** الحب والحبيب **
أراك سمعت عن الحب و الحبيب ،من منافقين لا حظ لهم في الآخرة ولا نصيب،أغروك بزخرف القول من الغزل و التشبيب فظننت أن ذلك غاية المطالب ،ونهاية المآرب ،وأنه الجالب للسعادة و السرور ،النعيم والحبور.إن هؤلاء قطاع طريقك عن حقيقة الحب وعن من ليس لك سواه حبيب ،وإنما أرادوا بهذه الوسائل الحصول على أغراضهم منك وبعد ذلك فلك منهم التضييع والتسييب .أتصدقين الفاسق الفاجر وتضنين أن له أمانة ، وقد خان مولاه معك هذه الخيانة ،وهو مأمور مثلك بغض البصر و حفظ الفرج و البعد عن مواطن التهم والريب ،لكنه عصى ربه ولبس ثياب الفسق و العيب ،فصار يبحث عن خليلة ،يحتال بكل حيلة .ويتوسل بكل وسيلة.يعطيك معسول الكلام لتنقادي له مطيعة ذليلة.إن الذي أودع قلبك هذه المحبة لا يرضى بذلها للأغيار إنها
أصل العبودية ولبها فكيف تبذلينها للفسقة و الفجار ،حتى الزوج المطيع لربه ، ليس له منك، ولا لك منه إلا المودة والرحمة،لا مجاوزة الحد بالمحبة ، فما طوفان الحب و المحبة في هذا الزمان ،إلا أثر الزيغ والطغيان،وما خلق الله الصور الجميلة لتعبد من دونه وإنما للإبتلاء و الإمتحان.وما أودع المحبة القلوب إلا لتتعلق من دون من سواه من الخلائق ،لأنها في الحقيقة قواطع و عوائق، أما سمعت بيوم المزيد، حيث يتجلى الحبيب الحق للعبيد، فيغشاهم نوره و ينظرون إليه بأبصارهم من فوقهم، فلا تزيغ أبصارهم عن رؤية معبودهم و إلههم ، لكمال لذتهم وتمام نعيمهم وغاية فرحهم و سرورهم.هذا هو المطلب الأسنى،
فلا تكوني مغبونة بالتعليق بالخسيس الفاني الأدنى، إن كنت فهمت المعنى وإلا فروحك سفلية ،لا تصلح للمقامات العلية ، و الحلل السنية، فاسألي ربك التوفيق للهداية ،وأن يجنبك سبل الضلالة و الغواية.صور الجمال إلى الفناء تصير وإلى التحول ف الزمان يسير يامن تعلق قلبها في صـورة هذا افتتان قـد أتـاك نـذير
فتعوذي بالله من غـاو طغى وحداك فيه من الأمور خطيرمن خان مولاه احذريه فإنه سيكون من كل الشرور جدير أنت الملومة بالتعرض للذي تنهين عنه وقد نهاك خبيــرإن تقربي ركب الغواة فإنما ركب الغواة إلى الجحيم يسيـر
تعليق