السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
وبهِ نستعين ، والحمدللهِ ربِ العالمين
وصلَّى الله وسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين .. أما بعد:
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
الحجاب وزينة التبرُج:
وهي أكثر مشكلة واقعة في المجتمع بل ليس في أي مجتمع ، بل في مجتمعنا الإسلامي ..
وهذا ما يزيدني قهراً وغضباً ؛ لأن نِساءنا لسن كنِساء الأنبياء والصحابة والتابعين ؛ إلا من رحم ربي !!
من تقتدي بهن وتكون مِثلهن في حياءها وملتزمة ؟!
أصبح كثيراً ما نرى في الشوارع والسوبر ماركت وخاصةً أماكن التسوق النساء متبرجات بِكثرة ؛
ليس فقط أصبح التبرج في الحِجاب ، بل التبرج في العباءة !.
وأصبح الوجه الجميل يملأهُ شيءٌ قبيح ؛ وهو بسبب وضع المكياج (الميك أب أو الكونسيلر)
كأن وجهكِ كالقمر كبدر البدور وأصبح كقشر القشور ؛ لِماذا يا أُخية ؟
أُخيتي لِماذا لم يعد الحِجاب حجاب ؟ ولم تعُد العباءة عباءة ؟
فعلاً الحجاب حتى إذا ارتديتيه ؛ يُصبح شبة حجاب من أجل الزينة وتغطية قليلٍ من الشعر وتظل بقيّة الشعرات في تبرج !!
إذًا أنتِ تضعيه من أجل نصف زينة ؛ فما بالُكِ إذا وضعتيه من أجل زينتك كلها ، ومن أجل حيائك وإسلامكِ وعفتك ؟!
ستكون زينكِ كُلها ؛ وأروعُ زينة وحِجابُكِ على رأسك كتاج الملوك (":
جهينةً تشمخ عفاف وتصقل فروخ الصقور بين الفريق بشتها الضافي وثوبٍ تسبله
قلت العذارة في زمننا زي أشكال الطيور تقليدها رجوع وعرض ريش خلفها تستخملة
تلبس عباءة ضيقة حول الرذايف والخصور فضيحةً تكشف جسدها من علوه لأسفله
وموضة شيال تكشف الوجنات وألوان الشعور والمحرم أتبذل بجوال بيدها تحمله
والعباءة أصبحت مخصرة وكأنها فُستان تستعرضي جسدكِ بهِ ومُحسناتكِ وأردافكِ
وطول العباءة وراءَها ذيلٌ تسدلهُ مثل ريش الصقور...
أصبح الحِجاب يحتاج إلى حِجاب وأصبحت العباءة تحتاج إلى عباءة فعلاً
كما ذكر الرسول في حديثه حول الفتاه المخصرة عباءاتها:
( صنفان من أهلِ النارِ من أمتي لم أرهما بعدُ : نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلاتٌ على رؤوسِهن مثلُ
أسنمةِ البختِ لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها ، ورجالٌ معهم سياطٌ مثلُ أذنابِ البقرِ يضربون بها عبادَ اللهِ ) .
الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 34/129
خلاصة حكم المحدث: صحيح ..
لِماذا ما الهدف من هذا الشيء ؟! هل هو جذب الشباب إليكِ ؟! ما الذي يدور في بالكِ ؟!
واللهِ ليتسلون بكِ وتكوني سلعة للمتعة والتسلية فقط لا للمحبة والإخلاص والزواج هذا من أبعد الاحتمالات لكِ ..
(أخُيتي المسلمة)
لقد كثرت و لقد دأبت بعضُ الأقلام بين فينةٍ وأخرى على النيلِ من حجابك والهجوم عليه،
واصفةً إياه بالتخلف والرجعية وعدم مواكبة التطور الذي نشهده، والقرن الذي نحن على مشارفه،
حيث إننا نعيش عصر الفضائيات وكثرة المُسلسلات والأغاني والغزو الفكري بأكمله
والاتصالات والشبكات والعولمة وتلاقح الأفكار وغير ذلك من مظاهر التقدم العلمي والتكنولوجي .
فإذا كان لبس الحجاب يتصف بالتخلف والرجعية ، فأنا وأنتِ كُلنا نفتخر بهذا التخلف والرجعية .
دعكِ من كلامهن واحرصي على حجابك ..
وهذهِ آراء الغرب التي يلقونها حول الفتاة المسلمة وهم منقسمون إلى عدة أقسام وآراء .
= منهم من يقول من أنكر فرضية الحجاب بالكلية، وزعم أنه من خصوصيات العصور الإسلامية الأولى!!
= ومنهم من أنكر غطاء الوجه وراح يدعو إلى السفور والاختلاط، زاعماً أن ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله
ما يدل على تغطية وجه المرأة، وأن ذلك من قبيل العادات القبلية الموروثة التي فرضها المتشددون!
= ومنهم من تخبَّط فقال: إن الحجاب سجن يجب على المرأة أن تتحرر منه حتى تستثمر طاقاتها
في مواكبة العصر، ومشاركة الرجل مسيرته التقدمية نحو آفاق المدنية الحديثة! نحو التمدن الإيجابي
وهم معتقدون أنهُ إيجابي وهو فعلهم هذا سلبي×سلبي
= ومنهم من طبق المثل القائل: "رمتني بدائها وانسلَّت" فزعم أن الذين يدعون إلى الحجاب
ونبذ التبرج والسفور ينظرون إلى المرأة نظرة جسدية، ولو أنهم تركوا المرأة تلبس ما تشاء
لتخلَّص المجتمع من هذه النظرة الجسدية المحدودة!!
# وهؤلاء جميعاً قد اشتركوا في الجهل والدعوة إلى الضلال، شاءوا أم أبوْا.
وأنا أقول يا أختاه فإن عرفتِ إن الحجاب فريضةً عليكِ وتركتيه ، فهُنا المصيبة والرذيلة أصبحت أكبر..
وأما أقولهم ستظل باطلة والباطل يظل باطل و الباطل يبطل أوله آخره وآخره أوله كما قال تعالى:
( وَلَتَعرِفَنهُم فِي لَحنِ القَولِ وَاللهُ يَعلَمُ أَعمالَكُم ) [محمد:30]
وأما دعوتهم فهي لعبةً وغزوا مكشوفة على كل امرأة مسلمة، وعلى الأسرة والمجتمع والفرد والأمة بأسرها.
ومع ذلك فقد نجح هؤلاء الغازليين في السيطرة على عقول نسائنا وبكلامهم المعسول وعباراتهم البراقة التي تحمل في طياتها
كثيراً من الهلاك والدمار فيجهلوا أن الإسلام قد صان المرأة وكرمها وعززها وأعطاها حقوقها ورفع مكانتها
في جميع حياتها منذ طفولتها إلى وفاتها
والحجاب فهو عبادة من أرقى وأجمل العبادات وأهمها ؛ بل هو فريضة من أهم الفرائض
لأن الله تعالى أمر به في كتابه، ونهى عن ضده وهو التبرج ؛ وأمر به النبي في سنته ونهى عن ضده .
وأجمع العلماء قديماً وحديثاً على أنه من الإسلام لم يشذّ عن ذلك منهم أحد،
فتخصيص هذه العبادة – عبادة الحجاب – بعصر دون عصر يحتاج إلى دليل، ولا دليل للقائلين بذلك البتة.
ولذلك فإننا نقول ونكرر القول: "لا جديد في الحجاب" أبداً ، ولا مجيء شيء اسمهُ موضة أبداً ، ولا موضة ترك الحِجاب ،
لا يوجد أي تجديد ولا جديد في لبس الحجاب .
ولو لم يكن الحجاب مأموراً به في الكتاب والسنة، ولو لم يرد في محاسنه أيُّ دليل شرعي،
لكان من المكارم والفضائل التي تُمدح المرأة بالتزامها والمحافظة عليها، فكيف وقد ثبتتْ فرضيَّتُه بالكتاب والسنة والإجماع؟!
أولاً: أدلة الحجاب من القرآن:
الدليل الأول: قوله تعالى: ( وَقُل للمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِن وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن إِلا مَا ظَهَرَ مِنهَا
وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن ) إلى قوله: ( وَلاَ يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِن لِيُعلَمَ مَا يُخفِينَ مِن زِينَتِهِن وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً
أَيهَا المُؤمِنُونَ لَعَلكُم تُفلِحُونَ ) [النور:30].
قالت عائشة رضي الله عنها: { يرحم الله نساء المهاجرات الأُول؛ لما أنزل الله: "وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن"
شققن مروطهن فاختمرن بها } [رواه البخاري].
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: ابن القطان - المصدر: أحكام النظر - الصفحة أو الرقم: 173
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
الدليل الثاني: قوله تعالى: ( وَالقَوَاعِدُ مِنَ النسَاء اللاتي لاَ يَرجُونَ نِكَاحاً فَلَيسَ عَلَيهِن جُنَاحٌ أَن يَضَعنَ ثِيَابَهُن غَيرَ مُتَبَرِّجَاتِ بِزِينَةٍ
وَأَن يَستَعفِفنَ خَيرٌ لهُن وَاللهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ ) [النور:60].
الدليل الثالث: قوله تعالى: ( يا أَيهَا النبِي قُل لأزواجِكَ وَبَناَتِكَ وَنِسَاء المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِن مِن جَلابِيبِهِن ذلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ
فَلاَ يُؤذَينَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رحِيمًا ) [الأحزاب:59].
الدليل الرابع: قوله تعالى: ( وقَرنَ فِي بُيُوتِكُن وَلاَ تَبَرَّجنَ تَبَرجَ الجاَهِلِيةِ الأولَى ) [الأحزاب:33].
الدليل الخامس: قوله تعالى: ( وَإِذَا سَأَلتُمُوهُن مَتَاعًا فـاسـأَلُوهُن مِن وَرَاء حِجَابٍ ذلِكُم أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَقـُلُوبِهِنَّ ) [الأحزاب:53].
أدلة الحجاب من السنة:
الدليل الأول: في الصحيحين أن عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله، احجب نساءك.
قالت عائشة: فأنزل الله آية الحجاب. وفيهما أيضاً: قال عمر: يا رسول الله، لو أمرتَ أمهات المؤمنين بالحجاب. فأنزل الله آية الحجاب.
الدليل الثاني: عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { المرأة عورة } [الترمذي وصححه الألباني].
الدليل الثالث: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { من جرَّ ثوبه خُيَلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة }
فقالت أم سلمة رضي الله عنها: فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: { يُرخين شبراً }
فقالت: إذًا تنكشف أقدامهن. قال: { فيُرخينه ذراعاً لا يزدن عليه } [رواه الترمذي وصححه الألباني].
أدلة سَتر الوجه من الكتاب والسنة
أولاً: قوله تعالى: ( وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن ) [النور:30].
قال العلامة ابن عثيمين: ( فإن الخمار ما تخمِّر به المرأة رأسها وتغطيه به كالغدقة، فإذا كانت مأمورة
بأن تضرب بالخمار على جيبها كانت مأمورة بستر وجهها ).
ثانياً: قوله تعالى: ( يا أَيهَا النبِي قُل لأزواجِكَ وَبَناَتِكَ… ) [الأحزاب:59].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن
من فوق رءوسهن بالجلابيب ) الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: جلباب المرأة - الصفحة أو الرقم: 88 -
خلاصة حكم المحدث: لا يصح عن ابن عباس، لكن وقفنا على إسناد آخر له صحيح .
قال الشيخ ابن عثيمين: ( وتفسير الصحابي حجة، بل قال بعض العلماء إنه في حكم المرفوع إلى النبي ).
ثالثاً: عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال: { لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين } [رواه البخاري].
قال القاضي أبو بكر بن العربي: ( قوله في حديث ابن عمر: { لا تنتقب المرأة المحرمة } وذلك لأن سترها وجهها بالبرقع
فرض إلا في الحج، فإنها ترخي شيئاً من خمارها على وجهها غير لاصق به، وتعرض عن الرجال ويعرضون عنها ).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( وهذا مما يدلّ على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن،
وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن ).
رابعاً: في قوله : { المرأة عورة } دليل على مشروعية ستر الوجه.
قال الشيخ حمود التويجري: ( وهذا الحديث دالّ على أن جميع أجزاء المرأة عورة في حق الرجال الأجانب،
وسواءٌ في ذلك وجهها وغيره من أعضائها ).
وأخيراً ....
أختــــــــــــاه ، صُونِي عفافكِ وطُهركِ
وسأقولها مراراً وتكراراً ، أنتِ أم المستقبل كيف ستكونين أماً ولديكِ ماضً قبيح ؟!
لِذلك احرصي على دينكِ وعفتكِ ، أنتِ الكنز الثمين":)
م / ن