نعمة الستر
الستر من أكبر نعم الله على العبد
ولا يستشعر ذلك إلا من استفاق من (طول حلم الله عليه) فجأة
ليرى هذا الستر قد هتك عنه _والعياذ بالله_؛ بسبب تماديه في التجرأ على الله بفعل المعاصي حتى وصلت به الحال إلى حد الاستهانة بفعل تلك المعاصي!!
وما كان الله ليهتك ستر العبد من أول مرة!!
فقد ستره مرات ومرات ليرحمه من الفضيحة لعله يستدرك ويتوب
غير أن البعض من الناس يغتر بذلك الستر؛ فيدفعه غروره للتمادي في فعل المزيد المعاصي حتى يستمرأها، ويفتقد الشعور بفحشها وقذراتها وهول عواقبها!!
وحينها. . تكون رحمة الله بفضيحته (هي الدواء الأنجع!!)
حتى تحطم عواقب تلك الفضيحة بشدة هولها حواجز الران التي تراكمت على قلبه فهونت عليه التمادي في تلك المعاصي والآثام . .
إذاً فقضاء الله بنا - كله رحمة – حين أراد لهذا العبد أن يفيق من غلفته ويرجع ويتوب في فسحة هذه الحياة قبلما يتخطفه الموت فجأة وهو لا يزال قائماً على إصراره واستهانته بالتجرأ على حرمات الله!!
مثل ذلك العبد حري به إذا أراد الله به الرحمة أن يفيقه من غفلته؛ ويرجعه إلى صوابه ورشده، كي يعلم أن الشيطان إنما يزين كل قبيح بالحرام، ويقبح كل جميل بالحلال!!
فيتوب إلى الله
ويسأله أن يحبب له الحلال وأن يزينه في قلبه
وأن يبغض له الحرام ويباعده عن نفسه
فيجد إجابة الله له خير معين على أن يكون من الراشدين
وذلك بحسب صدقه وتوجهه إلى الله في الدعاء بإخلاص وتذلل وصدق . .
فالحمد لله أنه لا زالت أنفاسنا في أبداننا تتردد
كي نتــدارك التـــوبة قبل فـــوات الأوان
والحمد لله الذي أفاق من عباده من أفاق
كي يستشـعروا نعم الله عليهم قبــل سلبها
فيمنــحون أسـرتهم دفء الأبـوة الصـادقة
ويعقدون العزم على حفظ ورعاية ما من الله به عليهم من نعمة المال والأهل والولد
ولعل ما وقعوا فيه من الزلل
كان فيه من العبر ما يدفعهم إلى الندم وتعويض ما فات
بفعل الخيـرات وترك المنـكرات والإحســان إلى الخـلق
عسى الله أن يبدل سيئاتهم حسنات، وكان الله غفوراً رحيماً.
وصدق الله إذ يقول :
{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النور:31 .
فاللهم لك الحمد على نعمك حتى ترضى
ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى
ولــك الحمــد أبــداً أبــداً
اللهم استرنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض عليك
ووالدينا ومن نحب أجمعين والمسلميـن
تعليق