إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التشاؤم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التشاؤم

    التشاؤمإِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
    أَمَّا بَعْدُ.فيا أيها الناس.اتقوا ربَّكم وعلِّقوا قلوبَكم به، وادْعُوه خوْفاً وطَمَعاً، رَغَباً ورَهَباً لعلَّكم تفلحون، فإنَّ أصلَ الدِّينِ الذي بَعثَ اللهُ به النبيين إخلاصُ العمَلِ للهِ وحدَه لا شرِيكَ له: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾([1]).أيها المؤمنون.إنَّ ربَّكم الذي تعبُدون ﴿هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾([2]).أيها المؤمنون.إن إلهَكُم الذي تَرغبُون وتَرهبُون هو الذي: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾([3])، ﴿يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ﴾([4]).لا مانعَ لما أعطَى، ولا مُعطِيَ لما مَنَعَ، قدَّر الخيرَ والشرَّ، وله في ذلك الحِكمةُ البالغةُ والقُدرةُ النافِذةُ ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ﴾([5]).فكلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقدَرٍ ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾([6]).عبادَ اللهِ، إذا علِمَ المؤمنُ ذلك صَدَقَ في توكُّلِهِ على اللهِ عزَّ وجل، في جَلْبِ كلِّ خيرٍ ودفعِ الضُّرِّ، وعلِمَ أن ما أصابَه من أقدارِ اللهِ تعالى لم يكن ليخطِئَه ويَتَعدَّاه إلى غيِره، وما تَعدَّاه وأخطأَه إلى غيرِه لم يكن ليصيبَه، وبهذا كلِّه يتخلصُ العبدُ من أوضارِ الشركِ، ولوثاتِ الوثنيةِ.أيها المؤمنون.إن من أعظمِ فوائدِ التوحيدِ الصادقِ في هذه الدُّنيا السعادةَ والأمنَ والاهتداءَ، الذي يجدُه المؤمنُ المحقِّقُ لتوحيدِه، قال اللهُ تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾([7]).أيها المؤمنون.إن مما ابتُلي به بعضُ الناسِ التَّشاؤمَ بالأيامِ أو الشُّهورِ، أو التشاؤمَ ببعضِ الأشخاصِ أو الحيواناتِ أو الأحداثِ، أو غيرِ ذلك، من المسمُوعاتِ أو المعلوماتِ أو المرْئِيَّاتِ، ولا شكَّ أن التَّشَاؤمَ بهذِه الأشياءِ، واعتقادَ أنها سَبَبٌ للشُّرورِ من الشِّركِ الذي يُذهِبُ الإيمانَ، وينكِّدُ على المرْءِ حياتَه، ويَلحقُه الضِّيقُ والكدَرُ فيها، بلا سببٍ شرعيٍّ ولا مسوِّغٍ حقيقيٍّ. أوهامٌ وظنونٌ وخيالاتٌ ووساوسُ، فالخيرُ كلُّه بيدِ اللهِ تعالى، لا رادَّ لما أَعطى ولا معطِيَ لما منعَ؛ ولذلك نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن التشاؤمِ والتطيُّرِ، فهُما من أعمالِ الجاهليةِ، ومن المحرَّماتِ الشرعيةِ، ففي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطيرةُ شِركٌ، الطِّيرةُ شركٌ»([8]). وقال الصادقُ المصدوقُ صلى الله عليه وسلم: «لا عَدْوى ولا طِيَرةَ ولا هامَّةَ ولا صَفَرَ»([9])، فنفَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم ما كان يعتقِدُ أهلُ الجاهليةِ من العَدوى أن الشيءَ يعدِي بنفسِه، دون تقديرِ اللهِ تعالى، ونفى ما كانوا يعتقدونَه من التشاؤمِ بالطُّيورِ وبعض الشهورِ، كشهرِ صفرٍ أو غيرِ ذلك من الأمورِ.إن ما يجدُه المرءُ من كراهةٍ للشيءِ بسببِ التشاؤمِ والتطيرِ، إنما هو وهْمٌ يجدُه في نفسِه، فلا يجوزُ الالتفاتُ إليه، ففي صحيحِ مسلمٍ قال معاوية بن الحكم رضي الله عنه يسألُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: ومِنَّا أناسٌ يتطيَّرون؟ فقال: «ذاك شيءٌ يجدُه أحدُكم في نفسِه فلا يَصدَّنَّكم»([10]أيْ: عمَّا أردْتُم وقصدْتُم من الأعمالِ، فالواجبُ على المؤمنِ إذا عزَمَ على أمرٍ وأرادَه، ثم عرَضَ له التشاؤمُ بسببِ مسموعٍ يسمعُه، أو معلومٍ يُدركُه، أو مرئيٍّ يشاهدُه، ألا يرجِعَ عمَّا عزمَ عليه، بل يمضِي متوكِّلاً على الله تعالى.وقد روي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم لما سُئِل عن الطِّيرةِ، فقالَ: «لا تَردُّ مسلماً، فإذا رأى أحدُكم ما يَكرَهُ فليقل: اللهمَّ لا يأتي بالحسَناتِ إلا أنتَ، ولا يدفعُ السيئاتِ إلا أنت، ولا حولَ ولا قوةإلا بك»([11]).وليعلمَ المؤمنُ أنه إذا استجابَ لهذه الظُّنونِ الكاذبةِ، والأوهامِ الفاسدةِ، التي يلقيها الشيطانُ في قلبِه بسببِ التشاؤمِ، فقد وَقَعَ في الشِّركِ، فليتُبْ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، وليَمْضِ في عمَلِهِ، وليقلْ: اللَّهمَّ لا خيرَ إلا خيْرُك، ولا طيرَ إلا طَيرُك، ولا إلهَ غيرُك، فإن الطِّيرةَ لا تدلُّ على الغيبِ، ولا تخبِرُ عنه. فدُونَ الغَيبِ أقْفالٌ.
    لعَمْرُك ما تدْرِي الطوارقُ بالحصى 0 ولا زاجراتُ الطيرِ ما اللهُ صانعُ([12]) ****************************0


    ﴿قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾([13]).
    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا
    حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
    اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات


    الشيخ خالد المصلح

  • #2
    رد: التشاؤم

    جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

    تعليق

    يعمل...
    X