إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رحله فى عالم الجنون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحله فى عالم الجنون

    توقف ((( من هنا طريقك لعالم الجنون )))

    تمر بالإنسان أوقات يشعر بها بملل كبير

    لا يعرف

    ماذا يكتب ؟؟؟

    وماذا يقرأ ؟؟؟

    وماذا يعمل ؟؟؟

    وكأنه يعيش لحظات ضياع

    يعيش بعالم غير عالمه

    يشعر بأنه وحيد ... رغم مايحيطه من الناس

    وذلك بسبب الخلاف الكبير

    مابين فكره وفكرهم

    فحينها فقط

    يلجأ للكتابة وقد يراها البعض بلا مغزى

    وتفتقد لجزالة المعنى

    ولكنها !!!

    تبقى هي مجرد كتابة

    وليدة اللحظة التي ييعيش بها

    وبمشاركتي هذه

    لا أسعى وراء الكلمات المنمقة

    ولا لجمال وروعة الحروف

    وكل همي أن أكتب مابداخلي من غير قيد أو شروط

    هيا أدعوكم لتمضوا معي

    إلى عالم الجنون ....

    "
    "
    "

    على ناصية الطريق وأمام ناظري ... لوحة لفتت انتباهي ... كتب عليها توقف من هنا

    طريقك لعالم الجنون ... حملني فضولي لأسلك ذلك الطريق ... كان قلبي ينبض

    بخفقات سريعة كنت أحس بخوف وريبة ... كان يبدو لي للوهلة الأولى بأنه طريق

    موحش مخيف ... وإذ بي أفاجأ بأمر قد جعلني أطمأن بعض الشيء

    فعلى جانبي الطريق أناس لهم معالم الطيبة والحنان

    هذا يلوح لي بيده وذلك يرمي السلام علي وتلك تبتسم إبتسامة

    شفافة عذبة ... بدأت نبضات قلبي تهدأ قليلا ... ذلك الكائن الطيب المدفون

    في أعماقي ... وكأنه يأمرني أن أتابع المسير في هذا العالم الجنوني

    تابعت الطريق بخطوات متثاقلة

    وإذ بي أرى أشجاراً أوراقها حمراء

    والعشب رأيته وقد اكتسب لونا رمادياً باهتاً

    تتوسطه ورود سوداء تعبق منها رائحة أشبه بسحر الخيال

    في بادىء الأمر

    تملكتني دهشة وغرابة مما أراه !!!

    أيعقل أن أرى أشجاراً أوراقها حمراء ؟!

    أيعقل أن أرى وروداً سوداء ؟!

    يا للعجب !!!

    عالم حقا جنوني !!!

    لكنني !!!

    أردت أن أتابع الطريق ففضولي يدفعني

    للإستمرار في المضي لأرضي غروره

    وبعد لحظات أحسست بوهج وبريق لامع فرفعت نظري للسماء

    فرأيت النجوم وكل منها عليه لافتة كتب عليها اسم إنسان

    أشتدت دهشتي أكثر !!!

    وأمعنت النظر

    إنه لشىء غريب حقا !!!

    ماسر تلك الأسماء؟!

    ازداد فضولي أكثر وأكثر وتابعت الطريق بخطوات أسرع

    وبدأت معالم التعب تتضح على ملامح وجهي ... وسائر جسدي

    لكنني !!!

    لا أريد التوقف مطلقا ... أريد أن أعرف كل شيء ... كل شيء

    وماسر كل هذا ؟! وكل ما أراه من الغرابة !!!

    ولم ألبث إلا وشعرت بنسمات تلاعب وجهي وخصال شعري ليتطاير في الهواء

    فابتسمت إبتسامة خفيفة ... شعرت بحنانها وفوجئت بلمسات كيد حانية لا أرى لها

    مجسما بل وكأنها خيالا من عالم الأشباح .

    بدأت أشعر بالسعادة رغم كل تفاقم دهشتي والغربة التي حملتني لها الأقدار

    كنت أشجع نفسي المتعبة وكأني أتحدى الخوف بداخلي

    لأمضي قدماً نحو المجهول و لعلي أجد تفسيراً لكل ما أراه

    وفي أثناء اجتيازي ذاك الطريق

    سمعت صوتا يناديني :

    هيه ... هيه ... أنتِ تعالي

    رفعت يدي على جبيني لأحجب الضوء الساطع من السماء

    فرأيت شيخاً هرماً له لحية بيضاء غزيرة كثيفة

    كان في وجهه خطوطاً كثيرة

    وكأن خارطة العالم رسمت على وجهه

    ولكن !!!

    بحقيقة الأمر ملامحه ليست بسيئة أو مرعبة

    هرولت إليه وقلت في نفسي :

    إن هذا الشيخ الكبير لابد له أن يجيب عن تساؤلاتي

    ويفسر لي كل ما رأيته في هذا العالم الغريب

    ناديته بعد أن استجمعت كل قواي

    لأبدو قوية لا أستهاب أحداً

    وبصوت رغم قوته ولكنه !!!

    لايخلو من بعض لمسات الخوف التي لامست نبراته

    وقلت :

    مساء الخير ياعماه

    رد علي بصوت أجش

    مساء النور بطيف الظلام

    دهشت لرده الغريب !!!

    قلت في نفسي ماباله يجعل النور ظلام ؟!

    ولكنني !!!

    قدّرت كبر سنه ولم أشأ أن أسبب له أي إحراج من أي سؤال

    فصمتُّ قليلاً علَّه يتكلم ويسبقني بالكلام

    لكنه !!!

    بقي صامتاً مثلي ووضع يده على كتفي

    أحسست بحنان يده رغم ثقلها وقوتها

    وصرت وكأني عكازه الذي يتوكأ عليها

    لكنني !!!

    أنست الوضع فأنا أحس بأبوته التي حرمت منها منذ نعومة أظافري

    انتظرت منه أن يبدأ الكلام

    لكن !!!

    عبثا بقي صامتا لا يتكلم

    والصبر لم يعد يجد طريقا لنفسي

    أردت أن يجاريني الحديث .... وبلحظة رأيت نفسي أقول له :

    عماه ... عماه أحبك يا عماه

    نظر لي بنظرة لا أعرف كيف أجسدها بسطوري هذه ... هل هي نظرة حسرة ممزوجة

    بألم ... أم هي نظرة لقاء الفرح بملامح الحزن والأسى

    آه حقا إنها نظرة غريبة !!!

    لم أرى مثلها من ذي قبل

    بدأت الحيرة على ملامحي ... وسألت نفسي لماذا قلت له أحبك ياعماه ؟!

    وأثناء ذلك

    وأنا بحيرتي اللا متناهية

    سمعته يقول :

    وهو يضحك بضحكة هزت مشاعري

    لدرجة إني شعرت بحاجتي للبكاء ... إنها ضحكة ألم ... نعم ضحكة ألم

    إني أحس بها ... أخترقت مشاعري بقوة وسرعة البرق

    لتوقظ إحساسي وينذرني بالحزن ويأمرني بالبكاء واستقبال سيول من الدمع

    بدأت دموعي تنزل فمدَّ يده ليمسح بعضاً منها

    ثم قال :

    يا ابنتي إني أعرف مايجول في فكرك

    تريدين أن تعرفي وتجدي لنفسكِ أجوبة على كل استفساراتك حول ما رأيتيه في عالمنا هذا

    وإذ بي أجد نفسي أهز رأسي وكأني أقول له أجل ياعماه

    هيا أريد أن أفهم وأستوعب كل مارأيته

    قال :

    يابنيتي هذا عالم الجنون يأتيه كل مظلوم قد ضاقت به الأرض بما رحبت

    إنه عالم جمع شمل المظلومين من كل مكان وزمان هؤلاء الناس الذين لوحوا لكِ

    بأيديهم ليسوا سوى أناس اتوا من عالم الظلم والجبابرة

    ولاقوا مالاقوا في حياتهم من ظلم وظلمات

    إنهم لأناس عرفو الطيبة والنقاء

    قلوبهم البيضاء الناصعة لم تحتمل عالم القسوة والظلم

    فأتوا إلى هنا وسلكوا طريق الجنون

    تجدين فيهم أنواع البشر

    النساء و الرجال والعجايز والأطفال

    أتوا لعالمنا هاربين من قهر الجناة الظالمين

    وتلكَ الأشجار الحمراء سقيت بدموعهم التي كانت تنزف نزف الدماء

    فصارت أوراق الشجر حمراء

    وتلكَ الأعشاب الرمادية سقوها بماء اليأس الذي تملك نفوسهم سنيناً طوال

    وتلكَ النسمات التي داعبت وجنتيكِ وخصال شعركِ ليست سوى ضحكات أطفال أبرياء

    ضحايا العالم الجبار

    ورفع رأسه ليشير بيده الخشنة إلى السماء

    وقال أترين يا ابنتي تلك النجوم ؟!

    والتي على كل منها اسم من الأسماء

    أجبت بسرعة نعم ياعماه ... نعم يا عماه إني أراها وعجبت لأمرها

    عماه لماذا كتب عليها تلكَ الأسماء ؟!

    لماذا ياعماه ؟! لماذا ؟!

    هز برأسه وضرب على كتفي براحة يده

    ضربات لا هي مؤلمة ولاهي حانية

    لكنها أذهلتني !!!

    وجعلتني أشخص نظري إلى السماء أكثر وأكثر

    فقال لي :

    يا ابنتي تلكَ الأسماء وتلكَ النجوم إنها أسماء سكان عالمنا الجنوني

    وضحك بضحكة هزت أواصري

    ثم قال :

    هل تستطيعين أن تحصي عددها يا ابنتي ؟!

    صمتُّ برهة حائرة ومن ثم أجبت :

    لا ياعماه لا يمكنني أن أحصيها لا يمكنني عدها لا يا عماه

    أجاب قائلاً :

    يا ابنتي عدد نجوم هذه السماء ظلم أناس وأناس وأنت يا ابنتي سجل اسمك

    على نجمة بين تلك النجوم ألا ترينها ؟!

    دهشت كثيرا قلت له اسمي أنا ياعماه ؟!

    قال :

    نعم يابنيتي انظري إلى تلك النجمة اللامعة بوسط السماء وأشار لها بأصبعه

    فوجدت نجمة حقا كان لها بريق لامع أكثر من غيرها من نجوم السماء ,,, ففرحت

    بيني وبين نفسي وقد تملكني الغرور نوعاً ما

    فقلت في نفسي أنا نجمة لامعة في السماء

    فلاحظ الشيخ الكبير وقد اعتلت ابتسامة الغرور على شفتاي فتبسم ضاحكا

    قائلا :

    آه يا ابنتي ما أطيب قلبك أوتبتسمين لبريق نجمك ؟!

    وأنت لا تدركين ماسر ذلكَ البريق

    الآن يا ابنتي عرفت لماذا كانت تلك النجمة لها بريقها الخاص

    لأنها حملت اسمك يا ابنتي

    اسم أطيب قلب ظلمه الناس

    وبريقك اللامع عن دون سواكِ من نجوم السماء

    ليس إلا سوى مؤشر يدل على ازياد الظلم في حياتكِ

    فتزدادين نوراً وضياءً في عالمنا الجنوني

    وبلحظة !!!

    رأيت نفسي أميل برأسي لأضعه على صدره

    فأرى يده بكل حنان تلامس خصال شعري

    ويده الأخرى تضمني بقوة لصدره

    وكأنه أحس بنار ظلمي وعذابي وشقائي

    وصرت أبكي وأبكي والناس من حولي تبكي وتبكي

    وكأنهم يرحبون بي بطريقتهم الخاصة لإنتمائي لعالمهم الجنوني

    أحسست بتعب وعناء شديد فغفوت قليلا على صدر الشيخ العجوز الهرم

    وفي اثناء غفوتي وكأنه حلما عابراً ... لمحت بريق أمل من بعيد يغمز لي

    وكأنه يقول :

    لا تيأسي قد يكون لك بسمة فرح في يوم من الأيام

    ومن ثم صحوت من غفوتي لأجد نفسي على مكتبي مازلت أمسك قلمي أخط لكم

    رحلتي هذه في عالم الجنون

    وأمامي فنجان من الشاي الذي أصبح بارداً

    ويقاطعني صوت ليس بغريب علي

    صوتا يقول :

    أردت شايا ولم تشربيه لماذا ؟!

    فابتسمت وضحكت وأجبت :

    لم أكن هنا

    ومنذ برهة عدت من عالمي الجنوني
    اللهم لي أحبة اتذكرهم كلما نبض الفؤاد و حن وادعوا لهم كلما دنا ليل الظلام وجن..الهي ظلل احبتي بالغيوم و أبعد عنهم كدر الدنيا و الهموم...
يعمل...
X