لماذا أنا مسلم؟
أنا مسلم لأن الإسلام هو الدين الخاتم الذي يشتمل على طائفة كبيرة من الخصائص والسمات والمحاسن والفضائل والأحكام الشرعية والآداب والأخلاق، لا توجد مجتمعة في دين سواه، فلهذا أنا مسلم.
ومن هذه الخصائص والسمات والمحاسن التي يتميز بها الإسلام:
أن الإسلام دين الفطرة
ولذلك نجد أنه ما من إنسان يعرض عليه هذا الدين بصفائه وسموه ورونقه، دون أن يكون هناك مؤثرات خارجية، إلا ويؤمن بهذا الدين ويقبل عليه، بشرط أن يترك نفسه على فطرتها، ولا يحكم هواه في اختيارها.
ولذلك نجد أن كثيرًا من أذكياء العالم في القديم والحديث تركوا أديانهم ودخلوا في الإسلام عن رغبة واقتناع لا رهبة وإكراه.
قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف: 172].
قال ابن كثير: "يخبر تعالى أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم، وأنه لا إله إلا هو، كما أنه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه. قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ} [الروم: 30]".
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة – وفي رواية: على هذه الملة – فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه، كما تولد بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟».
وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «يقول الله: إني خلقت عبادي حُنفاء فجاءتهم الشياطين، فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم».
قال ابن القيم:" فالقلوب مفطورة على حب إلهها وفاطرها وتأليهه، فصرف ذلك التأله والمحبة إلى غيره تغيير للفطرة.
ولمَّا تغيرت فطر الناس، بعث الله الرسل بصلاحها، وردها إلى حالتها التي خلقت عليها، فمن استجاب لهم رجع إلى أصل الفطرة، ومن لم يستجب لهم استمر على تغيير الفطرة وفسادها"
تعليق