السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
http://www.youtube.com/watch?v=kYYkT7Q4KN8
أيها الإخوة الكرام ؛ والمؤمن في طريقه إلى الله قد تعتوره حالة، حالة الضعف، الضعف في إيمانه، ما الذي يردعه ؟ و ما الذي يحفزه ؟ ما الذي يوقظه ؟ و ما الذي يهزُّه ؟ ما الذي يزلزله ؟ التفكر في الموت، ما من حدث واقعيٍّ في حياتنا كهذا الحدث، لأن كل مخلوق يموت، و لا يبقى إلا ذو العزة و الجبروت، و الليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر، والعمر مهما طال فلا بد من نزول القبر:
وكلُّ ابْنِ أُنثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلاَمَتُه يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ
فَإِذَا حَمَلْتَ إِلَى القُبُورِ جَنَــازَةً فَاعْــلَمْ بِأَنَّكَ بَعْدَهَا مَحْمُولُ
يقول بعض العلماء: "كم من مستقبِلٍ يومًا وليس يستكمله "حدّثني أخٌ كريم فقال: صليت الفجر في أحد مساجد دمشق، و كان أحد المصلين ذا دعابة، بعد أن نخرج من المسجد لا بد من أن يلقي طرفةً، قال: رأيته ظهرًا عند موقف سيارة عامة، و أقسم بالله العظيم أنه صلى عليه العصر، قال: كم من مستقبِلٍ يومًا وليس يستكمله، ومنتظرٍ غدًا وليس من أجله " ورد أنه " منْ عدَّ غدًا من أجله فقد أساء صحبة الموت " من عدَّ غدًا، قال: أنا غدًا سأدفع هذه الفاتورة، غدًا سأنجز هذا العمل، " من عدَّ غدًا من أجله فقد أساء صحبةَ الموت " فكم من مستقبِلٍ يومًا وليس يستكمله، ومنتظرٍ غدًا و ليس من أجله، لو رأيتم الأجل و مسيرَه لأبغضتُم الأمل و غروره "
و قال بعضهم: إنكم تنامون كما تموتون، و تُبعثون كما تستيقظون " و قال عليُّ بن أبي طالب كرَّم الله وجهه: " أيها الناس اتقوا الله، الذي إنْ قلتم سمع، وإن أضمرتم علِم، و بادروا الموت، الذي إن هربتم منه أدرككم، و إن أقمتم أخذكم " وقال بعضهم: ليس قبل الموت إلا و الموتُ أشدُّ منه، و ليس بعد الموت شيء إلا والموتُ أيسرُ منه ".
أيها الإخوة الكرام ؛ هذه نصوص تُصنف تحت باب الرقائق، ينبغي أن يرقَّ القلبُ لها، ينبغي أن تلجمنا عن المخالفات، وأن تحفزنا إلى الطاعات، ينبغي أن يتحرّك القلبُ، لأن الذي يطول عليه الأمد يقسو قلبُه، فلا يتأثر بموعظة، ولا تهتزُّ مشاعرُه لقصّة، ولا يندم على ما فات.
أيها الإخوة الكرام، أخطر مض يصيب القلب أن يكون القلبُ قاسيا، إن الاستمرار على المعاصي يقسِّي القلب، إن متابعة المخالفات تجعل على القلب الران،
ï´؟كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَï´¾
[سورة المطففين]
قال بعضهم: السعيد لا يركن إلى الخُدَع، و لا يغتر بالطمع " وقال بعضهم: إن بقاءك إلى فناء، و فناءك إلى بقاء، فخُذ من فنائك الذي لا يبقى لبقائك الذي لا يفنى "
أيها الإخوة ؛ كل امرئ يجري بعمره إلى غاية تنتهي، إليها مدَّةُ أجله، وتنطوي عليها صحيفةُ عمله، فخذ لنفسك من نفسك، وقس يومك بأمسك، وكفَّ عن سيئاتك، وزد في حسناتك قبل أن تستوفي مدة الأجل، ولا يُسمَح لك في الزيادة في العمل.
أيها الإخوة الكرام ؛ لا بد من وقفة مع الذات من حين إلى آخر، والأفضل أن تكون كل يوم، وقفة مع الذات متأنية، ماذا بعد، جمعت المال، ثم ماذا ؟ وصلت إلى هذا المكان الرفيع، ثم ماذا ؟ تزوجت ثم ماذا ؟ أنجبت الأولاد، ثم ماذا ؟ زوجت أولادي ثم ماذا ؟ هيَّأتُ دخلا كبيرا، ثم ماذا ؟ ما الذي بعد ماذا ؟ بعد ماذا الموت، ثم ماذا ؟ اسأل نفسك هذا السؤال، لا تكن مستهلَكًا، لا تسمح للدنيا أن تستهلكك، لا تسمح لشهواتها أن تستحوذ عليك، لا تسمح لمشكلاتها أن تنسيك هدفك الكبير، كن مع ذاتك من حين لآخر، لا بد من جلسات مع ذاتك، لا بد من خلوة مع ربك، لا بد من مراجعة الحسابات، لا بد من تفحص الأعمال، لا بد من ضبط البيت، لا بد من ضبط الدخل، لا بد من إنفاق المال.
http://www.youtube.com/watch?v=AYAggJfUavU
أيها الإخوة الكرام، واللهِ كنت مع شخص حدَّثني في ساعة، واللهِ عن مشاريعه إلى عشرين عامًا قادمة، غريب، حدثني كيف سيذهب إلى بلد كذا و كذا، و يمضي فيه سنوات خمسا، و يعود إلى بلده و يُحال إلى التقاعد، و يؤسِّس محلا تجاريا يبيع فيه التحف، يكبر أولاده و يزوِّجهم، استرسل استرسالا عجيبا، استرسل لعشرين سنة قادمة، وواللهِ الذي لا إله إلا هو قرأت نعوته في اليوم نفسه، في اليوم نفسه، مادام هناك نفَس، ما دام هناك قلب ينبض، فباب التوبة مفتوح، و كل شيء يُصحَّح، و كل شيء يُعدَّل، و كل شيء يُتلافى، و كل ذنب مهما كان كبيرا يُغفر، قال تعالى:
ï´؟قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاًï´¾
[سورة الزمر]
هذا الذي قتل تسعة وتسعين رجلا، تاب الله عليه، مهما كانت ذنوبك، اللهُ عزوجل أفرح بتوبة عبده من الضال الواجد، و الظمآن الوارد، والعقيم الوالد.
http://www.youtube.com/watch?v=xqNdEo_9hfc
مما راق لى
مقتطفات
للشيخ راتب النابلسي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
http://www.youtube.com/watch?v=kYYkT7Q4KN8
أيها الإخوة الكرام ؛ والمؤمن في طريقه إلى الله قد تعتوره حالة، حالة الضعف، الضعف في إيمانه، ما الذي يردعه ؟ و ما الذي يحفزه ؟ ما الذي يوقظه ؟ و ما الذي يهزُّه ؟ ما الذي يزلزله ؟ التفكر في الموت، ما من حدث واقعيٍّ في حياتنا كهذا الحدث، لأن كل مخلوق يموت، و لا يبقى إلا ذو العزة و الجبروت، و الليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر، والعمر مهما طال فلا بد من نزول القبر:
وكلُّ ابْنِ أُنثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلاَمَتُه يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ
فَإِذَا حَمَلْتَ إِلَى القُبُورِ جَنَــازَةً فَاعْــلَمْ بِأَنَّكَ بَعْدَهَا مَحْمُولُ
يقول بعض العلماء: "كم من مستقبِلٍ يومًا وليس يستكمله "حدّثني أخٌ كريم فقال: صليت الفجر في أحد مساجد دمشق، و كان أحد المصلين ذا دعابة، بعد أن نخرج من المسجد لا بد من أن يلقي طرفةً، قال: رأيته ظهرًا عند موقف سيارة عامة، و أقسم بالله العظيم أنه صلى عليه العصر، قال: كم من مستقبِلٍ يومًا وليس يستكمله، ومنتظرٍ غدًا وليس من أجله " ورد أنه " منْ عدَّ غدًا من أجله فقد أساء صحبة الموت " من عدَّ غدًا، قال: أنا غدًا سأدفع هذه الفاتورة، غدًا سأنجز هذا العمل، " من عدَّ غدًا من أجله فقد أساء صحبةَ الموت " فكم من مستقبِلٍ يومًا وليس يستكمله، ومنتظرٍ غدًا و ليس من أجله، لو رأيتم الأجل و مسيرَه لأبغضتُم الأمل و غروره "
و قال بعضهم: إنكم تنامون كما تموتون، و تُبعثون كما تستيقظون " و قال عليُّ بن أبي طالب كرَّم الله وجهه: " أيها الناس اتقوا الله، الذي إنْ قلتم سمع، وإن أضمرتم علِم، و بادروا الموت، الذي إن هربتم منه أدرككم، و إن أقمتم أخذكم " وقال بعضهم: ليس قبل الموت إلا و الموتُ أشدُّ منه، و ليس بعد الموت شيء إلا والموتُ أيسرُ منه ".
أيها الإخوة الكرام ؛ هذه نصوص تُصنف تحت باب الرقائق، ينبغي أن يرقَّ القلبُ لها، ينبغي أن تلجمنا عن المخالفات، وأن تحفزنا إلى الطاعات، ينبغي أن يتحرّك القلبُ، لأن الذي يطول عليه الأمد يقسو قلبُه، فلا يتأثر بموعظة، ولا تهتزُّ مشاعرُه لقصّة، ولا يندم على ما فات.
أيها الإخوة الكرام، أخطر مض يصيب القلب أن يكون القلبُ قاسيا، إن الاستمرار على المعاصي يقسِّي القلب، إن متابعة المخالفات تجعل على القلب الران،
ï´؟كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَï´¾
[سورة المطففين]
قال بعضهم: السعيد لا يركن إلى الخُدَع، و لا يغتر بالطمع " وقال بعضهم: إن بقاءك إلى فناء، و فناءك إلى بقاء، فخُذ من فنائك الذي لا يبقى لبقائك الذي لا يفنى "
أيها الإخوة ؛ كل امرئ يجري بعمره إلى غاية تنتهي، إليها مدَّةُ أجله، وتنطوي عليها صحيفةُ عمله، فخذ لنفسك من نفسك، وقس يومك بأمسك، وكفَّ عن سيئاتك، وزد في حسناتك قبل أن تستوفي مدة الأجل، ولا يُسمَح لك في الزيادة في العمل.
أيها الإخوة الكرام ؛ لا بد من وقفة مع الذات من حين إلى آخر، والأفضل أن تكون كل يوم، وقفة مع الذات متأنية، ماذا بعد، جمعت المال، ثم ماذا ؟ وصلت إلى هذا المكان الرفيع، ثم ماذا ؟ تزوجت ثم ماذا ؟ أنجبت الأولاد، ثم ماذا ؟ زوجت أولادي ثم ماذا ؟ هيَّأتُ دخلا كبيرا، ثم ماذا ؟ ما الذي بعد ماذا ؟ بعد ماذا الموت، ثم ماذا ؟ اسأل نفسك هذا السؤال، لا تكن مستهلَكًا، لا تسمح للدنيا أن تستهلكك، لا تسمح لشهواتها أن تستحوذ عليك، لا تسمح لمشكلاتها أن تنسيك هدفك الكبير، كن مع ذاتك من حين لآخر، لا بد من جلسات مع ذاتك، لا بد من خلوة مع ربك، لا بد من مراجعة الحسابات، لا بد من تفحص الأعمال، لا بد من ضبط البيت، لا بد من ضبط الدخل، لا بد من إنفاق المال.
http://www.youtube.com/watch?v=AYAggJfUavU
أيها الإخوة الكرام، واللهِ كنت مع شخص حدَّثني في ساعة، واللهِ عن مشاريعه إلى عشرين عامًا قادمة، غريب، حدثني كيف سيذهب إلى بلد كذا و كذا، و يمضي فيه سنوات خمسا، و يعود إلى بلده و يُحال إلى التقاعد، و يؤسِّس محلا تجاريا يبيع فيه التحف، يكبر أولاده و يزوِّجهم، استرسل استرسالا عجيبا، استرسل لعشرين سنة قادمة، وواللهِ الذي لا إله إلا هو قرأت نعوته في اليوم نفسه، في اليوم نفسه، مادام هناك نفَس، ما دام هناك قلب ينبض، فباب التوبة مفتوح، و كل شيء يُصحَّح، و كل شيء يُعدَّل، و كل شيء يُتلافى، و كل ذنب مهما كان كبيرا يُغفر، قال تعالى:
ï´؟قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاًï´¾
[سورة الزمر]
هذا الذي قتل تسعة وتسعين رجلا، تاب الله عليه، مهما كانت ذنوبك، اللهُ عزوجل أفرح بتوبة عبده من الضال الواجد، و الظمآن الوارد، والعقيم الوالد.
http://www.youtube.com/watch?v=xqNdEo_9hfc
مما راق لى
مقتطفات
للشيخ راتب النابلسي
تعليق