هاهو عامنا قد انقضى وطويت صحيفته وغربت شمسه ..
غابت شمس عام 1434 وهي كسيفه ، ودعنا عامنا بمشهد رهيب مخيف لن ننساه
ودعناه ربنا وأنت غاضب عنا بمذا نعتذر إليك وأنت تعلم ما مضى منا وتعلم سرنا وجهرنا
رحماك ربنا رحمااك .. رحل العام بما فيه من أعمال .. خيرها وشرها
فهل تفكرنا ماذاا فعلنا وحاسبنا أنفسنا على تفريطنا وغفلتنا ؟ ووقفنا مع أنفسنا وقفة صادقة
عائـدة إلى ربــي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد
وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته إلى يوم الدين ، وبـ ع ـد ..
هاهو عام جديد قد أقبل وفتح أبوابه .. لنمضي في أيامه ..
ياترى كم سنعيش منه ؟
يوم ! أم يومان .. ام اسبوع أم شهر
كل هذا علمه عند خالق الكون ومدبر الأمر
لكن يبقى السؤال المهم .. ماذا خططنا لهذا العام ؟ وكيف سنقضيه ؟
هل يكفي ما مضى ، وهل نرضى ضياعه مثل الأعوام التي رحلت ؟
أم أننا عازمون على التغيير وتدارك مابقي لنا من الحياة ..
أحبتي في الله فـ لنعقد العزم مع شروق شمس عامنا الجديد بالعودة إلى الله والحاق بركب الصالحين
ولنغسل ما مضى من أعمارنا بدموع التوبة ونبدأها صفحات بيضاء مع الله لعله يقبلنا
عائـدة إلى ربــي
إختاه
ما بالي أرى قافلة العائدين تمرّ و لم أراكِ؟
أين أنتِ ؟
إني والله محسنة ظني فيكِ .. مشفقة عليكِ منكِ فكل زمام الأمر بعد فضل الله بين يديكِ !
لا تقولِ ميؤوس من توبتي ميؤوس "لا" ورب النفوس فقد يأتيكِ الفتـــح
إخلعي عنكِ اليأس الذي فيكِ و فري إلى الله
اطرقي البـــــاب
قولي ربي آتيت لك طائعة منيبة مستغفرة فتقبلني وخذ بيدي "
قولي ربي غرتني آماني الزمان و الآن عدت إليك
أفرر من نفسي إليك فلا ملجـأ منـك سبحانك إلا إلـيك
أختاه
اقبلي ولا تدبري
لا تيأسي وتذكري
كيف تُطردي وباب التوبة مفتوح ؟؟!
كيف يؤيسكِ من عطائه و قد أمركِ بدعائه ؟!
إخـتي في الله ..
عودي إلى ربك لا يهم أنكِ تأخّرت بل المهم أنكِ بالمنيبين إلتحقتِ
لا يهم أنكِ لم تسبقي
بل المهم أن تصدقي
إن هذه القافلة تمر فالحقي الركب فلا يصيب قلبك الضّر
إلحقي بقوافل العائدين واذرفي دموع التائبين ، إن لم تكوني تراه فهو سبحانه يراك
و يسمع نجواك و يعلم سرّك و مرتجاك ,
إجلسي بين يديه.. إبدئي بالحمد و الثناء عليه بأسمائه و صفاته ، ثم صلي على الحبيب محمدا كثيرا..
توّسلي إليه .. تضرّعي إليه .. أشكي إليه نفســـك و كل أمرك
تحدّثي إليه..كلميه.. إبكي وإن لم تستطــعي
فــــتـبــاكى و إن لم تستـطــعي فادعي أن يرقــ الـقـلـب
ادعي ان يزيد الخشوع و أن يحليكِ بأزمّة القنوع
قولي له :
ربــــــي
لقد كان لي قــلب أعـيـش به .. فضاع مني ! في تقلبه
فردّه إلهي إلي فقد تعبت نفسي في تطلّبه ..
كرري الدعاء مرات كثيرة ، الحي في الدعاء
لا تقولي لن يغفر الله لي
لا تقولي لن يتقبّل الله مني
لا و ربي !! فربكِ أهل الظن الحسن ..
هو الرحمن هو الرحيم هو الرؤوف هو الودود
الجابر لكسرك العالم بمكنون سرّك الأقرب إليك من حبل الوريد
واسع الملكوت له خزائن السماوات و الأراضين ..
فكيف بالله عليكِ ظنك
في ربًّ يحيي العظام و هي رميم ؟
كيف ظنك برب يبعث من في القبور؟
هل تري أنه يعجزه إحياء قلبك ؟
لا وربي فإنه سبحانه لا يعجزه شيئ
{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا }فاطر
وكان أمره بين الكاف والنون
{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } يس
فسبحانه عدد ما كان و عدد ما يكون و عدد الحركات و عدد السكون
سبقت لك محبته سبحانه !
قال" يُحِبُّهُــــمْ وَيُحِبُّونَــهُ"
ربُـك كريم حليم ينتظر عودتك ليفرح بكي ..
قولي له : أي رب ِ
ليقول لك : لبّيك عبدي
عائدون تائبون لربنا راجعون
إلى محبته ساعون ..
رباه املأ قلوبنا إليك شوقا .. وعلى دروب الخير سدد خطانا .
رباه .. لانرجوا خلوداً . فديارنا ليست هنا ..
وجنان خلدك حلمنا .. وترابها وطن لنا ..
رباه .. فاجمعنا فيها بنبيك وصحابته ومن أحببت ومن أحببنا ..
واجعل أعاليها ياربنا سكن لنا ..
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم , وآخر دعوانا أن
تعليق