الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
البَتُول من النساء فمعناه -كما قال أهل اللغة- المنقطعة عن الرجال. وبها سُمِّيت مريمُ أُمُّ المَسيح على نبينا وعليه الصلاة والسلام.
وبه لقبت فاطمة- رضوان الله عليها- بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه لانقطاعها عن نساء أَهل زمانها، ونساء الأُمة عفافاً، وفضلاً، وديناً، وحسباً. وقيل لانقطاعها عن الدنيا إِلى الله -عز وجل-. انظر لسان العرب لابن منظور.
أختى البتول
تعرفين بم تميزت مريم ابنة عمران ؟
مريم تلك الفتاة التى نذرتها أمها لله
﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾
مريم تلك الفتاة التى اصطفاها الله
( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ(42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ(43) )
مريم هى تلك الفتاة التى اختارها الله لتكون أم نبيا من أولى العزم من الرسل
وجعلها وابنها آية للعالمين
( إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ(45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) )
هذه مريم
هذه البتول
ألا تحبينها ؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا : آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ )رواه البخاري (3411) ومسلم (2431)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ : مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ) رواه الترمذي (رقم/3878) وقال: حسن صحيح .
أختى البتول
تعرفين ما أكثر ما امتازت به مريم عليها السلام
عندما ضرب الله للمؤمنات مثلا كانت مريم عليها السلام هى المثال الثانى بعد آسية امرأة فرعون
هى البتول
( وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ ) التحريم
ترين كيف امتدحها الله؟
(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ) الأنبياء
هى التى أحصنت فرجها
فاقتدى بها أختى البتول
كونى بتولـآـ لا تعرف طريقا للفحشاء
كونى بتولـآـ لا تعرف السوء ولا تفكر فيه
يقول تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )
يقول ابن الجوزى - رحمه الله - فى تفسيره ( قوله تعالى: {إن الذين يرمون المحصنات} يعني: العفائف {الغافلات} عن الفواحش )
كونى بتولـآـ لا تبحث عن الفواحش
كونى بتولـآـ تغص البصر عما حرم الله
كونى بتولـآـ تخشى الله وترقبه ظاهرا وباطنا
كونى بتولـآـ تضى ربها وتحصن فرجها
كونى بتولـآـ فى الدنيا
وخير من الحور العين فى الآخرة
روى الطبرانى عن أم سلمة رضى الله عنها فى سؤالها للنبى - صلى الله عليه وسلم عن الحور العين .. قلت: يا رسول الله أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين، كفضل الظهارة على البطانة. قلت: يا رسول الله وبم ذاك؟ قال: بصلاتهنَّ وصيامهنَّ وعبادتهنَّ الله، ألبس الله وجوههنَّ النور، وأجسادهنَّ الحرير، بيض الألوان، خضر الثياب، صفراء الحلي، مجامرهنَّ الدر، وأمشاطهنَّ الذهب، يقلن: ألا نحن الخالدات فلا نموت أبدًا، ألا ونحن الناعمات فلا نبأس أبدًا، ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدًا، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدًا، طوبى لمن كنا له وكان لنا. قلت: يا رسول الله المرأة منا تتزوج زوجين والثلاثة والأربعة ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها، مَنْ يكون زوجها؟ قال: يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقًا، فتقول: أي ربِّ إنَّ هذا كان أحسنهم معي خلقًا في دار الدنيا فزوجنيه. يا أم سلمة ذهب حسنُ الخلق بخير الدنيا والآخرة.
فكونى بــتـــولــآـ
تعليق