احرص على ما ينفعك
إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، أحمده جلَّ في علاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع سنته بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فاتَّقوا الله عباد الله، اتَّقوا الله تعالى حق التقوى، فإن تقوى الله تعالى سبب لخير الدنيا والآخرة، فالله ينجي المتقين بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون، والله جل وعلا وعد المتقين مفازاً:﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا﴾[النبأ:31].
فتقوى الله تعالى هي خير ما يتزود به العبد لمقابلة ما يعانيه من أمر الدنيا، من أهوالها وكرباتها وشدائدها وبلاياها، ومن أعظم ما ينجو به العبد يوم القيامة، يوم لا درهم ولا دينار، وإنما هي الأعمال التي هي مطايا عباد الله.
أيها المؤمنون! إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خصَّه الله تعالى بأن آتاه جوامع الكلم، وجوامع الكلم هي الكلمات القليلة التي تشمل خيراً كثيراً ونفعاً ممتداً لا يحده زمان ولا مكان، فتتجاوز المعاني الألفاظ، فعلى وجازة اللفظ يكون نفع الكلام وعظيم أجله كبيراً لا يحدُّه حد، ولا يقتصر عند أمد أو مكان أو زمان.
أيها المؤمنون! روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير»، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، فإن أصابك أمر فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، وإنما قل: قَدَرُ الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان».
فهذا الحديث النبوي الجامع لخير كثير في أمر الدين وأمر الدنيا، كثير من الناس في غفلة عنه ومخالفة له، فإن الحديث قد جمع من أبواب السعادة ومفاتيح انشراح الصدر وطمأنينة القلب، ما إذا أخذ به المؤمن فاز فوزاً عظيماً وسبق سبقاً كبيراً.
إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «احرص على ما ينفعك»، وهذه وصية لكل مؤمن أن يحرص على ما ينفعه، وما ينفعك إما أن يكون في أمر دينك، وإما أن يكون في أمر دنياك، وكلاهما يشمله قول النبي صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك».
وإنَّ الحرص مقتضاه السعي والكد والعمل في تحصيل المطالب وإدراك المرغوبات والمحال، إن الحرص لا يمكن أن يكون قائماً في منهج أحد ولا في عمله وقد توانى وكسل، فإن من الخذلان مسامرة الأماني كما أن من التوفيق بغض التواني، والإنسان لابد أن يسعى ليدرك مطلوبه في أمر الدنيا وأمر الآخرة.
توكل على الرحمن في الأمر كلهولا ترغبن في العجز يوماً عن الطلب
ألم تر أن الله قال لمريم وهزي إليك الجذع يتساقط الرطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزِّه جنته ولكن كلُّ رزق له سبب
فينبغي للمؤمن أن يسعى في تحصيل الأمور وإدراكها، إن الطالب الذي يتوانى عن التحصيل طوال العام ثم يريد نجاحاً ليس صاحب عقل ولا كيس ولا فطنة، إن التاجر الذي يتراخى في تجارته ثم يريد مكاسب وجني أرباح لا يمكن أن يدرك ذلك بالكسل، فإنه من لم يطلب ويجد لم يجد ولم يحصِّل، فينبغي لنا أن نعمل بهذه الوصية، وأن نأخذها في أمر ديننا وأمر دنيانا، أن نحرص حرصاً عظيماً على كل ما فيه نفعنا، ولقد أمركم ربكم بذلك فيما أمركم به نبيكم صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك»، وليس ذلك مقصوراً على طاعة أو عبادة، بل يشمل كل أمر يكون من أمر الدنيا والآخرة، فإن كل شيء له سبب يُدرك به.والحمدلله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والرشاد والغنى، اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا.
الشيخ خالد المصلح
إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، أحمده جلَّ في علاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع سنته بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فاتَّقوا الله عباد الله، اتَّقوا الله تعالى حق التقوى، فإن تقوى الله تعالى سبب لخير الدنيا والآخرة، فالله ينجي المتقين بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون، والله جل وعلا وعد المتقين مفازاً:﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا﴾[النبأ:31].
فتقوى الله تعالى هي خير ما يتزود به العبد لمقابلة ما يعانيه من أمر الدنيا، من أهوالها وكرباتها وشدائدها وبلاياها، ومن أعظم ما ينجو به العبد يوم القيامة، يوم لا درهم ولا دينار، وإنما هي الأعمال التي هي مطايا عباد الله.
أيها المؤمنون! إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خصَّه الله تعالى بأن آتاه جوامع الكلم، وجوامع الكلم هي الكلمات القليلة التي تشمل خيراً كثيراً ونفعاً ممتداً لا يحده زمان ولا مكان، فتتجاوز المعاني الألفاظ، فعلى وجازة اللفظ يكون نفع الكلام وعظيم أجله كبيراً لا يحدُّه حد، ولا يقتصر عند أمد أو مكان أو زمان.
أيها المؤمنون! روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير»، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، فإن أصابك أمر فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، وإنما قل: قَدَرُ الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان».
فهذا الحديث النبوي الجامع لخير كثير في أمر الدين وأمر الدنيا، كثير من الناس في غفلة عنه ومخالفة له، فإن الحديث قد جمع من أبواب السعادة ومفاتيح انشراح الصدر وطمأنينة القلب، ما إذا أخذ به المؤمن فاز فوزاً عظيماً وسبق سبقاً كبيراً.
إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «احرص على ما ينفعك»، وهذه وصية لكل مؤمن أن يحرص على ما ينفعه، وما ينفعك إما أن يكون في أمر دينك، وإما أن يكون في أمر دنياك، وكلاهما يشمله قول النبي صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك».
وإنَّ الحرص مقتضاه السعي والكد والعمل في تحصيل المطالب وإدراك المرغوبات والمحال، إن الحرص لا يمكن أن يكون قائماً في منهج أحد ولا في عمله وقد توانى وكسل، فإن من الخذلان مسامرة الأماني كما أن من التوفيق بغض التواني، والإنسان لابد أن يسعى ليدرك مطلوبه في أمر الدنيا وأمر الآخرة.
توكل على الرحمن في الأمر كلهولا ترغبن في العجز يوماً عن الطلب
ألم تر أن الله قال لمريم وهزي إليك الجذع يتساقط الرطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزِّه جنته ولكن كلُّ رزق له سبب
فينبغي للمؤمن أن يسعى في تحصيل الأمور وإدراكها، إن الطالب الذي يتوانى عن التحصيل طوال العام ثم يريد نجاحاً ليس صاحب عقل ولا كيس ولا فطنة، إن التاجر الذي يتراخى في تجارته ثم يريد مكاسب وجني أرباح لا يمكن أن يدرك ذلك بالكسل، فإنه من لم يطلب ويجد لم يجد ولم يحصِّل، فينبغي لنا أن نعمل بهذه الوصية، وأن نأخذها في أمر ديننا وأمر دنيانا، أن نحرص حرصاً عظيماً على كل ما فيه نفعنا، ولقد أمركم ربكم بذلك فيما أمركم به نبيكم صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك»، وليس ذلك مقصوراً على طاعة أو عبادة، بل يشمل كل أمر يكون من أمر الدنيا والآخرة، فإن كل شيء له سبب يُدرك به.والحمدلله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والرشاد والغنى، اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا.
الشيخ خالد المصلح
تعليق