من مباغتة العقوبة ، وعدم الإمهال والتمكن من التوبة :
    قال ابن القيم رحمه الله :
    " ينشأ - يعني الخوف - من ثلاثة أُمور:
    أحدها: معرفته بالجناية وقبحها.
    والثاني: تصديق الوعيد ، وأن الله رتب على المعصية عقوبتها.
    والثالث: أنه لا يعلم لعله يمنع من التوبة ، ويحال بينه وبينها إذا ارتكب الذنب. فبهذه الأمور الثلاثة يتم له الخوف، وبحسب قوتها وضعفها : تكون قوة الخوف وضعفه، فإن الحامل على الذنب إما أن يكون عدم علمه بقبحه، وإما عدم علمه بسوءِ عاقبته، وإما أن يجتمع له الأمران لكن يحمله عليه اتكاله على التوبة، وهو الغالب من ذنوب أهل الإيمان، فإذا علم قبح الذنب ، وعلم سوءَ مغبته وخاف أن لا يفتح له باب التوبة ، بل يمنعها ويحال بينه وبينها : اشتد خوفه.
    هذا قبل الذنب ؛ فإذا عمله : كان خوفه أشد.
    وبالجملة فمن استقر في قلبه ذكر الدار الآخرة وجزائها، وذكر المعصية والتوعد عليها، وعدم الوثوق بإتيانه بالتوبة النصوح : هاج في قلبه من الخوف ما لا يملكه ولا يفارقه حتى ينجو " انتهى ، من "طريق الهجرتين" (ص 283) .
    وانظر للفائدة إجابة السؤال رقم : (46911) ، والسؤال رقم : (104771) ، والسؤال رقم : (125618) .
    والله أعلم .
    موقع الإسلام سؤال وجواب
    فتاوى ذات صلة



  • #2
    رد: كيف نخاف الله عز وجل ؟


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
    ربِ يرضى عنكم ويرضيكم

    يقول ابن القيم : نصيبك من محبة الله على قدر ذكرك له
    اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبــــادتك ..
    عليك بالجود فإن صدر الجواد منشرح وباله واسع والبخيل ضيق الصدر مظلم القلب مكدر الخاطر
    اذا طار نومك فكبر..
    واذ طال ليلك فاذكر..
    واذا ارقت فاشكر..
    واذا اقبل السحر فاستغفر..
    لا تَتردد في الرجوع إلىَ الله حتى إن كثرت ذُنوبك ..
    فَالذي سَترك وأنت تَحت سقف المَعصيه ~
    لَن يخذلك وأنت تَحت جَناح التوبه
    أبشر يا عبد الله





    إن أكثرت الإستغفار لله :
    إن أكثرت الإستغفار لله .. فثق به ولاتيأس من رَوحه أبداً .
    إن أكثرت الإستغفار لله
    ... فثق به ولا تقنط من رحمته يوماً .
    إن أكثرت الإستغفار لله
    .. فثق أن الدنيا مهما ضاقت فى وجهك , والأبواب مهما غُلّقت والأسباب مهما تقطّعت . فستنفتح فتحا مبينا وستيسر تيسيرا عظيماً .
    إن أكثرت الإستغفار لله
    .. فُزْتَ , فإنّ من لم يستغفر كثيرا صار متمردا علي الله خارجا عنه متبعا للشيطان وهواه .
    إن أكثرت الإستغفار لله
    .. فلا تقنط , فالقنوط من دلائل الضلال .


    هنيئا لمن كانت أمه بين يديه الآن
    أريد الاستقامة ولا أجد معين من أهل أو أصحاب

    دعواتكم لى بختم القران الكريم
    وربنا يوفقنى فى مدرستى

    تعليق


    • #3
      رد: كيف نخاف الله عز وجل ؟

      جزاكم الله خيرا
      ينقل للقسم المناسب

      اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

      تعليق

      يعمل...
      X