السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
بسم الله ، و الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد ..
لو تأملنا أكثر صفة قد تأسر القلوب هي " الرفق "
و كان الرسول عليه الصلاة و السلام يرفق في كل أمر ..
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : استأذن رهط من اليهود على النبي - صلى الله عليه وسلم - ،
فقالوا : السام عليكم . فقلت : بل عليكم السام واللعنة
فقال : " يا عائشة ! إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله " .
قلت : أولم تسمع ما قالوا "
قال : " قد قلت : وعليكم " .
وفي رواية : " عليكم " ولم يذكر الواو . متفق عليه .
قصة الحديث
كان اليهود يدخلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسألونه ويتكلمون معه،
ومن رحمته - صلى الله عليه وسلم - وسَعة صدره أنه كان يحسن استقبالهم تأليفًا لقلوبهم ورغبةً في إسلامهم،
ولكنهم لخبثهم وفساد قلوبهم وحسدهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا يقابلون إحسانه بالإساءة؛
فإذا دخلوا عليه لحنوا في القول كأنهم يلقون السلام، وحقيقة الأمر أنهم يدعون عليه بالموت والهلاك!!
فيقولون: (السام عليكم!)، والسام هو الموت،
فسَمِعتهم أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها يومًا فلم تتمالك نفسها من الغضب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم
-، فقالت تدعو عليهم: (وعليكم السام واللعنة!) وفي رواية في البخاري أنها قالت: (عليكم، ولعنكم الله وغضب الله عليكم!).
ولكن الرسول الكريم ذي الخلق القويم والشمائل العالية لم يعجبه ذلك منها،
فقال لها: "مهلاً يا عائشة" أي: ترفقي ولا تعجلي، ثم قال: "إن الله يحب الرفق في الأمر كله"
أي أنه سبحانه يحب لِينَ الجانب في القول والفعل والأخذَ بالأسهل، وذلك ضد العنف.
ثم علمها كيف يكون الرد على الكافرين إذا سمعتهم يدعون بالموت في صورة مَن يلقي السلام
بأن تقول: "وعليكم"
فإنه بذلك تكون قد أعادت الدعوة عليهم فيستجاب لها فيهم ولا يستجاب لهم فيها،
وفي الوقت ذاته لا تتلبس بكلام لا ينبغي قوله.
والإسلام مع أنه دين القوة والبأس والجهاد، إلا أنه يضع كل ذلك في موضعه،
وإذا كانت الأمور تمضي باللين والسكينة، فلا ينبغي أن يُستخدم العنف والقوة.
ولأن طبيعة النفس تميل للغضب وتحب الانتقام، فقد حثّ الرسول على حسن الخلق عمومًا وعلى الرفق خصوصًا،
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
"ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه"
رواه مسلم،
وقوله:
"يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطى على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه"
رواه مسلم.
وقوله لأشج عبد القيس:
"إن فيك خصلتين يحبهما الله، الحلمُ والأناة"
رواه مسلم.
وحديث أنس في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد وموقف رسول الله صلى الله عليه وسلم منه خيرُ تطبيقٍ عملي لخلق الرفق.
منقول من إسلام ويب
منقول من إسلام ويب
تعليق