Tweet
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هنيئا لك أختي المنقبة
النقاب زينة وجمال وعفة المسلمة المؤمنة
هو الحجاب الشرعي الذي أمر به القرآن الكريم ودعا إليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وارتدته أمهات المؤمنين وزوجات الصحابة رضوان الله عليهن
هو رمز من أهم رموز الإسلام والذي تعرض لأشد المؤامرات والمخططات الامبريالية والصهيونية منذ قرون وللأسف الشديد استعانوا في ذلك بمسلمين وعرب
هو رمز الصحوة الإسلامية من جديد وعنوان النصر القادم
هو حبي وحلمي الغالي، أتمنى ارتداءه ولو ليوم واحد ثم أموت بعده
حسناته تغمر المنقبة وغير المنقبة وأنا مثال على ذلك
وحكايتي هي كالتالي :
ارتديت الحجاب (غطاء الرأس) منذ أكثر من سبع سنين وحجابي كان محترما بشهادة الجميع حتى أن ارتدائي الخمار لم يفاجئ الناس كثيرا، ساعتها لم أكن أعرف ما هو الحجاب الشرعي وشروطه وهذا للأسف لان مدارسنا بعيدة كل البعد عن تدريسنا الدين الصحيح ولان الآباء أيضا غافلون عن الدين وأخيرا لغياب الدعوة الصحيحة إلى الدين
عرفت فيما بعد شروط الحجاب، فاجتهدت حتى تتوفر في ملابسي وبسبب ذلك اقتصرت على ثوبين فقط وكنت عازمة على تحسين حجابي إلى الخمار أول ما تتحسسن ظروفي.
تحسنت أحوالي المادية ( تخرجت وحصلت على عمل) ولا أدري كيف نسيت الخمار
المهم، كان لابد من شراء ملابس جديدة حتى تظهر علي نعمة الله
ذهبت برفقة أختي حتى أشتريها، بحثت في الكثير من المحلات عن ملابس محترمة فلم أجد بغيتي ( ساعتها كان الخمار غائب عن فكري)، عدت حزينة إلى البيت ووعدتني أختي أن نذهب إلى مكان أخر في الغد، أسعدني اقتراحها، فيما بعد عرفت أن الله أراد بي خيرا.
في صباح الغد، استقلت الحافلة وفيها التقيت مع فتاة تسكن بجوارنا، تحدثنا كثيرا وتذكرت أنها صديقة فتاة منقبة ماشاء الله عليها فسألتها عن أحوالها وتحدثنا عنها وعن التزامها وعن قوة ايمانها (غبطتها جدا على ارتدائها للنقاب) نزلت تلك الفتاة من الحافلة وبقيت أفكر في النقاب وحزنت بل دمعت عيناي لاني عاجزة عن ارتدائه وفي خضم التفكير، لمحت أخت منقبة تجلس أمامي يبدو أنها طالبة وقلت في نفسها سأراقبها وربما أتجرأ وأسألها عن قصتها مع النقاب
نزلنا في آخر المحطة وتعمدت أن تسبقني حتى أتأملها وأعرف وجهتها
وأنا أنظر إليها خيم علي حزن عميق ودمعت عيناي وبدأت أتسائل يا ترى ماذا اقترفت من الذنوب حتى لا ييسر لي الله النقاب، ومر من أمامي أيضا أخ ملتحي ومقصر وزاد من حزني،
فجأة قلت لنفسي صحيح أنا لا أستطيع ارتداء النقاب ولكن مالذي يمنعي أن أختمر، انقلب حزني سعادة وتذكرت أحلامي بالخمار حالما تتحسسن ظروفي
في الحين قررت أن أرتدي الخمار
بعد أن قضيت الغرض الذي من أجله خرجت اتصلت بأختي حتى نلتقي كما وعدتني
التقينا وأخبرتها عن قراري
بحثنا في جميع المحلات لكن بدون فائدة واستغرقنا في ذلك وقتا طويلا حتي اننا لم نتناول وجبة الغذاء
تعبنا من التجوال، قلت لأختي أني لن أعود إلى البيت قبل أن أجد ملابس الخمار، طلبت مني تأجيل الأمر لكنها تعرف مدى عنادي
اقترحت علي أن نذهب إلى مكان أخر، لكن أشفقت عليها لأنها تعبت كثيرا ولأنها مرتبطة بموعد قلت لها لا داعي سنعود إلى المنزل وأبحث مرة أخرى فربما أجد بالجوار وكان هذا الأمل ضيئلا جدا
استقلينا الحافلة وغرقت في بحر التفكير في الخمار
و في طريقنا حي معروف بالالتزام والنقاب والخمار، قلت أكيد سأجد ضالتي فيه
رجوت أختي أن نحاول أخر مرة فقبلت على مضض
هنا أيضا بحثنا كثير ولا نجد إلا عباءات مزركشة ومليئة بالزخارف، قربت من الاستسلام، لكن الحمد لله وجدت أخيرا عباءة بالمواصفات التي أريد (أي أنها ليست زينة في ذاتها) فرحت كثيرا واتفقت مع صاحبة المحل على الثمن
الآن مازال ينقصني الخمار (اقصد به غطاء الرأس الذي يتدلى على الصدر) ، سألت صاحبة المحل عنه فدلتني على أخت (وهي منقبة) ولكن أخبرتني أن علي أولا أن أضع عندها الطلب ثم أعود في يوم أخر، حزنت لذلك لان ليس لدي الوقت لأعود (أنا اعمل في مدينة أخرى وكان علي السفر في الغد)
ذهبنا عندها ولم أجد عندها لكنها دلتني على أخت أخرى
يا ألله لم نجدها إلا بشق الأنفس، أختي لم تعد قادرة على استحما لي فقد تعبت كثيرا وقدميها تؤلمانها من كثرة المشي، طلبت منها أن تعطيني أخر فرصة وطلبت منها الجلوس وانتظاري
الحمد لله وجدتها أخيرا وناديت على أختي واتفقنا معها على الثمن واشتريته
يا ألله كم كنت سعيدة، نسيت التعب ونسيت الجوع، ذلك اليوم كنت شبه صائمة، فقد خرجت باكرا بدون فطور ولم نرجع الا مساءا
الحمد لله استوفيت أخيرا في حجابي الشروط التي تحدث عنها الشيخ الألباني
أخواتي اعذرنني على هذه الإطالة وعلى أسلوبي الممل ولكن كان لابد من أن أشركن في سعادتي
وأن أقول لكل منقبة هنيئا لك ودمتي داعية إلى الله ودالة عليه وأقول لكل المنقبات أنا أحبكن كثيرا كثيرا ويا ربي يلحقني بركبكن
وأقول لها أيضا إياك ثم إياك من التضحية بهذا الوسام والجائزة الغاليين
وفي الأخير أسأل الله الثبات لي ولكن ولجميع المسلمين والمسلمات
تعليق