من أنا ، وما هدفي ؟
لو وضعتْ كُلُّ واحدةٍ منّا ذا التساؤل نُصبَ عينيْها ؛ ما كُنّا نرى هذا التخبُّط الذي نرى بينَ الصّفوفِ والأركان !
من أنا ؟ وما هدفي ؟
لتجلسْ كُلُّ أختٍ إلى جوارِ نفسِها ؛ تطرح عليها تلكُما السّؤاليْن ؛ وتُحدِّد شخصَها الذي منهُ انطلقت!
-أهمُّ المبادئِ التي تميّزُها ، وتنطلقُ منها؟
-ما تحبُّ وما تبغض؟
-ومن ثمَّ ما تتطلَّعُ إليهِ من طموحاتٍ وأهداف ؟
أرى أنَّ حصرَ النّفس ضمنَ هاتيكَ الدّوائرِ وضبطِها تحتَ حدودَ محدّدةٍ معروفة ؛
يحولُ دونها والتشتُّت والتخبُّط الذي يُرى ويُسمع في كلِّ وقت وآن! وبكُلِّ أسف!
بعض الأخوات أعهدَها أيّام الدِّراسة ، يومَ أن كانت زميلتي التي تجاورُني في مقعدي!
أعهدُها صاحبةَ نشاط وهمّة ، عندَها من المبادئ الرّاسخات القويمات ما لو تفتّتْ جبالُ الألبِ بأكملها ؛ ما تغيّرت ولا تبدلّت!
ولكنّني أعجبُ بعدَ سنواتٍ من التّواصل أو السّؤالِ عن تلكَ الأخت!
وإذ بها بعدَ أن كانت ترى الاختلاطَ جريمةً لا تُغتفَر ؛ صارت تراهُ ضرورةً من ضروراتِ الحياة!
ثمَّ وقد كانت ترفعُ شعارَ رفعةِ المرأةِ بحجابها وحشمتها ؛ هاقد خلعت عنها دثارها وجعلتهُ وطيءَ الأقدام!
لا شكَّ كونَ إيمانَ المرءِ يزيدُ وينقُص كما علّمنا وربّانا سيّدُ الخلق محمّد صلى عليهِ ربّي وسلّم!
لكن أن : ينخلعَ المرءُ من رداءهِ الطّاهرِ بمُجرَّد انتقاله لبيئةٍ أخرى ، أو مخالطته أناسَ آخرين!
تلكَ عينُ الرزيّة ، وموردُ المهالك!
لذا أقول لكُلِّ واحدةٍ من أخيّاتي - ناصحةً مُشفقةً صادقة :
اعرفي قدرَ نفسِك ، وألبسيها الثّوبَ الذي ترينهُ الأصلح لها إلى يومِ المعاد ، أغرزي قيمَ الدّين في جسدِها بمخيطٍ لا يُفَلُّ بيُسرٍ وسهولة! كوني على بيّنةٍ من أمركِ الآن ؛ حتّى تعرفي نفسكِ جيّداً حين وقوعِ البلايا والرّزايا - جنّبنيها الإله وإيّاكُن ..
باختصار: لا تكوني مطيّةً للكبيرِ والصّغير! تسيرُ بكِ الرّيحُ حيثُ مالت وسارت! بل كوني أنتِ القويّة ( مصدرَ التأثير ) !
مقال أعجبني كثير ا فأحببت أن أنقله
تعليق