يا من تكالبت عليه الذنوب والأوزار، والمعاصي والآثام، والكبائر والموبقات والمهلكات باب التوبة مفتوح يناديك
يناديك رب العزة ويقول:
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)
فمهما كانت ذنوبك صغيرة أو كبيرة فباب التوبة مفتوح...
ولن يغلق ذاك الباب حتى تطلع الشمس من مغربها، وعند غرغرة الروح أثناء الموت.
فهيا بنا أخواتى الحبيبات نأخذ خطوة للجنة ولن يغلق ذاك الباب حتى تطلع الشمس من مغربها، وعند غرغرة الروح أثناء الموت.
وارجو منكِ القراءة بقلبك لا بعينك ومن ثم عليكِ بالتطبيق العملى
إنَّ التخلية لابد أن تأتي دومًا قبل التحلية ..
فعلى المرء أن يُقلِع عن ذنـــوبه قبل التفكير في الارتقاء بمنزلته عند الله جلَّ وعلا ..
لأنكِ لن تستطيعى أن تتقربى إلى الله عزَّ وجلَّ وتزداد محبتك له سبحانه،
وأنت مازلتِ مصرة على الوقوع في بعض الذنـــوب ..
كان الحسن البصري يقول "ما عُبِّدَ العابدون بشيءٍ أفضل من ترك ما نهاهم الله عنه"
[جامع العلوم والحكم (11:22)]
وإن قلتى: أنك ترغبى في الإقلاع عن المعاصي، لكن كلما حاولتى فشلتى ..
عليك أن تسألى نفسك: هل تكرهى الذنب بالفعل وتكرهى أن تقعى فيما يُغضِب الله عزَّ وجلَّ عليك؟!
أم أنك تخشى أعين الناس ولا تخشى عينه الناظرة إليك؟!!
وهو الرقيــب الشهيــد البصيـــر ..
يسمع كلامك ويرى مكانك ويعلم سرك وعلانيتـــك،،
وصدق من قال:
يَا كَاتِمَ السِّرِّ وَمُخْفِيهِ ... أَيْنَ مِنَ اللهِ تُوَارِيهِ
بَارَزْتَ بِالْعِصْيَانِ رَبَّ الْعُلَى ... وَأَنْتَ مِنْ جَارِكَ تُخْفِيه
فلا يوجد ذنب بلا عقوبة، إلا ذنبٍ استدرك العبد منه نفسه في الحال فتـــاب من قريب ..
فأوقفى نزيــــف المعاصي والذنـــوب فوراً حتى تخرجى من ذل المعصية إلى عز الطاعة ..
كان داود الطائي يقول "ما أخرج الله عبداً من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس" [حلية الأولياء (3:324)]
وحينها فقط تتذوقين طعم الحيـــاة الطيــبة ..
فهيـــا
بنـــــا
إلـــــى
الخطوة الأولى: كراهيــــة الذنـــب ..
فتُكثــِرى من الدعــاء ..
حتى يُكَرِه الله تعالى إليـــك الذنــوب ويحفظك منها ويُطَهِّر قلبك من آثـــارها ..
اللهمَّ كَرِّه إلينــا الكفر والفسوق والعصيان، وباعد بيننا وبين الخطايا كما باعدت بين المشرق والمغرب،،
الخطوة الثانية: معرفة عقوبــات الذنـــوب ..
فتعرفى أن كل بلية وكل همِّ وكل ضيق وكل عسر، إنما هو بسبب المعاصي والذنـــوب ..
ادعوكِ للإطلاع على هذا الموضوع
" عايزة أتوب ,,,أتغير.. ولكن ......." مـمـنـوع الـدخـولـ لـغـيـر الـمـذنـبـيـن
انتى تعرفى ذنبكِ جيداً فعليكِ بمعرفة عقوبته فى الدنيا والآخرة
فكلنا نحتـــاج إلى حل عـــاجــل لإيقــاف نزيـــف الذنـــوب ..
والحذر من الاستهانة بالذنب .. فقد قال تعالى {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 8]
الخطوة الثالثة: عظِّمى ربَّك في قلبك ..
استشعرى عظمة ربَّك في قلبك قبل أن تنطقى على لسانك: الله أكبر ..
وإذا عظمتى ربَّك بحق، ستحتقرى الذنـوب التي تبعدك عنه.
الخطوة الرابعة: مشاهدة صور من انتقام الله عزَّ وجلَّ من العصــاة ..
فحين ترى أقوامًا قد ابتلوا بعقوبات على معاصيهم، ستَحمَدى ربَّك وتعترفى بنعمته وحِلمه عليك ..
وتعلمى أن ربَّك قد يُمْهِل لكنه لا يُهْمِل.
الخطوة الخامسة: ترك كل ما تكرهى أن تموتى عليه ..
قال سلمة بن دينار "انْظُرْ كُلَّ عَملٍ كَرهتَ المَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ، فَاترُكْهُ، ثُمَّ لاَ يَضرُّكَ مَتَى مِتَّ"
فهل تتمنى أن تموتى على ذنبٍ أم على طاعة؟!
الخطوة السادسة: قولى لنفسك: حتى متى ؟!! ..
كان إبراهيم بن أدهم يقول "وَاللهِ مَا الحَيَاةُ بِثِقَةٍ، فَيُرْجَى نَوْمُهَا، وَلاَ المَنِيَّةُ بِعُذرٍ، فَيُؤمَنُ عُذْرُهَا، فَفِيْمَ التَّفْرِيطُ وَالتَّقْصِيْرُ وَالاتِّكَالُ وَالإِبطَاءُ؟ قَدْ رَضِينَا مِنْ أَعْمَالِنَا بِالمَعَانِي، وَمِنْ طَلَبِ التَّوبَةِ بِالتَّوَانِي، وَمِنَ العَيْشِ البَاقِي بِالعَيْشِ الفَانِي"
الخطوة السابعة: قائمة الذنــوب مقابل النِعَم ..
اكتبى قائمة بالذنوب التي تريدين التخلُّص منها، ولا تنسى ذكر الذنوب التي قد لا تبالي بها؛
مثل: قلة خوفك وحياءك من الله سبحانه وتعالى ..
وفي الجانب الآخر قائمة بنِعَم التي قد مَنَّ الله تعالى عليك بها ..
فتقارنى بين خير الله تعالى وإحسانه عليك، وبين شرور نفسك وسيئاتها ..
فيتوَّلد عن هذا الاحساس بالحيـــاء، مما يدفعك إلى التغيير.
واجبــات عملية للتوبـــة
1) ورد استغفـــار لا يقل عن 100 مرة يوميًا.
2) شدة المحافظة على الصلاة في أول الوقت .. بالأخص صلاة الفجر.
3) تحصيــن النفس من الشيطان بالذكر والقرآن ..
عن طريق قراءة الورد اليومي، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء.
4) التصدُّق بصدقة كبيــرة في السر .. لتطفيء بها غضب الربِّ.
5) احفظى نفسك من عقوبات المعاصي بصنائع المعروف ..
كما قال "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات .."
[رواه الحاكم وصححه الألباني، صحيح الجامع (3795)]
وذلك عن طريق:: السعي في مساعدة فقير أو مسكين من إطعام أو كسوة، من كفالة يتيم، كفالة في علاج مدمن، مساعدة طالب علم؛ لكي ينشر دين الله ..
إعانة مظلوم، إغاثة ملهوف، السعي في قضاء حاجة مسلم،
السعي في زواج مسلم أو مسلمة في زمن الفتن، المساعدة في بناء مسجد أو مستشفى.
اعملى عمل خيـــر خالصًا لله، يحفظك من عقابه ..
واعلمى أنه كما أنك تأثمى إذا وقعت في ذنبٍ ما ..
فإنك تؤجرى على تركك للذنــب، طالما قد تركتيه امتثالاً لأمر الله تبــارك وتعالى ..
ففي كل يومٍ تطلع عليك شمسه، احتسبى أجر اجتنابك للوقوع فيما حرَّم الله عزَّ وجلَّ ..
فتحتسبى أجر غضك لبصرك، وعدم وقوعك في الغيبة أو النميمة، وغيرها من المُحرمــات.
خذى الخطوة لله وابدأى من جديد ..
سنوقف نزيــــف المعاصي بحول الله وقوته،،
تعليق