إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اسباب القلق والفرح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اسباب القلق والفرح

    اسباب القلق والفرح
    ِإنَّ الْحَمْدَ لله نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

    أما بعد.
    فيا أيها المؤمنون.
    إن هذه الدارَ التي نحيا ونعيشُ فيها ليست دارَ قرارٍ، بل هي دارُ زوالٍ وارتحالٍ، كثيرةٌ آلامُها عديدةٌ همومُها وغمومُها، فأسباب الضَّجَرِ والكدَرِ والضيقِ والقلقِ في هذه الدنيا كثيرةٌ متنوعةٌ، قال الله تعالى: ï´؟لقد خَلَقنا الإنسانَ في كبَدï´¾([1])أي: معاناةٍ وشدةٍ ومشقَّةٍ، والناظرُ في أحوالِ الناسِ يرى صِدْقَ هذا في واقعِهم ومعاشِهم، فالدنيا مجبولةٌ على الأكدارِ والشدائدِ:
    جُبِلت على كدَرٍ وأنت تريدُها صفواً من الأقذارِ والأكدارِ([2])
    وإنما يتمايزُ الناسُ ويفترِقون في التعاملِ مع هذه الحقيقةِ، والتخلُّصِ من أسبابِ الضيقِ والكدَرِ.
    أيها الإخوة الكرام.
    رغمْ ما نعيشُه في هذا العصرِ من وسائلِ الراحةِ وأسبابِ رغَدِ العيشِ وهنائِه، إلا أن معدلَ الضَّجرِ والقلقِ في ازديادٍ وعلوٍّ، وهذا يوجب على كلِّ من رغِبَ في السعادةِ أن يبحثَ عن أسبابِها الحقيقيةِ، التي يحصل بها سكونُ الفؤادِ وصلاحُ البالِ واستقامةُ الحالِ وزوالُ الضجرِ والقلقِ.
    أيها المؤمنون.
    إن أعظمَ الأسبابِ التي تحصُل بها طمأنينةُ النفسِ وتحمُّلُ مشاقِّ هذه الحياةِ: الإيمانُ الصادقُ والعملُ الصالحُ، قال الله تعالى: ï´؟مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَï´¾([3]).
    فبالإيمان الراسخِ يهونُ على العبدِ ما يلقاه: «إنْ أصابَتْه سرَّاءٌ شكَرَ فكان خيراً له، وإن أصابتْه ضرَّاءٌ صبرَ فكان خيراً له»([4])فهو في خيرٍ في كل ما يطرقهُ من المسرّأت والمكارِهِ، فكلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقدرٍ ï´؟إنا كلَّ شيءٍ خَلَقناهُ بِقَدَرï´¾([5])فعلامَ الضجرُ والقلقُ؟! فاللهُ غالبٌ على أمرِه ولكنَّ أكثرَ الناسِ لا يعلمون، فالمؤمنُ الذي يبصرُ قضاءَ اللهِ وقدرِه في كلِّ ما يحدثُ له ويصيبُه؛ يسلمُ من التخبُّطِ الناجم عن تقلب الأحوالِ.
    أيها الإخوة الكرام.
    إن مما يعينُ الإنسانَ على إزالةِ القلقِ والهمِّ من حياتِه أن يوطِّنَ نفسَه على ملاقاةِ ما يكرَهُ، فإن ذلك يهوِّنُه عليه ويزيلُ عنه شِدَّتَه ويعينُ الإنسانَ على الخروجِ مما حلَّ به ونزلَ.
    أما إذا كان الإنسانُ مقدِّراً في كلِّ أمورِه أكملَ الأحوالِ وأحسنَ النتائجِ؛ فإن ذلك يوقِعُه في كثيرٍ من الأزماتِ والضوائقِ.
    أيها المؤمنون.
    إن مما يزيلُ القلقَ والضجرَ: أن يتخلَّى الإنسانُ عن الأوهامِ والخيالاتِ، فإن الاستسلامَ للأوهامِ والخيالاتِ من أعظمِ المنغصاتِ.
    ومن أبرزِ هذه الخيالاتِ التي يعاني منها كثيرٌ من الناسِ التخوُّفُ من المستقبلِ والمجهولِ، والاشتغالُ بذلك عن معالجةِ الواقعِ والحاضرِ، فيخسر بذلك إصلاحَ يومِه بسبب همِّ يومٍ لم يدركه، بل قد لا يدركُه، قال الله تعالى: ï´؟ فَأَوْلَى لَهُمْ (20) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْï´¾([6])فإياكم أيها الإخوةُ والاستسلامَ للأوهامِ والخيالاتِ، بل ثِقُوا باللهِ تعالى واركنوا إليهï´؟ وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ï´¾([7]).
    أيها المؤمنون.
    إنَّ مما يساعدُ المرءَ على اجتيازِ المشكلاتِ والأزماتِ أن لا يعطيَ المشكلةَ أكبرَ من حجمِها، فإن ذلك يخلقُ القلقَ والاضطرابَ، وهذا سبب لتشتُّتِ أفكارِه وغرقِه في مشكلاتِ متعاقبةٍ لا مخرجَ له منها.
    ومما يعين على الخروجِ من القلقِ والضيقِ أن يستشعرَ المرءُ أن الشدةَ والضيقَ مهما طالا فهما إلى زوالٍ، فدوامُ الحالِ من المحالِ؛ وهذا الشعورُ يفتحُ له أبوابَ الأملِ ويعينُه على الصبرِ؛ وبالصبرِ يتخطَّى المرءُ الصعابَ، فما أعطي أحدٌ عطاءً خيراً ولا أوسعَ من الصبرِ.
    ومما يعينُ على حصولِ السعادةِ وزوال الكدرِ كثرةُ ذكرِ الله تعالى.والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
    اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات
    الشيخ خالد المصلح
    التعديل الأخير تم بواسطة محبة لقاء الله; الساعة 25-11-2013, 01:29 PM.

  • #2
    رد: اسباب القلق والفرح

    جزاكِ الله كل خير ونفع بكِ
    مواضيعي
    أسألكم الدعاء

    تعليق


    • #3
      رد: اسباب القلق والفرح

      إن في القلب شعث : لا يلمه إلا الإقبال على الله،
      وفيه
      وحشة: لا يزيلها إلا الأنس بالله جل علاه ،
      وفيه
      حزن : لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته،
      وفيه
      قلق: لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه،
      وفيه
      نيران حسرات : لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ،
      وفيه
      طلب شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب ،
      وفيه
      فاقة: لا يسدها الا محبته ودوام ذكره والاخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبــــــدااااااا

      جزاكِ الرحمن خيرااا وبارك فيكِ أخيتى
      "أنت وليي في الدنيا والآخرة "
      إذا صحَّ مِنـكَ الوِدُّ فالكُلُّ هَيّـنٌ
      وكُـلُّ الذي فـوقَ التُّرابِ تُرابُ

      تعليق


      • #4
        رد: اسباب القلق والفرح

        فكلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقدرٍ ï´؟إنا كلَّ شيءٍ خَلَقناهُ بِقَدَرï´¾([5])فعلامَ الضجرُ والقلقُ؟!
        ومن أبرزِ هذه الخيالاتِ التي يعاني منها كثيرٌ من الناسِ التخوُّفُ من المستقبلِ والمجهولِ، والاشتغالُ بذلك عن معالجةِ الواقعِ والحاضرِ، فيخسر بذلك إصلاحَ يومِه بسبب همِّ يومٍ لم يدركه، بل قد لا يدركُه،بل ثِقُوا باللهِ تعالى واركنوا إليه
        حقاا صدقتِ
        فقد نقلق من شئ ولا ندركه اصلاااا
        جزاكِ الله خيراا كثيراا

        -----------------------
        لا تحزن : لأنك حزنت من المصيبة فصارت مصائب ،
        وحزنت من الفقر فازددت نكدا ،
        وحزنت من توقع مكروه فما وقع .

        من كتاب " لا تحزن " للشيخ عائض القرني

        تعليق

        يعمل...
        X