إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

    محبة الرسول صلى الله عليه وسلمإِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
    أَمَّا بَعْدُ.فيا أيها المؤمنون.اتقوا الله حقَّ تقاته ولا تموتُن إلا وأنتم مسلمون ، فاتقوه رحمكم الله ، فإنه من يتَّقِ ويصبرْ فإن اللهَ لا يضيعُ أجرَ المحسنين .أيها المؤمنون.إن اللهَ تعالى أرسل محمدَ بنَ عبد الله صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين، وحجةً على العباد أجمعين ، أرسله الله تعالى على حينِ فترةٍ من الرسل وانطماسٍ من السبلِ ، فهدى الله به إلى أقومِ الطرُقِ وأوضحِ السُّبلِ، أوحى اللهُ إليه :﴿يا أيها المدثر قم فأنذر﴾، فلم يزلْ صلى الله عليه وسلم قائماً بأمرِ ربِّه ومولاه، لا يردُّه عن ذلك رادٌّ ، داعياً إلى الله لا يصدُّه عنه صادٌّ ، يبلِّغ دينَ الله ورسالتَه، لا يخشى فيه لومةَ لائمٍ، أوذي في اللهِ أبلغَ الأذى، في نفسِه ومالِه وأهلِه وأصحابِه، كذَّبه قومُه وعابوه وسفَّهوا رأيَه وضلَّلوه، حاولوا قتلَه وسجنَه، أخرجوه من بلده طريداً سليباً، ثم قاتلوه وحاربوه، فكسروا رَباعيتَه، وشجُّوا رأسَه، وأدموا وجهَه، فكان يقول: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»1.فتحمَّلَ في سبيلِ تبليغِ دينِ الله، وهدايةِ عباد الله صنوفَ المشاقِّ، وألوانَ الأذى، فكان عاقبةُ أمرِه فوزاً ونصراً، فأشرقت برسالتِه الأرضُ بعد ظلمتها ، هدى اللهُ به من الضلالةِ، وبصَّر به من العمى، فأنقذَ اللهُ به من آمنَ به ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ ([1]).أيها المؤمنون عباد الله.إن من أكثرِ حقوقِ محمدٍ بن عبد الله النبيِّ الأميِّ، الذي أنقذَكم الله به من النار، وهداكم به من الضلالةِ محبتَه صلى الله عليه وسلم محبةً قلبيةً صادقةً، ففي "الصحيحين"من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يؤمنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من والدِه وولدِه والناسِ أجمعين»([2]).فحقٌّ على كلِّ مؤمنٍ باللهِ واليوم الآخرِ: أن يحبَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم محبةً، يتجلى فيها إيثارُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على كلّ محبوبٍ، من نفسٍ ووالدٍ وولدٍ والناسِ أجمعين، فمحبةُ النبي صلى الله عليه وسلم من أعظمِ واجباتِ الدِّين، وهي فرعٌ من محبةِ الله تعالى، وتابعةٌ لها .أيها المؤمنون.إن لمحبةِ الرسولِ علاماتٍ ودلائلَ، تُظهِر حقيقةَ المحبة وصدقها، ومن أبرز هذه العلامات:متابعةُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم في أعمالِه وأقوالِه وأخلاقِه وجميعِ شأنه، قال الله تعالى : ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾([3]).وعن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أحيا سُنَّتي فقد أحبَّني، ومن أحبَّني كان معي في الجنة»([4]).فمن أحبَّ رسولَ اللهِ محبَّةً صادقةً أوجبَ له ذلك تمامَ المتابعةِ، فتجِدُ المحبَّ الصادقَ في محبةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم معظِّماً لسنةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، عاملاً بها، حريصاً عليها في دقيقِ الأمرِ وجليلِه، لا يعدلُ بسُنَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهديه شيئاً من الأقوالِ أو الأفعالِ، نسأل الله العظيم من فضله .أيها المؤمنون.إن من دلائلِ محبَّةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الإكثارَ من ذِكرِه، فذِكْرُه صلى الله عليه وسلم سببٌ لدوامِ محبَّتِه في قلبِ العبدِ وتضاعُفِها، فالعبدُ كلَّما أكثرَ ذكرَ المحبوبِ، واستحضرَ محاسِنَه زادَ حنيناً له وشوقاً إليه .أيها المؤمنون.إن ذِكرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الذي تَزدادُ به محبتُه والإيمانُ به، يكونُ بالصلاةِ عليه صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾([5])، لا سيما عند ذكرِه صلى الله عليه وسلم، فإنه صلى الله عليه وسلم قد قال: «البخيلُ من ذُكِرتُ عنده فلم يصلِّ عليَّ» ([6])، ومِنْ ذكره صلى الله عليه وسلم معرفةُ سيرتِه وأيامِه وأحوالِه وما جرى له.أيها المؤمنون.من دلائلِ محبةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: نصرتُه والذبُّ عنه وعن شريعتِه، وتأييدُه ومنعه صلى الله عليه وسلم من كلِّ ما يؤذيه ، ورفضُ أعدائه والمعاندين لشريعته، قال الله تعالى : ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً﴾([7])، وتعزيرُه يكون بنصرِه وتأييدِه ، وتوقيرُه يكون بإجلالِه وإكرامِه صلى الله عليه وسلم .أيها المؤمنون! إن من علاماتِ المحبةِ الشوقَ إلى لقائِه وتمني رؤيته، ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم : «مِن أشدِّ الناسِ لي حبًّا ناسٌ يكونون بعدي، يودُّ أحدهم لو رآني بأهلِه ومالِه»([8]).
    هذه بعضُ علاماتِ محبَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم محبَّةً صادقةً، نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يرزقنا محبة نبيه صلى الله عليه وسلم.
    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا
    حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
    اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات


  • #2
    رد: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

    جزاكِ الله خيراً

    تعليق

    يعمل...
    X