إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

)حسن الحسنات(1)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • )حسن الحسنات(1)

    (1)حسن الحسنات -


    مساكين أهل الغفلة .. خرجوا من الدنيا وما ذاقوا طعم الحسنات .. وحلاوة الطاعات ولذة السجدات وأنوار القربات .. مساكين .. ماتوا فقراء.

    كما أن للذنوب آثارا قبيحة في الدنيا قبل الآخرة، فكذلك الحسنات لها آثار حسنة ليس في الآخرة وحسب، بل في الدنيا كذلك، وكما سبق وسردنا عواقب الذنوب في (الذنوب جراحات وآلام) لنحذر الناس منها ونبغضهم فيها، فإن للحسنات حقا علينا نرغب الناس فيها ونحببهم فيها.

    وهذه بعض آثارها:
    1. السكينة عند البلاء: وطمأنينة البال وانشراح الصدر وهدوء النفس، وإن أحاطت بها المحن، وطوقتها الفتن، أليست المحن مكفرات ذنوب، ورفعات درجات، وأمارة اصطفاء؟!.
    لما أدخل الإمام ابن تيمية سجن القلعة وصار داخل سورها كانت آيات القرآن تنساب من لسانه: {فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} [الحديد: 131].
    وانطلق يردد في سكينة عجيبة وفتوة فريدة:
    "ماذا يصنع أعدائي بي؟! أنا جنتي وبستاني في صدري .. أينما رحت فهي معي .. إن معي كتاب الله وسنة نبيه .. إن قتلوني فقتلي شهادة، وإن نفوني فنفيي سياحة، وإن سجنوني فسجني خلوة مع ربي، إن المحبوس من حبس عن ربه، وإن الأسير من أسره هواه".

    تكلم عن هذه الخصلة فيه تلميذه النجيب ابن قيم الجوزية فقال: "وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا، وأشرحهم صدرا، وأقواهم قلبا، وأسرهم نفسا، تلوح نضرة النعيم على وجهه. وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون، وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه، فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة".
    فانظر -أثابك الله- هل كان هذا إلا أحد آثار طاعاتة، وبركة من بركات حسناته.

    عجائب الإمام: ولعل من حسن حسناته وعجائب كراماته أن جنا مسلما تمثل في هيئته بدمشق بينما كان الإمام مسجونا في القلعة بمصر!!.
    قال ابن تيمية:
    كما جرى مثل هذا لي عندما كنت في مصر في قلعتها، وجرى مثل هذا إلى كثير من التتار من ناحية المشرق حيث قال ذلك الشخص: أنا ابن تيمية .. فلم يشك ذلك الأمير أنه أنا، وأخبر بذلك إلى ملك مصر رسولا وكنت في الحبس فاستعظم ذلك، وأنا لم أخرج من الحبس ولكن كان هذا جنيا يحبنا فيصنع بالتتار مثلما كنت أصنع بهم كلما جاءوا إلى دمشق، حيث كنت أدعوهم إلى الإسلام، فإذا نطق أحدهم بالشهادتين أطعمتهم ما تيسر، ففعل معهم مثلما كنت أعمل، وأراد إكرامي ليظن ذلك أنني أنا الذي فعلت ذلك. قالت لي طائفة: فلم لا يجوز أن يكون ملكا؟! قلت: لا.. إن الملك لا يكذب وهذا قد قال: أنا ابن تيمية وهو يعلم أنه كاذب في ذلك.

    حب الناس: قال سبحانه وتعالى {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الحمن ودا} [مريم: 96]، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حين شرح وأبان فقال: «إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول فى الارض» (صحيح كما في ص ج ص رقم 283).
    ويسمع محمد بن واسع الأية والحديث فينطلق مبشرا: "إذا أقبل العبد بقلبه إلى الله أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه"، وهذا القبول يا محسنون هو شهادة لكم تدخلكم الجنة وعلامة نجاتكم من النار.

    عن أبى الأسود الديلي قال: قدمت المدينة فجلست إلى عمر بن الخطاب، فمروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال عمر: وجبت، فقلت لعمر: وما وجبت؟ قال: أقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يشهد له ثلاثة إلا وجبت له الجنة. قال: قلنا : واثنان. قال: واثنان. قال: ولم نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الواحد»
    الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
    الصفحة أو الرقم: 1059 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

    هل عرفت الآن السر في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل يصلي عليه مائة إلا غفر له»
    الراوي : عبدالله بن عمر و أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
    الصفحة أو الرقم: 5716 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
    إنه القبول والذكر الحسن وما هو إلا ثمرة حسناته وحلاوة طاعاته.

    وصية عمرية: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رسالة بعث بها إلى سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه: إن الله إذا أحب عبدا حبب إليه خلقه، فاعتبر منزلتك من الله، واعلم أن ما لك عند الله مثل ما لك عند الناس.
    حين يكون الزوجان صالحين: قال أحمد بن حمبل عن زوجته أم صالح: أقامت معي أم صالح معي ثلاثين سنة، فما اختلفت أنا وهي في كلمة!!.

    3. حلاوة الطاعات: المحسن يستشعر حلاوة الطاعات ولذة البذل وفرحة العطاء؛ لأن الله اصطفاه من بين عباده لطاعته واختصه لعبادته، فيحس بطعم ذلك بما لا تعبر عنه الكلمات ولا تصفه العبارات، هذا بالطبع إن أخلص نيته وجمع همه على الله.
    قال ابن تيمية: "إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا فاتهمه، فإن الرب شكور يعني أنه لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه، وقوة انشراح وقرة عين، فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول".

    4. الغني الفقير: وذلك وعد الله للمحسنين الذي لا يتخلف أو يتأخر، قال رسول الله صلى عليه وسلم: «إن الله يقول: يا ابن آدم.. تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك»
    الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
    الصفحة أو الرقم: 2466 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
    سبحان الله !!.. كم من فقير عاش غنيا، وكم من غنيا عاش فقيرا، والغني الذي نعنيه هو ما أبانه النبي صلى الله عليه وسلم فى قوله: «ليس الغني عن كثرة العرض، ولكن الغني غنى النفس»
    الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
    الصفحة أو الرقم: 6446 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | شرح الحديث
    فالغنى هو القناعة، والفقر هو الطمع.
    قال عمر رضى الله عنه:
    "أيها الناس .. إن الطمع فقر، وإن اليأس غنى، وإن الإنسان إذا يئس من الشيء
    استغنى عنه".

    يا محسنون.. ما أقبح الطمع!! حتى حروف كلماته لما تأملها أبو العباس المرسي قال: الطمع ثلاثة أحرف كلها مجوفة: (ط م ع) فصاحبه بطن كله لا يشبع أبدا.

    ترك المطامع للفتى شرف له حتى *** إذا طمع الفتى ذل الشرف
    هذا أحد الأغنياء يفتخر على فقير بسعة رزقه وكثرة ماله، فيرد عليه الفقير الذى امتلأ قلبه غنى وإثراء ويقول:
    يا عائب الفقر ألا تزدجر *** عيب الفتى أكبر لو تعتبر
    من شرف الفقر ومن فضله *** على الغنى إن صح منك النظر
    أنك تعصي كي تنال الغنى *** ولست تعصى الله كي تفتقر


    هل أنت غنى ؟! جاء رجل إلى الفضيل بن عياض فقال له: هذه جبة أحب أن تقبلها مني. قال : إن كنت غنيا قبلتها، وإن كنت فقيرا لم أقبلها. قال: أنا غني. قال : كم عندك؟ قال: ألفان. قال: تود أن تكون أربعة آلاف؟ قال: نعم. قال: فأنت فقير؛ لا أقبلها منك!!.

    هل أنت من الملوك؟! حيث جاء رجل إلى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فسأله قائلا: ألسنا من فقراء المهاجرين؟! فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم. قال: ألك سكن تسكنه؟ قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء. قال الرجل: فإن لي خادما. قال: فأنت من الملوك!!.

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

    اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات وللمسلمين وللمسلمات الاحياء والاموات
    الشيخ خالد ابو شادي
    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 26-10-2015, 04:19 AM. سبب آخر: تخريج الاحاديث حدف الروابط و تعديل الخط

  • #2
    رد: )حسن الحسنات(1)

    موضوع طيب
    شكر الله لكم اختنا الفاضلة

    تعليق


    • #3
      رد: )حسن الحسنات(1)

      جزيتي خيرا

      تعليق


      • #4
        رد: )حسن الحسنات(1)

        السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
        ماشاء الله تبارك الرحمن
        موضوع مميز
        ننتظر جديدكِ
        صحيح المسكين ليس مِنْ يطلُب ولكن المسكين مِنْ لم
        يذُق لذة القرآن لذة السُجود
        والطاعات
        جااري التقييم


        اللهم أجعل عملي صالحاً
        وأجعله لك خالصاً ولا تجعل لاحد فيه شيئاً

        تم وضع جديد التفريغ في المجموعه الثالثة سارعوا في الحجز من تقول أنا لها


        تعليق

        يعمل...
        X