إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ليس الغريق غريق البحر فذاك شهيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ليس الغريق غريق البحر فذاك شهيد



    بسم الله الرحمن الرحيم

    حديثنا ليس عن الغارقين في البحار والأنهار،
    فأولئك إن كانوا صالحين كانوا شهداء بإذن العزيز الغفار،

    ولكن حديثنا رسالة إلى الغارقين في الشهوات والملذات،
    يرتوون منها وكأنهم مخلدون في هذه الدنيا، تناسوا أن الدنيا دار ممر وامتحان،
    وبعدها جزاء وحساب، ووقفة تشيب لها الولدان أمام خالق الكون وجبَّار الأرض والسماء.

    إنها رسالة إلى التائهين الذين ارتسمت على وجوههم مسحة البؤس والضياع بسبب إغراقهم في الذنوب والمعاصي التي أعمت قلوبهم وأنقصت عقولهم وأزالت عنهم النعم وأحلت بهم النقم.
    قال سعيد بن المسيب :
    ما أكرم العباد أنفسهم بمثل طاعة الله عز وجل،
    ولا أهانوا أنفسهم بمثل معصية الله عز وجل.


    إنها رسالة إلى الذين ليس لهم هدف في الحياة إلا إشباع الغرائز والشهوات،
    وهم على ما هم فيه من ذل المعصية والهوان
    تراهم يجاهرون بأفعالهم وعصيانهم وتمردهم على أوامر الله، غاب عن حسهم قوله صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرون)،
    قال سبحانه:
    وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف:179].


    إنهم يغرقون وهم لا يشعرون!
    يسيرون في طريق أوله خزي وعار وآخره جهنم وبوار،
    قبل أن ننطلق لسماع أحوالهم وأخبارهم أوجه كلمه للذين ركبوا سفينة النجاة،
    فأقول:


    تعالوا
    نتعاون على إنقاذ هؤلاء فهم بحاجة إلى قلوب رحيمة،
    و
    ((الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ الرَّحمنُ . ارحَموا من في الأرضِ يرحَمْكم من في السَّماءِ ، الرَّحمُ شَجْنةٌ منَ الرَّحمنِ فمن وصلَها وصلَهُ اللَّهُ ومن قطعَها قطعَهُ اللَّهُ)) الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1924
    خلاصة حكم المحدث: صحيح


    إنهم بحاجة إلى كلمة طيبة،
    (
    الكلمةُ الطَّيِّبةُ صدقةٌ وكلُّ خطوةٍ تخطوها إلى المسجدِ صدقةٌ) الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حبان - المصدر: صحيح ابن حبان - الصفحة أو الرقم: 472
    خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه


    إنهم بحاجة إلى ابتسامة صادقة،
    و( تبسمك في وجه أخيك صدقة وأمرك بالمعروف صدقة ونهيك عن المنكر صدقة وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ونصرك الرجل الرديء البصر لك صدقة وإماطتك الحجر والشوك العظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة)
    الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 2/293
    خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]

    فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران:159]

    التعديل الأخير تم بواسطة ام نظام; الساعة 04-05-2014, 07:46 PM. سبب آخر: تخريج الأحاديت جزيتم الجنة


    قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

  • #2
    رد: ليس الغريق غريق البحر فذاك شهيد



    من أخبار الناجين الذين ركبوا سفينة النجاة، في ثلث الليل الأخير في صلاة القيام ليلة التاسع والعشرين آخر ليلة في رمضان، ونحن نصلي القيام قرأنا بـ(ص) والدخان، ومرت بنا آيات وعظات، تأمل في قول رب البريات:
    هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ [ص:49]،
    ومع تلاوة هذه الآية، بدأت أصوات بكاء شاب صغير في العشرين من عمره ترتفع، بدأت الآيات تهز كيانه،
    وتحرك قلبه ووجدانه، قطَّع قلوب المصلين ببكائه،
    وفي الركعة الثانية بدأت آيات سورة الدخان تمر على المسامع لتحرك القلوب،
    اسمع كيف هانت أمة كاملة على الله لما عصت أوامره، وخالفت رسله، قال سبحانه:
    وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ * أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ * وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ * فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ * وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُغْرَقُونَ * كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ [الدخان:17-29].

    هانوا على الله يوم خالفوا أوامره،
    لم يستطع صاحبنا التوقف عن البكاء من شدة وقع الآيات عليه،
    ما أعظم القرآن وما أجمل آياته إذا لامست أوتار القلوب!

    اسمع بارك الله فيك واسمعي رعاك الله في سياق آيات سورة الدخان ذكَّرنا الله بموعد عظيم، موعد لا تنساه، سيجمع الله فيه الأولين والآخرين، سيأتي الغارقون في لجج المعاصي والآثام
    وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ [الأنعام:31]،
    وسيأتي أهل الصلاح تنير الحسنات طريقهم ودروبهم، قال سبحانه:
    إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلا هُمْ يُنصَرُونَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الدخان:40-42].

    فماذا أعد الله لهؤلاء من العذاب؟ وماذا أعد الله لأولئك من النعيم؟
    إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ * إِنَّ هَذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ [الدخان:43-50]
    هذا ما أعد الله للغارقين في لجج المعاصي والآثام.

    فماذا أعد الله لأولئك الذين ركبوا سفينة النجاة،
    قال الله في سياق الآيات:
    إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ * لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ [الدخان:51-59].

    صنعت الآيات في صاحبنا عجب العجاب،
    حتى أشفق المصلون على الشاب من شدة بكائه،
    ولما انتهت الصلاة التفوا حوله يهدئونه، ويذكرونه برحمة الله وفضل الله،
    جلست أتحدث أنا وإياه وهو مستمر في بكائه ويقول:
    والله إني خجل من الله، سنوات طوال وأنا أعصيه وهو يراني،
    لم أستح من نظره إلي واطلاعه عليّ! سنوات طوال ما صمت فيها ولا صليت،
    هذا أول رمضان في حياتي أصلي وأصوم وأقوم، كنت أغرق في وحل المعصية والرذيلة،
    لم يبق ذنب صغير ولا كبير إلا فعلناه وكررناه، سُكر وفواحش ومخدرات،
    أنام على الأغاني، أصحو على الألحان، أي حياة هذه!!

    ثم وأنا على هذه الحال وقبل رمضان بليلتين،
    مرَّ علي الأصحاب وقد جهزت لهم مسكراً ومخدراً،
    وجئت معي بالعود حيث إني أعزف وأغني لهم، كنا أربعة،
    أما اثنان منهم فقالا: لقد مللنا من هذا كله، آن الأوان أن نعرف معنى الحياة،
    لقد ضاع من عمرنا ما فيه الكفاية، ولقد صلينا الليلة العشاء في المسجد،
    ونريد أن تكون هذه بداية لحياة استقامة ونهاية لحياة الضياع، ولقد كانت بداية ونهاية.

    يقول صاحبنا: فنزلت أنا وصاحبي بعدتنا من خمر ومسكر، ومضوا هم في طريقهم أمام أعيننا، فإذا بأحد الشباب المستهترين يتلاعب بسيارته يمنة ويسرة وقد انطلق بسرعة جنونية، فانحرفت سيارته واصطدمت بسيارة الشباب في حادث فظيع ونحن نرى ونسمع، جئنا إلى السيارة مسرعين فإذا الشباب قد تقطعت أجسادهم، وسالت دماؤهم، وتكسرت عظامهم، وفاضت أرواحهم إلى باريها وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ [ق:19].. قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الجمعة:8] .. كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [آل عمران:185]. سبحان الله! منذ لحظات كانوا معنا، قالوا لنا: مللنا حياة الضياع،
    هنيئاً لهم! صدقوا ومضوا في لحظات، هنيئاً لهم فلقد خرجوا لتوهم من المسجد بعد أن صلوا العشاء مع الجماعة، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: (من صلى العشاء في جماعة فهو في ذمة الله حتى يصبح)
    أمسوا ولكنهم لم يدركوا الصباح.

    يقول صاحبنا: قلت لصاحبي الذي كان معي وأنا أبكي: كيف لو كنا معهم؟! بأي وجه وعلى أي حال كنا سنلقى الله؟! سنلقاه ونحن سكارى نحمل الخمر والمخدرات معنا!! ما أحلم الله علينا! كم ليلة بتناها على فواحش ومنكرات وهو يرانا. أخذ يروي خبره وخبر أصحابه ودموعه على خده، وأنا أقول في نفسي: هنيئاً لك هذه الدموع، هنيئاً لك هذا الندم، هكذا حال من يريد أن يركب في سفينة النجاة. أخذ يقول: وآخجلي من ربي، كيف طريق النجاة؟! وهل يقبلني بعد أن فعلت وفعلت وفعلت؟! هدَّأت من روعه وبشرته بشارات، بشرته بأنَّ الله غفار لمن تاب وآمن، بشرته بأنَّ التوبة تجب ما قبلها، بشرته بأنَّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له، بشرته أنَّ الله يبدل السيئات حسنات، بشرته أنه ليس أحد أفرح بتوبته من الله، بشرته أنه سبحانه يحب التوابين ويحب المتطهرين. كان قد جاء من العمرة منذ ليلتين، شهد ليلة السابع والعشرين في الحرم، ولأول مرة يرى بيت الله، قلت له بعد أن هدأ قليلاً: اذهب الآن حافظ على الصلاة، واحمد الله أن مدَّ في عمرك وأمهلك، قال: الحمد لله الذي أمهلنا ولم يأخذنا على حين غرة، قلت: اترك صحبة السهر والضياع، والزم أصحاب الخير، اركب معهم سفينة النجاة، وأنا أنتظرك بعد أيام، أنتظرك بعد العيد لنتحدث أنا وإياك. اتصل علي بعد العيد بأيام، قال: سأصلي معك الفجر غداً إن شاء الله، جاء على الموعد، نظرت في وجهه فإذا هو بدأ يظهر عليه نور الإيمان ووقار الصالحين، قلت: صدق الله حين قال: أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:122]. لما تكلَّم ظهر من كلامه الراحة والاطمئنان، أول ما تكلم قال: ما أجمل صلاة الفجر وما أجمل القرآن! قلت في نفسي: سبحان الله! بالأمس معازف وألحان واليوم صلاة وقرآن، قال: جئت باثنين من أصحاب الماضي وهم على استعداد لركوب سفينة النجاة، فلقد ملوا حياة الضياع، قلت له: كيف ومتى بدأ الضياع؟! قال: بدأ وأنا في الأول المتوسط، بدأ بسيجارة ثم حبوب للمذاكرة، ثم سهر وتخلف عن الصلوات، ثم حشيش وخمر وفواحش ومنكرات، ثم سفر وضياع سبع سنوات على هذه الحال، وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ [الصافات:57] ما أحلم الله علينا! كم ليلة بتناها على فواحش ومنكرات! أخذ يقول: وآخجلي من ربي جل في علاه.
    قلت: احمد الله واستقم على طريق الاستقامة.


    قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

    تعليق


    • #3
      رد: ليس الغريق غريق البحر فذاك شهيد

      أنت يا من لا زلت تغرق أما آن الأوان لتتوب وتندم،
      وتقلع عن الذنب وتعزم، هل سنراك تسابق المصلين إلى الصف الأول
      أم ستبقى على تخلفك تتقاذفك الأمواج حتى يتخطفك الموت على حال لا ترضي ولا تسر؟!

      أما آن الأوان أن تنطرح على بابه وتفر إليه،
      وتقول:
      وقفت ببابك يا خالقي
      أقلّ الذنوب على عاتقي
      أجرُّ الخطايا وأشقى بها لهيباً
      من الحزن في خافقي
      يسوق العباد إليك الهدى
      وذنبي إلى بابكم سائقي
      أتيت مالي سوى بابكم
      طريحاً أناجيك يا خالق
      يإلهي أتيت بصدق الحنين يناجيك
      بالتوب قلب حزين
      إلهي أتيتك في أضلعي
      إلى ساحة العفو شوق دفين
      إلهي أتيت إليك تائباً فألحق طريحك بالتائبين
      أعنه على نفسه والهوى
      فإن لم تعنه فمن ذا يُعين
      أبوح إليك بما قد مضى
      وأطرح قلبي بين يديك
      بقايا الخطايا ودرب الهوى

      وما كان تخفى دروبي عليك



      قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

      تعليق


      • #4
        رد: ليس الغريق غريق البحر فذاك شهيد



        من أحوال الغارقين صارت الذنوب والمعاصي والآثام عادة لهم ومنهاجاً،
        فهم في
        ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ [النور:40]، يعيشون بلا أمن ولا أمان، ولا راحة ولا استقرار، بل بلا حياة فأي حياة بلا إيمان؟!

        قال جل في علاه:
        الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82]،
        قلوبهم تئن من الذنوب وتشتكي، أطفأت الذنوب نور الإيمان في قلوبهم،
        وقطعت الآهات والحسرات كبودهم، وأرَّقت الهموم مضاجعهم، يغرقون في لجج المعاصي والآثام،
        من مصيبة إلى مصيبة، ومن همّ إلى همّ، ومن غمّ إلى غمّ، ولا هم يتوبون ولا هم يذكرون،
        وصدق الله حين قال:
        وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا [طه:124-125] هو مع ضلاله وعصيانه وتمرده يحاجج
        قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى [طه:125-127].

        إنهم يغرقون ومع هذا لا يفكرون بالتوبة والندم،
        اللهم إلا خطرات تمر على قلوبهم تناديهم إلى ركوب السفينة والانضمام إلى قوافل التائبين،
        يسمعون المواعظ ولا يتعظون، يدفنون الموتى ولا يعتبرون،
        يرون الحق ولا يتبعون، يُدعون ولا يستجيبون، نقول لهم ما قال الله:
        يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الأحقاف:31-32].



        قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

        تعليق


        • #5
          رد: ليس الغريق غريق البحر فذاك شهيد

          جزاكِ الرحمن كل خير وبارك فيكِ
          وأسأله سبحانه أن يدخلنا فى رحمته

          "أنت وليي في الدنيا والآخرة "
          إذا صحَّ مِنـكَ الوِدُّ فالكُلُّ هَيّـنٌ
          وكُـلُّ الذي فـوقَ التُّرابِ تُرابُ

          تعليق


          • #6
            رد: ليس الغريق غريق البحر فذاك شهيد

            المشاركة الأصلية بواسطة مخلصة لرب العالمين مشاهدة المشاركة
            جزاكِ الرحمن كل خير وبارك فيكِ
            وأسأله سبحانه أن يدخلنا فى رحمته

            وجزاكِ الله خيرًا مثله أختي
            اللهم آآمين


            قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

            تعليق


            • #7
              رد: ليس الغريق غريق البحر فذاك شهيد

              جزاااااااااكي الله خيرا
              أختي بارك الله فيكي

              كلمات رائعه أسال الله ان تقذف في القلوب
              يا الله
              علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

              تعليق


              • #8
                رد: ليس الغريق غريق البحر فذاك شهيد

                المشاركة الأصلية بواسطة كريمه بركات مشاهدة المشاركة
                جزاااااااااكِ الله خيرا
                أختي بارك الله فيكِ

                كلمات رائعه أسال الله ان تقذف في القلوب

                اللهم آمين أختي كريمة
                وجزاكِ الله خيرًا مثله



                قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                تعليق

                يعمل...
                X