السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمات في الطريق (49)إذا حاسبَ المسلمُ نفسَهُ كلَّ يوم،
وقارنَ بين ما قدَّمَهُ لنفسهِ وما قدَّمَهُ للمسلمين،
فسيرى تقصيرًا كبيرًا.
إذا تعاملتَ مع مَن يستهينُ بأوامرِ الله،
فاعلمْ أنه لن يكونَ أمينًا معك،
فإن الذي يعصي الإلهَ لا يكونُ أمينًا معه،
ولا حبيبًا إليه،
ولا عهدَ بينه وبينه أن يدخلَهُ الجنة،
فكيف يكونُ أمينًا معكَ ومع الآخرين؟
إذا رأيتَ أحدَهم يأتي إلى المسجدِ وهو بلباسِ النوم،
فقلْ له إذا شئت:
إن الله تعالى يقولُ في كتابهِ العزيز:
﴿ يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [سورة الأعراف: 31].
أي: البَسوا أحسنَ ثيابِكم عندَ كلِّ صلاة، وليسَ ثيابَ النومِ أو الرياضة.
بعضُ الناسِ طبائعهم "مفتوحة" زيادة!
فلا يفرِّقونَ في آدابِ معاشرتهم بين البيتِ والعملِ والمسجد.
رأيتُ منهم من يصحبُ معه أولادًا لهم صغارًا إلى المسجدِ لم يبلغوا السادسة،
فيعبثون ويسيئون الأدبَ في بيتِ الله،
ويشوِّشونَ على المصلِّينَ في صلاتِهم وأذكارهم وقراءتهم،
وآباؤهم ينظرونَ إليهم ويضحكون معهم وكأنهم في بيوتهم،
هذا بدلَ أن يمنعوهم ويؤدِّبوهم على حرمةِ المكانِ وتعظيمِ المصاحف..
وقسْ على ذلكَ أمورًا..
هل ترتاحُ عندما تعبدُ الله؟
هل تشعرُ برضًى عندما يأتي وقتُ الصلاةِ وتصلي؟
أم تقومُ بأداءِ بعضِ الركعاتِ على عجَلٍ لتلقي هذا الفرضَ عن كاهلك؟
هل أنتَ من أهلِ أرِحنا بها، أم من أهلِ أرِحنا منها؟
إن الرضا دليلُ الراحةِ والبهجة،
والضيقُ والسخطُ دليلُ النفورِ والكراهية.
والله أعلمُ بقلوبِ عباده،
يعلمُ مَن يعبدهُ عن حبٍّ وطواعيةٍ فيجزيهِ خيرًا كثيرً،
ومن يعبدهُ لغيرِ ذلك،
فيجزيهِ أقلَّ،
أو لا يجزيه.
مما يُنسبُ للإمام البخاري رحمه الله من شعر:
الشخصُ يحتاجُ إلى خمسةٍ
ما حازها إلا فحولُ الرجالِ
الصبرُ والصمتُ وحملُ الأذى
وعفةُ النفسِ وصدقُ المقالِ
قالَ العارفون:
لا تصحبْ من يمدحُكَ بغيرِ ما فيك،
فإنهُ إذا غضبَ عليكَ يذمُّكَ بما ليس فيك.
تعليق