إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رتلي الآيات بقلبك لا بلسانك فقط

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رتلي الآيات بقلبك لا بلسانك فقط

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله ..

    أما بعد :

    أخواتي الغاليات كما نعلم جميعا أن بلاء طغيان أحكام التلاوة على تدبر القرآن والتمعن في معاني كلماته صار منتشرا بشكل كبير ..

    لذا أحببت أن أفرد للموضوع صفحات أقيّد فيها كيف نحيا مع الايات ونتلوا معناها ويختلط الحدث بقلوبنا وأسماعنا وأبصارنا لا أن لا يتجاوز تراقينا ..

    وأسأل الله أن يجعله خالصا صوابا مقبولا عنده كما أسأل لكنّ الانتفاع بهذه الكلمات وما كان من صواب فمن الله وما كان خطأ فمني ومن الشيطان


    يتبع ..
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
    اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

  • #2
    رد: رتلي الآيات بقلبك لا بلسانك فقط

    ارجو من الاشراف حذف السابقه واعتماد هذه

    بسم الله نبدأ وعلى بركة الله ..

    بداية قال الله عز وجل في كتابه العزيز { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالهَا } .. وهذا وعيد من الله عز وجل لمن يقرأ بحنجرته فقط دون عبادة التدبر كما ذكر اليهود في موضع آخر ووصف حملهم للتوراة ب ( {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ) فهل نحب أن نتشبّه بهؤلاء؟؟!!

    أول شيء يجب التنبيه له أن القرآن حين كان ينزل به جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم كان النبي صلوات الله عليه يصيبه الجهد والتعب .. ونحن الان نسمع بعض من يقرأ وقد تملكه الفرح وهو يقرأ آيات العذاب مما يسبب تبلدا باحساس المستمع له حين يقرأ وهذا أول خطأ ننبه عليه في قراءة الايات أما بالنسبة لايات النعيم والبشرى والجنان فلا بأس أن نقرأها ونظهر فرحتنا بها وبالبشارة من الله ونأمل أن نكون منهم وأيضا لا بأس لو قرأناها أيضا بحزن نظرا لأننا نخاف ألا نكون أهلا لجنة الله عز وجل ولا بشارته ولا نعيمه .. أما آيات العذاب من كان عنده حس بمعاني الايات لا يستطيع ان يقرأها الا خائفا وجلا حزينا قلقا على مصيره ..

    هذه مقدمة أخواتي أسأل الله ان ينفع بها وتكتب لنا في كفة الحسنات

    يتبع ..
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
    اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

    تعليق


    • #3
      رد: رتلي الآيات بقلبك لا بلسانك فقط

      جزاكم الله خيـــرًا

      تعليق


      • #4
        رد: رتلي الآيات بقلبك لا بلسانك فقط

        واياكم اختي
        ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
        اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

        تعليق


        • #5
          رد: رتلي الآيات بقلبك لا بلسانك فقط


          سورة مريم ...
          جهلنا بترجمة رحمة الله وأفعاله بنا يجعلنا نسيئ الظن بالله فها أنت العفيفة العذراء جالسه بمحرابك اذ دخل عليك رجل يبشرك بغلام دون أن يمسك فمن سيصدقك !!!! وكيف سيكون شعورك ؟؟؟ وما هي ردة فعلك ؟؟؟؟ وما ظنك بالله في هذه اللحظة ؟؟؟
          فهل نمر على هذه الايات دون أن نجلس مكان مريم عليها السلام ونشعر بما شعرت !!!!

          اختارت مريم عليها السلام محرابا متواريا عن أعين الناس لتعبد الله عز وجل دون انقطاع واذ برجل دخل عليها المحراب وخافت منه فكانت ردة فعلها تنمّ عن قلب يستقر به الايمان واحسان الظن بالله وقالت اني أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا لان العبد كلما عظمت طاعته وزاد قربه لربه عظم نصيبه من استحقاقات الرحمة فان اختصك الرحمن برحمة خاصة رحمك :
          بالتوفيق للطاعة
          والتيسير للخير
          والتثبيت على الايمان
          والهداية للصراط وعلى الصراط
          وأكرمك بدخول الجنة والنجاة من النار

          كما أنه كلما اختصك برحمة خاصة كلما شرح صدرك للصواب
          قال الله عز وجل
          : {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ }

          وقد سمّى الله عز وجل القرآن رحمة والرسول صلى الله عليه وسلم قال عن نفسه أنا الرحمة المهداة فنصيبك من رحمة الله بقدر طاعتك له وتطبيقك لأحكام القرآن والسنة

          لجأت مريم عليها السلام واستغاثت باسم الرحمن وحده واعتقدت انه أدعى لاستجابة الله عز وجل لها أكثر من اسم العزيز أو الجبار أو القوي لأنها علمت أن لها رحمة خاصة من الرحمن لكثرة طاعتها لله عز وجل فأحسنت الظنّ بالله وهي على يقين أنها العفيفة الطاهرة العذراء المحصنة التي لم يمسسها بشر .. وقالت بشر وليس ذكر أو أنثى .. فاستحقت تشريفها بحمل نبي من أنبياء الله وفي ظاهره ابتلاء لكن الرحمة غلفته.. ولو تأملنا حال بعض الناس والعمى الذي يصيبهم فلا يستطيعون تفسير رحمة الله وأحيانا لا يرونها وذلك لأن تفكيرهم تجاه الرحمة محدود فلربما تصوروها بالعطاء او في الدنيا فقط وينتظرون أن تنزل عليهم كل الرحمات في التوّ واللحظة لذا حين تأتيهم الفتنة تكون حقيقة اعتقادهم سوء الظن بالله وعدم الطمأنينة لتقاديره

          فإن نزعت الرحمة من العبد لقلة طاعته وسوء ظنه بالله وقلة رحمته بالعباد غرق بالرياء وثقلت الطاعة عليه أكثر فأكثر وغلّقت أبوابها عنه وتذبذب في الايمان ومنع طريق الاستقامة والهداية ..

          فهل بعد كل هذه المعاني في آية { إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ ْ} تقرأ بلا مبالاة وبسرعة ودون تأمل ولا تأنّي ولربما ايضا قرأها البعض منا وهو مبتسم أو لاه ضاحك فرح !!!! عجبا لمن بغيته أن يختم عشرات المرّات ولم يقف على اسم الله الرحمن الذي اختارته مريم عليها السلام لتستغيث به الله عز وجل !!

          فأجاءها المخاض ..
          حين تبدأ نساؤنا بمرحلة المخاض ينتفض البيت بأكمله ونشرع بحالة الطوارئ ثم تذهب كل القبيلة مع الولّادة للمستشفى حيث نوصي عليها الممرضات والطبيبات ونجهز لها الفراش وأسباب الراحة الملوكية ثم ندعو لها ونحيطها بأنواع الدلال المعروفة وبعد ولادتها تستيقظ لتجد طفلا شرعيا معترف به من قبل المجتمع

          أما مريم عليها السلام فلم يكن معها أحد واختارت مكانا منزويا عن ألسنة قومها وحال قلبها منفطر من اتهاماتهم لها بالسوء ..

          استندت الى جذع النخلة الخشن وافترشت الأرض وما استغاثت الا بالله عز وجل من البداية الى النهاية ثم ( قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا} ليس تسخطا و عدم رضا وانما لخوفها من الفتنة و لانها عرفت انها ستبتلى و تمحتن في هذا المولود الذي ولدته من غير بعل فلن يصدقها الناس و سيشكون في طهرها وعفتها وهي العابدة الزاخدة الناسكة. فصبرت واستسلمت ورضيت فماذا كانت النتيجة ؟؟
          فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وقيل هو نهر وقيل أن السري سيد القوم
          ثم امرها ان تهز جدع النخلة لتساقط عليها الرطب مع انه قادر على اسقاطه لها و هو من كان ينزل عليها الغذاء من السماء و هي في محرابها و بكامل قوتها لكنه هنا أمرها بهز الجدع
          ليعلمها ويعلمنا السعي و العمل وتقديم جميع الاسباب لتكون متوكلة على الله بالمعنى الحقيقي

          فهل نقرأ تمنّيها للموت بسعادة أو دونما نئنّ لأنينها في تلك اللحظات !!!

          ثم جاءت البشر الكبرى فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا .
          أنطق الله عز وجل هذا المولود ونصرها وشد أزرها أمام قومها وأول ما نطق به وليدها التوحيد وأحكامه ثم البر بوالدته تسلية لها عما عانت من قبل والآيات

          قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا

          وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا

          وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا

          هي نتيجة وأثر لرحمة الله ليعلمنا أن البر نتيجته نفي الشقاء والعصيان والجبروت

          لذا حريّ بنا حين نصل الى هذه الايات أن نشعر بنشوة الانتصار لمريم عليها السلام وأن الله عز وجل ألجم ألسنة قومها عنها وقد قرت عينها برفق ابنها بها وبتشريفه بالنبوة وأي تشريف يضاهي هذا التشريف ..

          أم البراء وعائشة

          انتهى بحمد الله ..

          يتبع سورة أخرى بإذن الله
          ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
          اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

          تعليق


          • #6
            رد: رتلي الآيات بقلبك لا بلسانك فقط

            يجب أن نعلم أن اثر القرآن يظهر عليك في أمرين
            أولا : أنك ميته وأحييتِ قلبك بالقرآن
            ثانيا : أنك في ظلمه وأخرجك القرآن منها وكان لك سراجا منيرا نرى من يقع عليه القدر كيف يعاملون الله ثم لمّ تظهر لهم حقائق هذه الاقدار والمصلحه التي فيها يا ليتهم يحمدون الله ويتوبون عمّا مضى بل يتخبطون وقت نزول القدر .. يتخبطون وقت ظهور الحكمة منه .. حتى لا ينسبون النعمة الى الله والنور الذي أتكلم عنه في القرآن لا يأت مرة واحدة بل كلما تزودتِ من العلم يزداد النور في قلبك وتعظم بصيرتك وحكمتك في التعامل مع أقدار الله.. لا يصلح ان يكون لك علاقة بالقرآن وانت لا تعرف أثره عليك فالذي يحمل القرآن دون أن يحمل في قلبه منه علما وايمانا لربما ارتد ملحدا أو قلب منافقا نفاق أكبر أي ظاهره سليم وباطنه ووجدانه فارغ لا شيء فيه من العلم بهذا القرآن والمفاجأة تظهر في أية ألم نكن معكم ؟؟

            يسيرون معا يوم القيامة كأن معهم نور ثم يطفأ هذا النور ثم يضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه وظاهره من قبله العذاب ثم يفاجئون وليس لهم حق في المفاجأة (ينادوهم) ألم نكن معكم نحفظ؟ وكنا معكم نذهب للدروس ؟ وكنا معكم نتناقش ؟ وكنا وكنا .. قالوا بلى ولكنكم (فتنتم أنفسكم وتربصتم ) فهنا المسألة ليس فيها كذب من خدع الناس في الدنيا ببعض النور الله خادعه يوم القيامة فبعض ضعاف الفكر يمدحونك وجهك نور وما شاء الله ومن هذا المديح الذي لاينتهي وانت تصدق مع انك تعلم أنك ما تحمّلت القرآن كما ينبغي
            الذي يجب أن نفهمه ألفاظ القرآن وما وراء معنى الكلمات فالقلب هو الذي يحركنا فلو قلت لأحدهم سأعطيك هدية أو جائزة تجد الفرح يقفز من عيونه لماذا ؟ لأنه فهم معنى هدية وجائزة وأدركها تمام الإدراك فلو فهمنا ماذا أراد الله منا بتنزيله القرآن لحيينا به ولجعل لنا نورا نمشي به فهل نعي معنى كلمة المؤمنين حتى نكن منهم!!
            وحتى يتثبت فهم المشاعر التي تحرك الأبدان أسرد لكم فهم ابن حنبل للفظ نصراني .. لما يرى النصراني لا يستطيع أن ينظر اليه يغمض عينيه ..لأنه عنده كلمة النصراني سبّ الله يدّعي الولد لله .. لكن هذه الكلمة ليس لها في المقابل مشاعر فيأتي شخص يقول : لقد بالغ الإمام أحمد! في نظرك أنه بالغ لعدم وجود هذه المشاعر في قلبك فمن الطبيعي أن تراه مبالغة
            فهذا القرآن سبب للحياة .. هل تعرف متى يكون سبب للحياة حين تحيي الكلمات في قلبك.. أنت لك مشاعر مشغولة.. وهناك كلمات ميته .. في قلبك

            هل نستطيع أن ننكر أن الموت سيأتينا فجأة ؟؟ لا ..هل ندرك ان الموت معناه انقطاع الأمل والعمل انتهاء الاختبار من الأنس الى وحشة القبور اذا لم تؤنس نفسك بالعمل الصالح .. فما بالنا نتبادل كلمة الموت نقول ماتوا سنموت وهذا في سكرات الموت .. أين مشاعرك تجاهها ؟ أتدري ما سكرة الموت؟؟ تعني غياب عقلك التام وفي هذه اللحظة لا يخرج الا ما خزنته طوال حياتك .. تسكَر .. أتدري ما تسكر؟؟ الأصل أن تخزن ما تعتقد انه حسنة حتى يخرج في السكرات ماذا حصل في مشاعرنا ؟؟ انشغلت (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر)

            اذن الكلمات والالفاظ هي السر والطريق للوصول الى النور يزودنا به علمنا في القرآن ويجب أن نتفق ان الناس متفاوتون في فهم الالفاظ عند سماعها في وقعها وفي التفاعل
            حتى تحرر مشاعرك قلل أهمية الاشياء من حولك وعظّم القرآن في قلبك الفرح بالقرآن عبادة وتقرب الى الله.. نفرح به فاهمين .. نفرح به عالمين..نفرح به عاملين
            لا نفرح به حافظين والناس يكرموننا بجوائز ويدخل علينا الرياء وتدخل علينا السمعة والبلاءات العظيمة فالفرح بالقرآن عبادة تستلزم الاخلاص

            تدبر القرآن .. ليس التدبر اقتراح بل هو منهج كامل وواضح قائم على الاجتهاد البحث في كتب العلم والقرآن

            واخيرا تفكّر ومعناه ان تحرر ما تعلمته مؤثرا على مشاعرك واجعل مشاعرك كلها مع الله بتلاوة قرآنه
            مثلا مشاعرك تجاه (والله خير الرازقين) عرفت هذه المعلومة بعد عدة مواقف رايت فيها اثار رزق الله فتحتاج أن تقلّب ما تعلمته على ما عشته وهذا هو التفكر بذلك فقط ستكون من اولي الالباب

            في الدماغ عقل الادراك ويشترك فيه الانسان والحيوان يدرك انه عطشان فيشرب ولا تمدح على عقل الادراك نهائيا لان الله الذي يلهمك الفعل كما الهم النحل ان تتخذ بيوتا سداسيىة الشكل ويلهم هذا ان يخترع ..الخ

            وفي القلب عقل الرشد وهو انت كون صاحب لب يرشدك وسيتكون عقل الرشد بما ذكرناه سابقا من تدبر تفكر تحرير لمشاعرك
            اذن عقل الرشد يكون بان يصبح فؤادك حيا بالقرآن
            كيف لا تعرف الرحمن وقد ذكر بسورة مريم ستة عشر مرة كيف وكل القرآن ما أنزل الا ليعرفك بالله ؟؟ لماذا تعرف كل أحد الا الله لماذا تجتهد أن تعرف من تشعر أنه صالح من الناس ولا تجتهد لمعرفة الله عز وجل؟؟؟ تعرف كيف تعامل اعداؤه وكيف تعامل اولياؤه وايضا لتعرف من قصص الانبياء مثلا كيف يعامل الله عز وجل اولياؤه وكيف يعامل أعداؤه
            فان عرفت الله عرفت كيف تحبه وتعظمه وتعبده كما يحب هو ويرضى لا كما تحب انت وتهوى..
            .................................................. .......

            كلمات جمعتها ليثبت فهم وتطبيق الموعظة في قلوبنا ... يتبع
            ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
            اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

            تعليق


            • #7
              رد: رتلي الآيات بقلبك لا بلسانك فقط

              اسفه تعبت معي الاشراف ارجو حذف النسخة السابقة ووضع هذه بدلا منها جزيتم الجنة

              بداية يجب أن نعلم أن اثر القرآن يظهر عليك في أمرين
              أولا : أنك كنت مع الأموات وأحياك الله بالقرآن
              ثانيا : أنك كنت في ظلمه وأخرجك القرآن منها بإذن الله عز وجل وكان لك سراجا منيرا..

              نرى فعل من يقع عليه القدر مع الله عز وجل ، ثم لمّا تظهر لهم حقائق هذه الاقدار والمصلحه المترتبة عليها لا يحمدون الله ولا يتوبون عمّا مضى، بل يتخبطون وقت نزول القدر .. ويتخبطون وقت ظهور الحكمة منه .. حتى لا ينسبون النعمة الى الله عز وجل ..
              أما النور الذي أتكلم عنه وسببه فهم القرآن لا يأت مرة واحدة بل كلما تزودت من العلم يزداد النور في قلبك وتعظم بصيرتك وحكمتك في التعامل مع أقدار الله.. ولا يصلح ان يكون لك علاقة بالقرآن وانت لا تعرف أثره عليك، فالذي يحمل القرآن دون أن يحمل في قلبه منه علما وايمانا لربما ارتدّ ملحدا أو قلب منافقا نفاقا أكبر، والمفاجأة تظهر في أية ( يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) 56 سورة الحديد

              يسيرون معا يوم القيامة كأن معهم نورا ثم يُطفأ هذا النور على المنافقين ويضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قِبَلِهِ العذاب فيفاجئون وليس لهم حق في المفاجأة، (ينادونهم) ألم نكن معكم نحفظ؟ وكنا معكم نذهب للدروس ؟ وكنا معكم نتناقش ؟ وكنا وكنا .. قالوا بلى ولكنكم (فتنتم أنفسكم وتربصتم ) فيقول المنافقون انظرونا نقتبس من نوركم.. فهنا المسألة ليس فيها كذب، من خدع الناس في الدنيا ببعض النور الله خادعه يوم القيامة فبعض ضعاف الفكر يمدحونك ويقولون لك في وجهك نور، وما شاء الله، ومن هذا المديح الذي لاينتهي، وانت تصدق مع انك تعلم أنك ما حملت القرآن كما ينبغي ولن تحمله كما ينبغي الا اذا فهمت ألفاظ القرآن وما وراء معنى الكلمات، فالقلب هو الذي يحركنا، ولو قلت لأحدهم سأعطيك هدية أو جائزة تجد الفرح يقفز من عينيه لماذا ؟ لأنه فهم معنى هدية وجائزة وأدركها تمام الإدراك فلو فهمنا ماذا أراد الله منا بتنزيله القرآن لحيينا به ولجعل لنا نورا نمشي به في الدنيا وعلى الصراط، فهل نعي معنى كلمة المؤمنين حتى نكن منهم!!
              وحتى يتثبت فهم المشاعر التي تحرك الأبدان أسرد لكم فهم ابن حنبل للفظ نصراني .. كان اذا رأى النصراني لا يستطيع أن ينظر اليه يغمض عينيه ..لأنه يفهم كلمة النصراني أنه سبَّ الله، يدّعي الزوجة والولد لله ..وهذه الكلمة ليس لها في المقابل مشاعر في قلوبنا نحن فيأتي شخص يقول : لقد بالغ الإمام أحمد! في نظرك أنه بالغ لعدم وجود هذه المشاعر في قلبك فمن الطبيعي أن تراه مبالغة
              فهذا القرآن سبب للحياة .. وهل تعرف متى يكون سببا للحياة؟؟ حين تحيي الكلمات في قلبك.. وكيف سيتأتى ذلك ومشاعرك مشغولة..والكلمات في قلبك ميته ..

              هل تستطيع أن تنكر أن الموت سيأتينا فجأة ؟؟ لا ..هل تدرك ان الموت معناه انقطاع الأمل والعمل، انتهاء الاختبار، الانتقال من الأنس الى وحشة القبور اذا لم تؤنس نفسك بالعمل الصالح .. فما بالنا نتبادل كلمة الموت ونقول ماتوا.. سنموت.. وهذا في سكرات الموت .. أين مشاعرك تجاهها ؟ أتدري ما سكرة الموت؟؟ تعني غياب عقلك التام وفي هذه اللحظة لا يخرج الا ما خزنته طوال حياتك .. تسكَر .. أتدري ما تسكر؟؟ الأصل أن تخزن ما تعتقد انه حسنة حتى يخرج في السكرات..لكن ماذا حصل في مشاعرنا ؟؟ انشغلت (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر)

              اذن الكلمات والالفاظ هي السر والطريق للوصول الى النور يزوّدنا به علمنا في القرآن.. ويجب أن نتفق ان الناس متفاوتون في فهم الالفاظ عند سماعها ووقعها على النفس وفي التفاعل معها، وثمة أمر آخر وهو
              أن تحرر مشاعرك من الاهتمام بالدنيا بتقليل أهمية الاشياء من حولك، وعظّم القرآن في قلبك واعلم ان الفرح بالقرآن عبادة وتقرب الى الله.. نفرح به فاهمين .. نفرح به عالمين..نفرح به عاملين لا أن نفرح به حافظين والناس يكرموننا بجوائز ويدخل علينا الرياء وتدخل علينا السمعة والبلاءات العظيمة، فالفرح بالقرآن عبادة تستلزم الاخلاص..

              ثم بعد أن تحرر مشاعرك من أهواء الدنيا تدبر القرآن .. وليس التدبر اقتراح بل هو منهج كامل وواضح قائم على الاجتهاد والبحث في كتب العلم والقرآن

              واخيرا تفكّر.. واجعل مشاعرك كلها مع الله بتلاوة قرآنه
              مثلا مشاعرك تجاه (والله خير الرازقين) عرفتَ هذه المعلومة بعد عدة مواقف رايتَ فيها اثار رزق الله فتحتاج أن تقلّب ما تعلمته على ما عشته وهذا هو التفكر، بذلك فقط ستكون من.. أولي الالباب.

              ففي الدماغ عقل الادراك ويشترك فيه الانسان والحيوان، يدرك انه عطشان فيشرب، ولا تُمدَح على عقل الادراك نهائيا لان الله الذي يلهمك الفعل كما الهم النحل ان تتخذ بيوتا سداسية الشكل، ويلهم هذا ان يخترع ..الخ

              وفي القلب عقل الرشد وهو ان تكن صاحب لبّ يرشدك، كما أنّ عقل الرشد يتكوّن بما ذكرناه سابقا من تدبر.. تفكر.. تحرير لمشاعرك ..
              اذن عقل الرشد يكون بان يصبح فؤادك حيا بالقرآن مثال ذلك حين قال الرسول صلى اله عليه وسلم لعائشة ذهب الكتف وبقيت الشاة..
              كيف لا تعرف الرحمن وقد ذكر بسورة مريم ستة عشر مرة؟؟ كيف وكل القرآن ما أُنزِل الا ليعرّفك بالله ؟؟ لماذا تعرف كل أحد الا الله؟؟ لماذا تجتهد أن تعرف من تشعر أنه صالح من الناس ولا تجتهد لمعرفة الله عز وجل؟؟؟ لتعرف من قصص الانبياء كيف يعامل الله عز وجل اولياؤه وكيف يعامل أعداؤه
              فان عرفت الله.. عرفت كيف تحبه وتعظّمه وتعبده كما يحب هو ويرضى لا كما تحب انت وتهوى..
              .................................................. .......

              كلمات جمعتها ليثبت فهم وتطبيق الموعظة في قلوبنا ... يتبع
              ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
              اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

              تعليق


              • #8
                رد: رتلي الآيات بقلبك لا بلسانك فقط

                أخواتي الغاليات من أرادت التسجيل الصوتي لهذه الدروس وتلاوة الايات تراسلني خاص لطفا

                يتبع سورة القيامة وخروج الروح ..
                ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                تعليق


                • #9
                  رد: رتلي الآيات بقلبك لا بلسانك فقط

                  سورة القيامة ...

                  يقسم الله عز وجل بالنفس اللوامة ولا يقسم الا بعظيم .. وهي النفس التي تلوم صاحبها على فعل المعصية وتلومه على عدم الاستزادة من الطاعات..

                  يعتقد الكفار انهم يحيون حياة واحدة وهي الحياة الدنيا فيفعلون بها كل ما تشتهي انفسهم ولا ينتهون عن منكر ولا يأتمرون بمعروف فلا يخطر لهم ببال أن أعظم نعمة يحصل عليها المؤمن في الجنة هي النظر لوجه الله تعالى أما الكافر والمنافق فيحرم من النظر الى وجه الله عز وجل وهذا قمة الاقلال من شأن الكفار من قبل الله عز وجل وإذلاله لهم فلا ينظرون الى خالقهم ومدبر أمرهم ثم يرمون في جهنم دون أن ينظروا للذي أمر بهم الى الجحيم..

                  آيات لحظة خروج الروح يتبعها البصر ويرى المحتضر هذه الروح كما هو ثابت في السنة ،وحينها لن تقبل منه أية أعذار..
                  ثم اية وقيل من راق؟؟ اي من سيرقى بهذه الروح الى السماء هل ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب وقيل أن لها تفسيرا آخر .. وهو من الذي سيشفي هذا المريض ويرقيه مع ان المريض متيقن أنه يموت لانه يرى ما لا يراه الاهل من حوله..
                  والتفت الساق بالساق وقد قيل انها بداية انتهاء الدنيا مع التحامها بالاخرة.. وقد رأيت بعيني أنّ الميت حين يموت تلتف ساقه على الساق الاخرى..
                  وفي القيامة يسوق الملائكة الناس الى جنة أو الى نار ويأتي وصف الله عز وجل لمن لا يصلي وكيف يمشي ويكلم أهله ويستنكر على من لا يصدق ان الله خلق البرية لهدف وأنه قادر على خلق الانسان مرة اخرى من عُجب الذنب..

                  أمّا سكرات الموت فالسكر من سَكَرَ ومعناه ذهاب العقل فلا يعي ما يقول وما يفعل وهذا حال من حانت ساعة وفاته..

                  عندنا في الأثر عن أحمد ابن حنبل أنه حين دنت ساعة وفاته ذهب في السكرات فحضر عنده ابليس وهي اخر فتنة يتعرض لها الانسان فقال الابن لابيه يلقنه الشهادة قل يا ابي لا اله الا الله فرد الشيخ خسئت فأعادها الابن فكرر رده خسئت ثلاث مرات ثم بعد ان افاق احمد بن حنبل قليلا سأله ابنه يا أبت كنت اقول لك قل لا اله الا الله وتقول لي خسئت فخفت عليك..
                  فقال لم تكن لك يا بني بل حضر ابليس وقال اكفر بالله فكنت أقول له خسئت..

                  تتنزل الملائكة بيض الوجوه على المؤمن المحتضر أفواجا ويبصرها مد البصر لا يفتحون بابا ولا شباكا فيقولون لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، فقد قال الله عز وجل عن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ان الملائكة تتنزل عليهم وهو لفظ كناية عن كثرة الملائكة المشيعة لهذا المحتضر أما لفظ الاستقامة فهو الاصل.. لا مصطلح الالتزام الذي أدخلوه جديدا على الدين ، هناك يهودي ملتزم باليهودية ونصراني ملتزم بالنصرانية ومسلم مستقيم على دين الله ولا نقول ملتزما بدين الله..
                  الا تخافوا يعني لا تخافوا منّا من عالم الغيب ومن الذي سيأتي من نزع للروح والقبر وأهوال القيامة ، ولا تحزنوا من ترك المال والاهل والبيوت خلفكم واطمئنوا عليهم وأبشروا ..فإن بشروك الملائكة بهذا هي أعظم بشرى في حياتك ومماتك،

                  يجلس ملك الموت عند رأس الميت وتبدأ الملائكة بتجميع الروح من القدم ولا يتم انتزاعها انتزاعا من المؤمن بل تأمرها أن اخرجي او تشير لها فتتجمع من كل جانب تسيل كما تسيل القطرة الى ان تصل للحلقوم ولا تشاكس ولا تعاكس لانها سمعت اخرجي الى (مغفرة من الله ورضوان) ويتم تجهيزها الى الحلقوم ..
                  وهنا يأتي دور ملك الموت فيخرجها من الحلقوم ولا تلبث في يده طرفة عين..

                  يعرف الميت من يغسّله ومن يدفنه ومن يلحده ،وتصعد روحه الى السماء ثم تعود روحه للقبر بخواص اخرى لا تحتاج لطعام ولا شراب فقط لتجيب على اسئلة الملائكة،

                  أما ضمّة القبر فليس كما يقال كالحبيب مشتاق لحبيبه بل وصفت انها لن ينجو منها احد والنجاة لا تكون الا من شيء مخيف ..ونلاحظ هنا أننا لمّا كنّا نقرأ حديث (يأتيه الملكان فيسألانه) نطمئن أن المسلم سيثبته الله ولا نعلم ان هناك مسلم بالهوية فقط ..وان الجواب ها ها لا ادري ممكن ان ينطبق على مسلم منافق ..

                  كيف نقرأ هذه الآيات ؟؟

                  وهذا الذي نتسائل عنه حين نسمع احدهم يفرح وهو يقرأ هذه الآيات المرعبة فلا يعتبر هو بالآيات ولا يتأثر من يسمعه يقرأها بهذا الشكل
                  لا تقرأ هذه الآيات الا ببكاء أو خشوع أو إنابة الى الله أو خضوع أو ذل أو أي حال الا حال السعادة
                  أسأله تعالى أن يفقهنا بالقرآن ويمكّنّا من قرائته وفهمه كما يحب ويرضى

                  كما أسأله أن يحسن ختامنا جميعا وينجينا من الأهوال ويرزقنا الفردوس الاعلى من الجنة ..


                  أم البراء وعائشة

                  يتبع ..

                  سؤال للمشرفات هل هذا الموضوع المفروض ان يبقى بفضفضة ام عاليات الهمم والله لا يتدبر القرآن ويتلوه حق تلاوته الا عالي الهمة اصلح الله الحال
                  ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                  اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                  تعليق


                  • #10
                    رد: رتلي الآيات بقلبك لا بلسانك فقط

                    قال تعالى : (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ غڑ وَفِي ذَظ°لِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ)

                    الفرق بين البلاء والابتلاء واسم الله العفوّ وحال المذنبين والتوبة وقبولها...

                    الفرق بين البلاء والابتلاء ..

                    على الأغلب اذا كان الشخص صالحا وحلّ به ما يكره إنما هو رفعة له ولدرجته فليصبر وليحتسب،

                    وأما ان كان الشخص فاسقا وابتلي بالخير أو الشر ، فكثيرا ما يحدث ذلك بسبب فسقه لقوله تعالى :(وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)
                    مثال: شخص مدخّن وبقي يدخن عشرون عاما وهو يعلم أن التدخين يسبب نوعا من السرطان وأصر على الاستمرار في التدخين ثم مرض ثلاث سنوات بالسرطان ومات، فلربما قد كفّر الله عنه العشرين سنة من التدخين، ولربما ايضا غفر له من اول لحظة ألمٍ نزلت به فكانت بقية المدة رفع لدرجته، فالذي نعنيه أن الابتلاء يكون من الله عز وجل لكنه بسبب فسق الانسان وظلمه لنفسه، فليس له معونة من الله عز وجل ولا تحمّل لهذا الابتلاء فيجزع..

                    مثال آخر: زوج يظلم زوجته فتستمر تدعو عليه وتشتكيه وتغتابه وتسيء معاملته..
                    قال الله عز وجل : (ذَظ°لِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ غ— إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) وقد ذكر صفة العفو في آخر الآية حتى نعلم أن في بعض الحالات يكون الاوْلى العفو عمّن ظلمنا حتى يعفو عنا الله عز وجل ويتجاوز عن سيئاتنا، لأننا بسبب حقدنا على الظالم ربما نرتكب أخطاءا كبيرة في حقه ويصبح له علينا أكثر مما لنا عليه، فنكون من المطفّفين الذين أخذوا حقهم في الدنيا بالشتائم والدعاوى على الظالم فيصبح عليهم لا معهم بالرغم من أن الشرع لم يمنعنا من المطالبة بحقوقنا في الدنيا والاقتصاص، لكن نتركه ليربّيه الله عز وجل بأن يقلب له الأحداث والمواقف في نفسه وأمامه حتى ينصلح، فمهما وعظناه ونصحناه لن يستمع الينا ولن يرتدع، أما ان تركناه لمن هو اقدر منّا ومنه فسنكسب أمرين أننا أولا: عفونا عنه فيعفو الله عنا، ثانيا : أن الله سيربّيه لنا لأن الصلاح من الله عز وجل وليس منّا ولا بأيدينا.. سؤال : هل قولنا حسبنا الله ونعم الوكيل فيه تعدّي؟؟ إنْ كان لسان حالنا يقول أسأل الله أن يكفيني شرّهم فلا بأس..أما إنْ كان لسان حالنا يقول الله ينتقم منهم فهذا يَخلّ بالعفو وأحكامه، فالعفو ليس معه عقوبة ولا شتيمة ولا قصاص ، وحين ننتقم من الظالم بأيدينا نحن من سنصاب بالضرر أكثر من الظالم لأننا لسنا معتادين على فعل السوء
                    لكن للعفو احوال فإن كان مع العفو يترتب مفسدة يحرم العفو، وإن غلب عليه المصلحه فمندوب، وان كان مشكوك فيه فيعود للمظلوم وغالب ظنه وقدرته على العفو أو حاجته للقصاص

                    أما البلاء .. فإنه من الله عز وجل لا علاقة لنا به، كمصيبة الموت مثلا وينزل مع البلاء الصبر والإعانة فتُكَفَّر عنّا السيئات وتُرفع لنا الدرجات، وكما نعلم أن الله عز وجل يختبرنا بعدد أنفاسنا إنْ كنا نصلح لمجاورته أم لا، قال تعالى :
                    • (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) فالمسألة تحتاج لطول مجاهدة مع النفس أحيانا يطول الاختبار لسنوات ونحن ما زلنا نكفّر عن كلمة تفوّهنا بها عن غير قصد

                    • أما بالنسبة للمذنبين:

                    فقد تعددت اصنافهم.. فمنهم من يذنب ويمنّي النفس بالتوبة ويطمئنها بالرجوع الى الله، وهذا الصنف وقع في فتنة الأمن من مكر الله..
                    وآخر بعد أن يذنب يقع في قلبه أن الله لن يغفر له ولن يفتح له بابه مرة اخرى لعِظَم ذنبه وفحشه وفسقه..
                    فإن وجدت نفسك من الصنف الأول وجب عليك أن تربي نفسك وتذكّرها ببطش الله عز وجل وأخْذه للظالم أخذ عزيز مقتدر ، أما ان كنت من النوع الثاني فردد اسم الله الغفور الرحيم العفوّ التواب لتطمئن وتحسن الظن بالله عز وجل انه سيتوب عليك، اذن لابد لكل منّا أن يعلم ما يحتاج من أسماء الله وصفاته ليربي نفسه بها ..

                    كيف يوفّق الله عز وجل العباد للتوبة ؟؟

                    يعاملهم باسمه الربّ_ يربّيهم فيريهم أحداثا في الناس أو في أنفسهم أو حتى يقذف نورا في قلوبهم أو ينْزِل الضيق في صدورهم فيعلمون أنه لا منجا من الله الا اليه ويتعلّمون الانكسار بين يديه ، فمن كمال تربية الله عز وجل لنا أنه يدفعنا لبابه دفعا فيربينا فردا فردا، حتى اهل الكفر تمر عليهم حوادث يربيهم بها ، فمنهم من يستجيب ومنهم من لا يستجيب، فلو كان عندنا القليل من الصدق في توبتنا وإرادتنا للحق يعاملنا الله عز وجل باسمه الشكور ، وخير مثال على ذلك سحرة فرعون قال تعالى : (قَالَ لَهُمْ مُوسَىظ° وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ غ– وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىظ°).. وقال أهل العلم أن هذه الكلمة وقعت وقوعا في قلوبهم فتنازعوا أمرهم بينهم وأسرّوا النجوى فاضطربوا حين شعروا بصدق موسى (لحظة صدق مع النفس) فلمّا تبيّن لهم الدليل خرّوا للرحمن سجّدا وكانوا أول المسلمين، وهذا من شكر الله عز وجل للحظة الصدق التي مرّت في قلوبهم في تلك اللحظة، فمن أراد الحق فهو صادق وسيناله باذن الله، وأمّا الكاذب لن يناله وإن تيسرت له طرق الحق ، لأن الله يعامل الناس بنيّاتهم، فمثلا أعمارنا ما بين الستين والسبعين، وأعمارنا بالطاعات أو المعاصي لا نستحق بها خلود في الجنة ولا في النار، لكن نيّة العبد على الاستمرار بالطاعات مهما مدّ الله عز وجل في عمره ونية الآخر على الاستمرار في الكفر مهما أمدّ الله في عمره استحقوا بها الخلود إما في الجنة أو في النار ..قال تعالى : (بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ غ– وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)
                    في المحصّلة يجب أن نرى جميع البلاءات من حولنا سبب لسعة قبورنا بقبولنا أقدار الله ورضانا عن الله عز وجل وإيماناً منّا بحكمة الله في كل أمر وأنه لا يأت منها الا الخير، وأن نذكّر أنفسنا بأيّام الله وهي أيام فَرَج الله علينا من كل همّ وغمّ مرّ بنا في حياتنا ولطفه المستمر بنا ...

                    قبول التوبة ..

                    من حسن الظن بالله عز وجل أن نعتقد أننا لو كنّا صادقين مع الله عز وجل سيقبل توبتنا ويستجيب لنا ..مثلا لو اعتقدنا أن الله سيصرف عنا أمرا معينا سيئا وسيمنحنا السبب الذي يجعلنا نثبت على الانتهاء عن هذا الفعل، فهذا حسن ظنّ بالله حتى لو لم يرزقنا بالمقابل عوضاً عن هذا الشيء، للأسف عندنا خلل في الاعتقاد بأنّ الله إن أحبنا أعطانا وإن لم يحبنا حرمنا .. وحين يقبَل الله عز وجل توبتنا يعني هذا أنه عاملنا باسمه (العفوّ).. والعفو والمغفرة من لوازم ذاته لا تنفك عنه سبحانه ، وعفوه عز وجل عام وخاص:
                    العام : بأن يدفع عن الناس العقوبة ويرفعها عنهم، وبالرغم من أنّهم يؤذونه بأن يدّعوا أنّ له ولد يعافيهم فيمهلهم ولا يهملهم قال تعالى : (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىظ° ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَظ°كِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىظ° أَجَلٍ مُسَمًّى غ– فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا )
                    أمّا العفو الخاص : فعفوه ومغفرته الخاصة للتائبين والمصابين المحتسبين لا يصحبهم تردد بالابتعاد عن المعصية ولا إصرار على الصغيرة حتى تصبح كبيرة ..

                    وفي الختام أسأله تعالى أن يعاملنا بعفوه الخاص وبلطفه لا بعدله انه على كل شيء قدير ..

                    أم البراء .. يتبع الجزء الثاني
                    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                    اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                    تعليق


                    • #11
                      رد: رتلي الآيات بقلبك لا بلسانك فقط

                      الجزء الثاني من البلاء والابتلاء ..


                      قال تعالى : (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ (23) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ) (27) سورة ابراهيم

                      يوم القيامة بعد أن يستقر الكفار والظالمون والمنافقون في جهنم يخبر الشيطان أولياءه أنه دعاهم الى ما يغضب الله عز وجل وقد استجابوا له، ويحيل عليهم اللوم ثم يتبرأ منهم ..
                      لذلك وجب علينا أن ننتبه لقوله تعالى:

                      {‏‏إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 27‏]‏‏.‏

                      يتربص بنا الشيطان طوال الوقت، يراقبنا، يطيل النظر الينا، يصاحبنا صحبة لصيقه، ومع هذه الصحبة يفَهم َطبائعنا، يجرب علينا تجارب عديدة، ولو قوينا على الخروج من الذنب يُضْعِفُنا بالمخرج الذي خرجنا منه، ويبقى على هذا الحال حتى يجعلنا في لحظة لا نهاب الله عز وجل، ثم يقول لنا يوم القيامة اّني اخاف الله رب العالمين، يعرض علينا المواقف والمعاصي ويخيرنا بين المعاصي فإن مللنا معصية معينة يغيرها لنا ولربما اخافنا من الله لدرجة القنوط من رحمته فنقترف الكبائر براحتنا لاعتقادنا ان الله لن يغفر لنا..
                      وقد أمرنا الله ان نتخذ الشيطان عدوا، واتخاذ العدو يكون بتمام الرضا عن الله عز وجل وأقداره، والرضا ليس كلاما بل يكون بالعلم عن الله وحسن الظن بالله ..

                      تواترت النصوص على أن الله يقبل التوبة والاستغفار من عباده إما بالاستغفار المجرد أي أنه يكون بدون توبة ويحصل به محو السيئات بحسبه، فان قلت أستغفر الله تمحى السيئات بقدر الاستغفار أما ان قلت أستغفر الله وأتوب اليه أي أساله المغفرة على ذنب مضى وأعاهده على عدم العودة للذنب في المستقبل وهذا شرح حديث أن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر يعني قبل لحظات الموت وقبل الغرغرة يصلح الاستغفار عمّا مضى، أما التوبة فلا تصلح لعدم وجود مستقبل ,وإن أنا قلت يا رب أتوب اليك فكأني قلت الأمرين معا ويبقى لساني مستغفرا، وكلما زاد الاستغفار تتحول السيئات الى حسنات، والمشكلة في اعتقاد المذنبين أنّ الله لو أحبهم ورضي عنهم لما تركهم يقعوا في الذنب من البداية، وهذا من خطوات الشيطان يجرّك للمعصية ثم يوسوس لك أنك لو كنت كريما ولك منزلة عند الله لما تركك تقع بهذه المعصية فأنت لا شيء بل أنت حطب جهنم لا محالة، ويقلبك الى شخص يخاصم الله بالقدر إن كان اعتقادك أن الاصل أن يعصمك الله من الوقوع في الذنب أو الفتنة وتغترّ بطاعاتك فيحبط عملك وتخسر كل شيء، أما لو كان ذنبك سببا لاستغفارك المستمر وكسرك لله ورجائك أن يغفر لك، يكون انكسارك هذا مدعاة لاستجابة الدعاء، فطلبك ممن تعتقد انه دون خطايا بان يدعو لك لا يوازي أبدا دعائك لنفسك وانت منكسر ذليل بين يدي الله عز وجل،

                      وحتى اقرّب لك الصورة حين يمرض ابنك الصغير يلتصق بك ويئن في حضنك ويتلوّى من الوجع، فتكون رحمتك به أضعاف رحمتك في حالة عافيته وصحته، والمثل الاعلى لله حين مرضك وضعفك وذنبك وانكسارك من ذنبك يكون أرحم بك من رحمتك بولدك..

                      وما دمت عرفت نقاط ضعفك فلا تجعل للشيطان عليك سبيلا ولندعُ الله عز وجل أن يبعد عنا الذنوب، فمثلا بدعاء استفتاح الصلاة ندعو بأن يجعلنا في جهة وذنوبنا في جهة أخرى( اللهم باعد بيني وبين ذنوبي كما باعدت بين المشرق والمغرب) .. وأكيد لن نعيش دون ذنوب، لكن لا نصرّ على الصغائر حتى لا تُقلَب لكبائر، فالوضوء مثلا كفارة للصغائر أما الكبائر فلا تغفر الا بالتوبة لله عز وجل سواء كانت كبائر قلبية أو كبائر بدنية، ولا ننسى توحيدنا لله عز وجل فهو مدعاة لغفران ذنوبنا
                      قال تعالى :
                      : {إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} هود:114

                      وفي الحديث: اتَّقِ اللَّهِ حيثُ ما كنتَ ، وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها ، وخالقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ

                      الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1987
                      خلاصة حكم المحدث: حسن

                      لمَّا يكون قلبك حيَ كن حريص على أنك لو أخطأت مباشرة ماذا تفعل؟ تتبع السيئة الحسنة .
                      إذن توبة الله على عباده من آثار عفوه، يعني العفو وصف لله، من آثاره أنه يشرح صدرك للتوبة مع أنك تبارزه بالمعاصي ومع ذلك يشرح صدرك للتوبة، وكما اتفقنا أنه يدفعك إلى بابه دفعا، بأن يكفّر سيئاتك بالأعمال الصالحة، يدفعكإلى بابه دفعاً بأن يصيب منك، يعني يُنزل عليك من المصائب والمكدّرات ما تُنقص منك فتدفع عنك الذنوب، يعاملك بعفوه بأن يشرح صدرك للتوبة. والعجيب في التوبة أنه ـ سبحانه وتعالى ـ يفرح بتوبة عبده أعظم ما يوصف من فرح.

                      فإذا كان التوحيد بهذه القيمة لماذا نهمله بهذه الطريقة
                      ؟؟
                      نذكر حديث الرجل الذي يسأل الله عز وجل أن يقربه لباب الجنة فقط ثم تتوالى طلباته طمعا بكرم الله تعالى، هذا الرجل كان معه أصل التوحيد فله أدنى الدرجات، أما الذي يفوز بالفردوس تحقيقه للتوحيد يكون بشكل تام..

                      ولنفهم هذا المعنى
                      نتأمل قوله تعالى:


                      [ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [

                      لو كان أصل التوحيد عندنا ثابت سيكون فرعه في السماء عاليا سيقبل منا الله أعمالنا جميعها خالصة لله عز وجل: وقد تكلم ابن القيم بكلام رائع عن هذا المثل فقال :

                      الشجرة لا بد لها من عروق وساق وفروع وثمر فكذلك شجرة الإيمان والإسلام ليطابق المشبه المشبه به فعروقها العلم والمعرفة واليقين وساقها الإخلاص وفروعها الأعمال وثمرتها ما توجبه الأعمال الصالحة من الآثار الحميدة والصفات الممدوحة والأخلاق الزكية والسمت الصالح والهدى والدل المرضي فيستدل على غرس هذه الشجرة في القلب وثبوتها فيه بهذه الأمور فإذا كان العلم صحيحا مطابقا لمعلومه الذي أنزل الله كتابه به والاعتقاد مطابقا لما أخبر به عن نفسه وأخبرت به عنه رسله والإخلاص قائم في القلب والأعمال موافقة للأمر والهدي والدل والسمت مشابه لهذه الأصول مناسب لها علم أن شجرة الإيمان في القلب أصلها ثابت وفرعها في السماء وإذا كان الأمر بالعكس علم أن القائم بالقلب إنما هو الشجرة الخبيثة التي اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار .
                      ومنها أن الشجرة لا تبقى حية إلا بمادة تسقيها وتنميها فإذا قطع عنها السقي أوشك أن تيبس فهكذا شجرة الإسلام في القلب إن لم يتعاهدها صاحبها بسقيها كل وقت بالعلم النافع والعمل الصالح والعود بالتذكر على التفكر والتفكر على التذكر وإلا أوشك أن تيبس

                      وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه إنَّ الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أحدِكُمْ كَما يَخلَقُ الثّوبُ ، فاسْألُوا اللهَ تعالَى : أنْ يُجَدِّدَ الإيمانَ في قُلوبِكمْ

                      الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1590
                      خلاصة حكم المحدث: صحيح

                      وبالجملة فالغرس إن لم يتعاهده صاحبه أوشك أن يهلك ومن هنا تعلم شدة حاجة العباد إلى ما أمر الله به من العبادات على تعاقب الأوقات وعظيم رحمته وتمام نعمته وإحسانه إلى عباده بأن وظفها عليها وجعلها مادة لسقي غراس التوحيد الذي غرسه في قلوبهم .
                      ومنها أن الغرس والزرع النافع قد أجرى الله سبحانه العادة أنه لا بد أن يخالطه دغل ونبت غريب ليس من جنسه فإن تعاهده ربه ونقاه وقلعه كمل الغرس والزرع واستوى وتم نباته وكان أوفر لثمرته وأطيب وأزكى وإن تركه أوشك أن يغلب على الغرس والزرع ويكون الحكم له أو يضعف الأصل ويجعل الثمرة ذميمة ناقصة بحسب كثرته وقلته ومن لم يكن له فقه نفس في هذا ومعرفة به فإنه يفوته ربح كثير وهو لا يشعر فالمؤمن دائما سعيه في شيئين سقي هذه الشجرة وتنقية ما حولها فبسقيها تبقى وتدوم وبتنقية ما حولها تكمل وتتم والله المستعان وعليه التكلان فهذا بعض ما تضمنه هذا المثل العظيم الجليل من الأسرار والحكم ولعلها قطرة من بحر بحسب أذهاننا الوقفة وقلوبنا المخطئة وعلومنا القاصرة وأعمالنا التي توجب التوبة والاستغفار وإلا فلو طهرت منا القلوب وصفت الأذهان وزكت النفوس وخلصت الأعمال وتجرت الهمم للتلقي عن الله ورسوله لشاهدنا من معاني كلام الله وأسراره وحكمه ما تضمحل عنده العلوم وتتلاشى عنده معارف الخلق وبهذا تعرف قدر علوم الصحابة ومعارفهم وأن التفاوت الذي بين علومهم وعلوم من بعدهم كالتفاوت الذي بينهم في الفضل والله أعلم حيث يجعل مواقع فضله ومن يختص برحمته. ، ثم بعدها النتيجة والأثر كانت في الآية
                      يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ
                      27 سورة ابراهيم

                      تمّ بحمد الله
                      أم البراء وعائشة بتصرّف
                      ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                      اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                      تعليق


                      • #12
                        رد: رتلي الآيات بقلبك لا بلسانك فقط


                        جزاك الله خيرا اختي على هذا الموضوع القيم
                        جعله الله في ميزان حسناتك
                        لي عودة لقراءة اخر مشاركتين
                        واصلي
                        اعانك الله و ثبت اجرك


                        اللهم اجعلنا من أهل القران

                        تعليق


                        • #13
                          رد: رتلي الآيات بقلبك لا بلسانك فقط

                          جوزيت خيرا

                          تعليق


                          • #14
                            رد: رتلي الآيات بقلبك لا بلسانك فقط

                            اختي أم البراء وعائشة جزاك الله خيرا
                            و بارك الله فيك ونفع بك
                            موضوع قيم

                            تعليق


                            • #15
                              رد: رتلي الآيات بقلبك لا بلسانك فقط

                              المشاركة الأصلية بواسطة نقاء* مشاهدة المشاركة
                              اختي أم البراء وعائشة جزاك الله خيرا
                              و بارك الله فيك ونفع بك
                              موضوع قيم
                              وفيك بارك الرحمن اعتقدت ما احد قرأ الحمدلله انرت الصفحة اخيتي
                              ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                              اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X