السب :الشتم ؛ والتقبيح ؛ والذم ؛ وما أشبه ذلك. الدهر :هو الزمان والوقت.وسب الدهر ينقسم الى ثلاثة أقسام: الاول: ان يقصد الخبر المحض دون اللوم؛ فهذا جائز مثل ان يقول تعبنا من شدة حر هذا اليوم او برده وما اشبه ذلك لان الاعمال بالنيات ومثل هذا اللفظ صالح لمجرد الخبر ومنه قول لوط عليه الصلاة والسلام {هذا يوم عصيب}. الثانى: ان يسب الدهر على انه هو الفاعل كأن يعتقد بسبه للدهر ان الدهر هو الذى يقلب الامور الى الخير والشر فهذا شرك اكبر؛ لانه اعتقد ان مع الله خالقا؛ لانه نسب الحوادث الى غير الله وكل من اعتقد ان مع الله خالقا؛ فهو كافر كما ان من اعتقد ان مع الله الها يستحق ان يعبد فانه كافر. الثالث: ان يسب الدهر لا لاعتقاده انه هو الفاعل؛ بل يعتقد ان الله هو الفاعل؛ لكن يسبه؛ لانه محل لهذا الامر المكروه عنده؛ فهذا محرم؛ ولا يصل الى درجة الشرك وهو من السفه فى العقل والضلال فى الدين ؛ لان حقيقة سبه تعود الى الله سبحانه لان الله تعالى هو الذى يصرف الدهر ويكون فيه ما اراد من خير او شر فليس الدهر فاعلا وليس هذا السب يكفر ؛ لانه لم يسب الله مباشرة. قوله تعالى {فقد اذى الله} : لا يلزم من الاذية والضرر ؛ فالانسان يتأذى بسماع القبيح او مشاهدته ولكنه لا يتضرر بذلك و يتأذى بالرائحة الكريهة كالبصل والثوم و لا يتضرر بذلك ؛ ولهذا اثبت الله الاذية فى القرءان. قال تعالى: ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله فى الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا}. وفى الحديث القدسى : يؤذينى ابن آدم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار. ونفى عن نفسه ان يضره شئ . قال تعالى: انهم لن يضروا الله شيئا}. وفى الحديث القدسى: ياعبادى انكم لن تبلغوا ضرى فتضرونى. رواه مسلم. واخيرا: فالنحفظ السنتنا و لا نقول الا ما يرضى ربنا ونحكم الشرع فى كل فعل وقول ونضع دائما امام اعيننا رضى ربنا الوصلة الى جنة النعيم ونحرص على الا نقول الا خيرا و لا نعمل الا صالحا حتى اذا رفع عملنا الى الله يكون حجة لنا لا علينا؛ فال تعالى : اليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه} هذا و بالله التوفيق فما كان من خير فمن الله وما كان من خطأ او سهو فمن نفسى والشيطان. واعوذ بالله ان اكون جسر تعبرون به الى الجنة ثم يهوى به فى النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
من سب الدهر فقد أذى الله
تقليص
X
تعليق