الحمد لله الذى خلق فسوّى وقدّر فهدى
الحمد لله الذى خلق الموت والحياة ليبلو الناس أيهم أحسن عملا
والصلاة والسلام على خير من ابتُلى فصبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أما بعد ...
فلست أدرى من أين أبدا ؟! وهل تطاوعنى الكلمات ؟؟
فان الكلمات تتصاغر والعبارات تتضاءل ولكننى سأحاول
قدراً أستطاعتى وعسى ان اوفق
أختى الغالية
هل أنتِ مهمومة ؟؟
هل أنتِ حزينة ؟؟
هل ضاقت بكِ الأرض بما رحبت ؟؟
هل ضاقت عليكِ نفسك ؟؟
كثرت الإبتلاءات والفتن ؟؟
ابتُليتِ وما زلتِ فى إبتلاءات ؟؟
أختى الغالية أنا مثلك .. معظمنا مثلك .. بل كلنا
هذه يدى أختى الغالية تمتد إليكِ لتضعى يدكِ فيها لننطلق سويا فى هذا الموضوع عسى يكون سبيلا كى لا نحزن ...
فلتعلمى أختى الحبيبة أن من أراد تحقيق أمور الدين جميعا لابد له من المرور بالإبتلاء والفتن كما قال تعالى "أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ" العنكبوت
فالابتلاء والفتن سنة جارية فى الأولين والآخرين كما قال تعالى
"كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ" آل عمران
أبشرى ببشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال فى الحديث الصحيح
(( عجبًا لأمرِ المؤمنِ ،إنَّ أمرَه كلَّهُ له خيرٌ ،و ليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمنِ ،إن أصابتْهُ سرَّاءُ شكر فكان خيرًا لهُ ،و إن أصابتْهُ ضرَّاءُ صبرَ فكان خيرًا له )) رواه مسلم
ومن هنا نستفيد أن الجزع لايفيد ولا يقلل المصيبة بل يزيدها ولكن الرضا والصبر يهوّن المصيبة ويكسب العبد ثواب الله ورضاه وتكفير الخطايا فهنيئا لإصحاب الإبتلاءات تكفير الخطايا ورفع الدرجات بإذن رب الأرض والسماوات
أختاه .. اعلمى أن إبتلاء الله للعبد يكون بالخير والشر ،وقد يوقع الانسان فى حبائل الشيطان وبالتالى البعد عن طريق الله ويكون الإبتلاء على قدر الإيمان فكلما قوى الإيمان اشتد البلاء وهذا دليل على حب الله للعبد حيث ينقيه من الذنوب والخطايا بتعجيل العقوبة فى الدنيا ،ولنعلم جميعا أن أشد الناس بلاءًا الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل وقد كان الصالحون يفرحون بالشدة لما يرجون من ثوابها .
وتتجلى حكمة الله فى الإبتلاء : بإن الإبتلاء اختبار للعبد هل سيصبر ويحتسب؟؟ أم سيجزع ويقنط ؟؟ ومن هنا تظهر مصداقية العبد فى عبوديته لربه ورضاه بما كتبه عليه وقضاه
فينبغى علينا جميعا عند وقوع البلاء أُمور منها :
أولا: اللجوء إلى الله
ثانيا: كثرة الاستغفار
ثالثا: التعلق بالقرآن والدعاء والنوافل
رابعا : الإكثار من ذكر الله وقول لا حول ولا قوة إلأا بالله إذ لا حول لنا ولا قوة إلا بالله سبحانه .
أختااه ... اتسمعين ندائى ؟!
أختاه لا تحزنى
إن الحزن سينجلى
أترين الفجر ؟؟
كيف السماء وقته شديدة الظلمة ؟؟
أترين كيف تشرق الشمش ؟؟
إنه يتبدد الظلام شيئا فشيئا
كذلك أختاه المحن والإبتلاءات ستتبدد ويحل مكانها البشر والسرور
لا تحزن ... كلمات موجهه لكل حزين ومُبتلى حتى يصبر فالأجر عظيم بإذن الله
أختاااه ...لما الحزن على ما ألم بك وفات !!
ألم تعلمى أن الله تعالى أعظم من أجر الصابرين لما فيه من مجاهدة للنفس لتعويديها على أن لا تجزع وترضى بأمر الله تعالى !
أختاه .. لم يذهب شيء أحببتيه وأردتيه إلا لإن الله يحبك ويحمل لك الخير والجميل في المستقبل فأحسنى الظن بالله
والله لو علمنا كيف يدبر الله أمورنا وفق حكمته لذابت قلوبنا من محبته
فكونى لله عابدة .. كونى عن الله راضيه
يرضيكِ الله بما قسم لكِ
واطمئنى فرزقك محااال أن يأخذه غيرك
قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ "رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني.
http://www.youtube.com/watch?v=WVRSrFEAOKQ
إن من امتحن في الدنيا بمحنة ، فتلقاها بجميل الصبر ، وجزيل الحمد يُرجى له كشفها في الدنيا مع حسن الجزاء في الآخرة.
قال تعالى " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " البقرة
ياه وهو فيه أجمل من كدة أن تكون مهتدي من الله تعالى على جميل صبرك ورضاك بالبلاء ورضاك بما اختاره الله لك فلا تحزن على نعم الله وإن كانت في شكل البلاء والمحنة فهي منحة سبحانه وتعالى وعلينا بالصبر على البلاء والرضا بقدر الله عز وجل والتسليم الكامل بذلك ، وهذا من شأنه أن يَعْمُر الأمن والإيمان قلب المؤمن ، فيعيش في غاية السعادة
وإن تضجر بقدر الله فإنه يعيش حياة البؤس والشقاء وأنّى لليأس والبكاء أن يرد شيئاً ممافات
وإنما علينا بالتوجه إلى الله بالتضرع كما فعل أيوب عليه السلام وبالصبر على المكاره فإن ذلك كله يزيل من النفوس الهم ، والغم.
فلا تحزن وإلا عوقبت بذلك الحزن وعدم الصبر والسخط
قال الشاعر :
فَدَعْ مَا مَضى واصْبِرْ على حِكِمْةِ الْقَضَا ** فَلَيْسَ يَنَالُ الْمَرْءُ مَا فَـاتَ بِالْجُهْـدِ
إن من حلت به مصيبة فتذكر مصيبة المسلمين في فاجعتهم بموت نبيهم صلى الله عليه وسلم كان ذلك مهوناً عليه ما يرى، فإذا تذكرت حال الأمة وقد مات نبيها وحصل لها ما حصل بعد موته؛ علمت أن كل مصيبة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم تهون
نعيش الآن في زمن كثرت فيه الفتن؛ فتن شهوات تحول العُبَّاد الزهاد إلى فجَّار فُساق
وفتن شبهات جعلت الأقزام يتطاولون على سادة المشايخ والعلماء بل تطاولوا على نبيهم وعلى ربهم والعياذ بالله
فكيف نثبت في زمن الفتن هذا وماهي طرق النجاة؟
تعالى معى أختنا الغالية لنتعرف على ذلك فى عدة أمور أوضحها لنا العلماء :
أولًا: تقوى الله عز وجل
فمن اتقى الله وقاه من المحن والفتن وثبته على هداه وألهمه الرشد ورزقه السداد في القول والعمل
ثانيًا:أن تلزم الشكر
فما من عبدٍ منحه الله نعمة وشكره إلا تأذن الله له بالمزيد، وهذا وعد الله والله لا يخلف وعده
ومن الشكر: شكر الجنان وشكر اللسان وشكر الجوارح والأركان
شكر الجنان: بأن تنزع من قلبك كل حول وقوة وكل فضل إلا حول الله وقوته وفضله، لا تقل أنك مستقيم لأنك من بيئة مستقيمة ولا تقل إني على خير لأن والدي فعلا وتنسى فضل الله عليك،
قال تعالى:
"وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ"النحل:53
فليكن في قرارة قلبك هذه العقيدة أنك لم تهتدي بذكائك ولا بخيريتك ولكن بفضل الله
" بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ" الحجرات:17
*شكر اللسان: بأن تلهج بالشكر وهذا يستلزم منك أن تذكر كل نعمةٍ في الدين، فمن الناس من يُصلي الصلاة ولا ينسى شكرها حتى يرجع إلى بيته،
وكأنه يقول في قرارة نفسه: من أنا حتى يُخرجني الله في هذه الظُلمة إلى بيتٍ من بيوته؟!، من أنا حتى يرزقني الله هذا الخشوع فتأثرت بتلاوة الإمام؟! من أنا حتى رزقني الله الصف الأول؟!، هذه نعم من ذكرها ذكره الله ولا شكر إلا بذكر ولا تزال تذكر نعم الله عليك حتى تُحس أنك لا شيء وهذه هي الحقيقة،
فإذا ذكرت نعمة الله عليك امتلأ قلبك بتعظيم الله عز وجل
* شكر الجوارح والأركان بالبعد عن كل ما يُغضب الله
فإذا ذكرت نعمة الله بجنانك وذكرت وأثنيت على الله بلسانك واستحييت من الله في نعمه بجوارحك وأركانك ثبَّت الله قدمك على الصراط المستقيم، ثبَّتك الله على سبيل قويم، ثبتك الله على صراط ينتهي بك إلى الجنة
ثالثًا : طلب العلم
أعلى درجات الهداية أن تتعلم شرع الله وأن تعمل به وأن تدعو إليه غيرك حتى تكون هاديًا مهديًا، وهؤلاء هم أصحاب السعادة الذين استثنانهم الله من الشقاوة
فإذا أراد الله أن يُتم لك الهداية رزقك طلب العلم فتسموا بطلب العلم في هدايتك،
تبحث عن كل شيء يدلك على الله، تريد كلمة تُخشع قلبك، تريد كلمة تُدمع عينك من خشية الله
فإذا بلغت هذا المبلغ أنك تُحب العلم وتريد أن تنتفع من هذا العلم فإن الله يُثبتك بهذا العلم على طاعة الله لكن بشرط أن تُخلص في هذا العلم لله عز وجل ولا تتضعف ولا تتكاسل في العلم وأن تحرص على العمل بهذا العلم
رابعًا: لا تبالي بالناس أقبلوا أم أدبروا
فافتح لكتاب الله وسنة نبيه صدرك واعمل بذلك بجوارحك وإيَّاك ثم إيَّاك والهلكة وهي أن تنظر يمينك وشمالك فتقول كيف أفعل وهل أنا وحدي أفعل والناس يفعلون والناس يتركون والناس يقولون
لا يزال لك من الله معين وظهير خاصةً في زمن الفتن والمحن ما استمسكت بحبل الله فإنك إن ثبت نفسك ثبتك الله وإن تمسكت بنعم الله رغم المُلهيات والمثبطات ورغم استهزاء الناس فلا يزيدك ذلك إلا في الله حبًا
الذي يريد أن يثبت على طاعة الله حتى يأتيه الموت والله راضٍ عنه لا يُبالي بالناس، هل هم معه أم عليه، واعلم والله أنك ما سخر منك أحد إلا رفع الله قدرك ولا تظن أن التجارة مع الله خاسرة، والله لتسعدن وليسعدن الله بك الأمة ما اعتصمت بحبل الله
فاستمسك بهذا الدين
خامسًا: لو جاءتك الفتنة
فابتليت في سمعك، في بصرك، في فرجك فتب إلى الله واقهر عدو الله، ولو عاد مليون مرة تعود إلى ربك، فلا تزال تُفتح لك أبواب السماوات تائبًا منيًا مستغفرًا إلى ربك فلا ترى من الله إلا خيرًا
لمشاهدة هذا المقطع الرائع
http://www.youtube.com/watch?v=W-1-iGuKi9U
هذا بالإضافة إلى نقطه مهمة جدًا وهي
سادسًا: الصحبة الصالحة
فالزم الصحبة الصالحة التي تعينك على طاعة الله وتحثك دائمًا على الخير،
قال تعالى: "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" الكهف:28
وصحبة الصالحين تعني المجتهدين في العبادة والطاعات ولا تعني الملتزمين والملتزمات ظاهريًا فقط كما أشار شيخنا الفاضل حازم شومان
أختى الغالية ...
خطوات تعينك على الصبر و تحمل البلاء
أختى الغالية ...
كل إنسان عرضة للبلاء مادام أنه يقطن دار الشقاء ، فأمّا المسرف على نفسه بفعل الذنوب فيُطهره الله ويكفّر ذنبه ، حتى يمشي على ظهر الأرض وليس عليه ذنب .
هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"ما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة" رواه الترمذي وقال الألباني حسن صحيح
وأما المؤمن التقي فيرفع الله به منزلته ويعلي درجته حتى يدرك بهذا الابتلاء منزلة علية لم يكن ليدركها بعمله رغم صلاحه ، وكلٌ يبتلى على قدر إيمانه فأعظم الناس ابتلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، وقد يكون الابتلاء ابتلاء دفع يقربك إلى الله زلفى .
http://www.youtube.com/watch?v=polz0F5tlxw
وهذه ثمانٍ خطوات تعين على الصبر وتحمل البلاء:
1- الاسترجاع عند نزول البلاء بك
أن تقول : إنّا لله وإنّا إليه راجعون .
قال تعالى"الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " البقرة
2- التذكر
أن الصبر عند الصدمة الأولى أي عند تلقي البلاء ، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم :
(الصبر عند الصدمة الأولى) رواه مسلم.
3- الاستحضار
أي استحضار عظيم الأجر المترتب على هذا البلاء لو أنك صبرت واحتسبت . قال عليه الصلاة والسلام "ما يصيب المسلم من نصب ، ولا وصب ، ولا هم ، ولا حزن ، ولا أذى ، ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" صحيح الألباني.
4- التيقّن
أنّ هذا البلاء بقدر الله الذي كتبه قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة
قال تعالى : "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إنَّ ذلك على الله يسير"، فهذا الابتلاء سيجري عليك صبرت أم لم تصبر ولن يُمكنك تجنبه مادام أنه كُتب عليك وثق أنه خير لك في كل حال وإن جهلت المنفعة ، أمّا إنْ جزعت فسوف تجمع بجانب مصيبتك مصيبة أخرى وعند الصبر ستؤجر وسيعينك المولى ، فالصابر محمود مشكور ، والجزع مذموم ممقوت.
5- التأسي
بمن هم أعظم منك ابتلاء فهذا يوسف عليه السلام سُجن مظلوماً ، وأيوب مرض ومات أبناءه وذهب ماله ، ويونس التقمه الحوت ، وإبراهيم أُلقي في النار وهجر موطنه ، ونوح دعا قومه 950 سنة فلم يستجيبوا له الا القليل وغرق ابنه وهو يرى ، ويحيى قطع رأسه ، وزكريا نُشِر ، وموسى أُلقيَ في اليم وهو رضيع ، ونبينا عليه الصلاة والسلام شُجت رباعيته وسال الدم من وجهه الكريم وطرد من مكة و ألتجأ إلى الطائف فؤذي بها ورمي بالحجارة وسال الدم منه وقيل عنه ساحر وشاعر ومجنون ، وغيرهم الكثير الكثير ،فأين أنت منهم وهم أكرم الخلق على الله؟؟!، تذكر لتسكن روحك وتحمدا لله على بعض الجوانب الجميلة بحياتك.
6- العلم
عليك أن تعلم بأنّ كل بلاء دون دينك فهو رحمة واعلم أنك مفارقه لا محالة ، فاحمد الله على ذلك ولا تجزع ، وقد كان عمر بن الخطاب إذا نزلت به مصيبة يقول كلمات تشع نوراً وتسطر بماء الذهب :"الحمد لله ثلاثاً ، الحمد لله إذ لم تكن في ديني ، والحمد لله إذ لم تكن أكبر منها ، والحمد لله إذ أُلهمت الصبر عليه".
فليتك تحلو والحياة مريرةٌ .. وليتك ترضى والأنامُ غضابُ
وليت الذي بيني وبينك عامرٌ .. وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا صحّ منك الود فالكل هينٌ .. وكل الذي فوق التراب ترابُ
7- التوجّـه
إلى الله بالدعاء أن يرفع عنك هذا البلاء وأن لا يفتنك وأن يجعله لك تطهيراً ورفعة وأن يجعل تحت المحنة منحة وخلف النقمة نعمة ، إذ لم يزل الدعاء سلاح المؤمنين وعدة الصابرين ، وهو من أهم أسباب رفع البلاء .
8_ أبدع
وابحث عن عملٍ يُناسب حالك لتعمله ، ولا تقف حياتك بدعوى نزول البلاء بك ولا تركن إلى العجز ، فكم من مبتلاً نبغ ووصل مالم يصله الصحيح المعافى ، وحاول التكيّف مع ما حلّ بك وانظر في مَن سبقك من أرباب الهمم العالية فإنّ الابتلاء طريق الانبياء العظماء قبلك
http://www.youtube.com/watch?v=L6vosS8TtQc
إذاً فيا أهل البلاء ....
استرجعوا ، واصبروا ، واستحضروا ،
وتـيـقّـنوا ، وتأسوا ، واعلموا ،
" وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ "البقرة
الاحتساب: هو طلب الأجر من الله تعالى بالصبر على البلاء مُطمئنةً نفس المحتسب غير كارهةٍ لما نزل بها من البلاء
قال تعالى :" إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ "الزمر 10
وقال تعالى: "وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"النحل 96
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به سيئاته" .
ومن معاني الاحتساب: طلب الأجر من الله عند الصبر على البلايا والمكاره:
وقد مدح الله هذا الصنف من المؤمنين ووعدهم بالرحمة والهداية والأجر الكبير:
"الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ"البقرة:156، 157
وعن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها وهي تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجِرْني في مصيبتي واخلُف لي خيرًا منها، إلاَّ أخلف الله له خيرًا منها " صحيح الجامع.
http://www.youtube.com/watch?v=0v879BE48Lc
أختاه لا تحزنى
إن الحزن سينجلى
أترين الفجر ؟؟
كيف السماء وقته شديدة الظلمة ؟؟
أترين كيف تشرق الشمش ؟؟
إنه يتبدد الظلام شيئا فشيئا
كذلك أختاه المحن والإبتلاءات ستتبدد ويحل مكانها البشر والسرور
لا تحزن ... كلمات موجهه لكل حزين ومُبتلى حتى يصبر فالأجر عظيم بإذن الله
أختاااه ...لما الحزن على ما ألم بك وفات !!
ألم تعلمى أن الله تعالى أعظم من أجر الصابرين لما فيه من مجاهدة للنفس لتعويديها على أن لا تجزع وترضى بأمر الله تعالى !
أختاه .. لم يذهب شيء أحببتيه وأردتيه إلا لإن الله يحبك ويحمل لك الخير والجميل في المستقبل فأحسنى الظن بالله
والله لو علمنا كيف يدبر الله أمورنا وفق حكمته لذابت قلوبنا من محبته
فكونى لله عابدة .. كونى عن الله راضيه
يرضيكِ الله بما قسم لكِ
واطمئنى فرزقك محااال أن يأخذه غيرك
قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ "رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني.
http://www.youtube.com/watch?v=WVRSrFEAOKQ
إن من امتحن في الدنيا بمحنة ، فتلقاها بجميل الصبر ، وجزيل الحمد يُرجى له كشفها في الدنيا مع حسن الجزاء في الآخرة.
قال تعالى " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " البقرة
ياه وهو فيه أجمل من كدة أن تكون مهتدي من الله تعالى على جميل صبرك ورضاك بالبلاء ورضاك بما اختاره الله لك فلا تحزن على نعم الله وإن كانت في شكل البلاء والمحنة فهي منحة سبحانه وتعالى وعلينا بالصبر على البلاء والرضا بقدر الله عز وجل والتسليم الكامل بذلك ، وهذا من شأنه أن يَعْمُر الأمن والإيمان قلب المؤمن ، فيعيش في غاية السعادة
وإن تضجر بقدر الله فإنه يعيش حياة البؤس والشقاء وأنّى لليأس والبكاء أن يرد شيئاً ممافات
وإنما علينا بالتوجه إلى الله بالتضرع كما فعل أيوب عليه السلام وبالصبر على المكاره فإن ذلك كله يزيل من النفوس الهم ، والغم.
فلا تحزن وإلا عوقبت بذلك الحزن وعدم الصبر والسخط
قال الشاعر :
فَدَعْ مَا مَضى واصْبِرْ على حِكِمْةِ الْقَضَا ** فَلَيْسَ يَنَالُ الْمَرْءُ مَا فَـاتَ بِالْجُهْـدِ
إن من حلت به مصيبة فتذكر مصيبة المسلمين في فاجعتهم بموت نبيهم صلى الله عليه وسلم كان ذلك مهوناً عليه ما يرى، فإذا تذكرت حال الأمة وقد مات نبيها وحصل لها ما حصل بعد موته؛ علمت أن كل مصيبة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم تهون
نعيش الآن في زمن كثرت فيه الفتن؛ فتن شهوات تحول العُبَّاد الزهاد إلى فجَّار فُساق
وفتن شبهات جعلت الأقزام يتطاولون على سادة المشايخ والعلماء بل تطاولوا على نبيهم وعلى ربهم والعياذ بالله
فكيف نثبت في زمن الفتن هذا وماهي طرق النجاة؟
تعالى معى أختنا الغالية لنتعرف على ذلك فى عدة أمور أوضحها لنا العلماء :
أولًا: تقوى الله عز وجل
فمن اتقى الله وقاه من المحن والفتن وثبته على هداه وألهمه الرشد ورزقه السداد في القول والعمل
ثانيًا:أن تلزم الشكر
فما من عبدٍ منحه الله نعمة وشكره إلا تأذن الله له بالمزيد، وهذا وعد الله والله لا يخلف وعده
ومن الشكر: شكر الجنان وشكر اللسان وشكر الجوارح والأركان
شكر الجنان: بأن تنزع من قلبك كل حول وقوة وكل فضل إلا حول الله وقوته وفضله، لا تقل أنك مستقيم لأنك من بيئة مستقيمة ولا تقل إني على خير لأن والدي فعلا وتنسى فضل الله عليك،
قال تعالى:
"وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ"النحل:53
فليكن في قرارة قلبك هذه العقيدة أنك لم تهتدي بذكائك ولا بخيريتك ولكن بفضل الله
" بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ" الحجرات:17
*شكر اللسان: بأن تلهج بالشكر وهذا يستلزم منك أن تذكر كل نعمةٍ في الدين، فمن الناس من يُصلي الصلاة ولا ينسى شكرها حتى يرجع إلى بيته،
وكأنه يقول في قرارة نفسه: من أنا حتى يُخرجني الله في هذه الظُلمة إلى بيتٍ من بيوته؟!، من أنا حتى يرزقني الله هذا الخشوع فتأثرت بتلاوة الإمام؟! من أنا حتى رزقني الله الصف الأول؟!، هذه نعم من ذكرها ذكره الله ولا شكر إلا بذكر ولا تزال تذكر نعم الله عليك حتى تُحس أنك لا شيء وهذه هي الحقيقة،
فإذا ذكرت نعمة الله عليك امتلأ قلبك بتعظيم الله عز وجل
* شكر الجوارح والأركان بالبعد عن كل ما يُغضب الله
فإذا ذكرت نعمة الله بجنانك وذكرت وأثنيت على الله بلسانك واستحييت من الله في نعمه بجوارحك وأركانك ثبَّت الله قدمك على الصراط المستقيم، ثبَّتك الله على سبيل قويم، ثبتك الله على صراط ينتهي بك إلى الجنة
ثالثًا : طلب العلم
أعلى درجات الهداية أن تتعلم شرع الله وأن تعمل به وأن تدعو إليه غيرك حتى تكون هاديًا مهديًا، وهؤلاء هم أصحاب السعادة الذين استثنانهم الله من الشقاوة
فإذا أراد الله أن يُتم لك الهداية رزقك طلب العلم فتسموا بطلب العلم في هدايتك،
تبحث عن كل شيء يدلك على الله، تريد كلمة تُخشع قلبك، تريد كلمة تُدمع عينك من خشية الله
فإذا بلغت هذا المبلغ أنك تُحب العلم وتريد أن تنتفع من هذا العلم فإن الله يُثبتك بهذا العلم على طاعة الله لكن بشرط أن تُخلص في هذا العلم لله عز وجل ولا تتضعف ولا تتكاسل في العلم وأن تحرص على العمل بهذا العلم
رابعًا: لا تبالي بالناس أقبلوا أم أدبروا
فافتح لكتاب الله وسنة نبيه صدرك واعمل بذلك بجوارحك وإيَّاك ثم إيَّاك والهلكة وهي أن تنظر يمينك وشمالك فتقول كيف أفعل وهل أنا وحدي أفعل والناس يفعلون والناس يتركون والناس يقولون
لا يزال لك من الله معين وظهير خاصةً في زمن الفتن والمحن ما استمسكت بحبل الله فإنك إن ثبت نفسك ثبتك الله وإن تمسكت بنعم الله رغم المُلهيات والمثبطات ورغم استهزاء الناس فلا يزيدك ذلك إلا في الله حبًا
الذي يريد أن يثبت على طاعة الله حتى يأتيه الموت والله راضٍ عنه لا يُبالي بالناس، هل هم معه أم عليه، واعلم والله أنك ما سخر منك أحد إلا رفع الله قدرك ولا تظن أن التجارة مع الله خاسرة، والله لتسعدن وليسعدن الله بك الأمة ما اعتصمت بحبل الله
فاستمسك بهذا الدين
خامسًا: لو جاءتك الفتنة
فابتليت في سمعك، في بصرك، في فرجك فتب إلى الله واقهر عدو الله، ولو عاد مليون مرة تعود إلى ربك، فلا تزال تُفتح لك أبواب السماوات تائبًا منيًا مستغفرًا إلى ربك فلا ترى من الله إلا خيرًا
لمشاهدة هذا المقطع الرائع
http://www.youtube.com/watch?v=W-1-iGuKi9U
هذا بالإضافة إلى نقطه مهمة جدًا وهي
سادسًا: الصحبة الصالحة
فالزم الصحبة الصالحة التي تعينك على طاعة الله وتحثك دائمًا على الخير،
قال تعالى: "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" الكهف:28
وصحبة الصالحين تعني المجتهدين في العبادة والطاعات ولا تعني الملتزمين والملتزمات ظاهريًا فقط كما أشار شيخنا الفاضل حازم شومان
أختى الغالية ...
خطوات تعينك على الصبر و تحمل البلاء
أختى الغالية ...
كل إنسان عرضة للبلاء مادام أنه يقطن دار الشقاء ، فأمّا المسرف على نفسه بفعل الذنوب فيُطهره الله ويكفّر ذنبه ، حتى يمشي على ظهر الأرض وليس عليه ذنب .
هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"ما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة" رواه الترمذي وقال الألباني حسن صحيح
وأما المؤمن التقي فيرفع الله به منزلته ويعلي درجته حتى يدرك بهذا الابتلاء منزلة علية لم يكن ليدركها بعمله رغم صلاحه ، وكلٌ يبتلى على قدر إيمانه فأعظم الناس ابتلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، وقد يكون الابتلاء ابتلاء دفع يقربك إلى الله زلفى .
http://www.youtube.com/watch?v=polz0F5tlxw
وهذه ثمانٍ خطوات تعين على الصبر وتحمل البلاء:
1- الاسترجاع عند نزول البلاء بك
أن تقول : إنّا لله وإنّا إليه راجعون .
قال تعالى"الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " البقرة
2- التذكر
أن الصبر عند الصدمة الأولى أي عند تلقي البلاء ، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم :
(الصبر عند الصدمة الأولى) رواه مسلم.
3- الاستحضار
أي استحضار عظيم الأجر المترتب على هذا البلاء لو أنك صبرت واحتسبت . قال عليه الصلاة والسلام "ما يصيب المسلم من نصب ، ولا وصب ، ولا هم ، ولا حزن ، ولا أذى ، ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" صحيح الألباني.
4- التيقّن
أنّ هذا البلاء بقدر الله الذي كتبه قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة
قال تعالى : "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إنَّ ذلك على الله يسير"، فهذا الابتلاء سيجري عليك صبرت أم لم تصبر ولن يُمكنك تجنبه مادام أنه كُتب عليك وثق أنه خير لك في كل حال وإن جهلت المنفعة ، أمّا إنْ جزعت فسوف تجمع بجانب مصيبتك مصيبة أخرى وعند الصبر ستؤجر وسيعينك المولى ، فالصابر محمود مشكور ، والجزع مذموم ممقوت.
5- التأسي
بمن هم أعظم منك ابتلاء فهذا يوسف عليه السلام سُجن مظلوماً ، وأيوب مرض ومات أبناءه وذهب ماله ، ويونس التقمه الحوت ، وإبراهيم أُلقي في النار وهجر موطنه ، ونوح دعا قومه 950 سنة فلم يستجيبوا له الا القليل وغرق ابنه وهو يرى ، ويحيى قطع رأسه ، وزكريا نُشِر ، وموسى أُلقيَ في اليم وهو رضيع ، ونبينا عليه الصلاة والسلام شُجت رباعيته وسال الدم من وجهه الكريم وطرد من مكة و ألتجأ إلى الطائف فؤذي بها ورمي بالحجارة وسال الدم منه وقيل عنه ساحر وشاعر ومجنون ، وغيرهم الكثير الكثير ،فأين أنت منهم وهم أكرم الخلق على الله؟؟!، تذكر لتسكن روحك وتحمدا لله على بعض الجوانب الجميلة بحياتك.
6- العلم
عليك أن تعلم بأنّ كل بلاء دون دينك فهو رحمة واعلم أنك مفارقه لا محالة ، فاحمد الله على ذلك ولا تجزع ، وقد كان عمر بن الخطاب إذا نزلت به مصيبة يقول كلمات تشع نوراً وتسطر بماء الذهب :"الحمد لله ثلاثاً ، الحمد لله إذ لم تكن في ديني ، والحمد لله إذ لم تكن أكبر منها ، والحمد لله إذ أُلهمت الصبر عليه".
فليتك تحلو والحياة مريرةٌ .. وليتك ترضى والأنامُ غضابُ
وليت الذي بيني وبينك عامرٌ .. وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا صحّ منك الود فالكل هينٌ .. وكل الذي فوق التراب ترابُ
7- التوجّـه
إلى الله بالدعاء أن يرفع عنك هذا البلاء وأن لا يفتنك وأن يجعله لك تطهيراً ورفعة وأن يجعل تحت المحنة منحة وخلف النقمة نعمة ، إذ لم يزل الدعاء سلاح المؤمنين وعدة الصابرين ، وهو من أهم أسباب رفع البلاء .
8_ أبدع
وابحث عن عملٍ يُناسب حالك لتعمله ، ولا تقف حياتك بدعوى نزول البلاء بك ولا تركن إلى العجز ، فكم من مبتلاً نبغ ووصل مالم يصله الصحيح المعافى ، وحاول التكيّف مع ما حلّ بك وانظر في مَن سبقك من أرباب الهمم العالية فإنّ الابتلاء طريق الانبياء العظماء قبلك
http://www.youtube.com/watch?v=L6vosS8TtQc
إذاً فيا أهل البلاء ....
استرجعوا ، واصبروا ، واستحضروا ،
وتـيـقّـنوا ، وتأسوا ، واعلموا ،
" وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ "البقرة
الاحتساب: هو طلب الأجر من الله تعالى بالصبر على البلاء مُطمئنةً نفس المحتسب غير كارهةٍ لما نزل بها من البلاء
قال تعالى :" إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ "الزمر 10
وقال تعالى: "وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"النحل 96
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به سيئاته" .
ومن معاني الاحتساب: طلب الأجر من الله عند الصبر على البلايا والمكاره:
وقد مدح الله هذا الصنف من المؤمنين ووعدهم بالرحمة والهداية والأجر الكبير:
"الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ"البقرة:156، 157
وعن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها وهي تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجِرْني في مصيبتي واخلُف لي خيرًا منها، إلاَّ أخلف الله له خيرًا منها " صحيح الجامع.
http://www.youtube.com/watch?v=0v879BE48Lc
تعليق