السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
الحمدلله و حده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و على الله و صحبه أجمعين..
اللهم ارزقنا شفاعته ، و أجعلنا من خيار أمته ، اللهم اسقنا من حوضه شربةً هنيئةً لا نظمأ بعدها أبداً يارب العالمين..
{ ولا تؤْتوا السّفهاء أمْوالكم الّتِي جعل اللّه لكمْ قِيامًا وارْزقوهمْ فِيها واكْسوهمْ}[ النساء:5]
نعم المال الصالح للرجل الصالح , قال ربنا جل و علا في كتابه{ ولا تؤْتوا السّفهاء أمْوالكم }.[ النساء:5]
و قال نبينا صلى الله عليه و آله و سلم :(نعم المال الصالح للرجل الصالح )
إذاً هناك توجيه في القرآن و السنه عن كيفيه التعامل مع المال
{ فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه } [الملك/15]
{ هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا }[البقرة/29]
منه كيف نتعامل مع المال ؟
كيف أستطيع أن أصل إلى ثقافة الإدخار ؟
كيف يمكن لي ان أؤمن لنفسي بيتاً
أن أؤمن لأولادي بيتاً سياره مستلزمات الحياة
إضافةً إلى إنفاقي في سبيل الله إلى إحساني إلى صدقتي
كيف أجمع بين هذا و هذا ؟
ماهي قيمة الإدخار و الحفظ ؟
{ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط} [الإسراء/29]
كيف أوفق هذه الوسطية ؟
هناك طرق و أساليب ذكرها العلماء و الإقتصاديون نقف اليوم على شيء منها ..
تعالوا اليوم نترك أثراً في الإدخار :
الله سبحانه وتعالى يقول قاعده في التعامل مع المال -( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا )- [الفرقان/67]
إذاً كيف ينفقون يا ربي ؟قال (وكان بين ذلك قواما) [الفرقان/67]
يعني يستطيع إنه يعيش وسطي عندما يتعامل مع أمواله
أنت عندما تنفق على أولادك ، عندما تنفق حتى في سبيل الله ، يعني النبي عليه الصلاة و السلام عندما جاء إليه عمر بمال كثير قال:
ماذا تركت لأهلك ؟ ، قال: تركت له نصفا "تركت له مثله"
يعني يوجد إعتدال حتى في كيفية الإنفاق و النبي صلى الله عليه و سلم يقول: لما تكلم عن الإنفاق ، قال: "و الله لو ان عندي كذا و كذا ما أحب أن تأتي عليَ ليلتين إلا و انا أنفقته"
ثم قال: إلا شيء ارصده للدين.
النبي عليه الصلاة و السلام كان يتعامل مع المال عندما يأتي إليه مثلاً في غنائم أو ماشابه ذلك كان يمسك عنده مايكفيه لسنة كامله ! إنظر إلى الإدخار!!
يمسك عنده ما يكفيه لسنة كامله ,ثم بعد ذلك إن جاءه من يحتاج أو نحو ذلك أعطاه عليه الصلاة و السلام
بل الأحاديث التي جاء فيها ان النبي عله الصلاة و السلام لم يجد شيئاً في بيته هذا كله قبل أن يوسع على المسلمين ..
يعني عندما يقال لك مثلاً النبي عليه الصلاة و السلام أقبلت إمرأة و طرقت الباب معها ابنتان لها طرقت الباب على عائشه فلم تجد عائشه إلا ثلاث تمرات فأعطتها الثلاث تمرات..إلى آخر القصه
بعض الناس يقول إنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن في بيته ولا كسرة خبز لأن عائشه لم تجد إلا ثلاث تمرات ..!
أو يقول لك مثلاً أن قوماً جاءو من قبل مضر مثلاً جاءو جوعا فالنبي عليه الصلاة و السلام دخل إلى بيته و نظر في بيوته فلم يجد شيئاً
فخرج فقال للصحابه فقال تصدقوا قبل أن لا تصدقوا ..تصدق رجل من ديناره ..تصدق رجل من درهمه.. تصدق رجل من صاع تمره من صاع بره
حتى جمع الطعام بين يديه فيقول لك انظر إلى زهد النبي عليه الصلاة و السلام ماوجد في بيته و لا كسره و لا شيء يتصدق به عليهم
حسناً هل هذه يصح الإستشهاد به ؟
هذا مخالف لقوله تعالى{ والّذِين إِذا أنْفقوا لمْ يسْرِفوا ولمْ يقْتروا }.[ الفرقان:67]
اذا النبي صلى الله عليه و سلم سيدفع كل مافي بيته ثم تأتي عائشه لتأكل غداءً أو عشاءً فلا تجد لأنه تصدق بكل شيء !
لا يمكن للنبي صلى الله علي و سلم ان يفعل مايخالف القرآن أو مثلاً قول الله جل و علا
-(ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا )- [الإسراء/29]
يلومك الناس و أنت تتحسر على مالك قوله سبحانه و تعالى(مغلولة إلى عنقك)
مثل الصغير الآن لو قلت له خذ هذه مثلاً 5 ريالات فأخذها ثم قلت أعطني إياها !
تجد انه حتى يشعر بالتمكن منها كل ماأشعر أكثر قام يجرها إلى نفسه أكثر ,
تجده يقول إنها لي تقول له أعطيني اياها يقول لا لي , أعطني اياها يقول لي حتى يلصقها بصدره بأعلى صدره
مايقول هي لي و يضعها على بطنه أو على فخذه دائماً الإنسان عندما يقبض الشيء بقوه تجده انه يرفعه إلى هنا يقول لا لي هذه أموالي لن اعطيها احد
و لذلك قال الله تعالى( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ) لا تكون بخيل جداً و ايضاً (ولا تبسطها كل البسط)
كل ماجاءتك أموال تقول و الله اشتر كذا أو اصنع كذا(فتقعد ملوما محسورا )
انت يلومك الناس و يقولوا انت صرفت أموالك
الآن لا تملك بيت لأنك لو جمعت أموالك اشتريت بيت ,
ماعندك الآن أموال حتى تصلح سيارتك لو أنك تجمع أموالك كان اصلحت سيارتك,
جاء العيد و ليس عندك مال تشتري به لأولادك ثيباً لو لديك أموال استطعت ان تفعل كذا
لماذا؟ لأنها بسطها كل البسط فيلومه الناس
(محسورا) و يتحسر ايضاً هو على انفاقه لأمواله
النبي عليه الصلاة و السلام الأحاديث التي جاءت بأنه لم يوجد في بيته إلا ثلاث تمرات فلم يجد صلى الله عليه و سلم شيئاً هذا كله يا جماعه كان في بدايات الإسلام
قبل ان يفتح الله سبحانه و تعالى على المؤمنينو إلا فهو عليه الصلاة و السلام كان يمسك في بيته مايكفيه لسنة كامله كانت عائشه رضي الله عنها اشترت ستاراً و علقته في البيت كان عليه الصلاة و السلام له حله يلبسها في العيدين و حلة أخرى يلبسها في وقت كذا كان عليه الصلاة و السلام يعيش حياته صحيح ماكانت المعيشه المترفه التي يعيشها الناس او المعيشه ايضاً الواسعه جداً لكن مع ذلك لم يكن النبي عليه الصلاة و السلام ضد قاعدة الإدخار
الإدخار وهو حفظ المال , و لذلك الموازنه بين ادخار المال و حفظه و ما بين إطلاق المال هذا أمر مهم ,
بعض الناس سبحان الله لا يستطيع ان يوفق بين هذا و هذا
-يعني- جاءه راتبه مثلاً و يعلم انه في آخر الشهر أو ربما في آخر السنه سيطالب مثلاً 20 ألف قيمة ايجار البيت و جاءه راتبه 5 آلاف الأصل انك تفكر ,
أنا بعد 8 أشهر نحن الآن في الشهر الرابع من السنه مثلاً بعد 8 أشهر سيطرق علي الباب صاحب البيت يقول اعطني 20 ألف هل اتورط في ذلك اللحين
و أبدأ أدور على أخواني أو على جيراني و أقول من يسلفني علي إجار ؟
( في الصيف ضيعت اللبن) لماذا لم تحفظ أموالك انت من البدايه , و لذلك الأصل في البدايه أخذ الخمسة آلاف قال حسناً الآن 20 الف آخر السنه
يعني كل شهر تقريباً 1800 ريال هذا الاجار طلع 1800 ريال هذا ندخره لأجل إيجار البيت
حسناً أنا عندي مصاريف السياره طوال الشهر 1000 ريال اخرج ايضاً 1000 ريال بقي عندي 1200 ريال هذا مصروف
قالت زوجته و لكن يحتاج ان نشتري مثلاً نغير الكنب نغير... نعم في مجال 1200 ريال انا أتحرك أما فيما هو أعظم منها
فإن حسن تدبير المال يا جماعه حسن إدارة المال حسن التعامل مع المال هذا من الحكمه التي أمر الله تعالى بها و لذلك الله جل و علا ذكر اننا نحب المال
( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث )- [آل عمران/14]
هذا محبب إلينا و لا ذمنا الله تعالى به كل الناس يحبونه لكن الكلام كيف استطيع انا اني اتفاعل مع هذا المال
حسناً انا أسألكم ماهو الذي يجعل الناس يا شباب أحياناً يسرفون في المال و يعبثونو يلعبون و كذا ليس عندهم ثقافة الإدخار , تفضل يا عبدالرحمن
عبدالرحمن:أحياناً الموظف راتبه يكون يكفي مصاريفه لآخر الشهر لا يستطيع الإدخار يكون هو قد حسبها صح على آخر الشهر لا يستطيع ان يدخر اي شيء و أحياناً تكون ملهيات الحياة أجهزة الأيباد
الشيخ محمد: نعم نعم بعض الأجهزه الحديثه التي لا يستغني الناس عنها
عبدالرحمن :كالموضه , تجدها مع كل الناس
الشيخ محمد: يريد ان يقلد الناس جميعاً و بالتالي , أو أحياناً يغلبه أولاده اعني يغلبه اولاده انكسر الايباد اشتري لي آخر يغلبونه وهو ليس لديه حزم في التعامل مع هذه الأمور
أو مثلاً جاء موديل أفضل و الفرق لا يكاد يذكر و مع ذلك يذهب لأجل أن يصنع ذلك هذا ايضاً أمر أمر مهم :شهوة النفس
الشيخ محمد :و شهوة النفس ايضاً ,
طبعاً الأمور التي تجعل الإنسان لا يدخر هي كثيره منها ماذكرناه ومنها ايضاً أن الإنسان ربما يحب الظهور عند الناس يحب ان يقال و الله سيارته كذا أو ساعتة كذا
او لبسه كذا وهناك ايضاً امور أخرى سنتكلم عنها حتى نستطيع ان نتجنبها
طبعاً حب الظهور أيضاً هذا يدل على أحياناً و مجاراة الناس ربما فيه نوع من عدم الثقه اصلاً بالنفس
اعني انا الذي يجعل لي شخصيتي عند الناس منطقي و كلامي و شهادتي و دراستي و إنضباطي و أخلاقي
ليس الذي يرفع قدري عند الناس ساعة ألبسها أو ان يعلموا ان القلم الذي معي يساوي عشرة الاف ريال او غير ذلك
انا ذات مرة كنت سأخرج لأصلي الجمعه ثوب جديد أول مره ارتديه فتبخرت بغترتي و ثم وضعت البخور على الأرض و قفت عليه حتى يبخر الثوب
فيبدوا اني اتحدث مع احد ابنائي فأصاب الجمر أصاب الثوب شيئاً يسيراً يعني تقريباً لا يأت 0.5 cm × 0.5 cm ان خرق الثوب بعض الناس يرمي الثوب
في مثل هذا الحال انا و الله ليس بخلاً قلت استغفرالله ثوب فصلته بالمقدار الفلاني
فذهبت به إلى الخياط و عمل له رقعه حسناً وجاء ذلك اليوم حضرت وليمه لا أتذكر اين و جلست و بجانبي احد الزملاء
نظر الي ثم قال ابا عبدالرحمن ثوبك مرقوع , قلت حسناً و إذا كان مرقوع ! قال اعني الا تخجل ,قلت و الله لا أخجل نحن دائماً نقول عن النبي صلى الله عليه و سلم لبس المرقع وهو قائد أمةٍ ...., ثم إذا أتينا نحن حتى,
فأحياناً ثقتك في نفسك انتهى مرقع ما الذي يحصل ؟, حذاء بثلاثين ريال ماذا حصل ؟ نعم القلم نعم تقليد أو قلم غير اصلي أو . ماهو الحاصل ؟
فأنت قدرتك على ان لا تنفق المال لأجل أن يمدحك الناس إنما أنت بحكمتك بعلاقتك بأخلاقك بطاعتك لله الله جل و علا يضع لك
: لكن لا تصل لدرجة البخل
الشيخ محمد :لا ,ليس بخل ثوبي لا تعمل لي فضيحه , تقول العريفي بخل بثوبه لا و الله لدي غيره
انا أقصد ان لا يصبح الإنسان مسرفاً في أدنى شيء يقول والله هذا انتهى القه بعيداً لا ينضبط قليلاً
لعلمك هذا ليس مرقوع هذا مضبوط , تفضل يا دكتور مالذي يجعل
: يوجد الغنى المفاجئ أو بما يسموه الآن حديث النعمه الذي هو كان محروم و أصبح يملك الآن فلن يحرم نفسه من اي شيء كل شيء كان يتمناه سيفعله
الشيخ محمد: أحسنت ,و لذلك الناس تجد احياناً يتوفى رجل غني و يرثه مثلاً 5 من أولاده و هو كان في السابق ربما مقتر عليهم في السيارات مقتر عليهم في انواع الجولات
مقتر عليهم ربما حتى في انواع البيوت التي يسكنونها ثم يتوفى و يقسم المال بينهم
افرض كل واحد منهم فرضاً اتاه 10مليون ريال مثلاً يعني تجد انهم بعد عشر سنين هذه 10 مليون تحولت الى 15 مليوناً او الضعف و الثاني نزلت لم يبقى عنده إلا مليون او مليونين
مع ان كلاهما ربما يلبس نفس الثياب و يسكن في نفس البيت و يركب السياره نفسها الفرق بين هذا و هذا حسن ادارة المال
احدهما عندما قفز عليه المال و جاءوه فجأة من غير تعب سابق اباه الذي تعب و جمع و بالتالي الغنى المفاجئ بعد حاجه و فقر تجد انه لم يحسن التعامل معه و بدأ يعبث به يمين و يسار
بينما الآخر لا عنده حكمه مثل ماقال الله تعالى
-( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )- [الأعراف/31]
( ولا تبذر تبذيرا )- [الإسراء/26] -
( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين )- [الإسراء/27]
ينظر اين يضع الدرهم يتأمل فيه قبل ان يضعه , تفضل يا فيصل
فيصل: بعض الناس يكون عنده مقارنات مع منهم أعلى منه فيريد ان يعيش بنفس مستوى الذين هم أعلى منه
الشيخ محمد : أحسنت ,تجد أن أحياناً أصلاً هو يخالط أقواماً دخلهم أكثر منه اعني مثلاً أنا دخلي في الشهر مثلاً 5 آلاف انا آتي و اخالط أقوام دخلهم يصل إلى 20 ألف
فهم عندما يركبون معي في الطياره يركبون درجة أولى و يدفعون في التذكره 5 آلاف انا لا المفروض أركب سياحي أو لا أسافر ايضاً إذا كان السفر ليس ضروري ,
إذا ذهبنا إلى مطعم هم يذهبون إلى مطاعم ربما البوفيه الشخص الواحد 400 ريال انا كثير علي 400 ريال انا أذهب إلى محل عادي و آكل طعاماً
فأنا اذا خالطت هؤلاء إما أن أعيش تابعاً ذليلاً ورآئهم يطعموني و يسقوني أو أنني أحاول أن أجاريهم فإذا جاريتهم جاريتهم لم يبقى عندي شيء من المال ولذلك
الشخص يسير مع الطبقه التي تتناسب معه لا يتعب نفسه انه يعيش مع منهم أعلى منه لأن هذا قد يسبب له إشكالاً
طبعاً هذه أسباب يا جماعة منها الغنى المفاجئ , حب الظهور , مخالطة بعض الناس الذين, و منها أيضاً المجاملات
أعني انا مدخر المال لإيجار البيت و جاءني ضيف قلت والله لأذبح له ذبيحتين , لماذا تجامله في هذه؟ ضع له من الطعام مايكفيه دون ان تلتفت إلى الإسراف الذي ربما يؤدي بك أحياناً إلى ورطه في آخر السنه
أيضاً عندنا بعض النقاط سنذكرها إن شاء الله
طبعاً كيفية الإقتصاد و إدخار المال أولاً ان يعلم الإنسان ان المال يذهب و يجيء و انه ربما ينقص عليك أو يزيد
فإذا ادخر ما يكفيه مثل ماكان النبي عليه الصلاة و السلام يمسك عنده مايكفيه لسنة كامله مثل ماذكرنا
منها ايضاً مما يساعد على تنمية المال و إدخاره و حفظه اداء زكاته
مايجوز يا جماعه واحد يقول والله انا أجمع أموال من أجل ان اتزوج , حسناً حتى إذا حال عليه الحول مهما كان نيتك تتزوج, تشتري بيتاً, تشتري سيارةً لا يهم
مادام انه مال تم ملكك عليه ملكاً تاماً يجب عليك شرعاً اذا حال عليه الحول ان تزكيه
و الصدقه كما قال النبي صلى الله عليه و سلم (ثلاث أحلف عليهن) أي ليس بهن شك أبداً قال (مانقصت صدقة من مال)
الصدقه لا تنقص من المال بل تزيده بشرط بشرط أن يكون هذا الإنفاق مدروساً
لا يقول واحد و الله الصدقه لا تنقص المال إذاً اسحب كل الذي عندي في الرصيد ,اعرض بيتي للبيع, اعرض سيارتي للبيع , تصدق بالكل مانقصت صدقة من مال ,
لا انت خالفت الآيه -( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك )- [الإسراء/29] بل الآيه الأخرى التي يمدح الله المؤمنين
( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )- [الفرقان/63]
قال بعدها -( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا )- [الفرقان/67]
الآن يمدح المؤمنين بأنهم لم يسرفوا و لم يقتروا ثم قال (وكان بين ذلك قواما )- [الفرقان/67]
و لذلك النبي عليه الصلاة و السلام عندما قال له كعب رضي الله عنه لما نزلت عليه آيات التوبه و كذا فقال يا رسول الله ان من توبتي ان اتصدق بكل مالي..
ماقال له النبي صلى الله عليه و سلم نعم تصدق و سيعوضك الله ,
لا هو عليه الصلاة و السلام يدرك معنى الآيه (فقال: لا لا تتصدق بكل مالك قال بنصفه قال ولا نصفه قال بثلثه قال الثلث و الثلث كثير)
اي كأنه يقول حتى الثلث كثير لا تنفقه كله
و لذلك ضبط هذه المسائل يا جماعه في التعامل مع الأموال هذا أمر مهم
أهم شيء أن لا يكون إدخارك بخلاً تمنع المال عن أصحاب حقه تمنعه عن من يجب ان تنفقه عليهم من أهل أو والدين أو تقتر على نفسك أيضاً في لباسك و هيئتك
النبي عليه الصلاة و السلام يقول (من كان له مال فليرى أثره عليه ) ولما رأى رجل ثائر الرأس قال(هل عندك من مال ؟ قال نعم عندي أبل و بقر وغنم قال مادام أن لك مال فليرى أثره عليك )
نحن لا بد ان نوازن بين هذا و هذا نوازن بين الإدخار و حفظ المال و حسن تدبيره مع الإستمتاع بالمال و التوسعه على النفس والتوسعه على الأبناء
و هذا يا جماعه هي حكمه حقيقه اي يوفق الله تعالى اليها من يشاء
-(وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )- [الأعراف/31]
كل و البس و تزين و تطيب لكن لا يكون فيه اسراف و لا مخيلة اي لا يكون فيه دفع للمال في غير مصلحةٍ يتبعها في حياتك أو في آخرتك
كذلك لا يكون فيه نوع من التكبر على الآخرين
حسن إدارة المال, الإقتصاد فيه ,وضع المال في مواضعه, اكتسابه من حلال و صرفه في حلال لكن يكون فيه توازن هذه صفة الأنبياء كما
قال الله تعالى -( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط )- [الإسراء/29]
لو فعلت ذلك لو جعلتها مغلولة إلى عنقك أو بسطتها كل البسط قال الله (فتقعد ملوما محسورا )- [الإسراء/29]
يلومك الناس و تتحسر أنت ايضاً على أموالك تقول يا ليتني حفظت ذلك الألف ريال الذي أنفقته في كذا و لا استفدت يا ليت عندي العشرة آلاف التي عملت بها تلك الوليمه
و أيضاً كانت إسرافاً يا ليتني لم اشتري تلك السياره التي اشتريتها بمئة الف و أحتجت الآن المال الفلاني يا ليتني.. قال (فتقعد ملوما محسورا )- [الإسراء/29]
لذلك كان النبي صلى الله عليه و آله و سلم يدخر مايكفيه لسنة كاملة
و كان الصحابه عندما يأتونه يتصدقون يسألهم النبي صلى الله عليه و آله و سلم ماذا تركت لأهلك ؟ و لما قال له سعد يا رسول الله لما كان سعد رضي الله عنه في الموت
قال يا رسول الله لا يرثني إلا أختي و كذا ثم قال أتصدق بكل مالي قال له النبي صلى الله عليه و آله و سلم لا قال اتصدق بنصفه قال لا , قال أتصدق بثلثه ,
قال الثلث و الثلث كثير و قال عليه الصلاة و السلام له إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من ان تدعهم عالة يتكففون الناس
الإدخار أمر مهم أي إدارة المال هنا كتاب جميل لأخينا فيصل محمد كركري تكلم فيه عن إدارة المال أنت كيف تدير أموالك ؟ يقول حلول لإدارة مدخراتك و إستثماراتك و مصاريفك الشهريه
قدم فيه حقيقة عدداً من الحلول يقول لا تكره الأغنياء بل استفد منهم , كيف تحسب ثروتك , قليل دائم خير من كثير منقطع
ذكر الإدخار ايضاً في التاريخ الإسلامي , كيف كانوا يدخرون ايضاً كيف كانوا يحفظون أموالهم
ذكر ايضاً قواعد حقيقة مقنعه لمن كان يريد أن يقتنع لو جمعت كذا من المال ثم صرفت كذا كم الذي يبقى عندك ؟ على حسب السنين التي يعيشها
مع طبعاً هناك حق في المال كما قال الله تعالى -( في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم )- [المعارج/24-25]
لكن ايضاً تعامل الإنسان بهذه الطريقه مهم
و أخيراً التوازن في التعامل مع المال عندما تتوازن في التعامل مع المال و هي صفة المؤمنين
-( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )- [الفرقان/67]
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر
منقول من برنامج الشيخ العريفي
تعليق