إن الدعوة إلى الله و العمل لأجل خدمة الدين أمر هام جدا و لا سيما فى هذه الأيام و قد اشتد العداء على الإسلام و أعداء الإسلام يخططون و يكيدون للقضاء على الدين و محوه ، فماذا أعتددنا نحن المسلمين لننصر ديننا ؟ و خاصة نحن شباب المسلمين نتحمل مسئولية أكثر من غيرنا ,,
فيجب علينا أن نستخدم كل أفكارنا و مواهبنا فى خدمة ديننا لنتحرر من الإحتلال الفكرى الذى نحن فيه الان . و أن تكون ثقتنا و اعتمادنا على الله - تعالى - فهو وحده ناصرنا و معيننا . و لنعلم أنه لن يتغير و ضع الأمة إلا بتغير حال كل و احد منا مع الله قال تعالى: (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))
فعلينا أن نعيد النظر فى حالنا مع الله و نرى هل نحن سنكون سببا للتغيير و القوة و النصر للإسلام أم سببا للهزيمة و الضعف للإسلام و المسلمين . فعلى كل مسلم -و خصوصا الشباب-أن يشعر بالمسئولية تجاه هذا الدين و يسعى و يعمل لأجل خدمة الدين ، فكل شخص سيُسأل عن عمرة فيما أبلاه و شبابه فيما أفناه .
و حُسن فهم الدين من الأمور المهمة لخدمة الدين ، فيجب علينا تعلم العلم سواء كان علم دينى أو دنيوى و ننوى بذلك خدمة المسلمين ، و العمل بهذا العلم قبل تبليغه .
و أمر الدعوة إلى الله أمر هام ، فقد أمرنا الله- تعالى - أن ندعوا إلى الله و إلى دين الإسلام الدين الحق قال تعالى: (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتى هى أحسن ))
و قال تعالى : (( قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعنى )) فهذه الآية دليل على أن كل متبع للرسول حق عليه ان يقتدى به فى الدعوة إلى الله . و قدأوجبت الشريعة الإسلامية التعاون على البر و التقوى و الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر قال تعالى: (( و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون )) .
و النص على و جوب الدعوة إلى الله من السنة قول لرسول - صلى الله عليه و سلم - : ((من رأى منكم منكرا فليغيرة بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان ))
و قول النبى - صلى الله عليه و سلم - : ((و الذى نفسى بيده لتأمرن بالمعروف و لتنهن عن النمكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه فتدعون فلا يستجاب لكم ))
و لقد ضرب لنا نساء الأمة فى جيلهن الأول أروع المواقف الدعوية كأمثال أمهات المؤمنين ،و بنات النبى - صلى الله عليه و سلم - ، و كثير من نساء الصحابه كأسماء ذات النطاقين و أم سليم و نسيبة بنت كعب و صفية بنت عبد المطلب و ام شريك - رضوان الله عليهم جميعا -
و ختاما : الدعوة إلى الله لا تقتصر على زمان دون زمان ، أو مكان دون مكان ، و لا على فرد دون الآخر ، و لا على جماعة أو هيئة دون الأخرى ،بل إن المسئولية مسئولية كل مسلم و مسلمة حسب قدرته و علمه ، فقد قال النبى - صلى الله عليه و سلم - (( بلغوا عنى و لو آية )) و ليست الدعوة محصوة فى إلقاء الدروس العلمية و المحاضرات و الخطب كما يعتقد بعض الناس ، و لكن قيام المرأة بيربية أبناءها ، و تأثيرها على أهلها ،و نصحها لزميلتها فى العمل و صديقتها فى الدراسة ، و تأثيرها فى من حولها بأخلاقها الحسنة يعتبر من الدعوة إلى الله و تؤجر عليه - إن شاء الله -
نسأل الله أن يستعملنا لنصرة الإسلام و المسلمين و أن يجعلنا هداة مهتدين .
تعليق