الأمور التي يستمد منها الإيمان
والأمور التي يستمد منها الإيمان نوعان مجمل ومفصل:أما المجمل فهو التفكر والتدبر لآيات الله ومخلوقاته الآيات المتلوة والآيات الكونية والحرص على معرفة الحق والعمل به.وأما التفصيل فالإيمان يحصل ويقوى بأمور كثيرة:1-منها - بل أعظمها - معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى الواردة في الكتاب والسنة والحرص على فهم معانيها والتعبد لله بها ودعاؤه بها.2-تدبر القرآن وتفهمه ومعرفة معانيه وأوامره ونواهيه ثم العمل به ليكون حجة لقارئه وشفيعاً له يوم القيامة.3- معرفة أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم وما تدعو إليه من علو الإيمان وأعماله كلها من محصلات الإيمان ومقوياته فكلما ازداد العبد معرفة بكتاب الله وسنة رسوله ازداد إيمانه ويقينه وعلت درجته.4-معرفة النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة ما هو عليه من الأخلاق العالية والأوصاف الكاملة ومعرفة سيرته العطرة فإنها تزيد الإيمان وتقويه.5-من أسباب الإيمان ودواعيه التفكر في الكون في خلق السموات والأرض وما فيهن وما بينهن من المخلوقات المتنوعة والنظر في خلق الإنسان وما هو عليه من الصفات قال تعالى: "وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ" سورة الذاريات آية 21، والنظر إلى فقر المخلوقات إلى الله وغناه عنها والتفكر في نعم الله الظاهرة والباطنة وشكره عليها والشكر مقرون بالمزيد.6-من أسباب الإيمان ودواعيه الإكثار من ذكر الله ودعائه واستغفاره كل وقت وحين فإن الله يذكر من ذكره ويجيب من دعاه ويغفر لمن استغفره وكل ذلك من دواعي الإيمان ومقوياته فإن الذكر يغرس شجرة الإيمان في القلب ويغذيها وينميها7-من الأسباب الجالبة للإيمان معرفة محاسن الدين الإسلامي فعقائده أصح العقائد وأصدقها وأنفعها وأخلاقه أحمد الأخلاق وأجملها وأعماله وأحكامه أحسن الأحكام وأعدلها.8-ومن أعظم مقويات الإيمان الاجتهاد في التحقق في مقام الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى خلقه بالقول والفعل والمال والجاه وأنواع المنافع والنصح لله ولعباده فإن الدين النصيحة والجزاء من جنس العمل.9-الاتصاف بصفات المؤمنين المذكورة في القرآن كما في أول المؤمنون وآخر الفرقان والمحافظة على أعمال اليوم والليلة من العبادات والطاعات والابتعاد عما يبطلها من المعاصي والمخالفات والمحرمات أو ينقصها من ذلك.10-ومن دواعي الإيمان وأسبابه الدعوة إلى الله وإلى دينه والتواصي بالحق والتواصي بالصبر والتعاون على البر والتقوى وبذلك يكمل العبد نفسه ويكمل غيره.11-ومن ذلك توطين النفس على مقاومة ما ينافي الإيمان من شعب الكفر والنفاق والفسوق والعصيان التي تمنع الإيمان أو تنقصه بالتوبة منها والبعد عنها وحفظ الجوارح عن المحرمات ومقاومة فتن الشهوات فالإنسان الموفق لا يزال يسعى في أمرين أحدهما تحقيق أصول الإيمان وفروعه علماً وعملاً والثاني السعي في دفع ما ينافيها وينقضها أو ينقصها من الفتن الظاهرة والباطنة ويداوي ما قصر فيه بالدعاء والتوبة إلى الله فهو الذي يجيب من دعاه ويتوب على من تاب وهو التواب الرحيم([1]).والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا
حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات
حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات
تعليق