أهل الأرض والمتطفلون (د. إياد القنيبى )
(إذا مش عاجبتك قوانين البلد اطلع منها)
عبارة قد يسمعها المسلم وهو يحاول الإصلاح في مجتمعه وإنكار المنكرات، مجدفا عكس التيار.
والذين يقولونها عادة هم المستكبرون، الذين يرون أنفسهم أصحاب الأرض لأن القوة بأيديهم، فالسماح لك بالعيش ضمن "سلطانهم" كرمٌ منهم وتفضل! ومخالفتك لقوانينهم –بدعوتك القرآنية السنية- جريمة تجيز لهم طردك أو حبسك، على طريقة مَن قَبلهم: (لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودُنَّ في ملتنا). لاحظ: (أرضنا)!
لا عجب أن يتكبر المتكبرون، لكن الخطورة إذا تسرب "منطقهم" هذا إلى نفسك أيها المسلم فأحسستَ أنهم أصحاب الأرض حقا وأنك بدعوتك متطفل! فهذا شكل من أشكال الهزيمة النفسية.
لا بد أن نستحضر دوما أننا نحن -الذين نطيع الله وندعو إلى طاعته- أنا نحن أهل الأرض، وأن الذين يريدون تطويع الناس لأهوائهم هم المتطفلون، وليس العكس.
عندما يقول قائلهم (إذا مش عاجبتك قوانين البلد اطلع منها) فجوابنا جاهز: (إذا لم تعجبك شريعة خالق البلد والكون فاخرج من كونه)!
لو أن صاحب عمل استأجرك مع آخرينَ لبناء بيت في بستان ثم غاب عنكم فترة، فبدأتَ تعمره كما أمرك، وبدأ الآخرون يخربون، ثم صوبوا نحوك الأخشاب والحجارة و"بلطجوا" بها عليك قائلين: (نحن أكثر منك وأشد قوة، لذا فنحن أصحاب البستان، فأطِعْنا أو اخرج من البستان).
قد تخاف من أذاهم، لكنك ترى فعلهم هذا بلطجة ومنطقهم سخيفا، خاصة وأنك تدرك أن صاحب العمل عائد وسيرى ما صنعت وصنعوا. ولن تحس للحظةٍ أنك متطفل، أو أن لديهم "بعض الحق" في إلزامك بما يريدون!
الله عز وجل استخلفنا في هذه الأرض لنعمرها بشرعه وهداه. فمن التزمه فهو من أهلها، ومن خالف فهم المتطفلون.
بيقيني في هذا الأمر أشعر بعمق جذوري في كل أرض أحل بها ولو ذهبت إلى أمريكا، وأشعر أني حين أصلح في مجتمعي بما يرضي الله - كالفصل في مؤسسات التعليم المختلط مثلا- فإنما أعيد الناس إلى الأصل، ولا أجد فيه أية غضاضة أو حرج.
بهذا اليقين تشعر أنك إن جدفتَ بدينك عكس التيار، فالتيار هو الذي يسير في الاتجاه الخاطئ، بينما أنت تسير منسجما مع سائر الكون الذي خلقه الله، بدءاً من حركات الجسيمات في الذرة وانتهاء بكواكب المجرات. وتشعر بمن يشاغبون عليك في أثناء ذلك ويبغونها عوجا من المتسلطين أنهم -مهما بلغوا من القوة- فهم: متطفلون.
فقل لهم: أنا هنا أؤدي مهمتي في كون خلقه الله، فمن لم يعجبه شريعة رب الكون فليخرج منه إن استطاع!
(إذا مش عاجبتك قوانين البلد اطلع منها)
عبارة قد يسمعها المسلم وهو يحاول الإصلاح في مجتمعه وإنكار المنكرات، مجدفا عكس التيار.
والذين يقولونها عادة هم المستكبرون، الذين يرون أنفسهم أصحاب الأرض لأن القوة بأيديهم، فالسماح لك بالعيش ضمن "سلطانهم" كرمٌ منهم وتفضل! ومخالفتك لقوانينهم –بدعوتك القرآنية السنية- جريمة تجيز لهم طردك أو حبسك، على طريقة مَن قَبلهم: (لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودُنَّ في ملتنا). لاحظ: (أرضنا)!
لا عجب أن يتكبر المتكبرون، لكن الخطورة إذا تسرب "منطقهم" هذا إلى نفسك أيها المسلم فأحسستَ أنهم أصحاب الأرض حقا وأنك بدعوتك متطفل! فهذا شكل من أشكال الهزيمة النفسية.
لا بد أن نستحضر دوما أننا نحن -الذين نطيع الله وندعو إلى طاعته- أنا نحن أهل الأرض، وأن الذين يريدون تطويع الناس لأهوائهم هم المتطفلون، وليس العكس.
عندما يقول قائلهم (إذا مش عاجبتك قوانين البلد اطلع منها) فجوابنا جاهز: (إذا لم تعجبك شريعة خالق البلد والكون فاخرج من كونه)!
لو أن صاحب عمل استأجرك مع آخرينَ لبناء بيت في بستان ثم غاب عنكم فترة، فبدأتَ تعمره كما أمرك، وبدأ الآخرون يخربون، ثم صوبوا نحوك الأخشاب والحجارة و"بلطجوا" بها عليك قائلين: (نحن أكثر منك وأشد قوة، لذا فنحن أصحاب البستان، فأطِعْنا أو اخرج من البستان).
قد تخاف من أذاهم، لكنك ترى فعلهم هذا بلطجة ومنطقهم سخيفا، خاصة وأنك تدرك أن صاحب العمل عائد وسيرى ما صنعت وصنعوا. ولن تحس للحظةٍ أنك متطفل، أو أن لديهم "بعض الحق" في إلزامك بما يريدون!
الله عز وجل استخلفنا في هذه الأرض لنعمرها بشرعه وهداه. فمن التزمه فهو من أهلها، ومن خالف فهم المتطفلون.
بيقيني في هذا الأمر أشعر بعمق جذوري في كل أرض أحل بها ولو ذهبت إلى أمريكا، وأشعر أني حين أصلح في مجتمعي بما يرضي الله - كالفصل في مؤسسات التعليم المختلط مثلا- فإنما أعيد الناس إلى الأصل، ولا أجد فيه أية غضاضة أو حرج.
بهذا اليقين تشعر أنك إن جدفتَ بدينك عكس التيار، فالتيار هو الذي يسير في الاتجاه الخاطئ، بينما أنت تسير منسجما مع سائر الكون الذي خلقه الله، بدءاً من حركات الجسيمات في الذرة وانتهاء بكواكب المجرات. وتشعر بمن يشاغبون عليك في أثناء ذلك ويبغونها عوجا من المتسلطين أنهم -مهما بلغوا من القوة- فهم: متطفلون.
فقل لهم: أنا هنا أؤدي مهمتي في كون خلقه الله، فمن لم يعجبه شريعة رب الكون فليخرج منه إن استطاع!
تعليق