وداعـــًا يا رِفاق ()""
إنِّي سأترُكُكم، سأرحلُ عن عالَمِكم، سأبتعِدُ عنكم.
لا تسألوني لماذا؟ ولا إلى أين؟
فإنِّي لم أعُد أشعُر بقيمتي بينكم، ولا أجِد لي دَوْرًا هُنا.
كُلُّ ما حولي إحباطاتٌ وتثبيطاتٌ وقراراتٌ مُتردِّدةٌ وعوائِقُ ومصاعِبُ وعقبات.
سأعتزلكم، وأقطعُ علاقتي بكم.
فلا أراكم إلَّا قومًا تُبغِضونني، لا يَهُمُّكُم أمري.
فلا أُريدُ أن أُضيِّعَ بينكم عُمُري.
أرى طريقَكم طويلًا، وأنا لا أُحِبُّ الانتظارَ،
وأَمَلُّ السَّيرَ الطويلَ الذي يُشعِرُ النَّفسَ بالتَّعَبِ والانكسار.
أُريدُ أن أرتاحَ بعيدًا، وأفعلَ شيئًا جديدًا، وأُقدِّمَ إنجازًا فريدًا.
وأنتم لا تُشجِّعون على ذلك. فأخشى على نفسي بينكم من المهالِك.
فدَعوني أرحَل ولا تَتْبَعوني، ولا تُفكِّروا يومًا أن تُرجِعوني إليكم وتُعيدوني.
سأسيرُ وَحدي، وأُتابِعُ جِدِّي، وأبذُلُ قُصارَى جُهدي؛
لِأُعَوِّضَ ما فات من عُمُري، وأستدرِكَ أمري.
قالوا:
انتظِري، انتظِري. فإنْ كُنتِ تعملينَ لنفسِكِ، لا لِنَفعِ غيرِكِ،
وخِدمةِ إخوانِكِ وأهلِكِ، وتقديمِ عملٍ صالِحٍ يكونُ في صحيفتِكِ،
فارحلي، فوجودُكِ لا قيمةَ له كما قُلتِ.
أمَّا إن كُنتِ تعملين لله، فلِمَ ترحلينَ؟! ولماذا تبتعِدينَ؟!
لعلَّ ساعةً تقضينها بيننا يُكتَبُ لكِ بها أجورٌ عظيمةٌ،
وترتقينَ بها في الجِنان، وتنالينَ بها رِضا الرَّحمَن سُبحانه.
قيمةُ الإنسان فيما يُقدِّمُه، ويُخلِصُ فيه نِيَّتَه،
لا بما يَراه أو يَحكُمُ به على نفسِه.
لا ندَّعي المِثاليةَ أو الكمالَ أو العِصمةَ، فمهما فعلنا فما نزالُ مُقصِّرينَ.
لكنْ لا نُعطي الشيطانَ فُرصةَ اللعبِ بنا، أو الوسوسةِ لنا، أو تحريكِ عُقُولِنا،
وتغيير أفكارنا، ما دُمنا نسيرُ في طريق الخير.
دَوْرُكِ قد تَحَدَّدَ من أوَّل لحظةٍ سِرتِ فيها معنا، ومَددتِ يدَكِ إلينا.
وتأدِيَتُكِ لِدَوْرِكِ تكونُ حسبَ وقتِكِ وجُهدِكِ وإمكانيَّاتِكِ وقُدراتِكِ.
لا يَخلو مُجتمعٌ من مُثبِّطاتٍ، ولا يَخلو طريقٌ من عوائِق،
ولا تَخلو حياةٌ من مُشكلاتٍ.
ولو استسلمنا لها، لَضَيَّعنا كثيرًا من أهدافِنا، ولَتَسلَّلَ الفشلُ إلينا.
ولو نظرنا لِمَن حولنا على أنَّهم مُبغِضونَ لنا، لَمَا تعاملنا مع أحدٍ،
ولَقَطعنا عِلاقتَنا بِمَن حولنا، ولَاعتزلنا العالَمَ وجلسنا بمُفردِنا،
ولَما اتَّبعنا سُنَّةَ نبيِّنا- صلَّى الله عليه وسلَّم- في مُخالطةِ الناسِ
والصبر على أذاهم.
انشغالُ الآخَرينَ عنَّا لا يَعني أنَّهم يُهملوننا،
وابتعادُهم فترةً لا يعني أنَّهم يقطعوننا،
وعَدَمُ تواصُلِهم الدَّائِم معنا لا يَعني أنَّهم يَبغِضوننا.
الفَراغُ قد يلعَبُ بالعقل، فيملؤه ظُنونًا وأوهامًا.
والنَّفسُ قد تشتهي أُمورًا، وتتمنَّى لو تصيرُ الحقيقةُ أحلامًا.
وفي الطاعاتِ لا يَضيعُ العُمُرُ، بل يُصبِحُ مُباركًا.
وطُولُ الطريق مع نهايةٍ سعيدةٍ مُفرِحةٍ، خيرٌ من طريقٍ قصيرٍ
لا تُعلَمُ نهايتُه، ولا تُؤمَنُ عاقبتُه.
والسَّيرُ في طريق الخير يُشعِرُ النَّفسَ بالراحةِ والأمان،
ويُسهِّلُ وصولَها- بإذن اللهِ- للجِنان.
كُلُّنا يَــدٌ واحِــدةٌ تعملُ لغايــةٍ واحِــدةٍ.
والتَّعاونُ يَزيدُ قُوَّتَنا وعَطـاءَنا،
ويُساعِدُنا على تحقيق إنجازاتٍ نافعةٍ لنا ولغيرنا.
أمَّا التَّفرُّقُ والتَّفكُّكُ، فيَجلبان الضَّعفِ، ولا يُساعِدان على التَّقدُّمِ والإنجاز.
وإن تمسَّكنا بكِ بيننا، ولم نرضَ برحيلِكِ وابتعادِكِ عنَّا، فلأنَّنا نُحِبُّكِ،
ونسعَدُ بوجودكِ، ونفرحُ بقُربِكِ، ولأنَّنا إخوةٌ في اللهِ، طريقُنا واحِدٌ،
وأمانينا واحِدةٌ.
لا تسيري وَحدَكِ، فإنَّكِ لا تأمنينَ على نفسِكِ،
إنَّما يأكُلُ الذئِبُ من الغَنَم القاصِيَة.
فتوقَّفَت قليلًا، وبدأَت تُراجِعُ نفسَها، وتردَّدَت في قِرارِها.
ثُمَّ نزلت دُموعُها على خَدِّها، والتفَتَت إليهم، وقالت:
سامِحوني يا رِفاق، فلقد أخطأتُ بحَقِّكم، وأسأتُ الظَّنَّ بكم،
وتسرَّعتُ في اتِّخاذِ قرارٍ لم أُفكِّر في عاقبتِهِ، ولم أنظُر لنهايتِهِ،
وقد كُنتُ على وشكِ تركِكم لولا فضلُ اللهِ ثُمَّ نُصحِكم.
فلا تتركوني وَحدي، وخُذُوا بيدي، ولننطلِق معًا في دُرُوبِ العَطاءِ والخير،
ولنملأ الدُّنيا ضِياءً طالبينَ من رَبِّنا سُبحانه المثوبةَ والأجرَ.
ففرحوا بها وسعدوا، ورَحَّبوا، وساروا معًا في طريقِهم الطويل.
إنِّي سأترُكُكم، سأرحلُ عن عالَمِكم، سأبتعِدُ عنكم.
لا تسألوني لماذا؟ ولا إلى أين؟
فإنِّي لم أعُد أشعُر بقيمتي بينكم، ولا أجِد لي دَوْرًا هُنا.
كُلُّ ما حولي إحباطاتٌ وتثبيطاتٌ وقراراتٌ مُتردِّدةٌ وعوائِقُ ومصاعِبُ وعقبات.
سأعتزلكم، وأقطعُ علاقتي بكم.
فلا أراكم إلَّا قومًا تُبغِضونني، لا يَهُمُّكُم أمري.
فلا أُريدُ أن أُضيِّعَ بينكم عُمُري.
أرى طريقَكم طويلًا، وأنا لا أُحِبُّ الانتظارَ،
وأَمَلُّ السَّيرَ الطويلَ الذي يُشعِرُ النَّفسَ بالتَّعَبِ والانكسار.
أُريدُ أن أرتاحَ بعيدًا، وأفعلَ شيئًا جديدًا، وأُقدِّمَ إنجازًا فريدًا.
وأنتم لا تُشجِّعون على ذلك. فأخشى على نفسي بينكم من المهالِك.
فدَعوني أرحَل ولا تَتْبَعوني، ولا تُفكِّروا يومًا أن تُرجِعوني إليكم وتُعيدوني.
سأسيرُ وَحدي، وأُتابِعُ جِدِّي، وأبذُلُ قُصارَى جُهدي؛
لِأُعَوِّضَ ما فات من عُمُري، وأستدرِكَ أمري.
قالوا:
انتظِري، انتظِري. فإنْ كُنتِ تعملينَ لنفسِكِ، لا لِنَفعِ غيرِكِ،
وخِدمةِ إخوانِكِ وأهلِكِ، وتقديمِ عملٍ صالِحٍ يكونُ في صحيفتِكِ،
فارحلي، فوجودُكِ لا قيمةَ له كما قُلتِ.
أمَّا إن كُنتِ تعملين لله، فلِمَ ترحلينَ؟! ولماذا تبتعِدينَ؟!
لعلَّ ساعةً تقضينها بيننا يُكتَبُ لكِ بها أجورٌ عظيمةٌ،
وترتقينَ بها في الجِنان، وتنالينَ بها رِضا الرَّحمَن سُبحانه.
قيمةُ الإنسان فيما يُقدِّمُه، ويُخلِصُ فيه نِيَّتَه،
لا بما يَراه أو يَحكُمُ به على نفسِه.
لا ندَّعي المِثاليةَ أو الكمالَ أو العِصمةَ، فمهما فعلنا فما نزالُ مُقصِّرينَ.
لكنْ لا نُعطي الشيطانَ فُرصةَ اللعبِ بنا، أو الوسوسةِ لنا، أو تحريكِ عُقُولِنا،
وتغيير أفكارنا، ما دُمنا نسيرُ في طريق الخير.
دَوْرُكِ قد تَحَدَّدَ من أوَّل لحظةٍ سِرتِ فيها معنا، ومَددتِ يدَكِ إلينا.
وتأدِيَتُكِ لِدَوْرِكِ تكونُ حسبَ وقتِكِ وجُهدِكِ وإمكانيَّاتِكِ وقُدراتِكِ.
لا يَخلو مُجتمعٌ من مُثبِّطاتٍ، ولا يَخلو طريقٌ من عوائِق،
ولا تَخلو حياةٌ من مُشكلاتٍ.
ولو استسلمنا لها، لَضَيَّعنا كثيرًا من أهدافِنا، ولَتَسلَّلَ الفشلُ إلينا.
ولو نظرنا لِمَن حولنا على أنَّهم مُبغِضونَ لنا، لَمَا تعاملنا مع أحدٍ،
ولَقَطعنا عِلاقتَنا بِمَن حولنا، ولَاعتزلنا العالَمَ وجلسنا بمُفردِنا،
ولَما اتَّبعنا سُنَّةَ نبيِّنا- صلَّى الله عليه وسلَّم- في مُخالطةِ الناسِ
والصبر على أذاهم.
انشغالُ الآخَرينَ عنَّا لا يَعني أنَّهم يُهملوننا،
وابتعادُهم فترةً لا يعني أنَّهم يقطعوننا،
وعَدَمُ تواصُلِهم الدَّائِم معنا لا يَعني أنَّهم يَبغِضوننا.
الفَراغُ قد يلعَبُ بالعقل، فيملؤه ظُنونًا وأوهامًا.
والنَّفسُ قد تشتهي أُمورًا، وتتمنَّى لو تصيرُ الحقيقةُ أحلامًا.
وفي الطاعاتِ لا يَضيعُ العُمُرُ، بل يُصبِحُ مُباركًا.
وطُولُ الطريق مع نهايةٍ سعيدةٍ مُفرِحةٍ، خيرٌ من طريقٍ قصيرٍ
لا تُعلَمُ نهايتُه، ولا تُؤمَنُ عاقبتُه.
والسَّيرُ في طريق الخير يُشعِرُ النَّفسَ بالراحةِ والأمان،
ويُسهِّلُ وصولَها- بإذن اللهِ- للجِنان.
كُلُّنا يَــدٌ واحِــدةٌ تعملُ لغايــةٍ واحِــدةٍ.
والتَّعاونُ يَزيدُ قُوَّتَنا وعَطـاءَنا،
ويُساعِدُنا على تحقيق إنجازاتٍ نافعةٍ لنا ولغيرنا.
أمَّا التَّفرُّقُ والتَّفكُّكُ، فيَجلبان الضَّعفِ، ولا يُساعِدان على التَّقدُّمِ والإنجاز.
وإن تمسَّكنا بكِ بيننا، ولم نرضَ برحيلِكِ وابتعادِكِ عنَّا، فلأنَّنا نُحِبُّكِ،
ونسعَدُ بوجودكِ، ونفرحُ بقُربِكِ، ولأنَّنا إخوةٌ في اللهِ، طريقُنا واحِدٌ،
وأمانينا واحِدةٌ.
لا تسيري وَحدَكِ، فإنَّكِ لا تأمنينَ على نفسِكِ،
إنَّما يأكُلُ الذئِبُ من الغَنَم القاصِيَة.
فتوقَّفَت قليلًا، وبدأَت تُراجِعُ نفسَها، وتردَّدَت في قِرارِها.
ثُمَّ نزلت دُموعُها على خَدِّها، والتفَتَت إليهم، وقالت:
سامِحوني يا رِفاق، فلقد أخطأتُ بحَقِّكم، وأسأتُ الظَّنَّ بكم،
وتسرَّعتُ في اتِّخاذِ قرارٍ لم أُفكِّر في عاقبتِهِ، ولم أنظُر لنهايتِهِ،
وقد كُنتُ على وشكِ تركِكم لولا فضلُ اللهِ ثُمَّ نُصحِكم.
فلا تتركوني وَحدي، وخُذُوا بيدي، ولننطلِق معًا في دُرُوبِ العَطاءِ والخير،
ولنملأ الدُّنيا ضِياءً طالبينَ من رَبِّنا سُبحانه المثوبةَ والأجرَ.
ففرحوا بها وسعدوا، ورَحَّبوا، وساروا معًا في طريقِهم الطويل.
تعليق