إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

«كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل (عائض بن عبد الله القرني)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل (عائض بن عبد الله القرني)

    «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
    عائض بن عبد الله القرني

    الحمد لله.. الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خِلفة لمن أراد أن يذكّر أو أراد شكوراً.والصلاة والسلام على من بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً. أما بعد :أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنكب ابن عمر، فقال له: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل».وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" (أخرجه البخاري [7 / 170]).ما أحسن كلامه صلى الله عليه وسلم وما أروعه، وما أبلغه، وما أحسن كلام أصحابه رضي الله عنهم واتّباعهم لتعاليمه ووصاياه.فهذا الحديث أصل في قِصَر الأمل في الدنيا، فإن المؤمن لا ينبغي له أن يتخذ الدنيا وطناً ومسكناً يطمئن إليه، ولكن ينبغي أن يكون فيها كأنه على جناح سفر {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} [غافر:39].وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مالي وللدنيا، إنما مثلي ومثل الدنيا، كمثل راكب قال في ظل شجرة، ثم راح وتركها» (أخرجه الترمذي [4 / 508] رقم [2377] وقال : حسن صحيح وابن ماجه [2 / 1376] رقم [4109]. وأحمد [1 / 301]. وصححه الألباني كما في صحيح الجامع رقم [5668، 5669]).ومن وصايا المسيح عليه السلام لأصحابه قال: "اعبروها، ولا تعمروها". ورُوي عنه أنه قال: "من ذا الذي يبني على موج البحر داراً؟ تلكم الدنيا، فلا تتخذوها قراراً".ودخل رجل على أبي ذرٍّ، فجعل يُقلِّب بصره في بيته، فقال: "يا أبا ذرّ! أين متاعكم؟" فقال: "إن لنا بيتاً نتوجه إليه!!" فقال: "إنه لا بد من متاع مادمت هاهنا". فقال: "إن صاحب المنزل لا يدعنا هاهنا!!".وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: "إن الدنيا قد ارتحلت مُدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل" (ذكره البخاري [7 / 171]).وقال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز[ ] رضي الله عنه في خطبته: "إن الدنيا ليست بدار قراركم، كتب الله عليها الفناء، وكتب الله على أهلها منها الظعن، فكم من عامرٍ عن قريب يخرب، وكم من مُقيم مغتبط عما قليل يظعن، فأحسنوا رحمكم الله في هذه الرحلة" {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ} [البقرة:197].فإذا لم تكن الدنيا للمؤمن دار إقامة ولا وطناً، فينبغي عليه أن يكون فيها على أحد حالين:إما أن يكون كأنه غريب في بلد غُربة، فلا يتعلق بها قلبه، بل هَمّه التزود للرجوع إلى وطنه.أو يكون كأنه مسافر، غير مقيم البتة، بل هو في سير دائم، في الليل والنهار، إلى بلد الإقامة.


    فحيَّ على جنـات عدنٍ فإنهـا *** منازلُك الأولى وفيهـا المخَيَّم
    ولكننا سبيُ العـدوِّ فهل تـرى *** نعـود إلـى أوطانِنـا ونُسلِّم
    وقد زعموا أن الغريبَ إذا نأى *** وشطَّت به أوطانهُ فهو مغرم
    وأي اغترابٍ فوق غُربتنا التي *** لها أضحتِ الأعداءُ فينا تَحَكَّمُ

    قيل لمحمد بن واسع: كيف أصبحت؟ قال: ما ظنّك برجل يرتحل كل يوم مرحلة إلى الآخرة!!وقال الحسن: "إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يوم، مضى بعضك!"
    نسيرُ إلى الآجال في كلِّ لحظـةٍ *** وأيامُنا تُطوى وهـنَّ مـراحلُ
    ولم أرَ مثلَ المـوتِ حقَّا كأنـه *** إذا ما تَخَطَّتْهُ الأمانـيُّ بـاطلُ
    وما أقبحَ التفريط في زمنِ الصِّبا *** فكيف به والشيبُ للرأسِ شاعلُ
    ترحَّلْ من الدنيا بزادٍ من التقـى *** فعمـرك أيـامٌ وهـنَّ قـلائِلُ

    فيا أيها الناس:إلى متى الركون إلى هذه الدنيا؟ وإلى متى التسويف بالتوبة؟فالواجب على المؤمن، المبادرة بالأعمال الصالحة، قبل ألاّ يَقدِر عليها، ويُحال بينها وبينه؛ إما بمرض، أو موت، أو غير ذلك من الأشغال، ومتى حيل بين الإنسان والعمل، لم يبق له إلا الحسرة والأسف عليه، ويتمنى الرجوع إلى حال يتمكن فيها من العمل، فلا تنفعه الأمنية.قال تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ . وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ . أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ . أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ . أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ . بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ}​ [الزمر:54–59].وقال تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿٩٩﴾ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚكَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون:99-100].فالتوبةَ التوبة[ ] َ عباد الله، فإن الله عزّ وجل «يبسط يده بالليل ليتوب مسيءُ النهارِ، ويبسطُ يده بالنهارِ؛ ليتوب مسيءُ الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها» (أخرجه مسلم [4 / 2113] رقم [2759]).قال كثير من السلف: "فإذا طلعت الشمس من مغربها، طُبع على القلوب[ ] بما فيها، وترفع الحفَظةُ الأعمال، وتُؤمرُالملائكة[ ] ألا يكتبوا عملاً".عباد الله:وصلوا وسلّموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56
    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا
    حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
    اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات

    التعديل الأخير تم بواسطة مخلصة لرب العالمين; الساعة 11-08-2014, 11:16 AM.

  • #2
    رد: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل (عائض بن عبد الله القرني)

    اللهم آميــن
    جزاك الله خيرا أختى
    اللهم ارزقنا الجنة برحمتك يا رحمن
    رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين

    تعليق


    • #3
      رد: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل (عائض بن عبد الله القرني)

      جزاكم الله خيرا
      يا الله
      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

      تعليق


      • #4
        رد: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل (عائض بن عبد الله القرني)

        فيا أيها الناس:إلى متى الركون إلى هذه الدنيا؟ وإلى متى التسويف بالتوبة؟
        جزاكِ الرحمن خير الجزاااء وبارك فيكِ
        "أنت وليي في الدنيا والآخرة "
        إذا صحَّ مِنـكَ الوِدُّ فالكُلُّ هَيّـنٌ
        وكُـلُّ الذي فـوقَ التُّرابِ تُرابُ

        تعليق

        يعمل...
        X