إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الطريق إلى القرآن: تطويل الطريق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطريق إلى القرآن: تطويل الطريق




    تطويـل الطـريق



    حين أسمع بعض المفكرين الإسلاميين يتكلمون عن ضرورة مقاومة وتفنيد الأفكار الضالة الجديدة عبر دراسات فكرية موسعة؛ فلا أخفي أنني أحترم تماماً حرصهم على سلامة التصورات الإسلامية من الاجتياح العلماني المعاصر ..
    لكنني أرتاب كثيراً في نجاعة هذه المبالغة في التعويل على الدراسات الفكرية..
    عندي وجهة نظر لكني لا أبوح بها كثيراً .. لأني أرى بعض المفكرين الإسلاميين يتصور أنها نوع من التثبيط والتخذيل، فلذلك ألوذ بالصمت ..
    وجهة نظري هذه بكل اختصار هي أن أمر الانحرافات الفكرية المعاصرة أسهل بكثير مما نتصور ..
    فلو نجحنا في تعبئة الشباب المسلم للإقبال على القرآن، وتدبر القرآن، ومدارسة معاني القرآن، لتهاوت أمام الشاب المسلم - الباحث عن الحق - كل التحريفات الفكرية المعاصرة ريثما يختم أول "ختمة تدبر" ..
    بالله عليكم لو قرأ الشاب المسلم - الباحث عن الحق-
    آيات القرآن في حقارة الكافر ..
    وآيات القرآن في وسيلية الدنيا ومركزية الآخرة ..
    وآيات القرآن في التحفظ والاحتياط في العلاقة بين الجنسين ..
    وآيات القرآن في إقصاء أي فكرة مخالفة للوحي ..
    وآيات القرآن في وجوب الوصاية على المجتمع عبر شريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
    وآيات القرآن في تقييد الحريات الشخصية بالإنكار والاحتساب..
    وآيات القرآن في أزلية الصراع بين الحق والباطل ..
    وآيات القرآن في وجوب هيمنة الشريعة على كل المجتمعات ..
    وآيات القرآن في نفي النسبية وإثبات اليقين ..
    وآيات القرآن في مسخ أقوام قردة خاسئين لما تسلطوا على ألفاظ النصوص بالتأويل لتوافق رغباتهم وأهوائهم ..
    وآيات القرآن في ارتباط الكوارث الكونية بالمعاصي والذنوب ..
    وآيات القرآن في ترتيب جدول أولويات النهضة بين التوحيد والإيمان والفرائض والفضيلة وإعداد القوة المدنية .. الخ

    فبالله عليكم قولوا لي ماذا سيتبقى - بعد ذلك - من أطلال الانحرافات الفكرية المعاصرة ؟!
    حين يقرأ الشاب المسلم - الباحث عن الحق - مثل هذه الآيات فإنه ليس أمام "خطاب فكري" يستطيع التخلص منه عبر مخرج "الاختلاف في وجهة النظر" ..
    بل هو أمام "خطاب الله" مباشرة ..
    فإما الانصياع وإما النفاق الفكري ..
    ولا تسويات أو حلول وسط أمام أوامر ملك الملوك سبحانه وتعالى..

    لنجتهد فقط في تحريض وتأليب العقل المسلم المعاصر على الإقبال على القرآن، وتدبر القرآن، في تجرد معرفي صادق للبحث عن الحقيقة.. وصدقوني سنتفاجأ كثيراً بالنتائج ..
    قراءة واحدة صادقة لكتاب الله .. تصنع في العقل المسلم ما لا تصنعه كل المطولات الفكرية بلغتها الباذخة وخيلائها الاصطلاحي ..
    قراءة واحدة صادقة لكتاب الله ..
    كفيلة بقلب كل حيل الخطاب الفكري المعاصر رأساً على عقب..
    هذا القرآن حين يقرر المسلم أن يقرأه بـ"تجرد" .. فإنه لا يمكن أن يخرج منه بمثل ما دخل عليه .. هذا القرآن يقلب شخصيتك ومعاييرك وموازينك وحميتك وغيرتك وصيغة علاقتك بالعالم والعلوم والمعارف والتاريخ ..
    وخصوصاً .. إذا وضع القارئ بين عينيه أن هذا القرآن ليس مجرد "معلومات" يتعامل معها ببرود فكري ..
    بل هو "رسالة" تحمل قضية ودويّاً ..
    وإن من أكثر الأمور لفتاً للانتباه في هذا القرآن العظيم .. هي ماحكاه الله عن انفعال الأنبياء بالقرآن انفعالاً وجدانيّاً وعاطفيّاً عميقاً ..
    خذ مثلاً ..
    لما ذكر الله مسيرة الأنبياء عقب بذكر حالهم إذا سمعوا آيات الوحي حيث يقول تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾ [مريم: 58] .
    يا الله ..
    هذه الآية تصور "جنس الأنبياء" لا بعضهم ..
    فانظر بالله عليك كيف يبلغ اتصالهم بـ"كلام الله" مبلغ الخرور إلى الأرض ودموعهم تذرف بكاءً وتأثراً ..
    أي انفعال وجداني أعظم من ذلك؟!
    ويصف تعالى مشهداً آخر يأسر خيال القارئ، حين يصور أهل الإيمان وهم يستقبلون آيات الوحي فيقول تعالى: ﴿وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إلى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ﴾[المائدة:83]
    ويصف تعالى مرة أخرى أثر القرآن الجسدي وليس الوجداني فقط فيقول تعالى: ﴿اللَّهُ نزلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ .

    على أية حال ..
    لو أفلحنا في إقناع الشاب المسلم بالإقبال على القرآن بالتدبر الصادق المتجرد للبحث عن الحق .. فاعتبروا أن "الدور المعرفي" تقريباً انتهى ..
    وبقيت مرحلة الإيمان ..
    فمن كان معه إيمان وخوف من الله فسيحمله على الانقياد والانصياع لله سبحانه ..
    ومن أرخى لهواه العنان .. فسيتخبط في شُعب النفاق الفكري .. حيث سيبدأ في أن يعلن على الملأ - كما يعلن غيره - أنه "يحترم ضوابط الشريعة" .. لكنه في دخيلة نفسه يدرك أن كل ما يقوله مخالف للقرآن ..!
    بقي الاستثناء الوحيد هاهنا ..
    وهو أنني أقول أن من كانت نفسيته المعرفية سوية .. أعني أنها تنظر في "جوهر البرهان" وليس في "شكليات الخطاب" فلن يحتاج إلا لقراءة القرآن بتجرد ..
    أما من كان يعاني من عاهات في شخصيته الفكرية .. بحيث أنه يقدم وهج الديكور اللغوي على جوهر البرهان .. فهذا النوع المريض من الناس قد يحتاج فعلاً بعض الكتابات الفكرية التي تخدعه ببعض الطلاء التسويقي .. كما قال الإمام ابن تيمية في حادثة مشابهة في كتابه "الرد على المنطقيين" :
    (وبعض الناس: يكون الطريق كلما كان أدق وأخفى وأكثر مقدمات وأطول كان أنفع له, لأن نفسه اعتادت النظر الطويل في الأمور الدقيقة, فإذا كان الدليل قليل المقدمات, أو كانت جلية, لم تفرح نفسه به.., فإن من الناس من إذا عرف ما يعرفه جمهور الناس وعمومهم, أو ما يمكن غير الأذكياء معرفته, لم يكن عند نفسه قد امتاز عنهم بعلم, فيحب معرفة الأمور الخفية الدقيقة الكثيرة المقدمات)

    أخيراً ..
    أعطوني ختمة واحدة بتجرد ..
    أعطيكم مسلماً حنيفاً سنياً سلفياً ..
    ودعوا عنكم خرافة الكتب الفكرية الموسعة ..
    ولنجعل القرآن " أصلاً " وغيره من الدراسات الفكرية مجرد " تبع ".

    مقتطف من كتاب الطريق إلى القرآن
    لإبراهيم بن عمر السكران


    اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

    ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
    ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا


  • #2
    رد: الطريق إلى القرآن: تطويل الطريق

    رائع جدا اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ومنهج حياتنا وعلمنا منه ماجهلنا

    تعليق


    • #3
      رد: الطريق إلى القرآن: تطويل الطريق

      جزاكم الله خيرا
      نفع الله بكم وجعله في ميزان حسناتكم

      تعليق


      • #4
        رد: الطريق إلى القرآن: تطويل الطريق

        موضوع قيم فعلا

        جزاكِ الله خيرًا

        تعليق


        • #5
          رد: الطريق إلى القرآن: تطويل الطريق

          جزاكم الله خيرا على هذا النقل الطيب

          القرآن الكريـم بصوت الشيخ حاتم الواعر(اضغط هنا)
          نفسك تكون سبب في هداية الناس ويكونوا في ميزان حسناتك "وبرضه بأقل مجهود"؟
          الفريق الإعلامي للموقع"فريق فرسان الدعوة والحملات الدعوية"
          فريق يختص بنشرالدعوة وتحضيرأقوى الحملات الدعوية

          تعليق


          • #6
            رد: الطريق إلى القرآن: تطويل الطريق

            جزاكم الله خيرا
            المشكلة عندى مش فى الشبهات ، المشكلة ان معنديش قوة ايمانية واصرار يخلينى اعمل اللى بقرأه من القرآن

            اسأل الله الهداية

            تعليق


            • #7
              رد: الطريق إلى القرآن: تطويل الطريق

              وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
              الله يعزك أختى خديجة_سلا
              ويبارك فيكِ على النقل الطيب
              أختى العزيزه
              إسراء عبدالتواب
              اسأل الله أن يعلمنا ويزدنا من فضله ويرزقنا الهدايه والصلاح فى الأمور كلها
              لاحرمنا الله طيب تواجدك
              واشوقاه لبيتك ياالله
              علامات محبة الله لك
              "إنا لله إنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها فى ذريتى"
              #‏حمله_هقاطع_اللى_هيشغلنى_عن_ربى_فى_رمضان‬

              تعليق


              • #8
                رد: الطريق إلى القرآن: تطويل الطريق

                فعلا القرآن يتميز بشئ لم ولن يوجد فى كل السجالات الفكريه ..وهو

                أنه كلام الله .. انه الوحى ...

                فكلمه واحدة منه كفيله بأن تغير شعوب بأكملها كما فعل فى شبه الجزيرة العربيه فى عهد النبى عليه الصلاة والسلام

                جزاك الله خيرا أختنا


                يارب ... أستودعك أبناء أخى فاحفظهم بحفظك وأعدهم لنا سالمين خلقاً وخُلقاً



                تعليق


                • #9
                  رد: الطريق إلى القرآن: تطويل الطريق

                  كتاب الله لا يقارن باي كتب اخرى
                  لمن يتحجج بالمنطق والعقل ويبحث بهماعلى الحقيقة فعلا لدلاه على الله حق الدلالة ان كان ذا عقل

                  اللهم اجعل القران ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همنا
                  جزاك الله خيرا اختي خديجة ونفع الله بك


                  تعليق


                  • #10
                    رد: الطريق إلى القرآن: تطويل الطريق

                    وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

                    اللهم أنَ نسالك بكل أسم هو لك سميت بهِ نفسك أو أنزلته في كتاب أو علمته أحد من خلقك أو أستاترته في علم الغيب عندك
                    أنَ تجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدونا وجلاء همنا وذهاب حزننا

                    جزاكم الله خير ونفع بكم


                    اللهم أجعل عملي صالحاً
                    وأجعله لك خالصاً ولا تجعل لاحد فيه شيئاً

                    تم وضع جديد التفريغ في المجموعه الثالثة سارعوا في الحجز من تقول أنا لها


                    تعليق


                    • #11
                      رد: الطريق إلى القرآن: تطويل الطريق

                      جزاكِ الله خيرا
                      هذا الكتاب فعلا نافع جدا
                      اللّهُمَّ أَرضِنِي .. وَارْضَ عَنِّي
                      اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

                      القرآن كلام الله .. خطاب الملك..القرآن عزيز .. مطلوب وليس طالب
                      إذا تركته تركك .. وإذا ذهبت عنه ذهب

                      تعليق


                      • #12
                        رد: الطريق إلى القرآن: تطويل الطريق

                        من أروع الكتب عن القرآن
                        نسأل الله أن يرزقنا صحبة القرآن وفهم القرآن وتدبر القرآن ولذة وحلاوة تلاوة القرآن
                        اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا
                        جزاكم الله خيرا


                        تعليق


                        • #13
                          رد: الطريق إلى القرآن: تطويل الطريق

                          جزاكِ الله خيرا أختى خديجة

                          اللهم اجعل القران ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وذهاب احزاننا وهمومنا

                          اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه


                          الجنة ميعاد الصابرين...فصبرٌجميل
                          لا حول ولا قوة بالله العلي العظيم

                          تعليق

                          يعمل...
                          X