إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مرضان مهلكان ....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مرضان مهلكان ....

    منقول من كتابات أبو بلال المصرى

    موضوع متجدد بإذن الله
    قال الله تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

    علق تعالى الفلاح على ترك الشح داء الطمع المهلك

    قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله

    الشح هو شدة الحرص على الشيء والإحفاء فى طلبه والإستقصاء فى تحصيله وجشع النفس عليه
    والبخل منع إنفاقه بعد حصوله
    فإن زاد الشح يصير هلعاً والهلع شدة الحرص على الشيء والشره به فيتولد عنه المنع لبذله والجزع لفقده كما قال تعالى إ نَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً 19 إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً 20 وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً 21 إِلَّا الْمُصَلِّينَ 22 المعارج

    الحرص على الجمال والمال والنساء والجاه والمدح والشهرة و...

    وقال فى كتابه المتحف عدة الصابرين
    بل أصل المعاصى والفساد والفجور كله من الطمع

    وقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ما ذئبان جائعان أُرسِلا في غنَمٍ، بأفسَدَ لها من حِرص المرء على المالِ والشرف لدينه.
    أى أن حرص المرء على المال والشرف أفسد لدينه من ذئبان جائعان يأكلان فى غنم
    وينتج عنه الحسد المحرم بين بنى آدم والتباغض والبغى والظلم و...
    من هذا الداء
    أما المرض المهلك الأخر فهو طول الأمل
    قال تعالى
    وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ

    قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ

    قال أبو الدرداء رضى الله عنه أبكانى مؤمل الدنيا والموت يطلبه
    وقال بعضهم بطول الأمل يقسو القلب

    أخرج البخاري معلَّقًا عن علي بن أبي طالب أنه قال: "إن أخوفَ ما أخافُ عليكم اثنتان: اتباع الهوى، وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصدُّ عن الحق، وأما طول الأمل فيُنسي الآخرة


    وعن أنس قال: "التسويفُ جند من جنود إبليس عظيم، طالما خَدَع به"؛
    وكان بعضهم يؤمل لأسبوع وبعضهم لآخر يومه وينصح بذالك

    كان محمد بن واسع إذا أراد أن ينام، قال لأهله قبل أن يأخذ مضجعه:
    "أستودِعكم الله، فلعلها أن تكون منيَّتِي التي لا أقوم فيها!"،

    وقال بكر بن عبدالله المُزني: "إذا أردت أن تنفعك صلاتُك فقل: لعلِّي لا أُصلِّي غيرها
    ولهذا كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول فى خطبته ونعوذ بالله من شرور أنفسنا

    كل ما هو آتِِ مهما بعد فهو قريب


    يٌتبع بكلام متحف للعلماء عن لذة العبادة والتوكل والزهد وحقارة الدنيا والتفكر فى عظيم خلق الله ونعمه علينا وغيرها فتابعونا



  • #2
    رد: مرضان مهلكان ....

    عن معاذ رضي الله عنه قال: يا رسول الله، أوصني. قال: «اعبد الله كأنَّك تراه، واعدُد نفسك من الموتى، وإن شئت أنبأتك بما هو أملك بك من هذا كلِّّه، هذا» وأشار بيده إلى لسانه. رواه ابن أبي الدنيا.

    تعليق


    • #3
      رد: مرضان مهلكان ....

      قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله

      - في النفس كبر إبليس، وحسد قابيل، وعتوُّ عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود، واستطالة فرعون، وبغيُ قارون، وقحّة هامان أي لؤم، وهوى بلعام عرّاف أرسله ملك ليلعن بني إسرائيل فبارك ولم يلعن، وحِيَلُ أصحاب السبت، وتمرُّد الوليد، وجهل أبي جهل.

      وفيها من أخلاق البهائم حرص الغراب، وشَرَهُ الكلب، ورعونة الطاووس، ودناءة الجعل، وعقوق الضبِّ، وحقد الجمل،ووثوب الفهد، وصَولة الأسد، وفسق الفأرة، وخبث الحية، وعبث القرد، وجمع النملة، ومكر الثعلب، وخفَّة الفراش، ونوم الضَّبع[1].
      [1] الفوائد لابن القيم.
      اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا
      النفس مهلكة لصاحبها مورده له للنار والعياذ بالله عدوة له هواها صعب تحتاج لمجاهدة
      وكم عبد الإنسان نفسه وهواها وهو يظن أنه يعبد الله
      ويحك يا نفس ......

      يُتبع .....

      تعليق


      • #4
        رد: مرضان مهلكان ....

        قال الإمام ابن القيم

        الإنسان كما وصفه به خالقه “ظلومٌ جهول” فلا ينبغي أن يجعل المعيار على ما يضرّه وينفعه: ميله وحبّه ونفرته وبغضه, بل المعيار على ذلك, ما اختاره الله بأمره ونهيه انتهى
        لذا سمى العلماء الأكابر أهل البدع النارية بأهل الأهواء لأنهم يختارون البدع بأهوائهم ولا ينساقون للشرع أو لأن الهوى هو الذى قادهم للوقوع فى البدعة
        قال بعضهم

        ما تحت أديم السماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع
        وروى مرفوعاً ولكن لا يصح

        فإما الهوى... أو الله
        أما جهل الإنسان وعدم معرفته بما يصلحه وينفعه فيفوق الخيال

        فاحذر من نفسك...

        قال الإمام ابن القيم رحمه الله

        ..لو كشف الله الغطااااء لعبده ،وأظهر له كيف يدبر له أموره ، وكيف أن الله أكثر حرصا على مصلحة العبد من نفسه، وأنه أرحم به من أمه ! لذاااب قلب العبد محبة لله ولتقطع قلبه شكرا لله....

        أرحم بك من أبيك وأمك ومن نفسك

        قد غمرك الله بنعمه..أيها العبد
        قد حماك الله.. حتى من نفسك

        نفسك تريد الطغيان والله يرحمك منها
        فو أرحم الراحمين
        حتى رحمة والديك بك أثر وفرع عن رحمة الله بك
        إذ هو الذى خلق الرحمة فى قلوبهما عليك
        .. الحمد لله كله ملىء السماوات وملىء الأرض وملىء ما بينهما
        وملىء ما شاء الله من شيء بعد


        تعليق


        • #5
          رد: مرضان مهلكان ....

          يا من يبحث عن السعادة.. هنا السعادة.
          قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله إن في القلب شعث : لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة: لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن : لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق: لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات : لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه طلب شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب ، وفيه فاقة: لا يسدها الا محبته ودوام ذكره والاخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا!!
          وقال فإن ذوق مثاقيل الذر من حلاوة الإيمان لا تعادل لذات الدنيا بأسرها
          لا تتلفت تبحث عنها فى معاصى الله

          قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
          "وليس للقلوب سرور ولا لذة تامة إلا في محبة الله والتقرب إليه".مجموع الفتاوى 28/32.
          " كلما قوي التوحيد في قلب العبد قوي إيمانه وطمأنينته وتوكله ويقينه".28/35.

          قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مجموع الفتاوى مجلد 10 ....

          .....ومنهم من وجد حقيقة الإخلاص والتوكل على الله واللإلتجاء إليه والإستعانة به وقطع التعلق بما سواه وجرب من نفسه أنه إذا تعلق بالمخلوقين ورجاهم وطمع فيهم أن يجلبوا له منفعة أو يدفعوا عنه مضره فإنه ُيخذل
          من جهتهم ولا يحصل مقصوده
          ..إلى أن قال وإذا توجه إلى الله بصرف الإفتقار إليه واستعان به مخلصاً له الدين أجاب دعاءه وأزال ضره وفتح له أبواب الرحمة بل من اتبع هواه فى مثل الرئاسة وتعلقه بالصور الجميلةأو جمعه للمال يجد فى أثناء ذالك من الهموم والأحزان والآلآم وضيق الصدر ما لا يعبر عنه وربما لا يطاوعه قلبه على ترك الهوى
          ولا يحصل له ما يسره بل هو فى خوف وحزن دائماً


          قال شيخ الإسلام ابن القيم

          رحمه الله من تعلق بشيء ُعذب به
          يُتبع بكلام هام
          كيف يشكر الله العظيم لكعملك يا عبد يا ذليل

          تعليق


          • #6
            رد: مرضان مهلكان ....

            قال الإمام ابن القيم فى كتابه الرائع عدة الصابرين
            وقد تقدم فى الباب العشرين ذكر حقيقة شكر العبد وأسبابه ووجوهه وأما شكر الرب تعالى فله شأن آخر كشأن صبره فهو أولى بصفة الشكر من كل شكور بل هو الشكور على الحقيقة فإنه يعطى

            العبد ويوفقه لما يشكره عليه ويشكر القليل من العمل والعطاء فلا يستقله أن يشكره ويشكر الحسنة بعشر أمثالها الى أضعاف مضاعفة ويشكر عبده بقوله بأن يثنى عليه بين ملائكته وفى ملئه الأعلى ويلقى له الشكر بين عباده ويشكره بفعله فإذا ترك له شيئا أعطاه أفضل منه وإذا بذل له شيئا رده عليه أضعافا مضاعفة

            وهو الذى وفقه للترك والبذل وشكره على هذا وذاك.

            ولما عقر نبيه سليمان الخيل غضبا له اذ شغلته عن ذكره فاراد ألا تشغله مرة أخرى أعاضه عنها متن الريح ولما ترك الصحابة ديارهم وخرجوا منها فى مرضاته أعاضهم عنها أن ملكهم الدنيا وفتحها عليهم.


            ولما احتمل يوسف الصديق ضيق السجن شكر له ذلك بأن مكن له فى الارض يتبوأ منها حيث يشاء

            ولما بذل الشهداء أبدانهم له حتى مزقها أعداؤه شكر لهم ذلك بأن أعاضهم منها طيرا خضرا أقر أرواحهم فيها ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها الى يوم البعث فيردها عليهم أكمل ما تكون وأجمله وأبهاه

            ولما بذل رسله أعراضهم فيه لأعدائهم فنالوا منهم وسبوهم أعاضهم من ذلك بأن صلى عليهم هو وملائكته وجعل لهم أطيب الثناء فى سمواته وبين خلقه فأخلصهم بخالصة ذكرى الدار

            ومن شكره سبحانه أنه يجازى عدوه بما يفعله من الخير والمعروف فى الدنيا ويخفف به عنه يوم القيامة فلا يضيع عليه ما يعمله من الاحسان وهو من أبغض خلقه اليه

            ومن شكره أنه غفر للمرأة البغى بسقيها كلبا كان قد جهده العطش حتى أكل الثرى

            وغفر لآخر بتنحيته غصن شوك عن طريق المسلمين فهو سبحانه يشكر العبد على احسانه لنفسه والمخلوق انما يشكر من أحسن اليه

            وأبلغ من ذلك أنه سبحانه هو الذى أعطى العبد ما يحسن به الى نفسه وشكره على قليله بالاضعاف المضاعفة التى لا نسبة لإحسان العبد اليها فهو المحسن بإعطاء الاحسان وإعطاء الشكر فمن أحق باسم الشكور منه سبحانه
            وتأمل قوله سبحانه ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا
            عليما كيف تجد فى ضمن هذا الخطاب أن شكره تعالى يأبى تعذيب عباده سدى بغير جرم كما يأبى اضاعة سعيهم باطلا فالشكور لا يضبع أجر محسن ولا يعذب غير مسئ وفى هذا رد لقول من زعم أنه سبحانه يكلفه مالا يطيقه ثم يعذبه على مالا يدخل تحت قدرته تعالى الله عن هذا الظن الكاذب والحسبان الباطل علوا كبيرا فشكره سبحانه اقتضى أن لا يعذب المؤمن الشكور ولا يضيع عمله وذلك من لوازم هذه الصفة فهو منزه عن خلاف ذلك كما ينزه عن سائر العيوب والنقائص التى تنافى كماله وغناه وحمده
            ومن شكر سبحانه أنه يخرج العبد من النار بأدنى مثقال ذرة من خير ولا يضيع عليه هذا القدر

            ومن شكره سبحانه أن العبد من عباده يقوم له مقاما يرضيه بين الناس فيشكره له وينوه بذكره ويخبر به ملائكته وعباده المؤمنين كما شكر لمؤمن آل فرعون ذلك المقام وأثنى به عليه ونوه بذكره بين عباده وكذلك شكره لصاحب يس مقامه ودعوته اليه فلا يهلك عليه بين شكره ومغفرته الا هالك فإنه سبحانه غفور شكور يغفر الكثير من الزلل ويشكر القليل من العمل
            ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة كان أحب خلقه اليه من اتصف بصفة الشكر كما أن أبغض خلقه اليه من عطلها واتصف بضدها وهذا شأن اسمائه الحسنى أحب خلقه اليه من اتصف بموجبها وأبغضهم اليه من اتصف باضدادها ولهذا يبغض الكفور الظالم والجاهل والقاسي القلب والبخيل والجبان والمهين واللئيم وهو سبحانه جميل يحب الجمال عليم يحب العلماء رحيم يحب الراحمين محسن يحب المحسنين شكور يحب الشاكرين صبور يحب الصابرين جواد يحب أهل الجود ستير يحب أهل الستر قادر يلوم على العجز والمؤمن القوى أحب اليه من المؤمن الضعيف عفو يحب العفو وتر يحب الوتر وكل ما يحبه فهو من آثار اسمائه وصفاته وموجبها وكل ما يبغضه فهو مما يضادها وينافيها
            . انتهى
            يا له من إمام رحمه الله
            يتبع...


            التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 08-02-2015, 09:17 PM.

            تعليق


            • #7
              رد: مرضان مهلكان ....
              نعمة الله عليك بالفقروالخمول أعظم من نعمته عليك بالجاه والغنى..
              قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح
              أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد أحدهم إلا عبائته التى يحويها وفى روايه فيلبسها وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء رواه بن ماجه وسنده على شرط مسلم.


              قال الإمام بن القيم رحمه الله ... فى كتابه عدة الصابرين

              بعد كلام متحف نافع ماتع

              ......كما قال الصحابة رضى الله عنهم ،ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر ، والنعمة بالفقر والمرض وقبض الدنيا وأسبابها ، وأ
              ذى الخلق قد يكون أعظم النعمتين أى أعظم من الغنى والشرف والعلو والجاه وفرض الشكر عليها أوجب من الشكر على أضادها.
              و
              عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ ، عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ ، وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً ،..........قال ، وَبَيْنَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ مِنْ أُمِّهِ ، فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ وَشَارَةٍ حَسَنَةٍ ، فَقَالَتْ أُمُّهُ : اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا ، فَتَرَكَ الثَّدْيَ وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهِ فَجَعَلَ يَرْتَضِعُ ، قَالَ : فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْكِي ارْتِضَاعَهُ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ فِي فَمِهِ ، فَجَعَلَ يَمُصُّهَا ، قَالَ : وَمَرُّوا بِجَارِيَةٍ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ زَنَيْتِ سَرَقْتِ وَهِيَ ، تَقُولُ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَقَالَتْ أُمُّهُ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا ، فَتَرَكَ الرَّضَاعَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ، فَهُنَاكَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ ، فَقَالَتْ حَلْقَى مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ ، فَقُلْتَ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، وَمَرُّوا بِهَذِهِ الْأَمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا ، وَيَقُولُونَ : زَنَيْتِ سَرَقْتِ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا ، فَقُلْت : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ، قَالَ : إِنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ كَانَ جَبَّارًا ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، وَإِنَّ هَذِهِ يَقُولُونَ لَهَا زَنَيْتِ ، وَلَمْ تَزْنِ ، وَسَرَقْتِ ، وَلَمْ تَسْرِقْ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا "متفق عليه
              {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}

              تعليق


              • #8
                رد: مرضان مهلكان ....

                خطورة الحزن والهم وقتلهما لقلب المسلم



                ولا تهنوا ولا تحزنوا

                إهداء للمحزون المسلم

                لا تبتأس أبداً

                قال العلامة الإمام بن القيم رحمه الله
                ...
                إعلم أن الحزن من عوارض الطريق، ليس من مقامات الإيمان ولا من منازل السائرين. ولهذا لم يأْمر الله به فى موضع قط ولا أَثنى عليه، ولا رتب عليه جزاء ولا ثواباً، بل نهى عنه فى غير موضع كقوله تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ}* [آل عمران: 139]، وقال تعالى: {وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِى ضِيقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}* [النحل: 127]، وقال تعالى: {فَلا تأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}* [المائدة: 26]، وقال: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعنَا}* [التوبة: 40]، فالحزن هو بلية من البلايا التى نسأَل الله دفعها وكشفها، ولهذا يقول أهل الجنة: {الْحَمْدُ للهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحزَن}* [فاطر: 34]، فحمده على أن أذهب عنهم تلك البلية ونجاهم منها.

                وفى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول فى دعائه: اللَّهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال.

                فاستعاذ صلى الله عليه وسلم من ثمانية أشياء كل شيئين منها قرينان: فالهم والحزن قرينان، وهما الألم الوارد على القلب، فإن كان على ما مضى فهو الحزن، وإن كان على ما يستقبل فهو الهم. فالألم الوارد إن كان مصدره فوت الماضى أثر الحزن، وإن كان مصدره خوف الآتى أثر الهم. والعجز والكسل قرينان، فإن تخلف مصلحة العبد وبعدها عنه إن كان من عدم القدرة فهو عجز، وإن كان من عدم الإرادة فهو كسل والجبن والبخل قرينان، فإن الإحسان يفرح القلب ويشرح الصدر ويجلب النعم ويدفع النقم، وتركه يوجب الضيم والضيق ويمنع وصول النعم إليه، فالجبن ترك الإحسان بالبدن، والبخل ترك الإحسان بالمال، [وضلع الدين وغلبة الرجال] قرينان، فإن القهر والغلبة الحاصلة للعبد إما منه وإما من غيره، وإن شئت قلت: إما بحق وإما بباطل من غيره.

                والمقصود أن النبى صلى الله عليه وسلم جعل الحزن مما يستعاذ منه. وذلك لأن الحزن يضعف القلب ويوهن العزم، ويضر الإرادة، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن، قال تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}* [المجادلة: 10]، فالحزن مرض من أمراض القلب يمنعه من نهوضه وسيره وتشميره، والثواب عليه ثواب المصائب التى يبتلى العبد بها بغير اختياره، كالمرض والألم ونحوهما، وأما أن يكون عبادة مأْموراً بتحصيلها وطلبها فلا، ففرق بين ما يثاب عليه العبد من المأمورات، وما يثاب عليه من البليات. ولكن يحمد فى الحزن سببه ومصدره ولازمه لا ذاته، فإن المؤمن إما أن يحزن.. على تفريطه وتقصيره خدمة ربه وعبوديته، وأما أن يحزن على تورّطه فى مخالفته ومعصيه وضياع أيامه وأوقاته.

                وإنما الحزن كل الحزن لمن فاته الله، فمن حصل الله له فعلى أى شيء يحزن؟ ومن فاته الله فبأَى شيء يفرح؟ قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}* [يونس: 58]، فالفرح بفضله ورحمته تبع للفرح به سبحانه.


                فالمؤمن يفرح بربه أعظم من فرح كل أحد بما يفرح به: من حبيب أو حياة، أو مال، أو نعمة، أو ملك. يفرح المؤمن بربه أعظم من هذا كله، ولا ينال القلب حقيقة الحياة حتى يجد طعم هذه الفرحة والبهجة، فيظهر سرورها فى قلبه ومضرتها فى وجهه، فيصير له حال من حال أهل الجنة حيث لقّاهم الله نضرة وسروراً.
                وقال

                ...ولما كان الحزن والهم والغم يضاد حياة القلب واستنارته سأل أن يكون ذهابها بالقرآن فانها أحرى أن لا تعود وأما اذا ذهبت بغير القرآن من صحة أو دنيا أو جاه أو زوجة أو ولد فانها تعود بذهاب ذلك والمكروه الوارد على القلب ان كان من أمر ماض أحدث الحزن وإن كان من مستقبل أحدث الهم وان كان من أمر حاضر أحدث الغم والله أعلم

                كلام لشيخ الإسلام يجعلك تستعذب العذاب فى طاعة الله وما يصيبك من الكفار والمنافقين



                لكم رب كريم لا يعجزه شيء فى تبتأسوا ولا تيأسو فأنتم مأجورون على كل حال الأجر العظيم على قدر الإخلاص



                فعلى قدر الشدة يكون الأجر


                قال شيخ الإسلام ابن تيمية
                فى الفتاوى المباركة


                والذين يؤذون على الإيمان وطاعة الله ورسوله ويحدث لهم بسبب ذالك حرج

                ** مرض ** حبس **

                فراق وطن ** أهل ** مال ** ضرب ** شتم ** نقص رياسة ** مال



                هم على طريق الأنبياء فهؤلاء يثابون على ما يؤذون به ويكتب لهم عمل صالح


                إنشره أيها الموفق فخير الأعمال سرور تدخله على أخيك المسلم

                تعليق


                • #9
                  رد: مرضان مهلكان ....

                  ليس كل من أعطاه الله تعالى أكرمه وليس كل من منعه الله الدنيا أهانة بل قد يكون العكس

                  فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن 15 وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن 16 كلا بل لا تكرمون اليتيم 17 ولا تحاضون على طعام المسكين 18 وتأكلون التراث أكلا لما 19 وتحبون المال حبا جما 20

                  يقول تعالى منكرا على الإنسان في اعتقاده إذا وسع الله عليه في الرزق ليختبره في ذلك ، فيعتقد أن ذلك من الله إكرام له وليس كذلك ، بل هو ابتلاء وامتحان . كما قال تعالى : أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون [ المؤمنون : 55 ، 56 ] . وكذلك في الجانب الآخر إذا ابتلاه وامتحنه وضيق عليه في الرزق ، يعتقد أن ذلك من الله إهانة له . قال الله : كلا أي : ليس الأمر كما زعم ، لا في هذا ولا في هذا ، فإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب ، ويضيق على من يحب ومن لا يحب ، وإنما المدار في ذلك على طاعة الله في كل من الحالين ، إذا كان غنيا بأن يشكر الله على ذلك ، وإذا كان فقيرا بأن يصبر .
                  يُتبع...

                  تعليق


                  • #10
                    رد: مرضان مهلكان ....

                    قال حكيم (( لا تداهن نفسك بإخفاء عيبك))
                    وقال بن صباوة رحمه الله (( إنا نظرنا فوجدنا الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله))

                    تعليق


                    • #11
                      رد: مرضان مهلكان ....

                      موضوع طيب

                      لو قسمتم المشاركات كل يوم مشاركة لكان أنفع حتى يتسنى قراءته ولا يؤدي طوله للملل

                      جزاكم الله خيرًا

                      تعليق


                      • #12
                        رد: مرضان مهلكان ....

                        جزاكم الله خيراً
                        يا الله
                        علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                        تعليق


                        • #13
                          رد: مرضان مهلكان ....

                          المشاركة الأصلية بواسطة أمة الرحيـم مشاهدة المشاركة
                          موضوع طيب

                          لو قسمتم المشاركات كل يوم مشاركة لكان أنفع حتى يتسنى قراءته ولا يؤدي طوله للملل

                          جزاكم الله خيرًا

                          نفعل ان شاء الله جزاكم الله خيرا

                          تعليق


                          • #14
                            رد: مرضان مهلكان ....

                            المشاركة الأصلية بواسطة أحب نقابى مشاهدة المشاركة
                            نفعل ان شاء الله جزاكم الله خيرا

                            نفع الله بكم

                            وتقبل الله منكم

                            تعليق


                            • #15
                              رد: مرضان مهلكان ....

                              نتابع كتابات ابو بلال المصرى

                              حب الدنيا والرياسة هو الذي عمر النار بأهلها، والزهد في الدنيا والرياسة هو الذي عمر النار بأهلها
                              قال الإمام العلامة شيخ الإسلام ابن القيم فى كتابه الرائع عدة الصابرين


                              فكل خطيئة في العالم أصلها حب الدنيا ولا تنس خطيئة الأبوين قديما، فانما كان سببها حب الخلود في الدنيا ولا تنس ذنب ابليس وسببه حب الرياسة التي محبتها شر من محبة الدنيا وبسببها كفر فرعون وهامان وجنودهما وأبو جهل وقومه واليهود
                              فحب الدنيا والرياسة هو الذي عمر النار بأهلها، والزهد في الدنيا والرياسة هو الذي عمر الجنة بأهلها
                              والسكر بحب الدنيا أعظم من السكر بشرب الخمر بكثير وصاحب هذا السكر لا يفيق منه الا في ظلمة اللحد ولو انكشف عنه غطاؤه في الدنيا لعلم ما كان فيه من السكر وأنه أشد من سكر الخمر، والدنيا تسحر العقول أعظم سحر قال يحيى بن معاذ الرازي: الدنيا خمر الشيطان من سكر منها فلا يفيق الا في عسكر الموتى نادما بين الخاسرين وأقل ما في حبها أنه يلهى عن حب الله وذكره، ومن ألهاه ماله عن ذكر الله فهو من الخاسرين واذا لها القلب عن ذكر الله سكنه الشيطان وصرفه حيث أراد ومن فقهه في الشر أنه يرضيه ببعض أعمال الخير ليريه أنه يفعل فيها الخير وقد تعبد لها قلبه فأين يقع ما يفعله من البر مع تعبده لها، وقد لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا عليه فقال: (لعن عبد الدينار والدرهم) وقال: (تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم، ان أعطى رضي وان منع سخط) وهذا تفسير منه صلى الله عليه وسلم وبيان لعبوديتها
                              لا زال كلام الإمام موصول تابعونا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X