مدخــــل :
الحمد لله القائل (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)
مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)
لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ۖ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ )
والصلاة والسلام على القائل
لله تعالى أن يقسم بما شاء من مخلوقاته، وأنه لا يقسم إلا بعظيم، وكلما تكرر القسم بشيء دل على أهميته، ولو تدبرنا قوله تعالى (والفجر) من سورة الفجر.
وقوله عز وجل ( والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى )، من سورة الليل وقوله سبحانه ( والضحى * والليل إذا سجى )، من سورة الضحى.
لوجدنا أنها أجزاء الوقت .
ثم تدبر أيضاً قوله تعالى : ( والعصر ) آية 1 من سورة العصر ،تدرك أنه أقسم بالزمان كله ، وما هذا إلا لأهميته ، وهذه الأهمية مصدرها أن الوقت هو الزمن الذي تقع فيه الأعمال، وهذه الأعمال ( خيرها وشرها ) هي التي يقدمها البشر لينالوا بها جزاء الخالق .
إذا عرفنا تبين لنا أهمية الوقت ، فهو في الحقيقة حياتنا على هذه الأرض لكي نقدم فيها ما يوصلنا إلى الغاية التي لأجلها خلقنا، فالوقت هو الحياة .
الوقت هو عمر الإنسان
والوقت هو الحياة
والوقت هو المصدر الأساسي في القيادة إلى الجنان
أو الإنكباب في النيران [ والعياذ بالله ]
والوقت هو أهم وأغلى من الأكل والشرب في حياة المرء ..!
فـ الوقت نعمة وأمانة يضيعها كثير من الناس، يضيعونها على أنفسهم، وعلى أمتهم
وللوقت خاصية هي إنه إذا ذهب لم يرجع ، وهذا يدفعنا لاستغلال كل لحظة منه ، كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول :
( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ).رواه البخاري موقوفاً في الرقاق 2 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ( كن في الدنيا كأنك غريب ) رقم (6416)
وما أكثر الآيات التي تحض المؤمن على استغلال وقته وتنذره بقرب أجله، فتأملوا معي هذا المشهد الذي صوره القرآن، قد يتعرض له أي واحد منا،
ألا وهو لحظة الموت:
(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99-100].
تعريف الوقت:
قال العلماء ومنهم الدقاق رحمه الله: ''الوقت ما أنت فيه الآن هذا هو وقتك، فإن كنت في الدنيا فوقتك الدنيا، وإن كنت بالعقبى فوقتك العقبى، وإن كنت في سرور فوقتك السرور، وإن كنت في حزن فوقتك الحزن''.
ومجمل قولهم المراد منه : أن الوقت ما كان الغالب على الإنسان من حاله، فوقتك الآن ما بين زمانين - الماضي والمستقبل - وهذا قول أغلب الجمهور، والموفق من لا يهتم بوقته الذي مضى ولا بالآتي ، بل يستثمر ويستفيد من وقته الحالي، ويصلح الوقت الماضي بالتوبة ...والوقت الآتي بالتوكل على الله، لأنه لو اشتغل بوقته الماضي والمستقبل فإن ذلك مضيعة للوقت الحاضر الذي بين جنبيه أو كلما عرض له عارض تذكر وقته الماضي وتأسف عليه أو استغرق في التفكير في الآتي فتصير بذلك أوقاته كلها فواتٌ ومضيعة.
وهنا لابد من التنويه على نقطة في غاية الأهمية وهي: بأن نفسكَ إنْ لم تشغلها بالطاعة والحق فسوف تشغلك بالباطل والمعصية.
فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وبارك لنا في أوقاتنا وأعمارنا وقواتنا ما أحييتنا واجعلها الوارث منا.
من مظاهر الفراغ :
إن من تراه يجول في الشوارع الساعات الطوال بلا هدف ، مضيع لوقته ، ومن تراه يجلس الساعات الطوال يرغب ما لا يعود عليه في دينه ولا في دنياه ، مضيع لوقته،وكل من اشتغل بما لا يرضي الله فقد ضيع وقته .
قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115]، فااللهَ لم يخلق الإنسان عبثا ً في هذه الحياة الدنيا أو بلا هدف تعالى عن ذلك، بل خلق العباد ليرى سبحانه أعمالهم واستثمارهم لهذه الأوقات واغتنامها.
حيث قال سبحانه {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56].
فخلقهم لهدف عظيم فمن وعى هذا الهدف واستثمر وقته لطلبه فطوبى له، ومن أضاعه وفرط فيه فقد خسر خسرانا ً مبينا.
حيث أخبرنا الله سبحانه عن الخاسرين في عدة آيات، ثم أخبرنا في آيات ٍ أخرى عن الرابحين ومن هم وذلك في قوله تعالى :
{وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر1: 3].
فقد أقسم الله بالعصر وهو: الدهر والزمن، لقيمته وأهميته لأن زمن تحصيل الأرباح والأعمال الصالحة، وهو أيضا ًزمن شقاء وخسران للغافلين والمعرضين.
ولكنَ الفائزين بالآية هنا هم الذين تواصوا فيما بينهم بالحق وباغتنام أوقاتهم بما يعود عليهم بالفوز، فحرصوا على توصية بعضهم البعض، بالتزام الحق والصبر والعبادة وحرصوا على التناصح فيما بينهم كي يفوزوا بخيري الدنيا والآخرة.
قال العلامة السعدي في تفسير سورة العصر
(( أقسم تعالى بالعصر، الذي هو الليل النهار، محل أفعال العباد وأعمالهم أن كل إنسان خاسر، والخاسر ضد الرابح ..))
وقال الشافعي رحمه الله عن سورة العصر
(( لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم ))
(( أقسم تعالى بالعصر، الذي هو الليل النهار، محل أفعال العباد وأعمالهم أن كل إنسان خاسر، والخاسر ضد الرابح ..))
وقال الشافعي رحمه الله عن سورة العصر
(( لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم ))
إن الله سبحانه إذا أراد بالعبد خيراً أعانه بالوقت، وجعل وقته مساعدا ً له، وإذا أراد به شرا ً جعل وقته عليه وضده وسلبه وقته، بحيث كلما أراد التأهب لاستثماره لم يساعده الوقت بعكس الأول الذي إذا همت نفسه بالقعود والتكاسل أقامه الوقت وساعده ووازع الخير وقرين الخير يذكره باستغلاله وهذا كله بتوفيق من الله عز وجل وبمقتضى عدله وحكمته.
وذلك التوفيق أو عدمه إنما هو لأسباب منها :
- أن العبد إذا أحب الله اتقاه حق تقاته، وعمل على طاعته، وابتعد عن معاصيه بقدر ذلك الحب وبقدر ذلك بقدر ما يوفقه الله لاستثمار وقته.
- وإذا خاف العبد من الله حق الخوف بعثه ذلك وحثه على عمارة وقته.
- وإذا رجا العبد رحمة ربه وثوابه وجنته حثه ذلك أيضا ًعلى استثمار وقته.
وخلاصة ذلك في قوله عز وجل: {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَه * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء:57]،
وهذه الثلاثة المذكورة في الآية الكريمة هي القطب الذي تدور حوله رحى العبودية.
ولكن للأسف نجد أن أغلب أهل هذا الزمان غافل عن استثمار وقته وذلك لأسباب:
- إما لجهله بقيمة وأهمية الوقت.
- وإما لجهله لحقيقة وجوده.
- وإما لعقوبة من الله أن لم يوفقه لاغتنام أوقاته وأيامه وساعاته ولياليه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» [رواه البخاري]، حيث أنهما من أكبر النعم على العبد، كما أنهما مدخلان كبيران لدخول الشهوات منهما، ولكن من نعم الله على العبد أن يجمع له هاتين النعمتين ثم يوفقه لاغتنامهما، كما أنه من أعظم النقم أن لا يوفقه لاغتنامهما وكسبهما فيما يعود عليه بالحسنات بالآخرة.
وقد يأتيه يوم يفقد أحد هاتين النعمتين أو كلاهما قبل أن يستثمرهما وقد يستثمر جزءا ً منهما وهكذا، فالموفق من وفقه الله - فاللهم وفقنا لما تحبه وترضاه - .
لكن الكثير لا يدرك ذلك إلا بعد فوات الأوان وخاصة مع وجود الفتن والملهيات في هذا الزمان إلا من رحم ربي، فتجد واقع الناس اليوم في إضاعة للأعمار والأوقات من حديث ٍ بدون هدف أو فائدة أوأسئلة بلا نهاية وفضول كلام وشاشات وفضائيات ولهو ومنكرات ... الخ
ويؤدي بهم إلى ضياع الساعات تلو الساعات والأيام تلو الأيام، بل وتمتد المجالس الطويلة أحيانا ً إلى المحرمات من الغيبة والنميمة والعياذ بالله.
من أسباب تضييع الوقت :
1ـ عدم وضوح الغاية :
إن عدم وضوح الغاية ، أو عدم وجودها ، أو عدم التفكير فيها ، أو عدم الانشغال بها والسعي لأجلها هو أعظم سبب لضياع الأوقات .
فمن حدد هدفاً يسعى إليه ـ أياً كان الهدف ـ فإنه لن يضيع وقته ، فالطالب الذي يريد التفوق لا يكثر اللهو ، ومن يريد الزواج يسعى لتحصيله بأسبابه ، ومن يريد أن يكون تاجراً يسعى لتحصيل ذلك ، وهكذا فحري بمن غايته الوصول إلى الجنة ونعميها أن يسعى جاداً لتحصيلها ، قال تعالى : (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنةٍ عرضها كعرض السماء والأرض ).آية 21 من سورة الحديد .
وفي الحديث ( من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله عالية، ألا إن سلعة الله الجنة ).رواه الترمذي ، كتاب صفة القيامة ، باب (18) ح (2450) وقال حديث حسن غريب ، ورواه الحاكم 4/307،308 ، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
وكل هدف نبيل يسعى المؤمن لتحصيله فيه إصلاح دينه ، أو دنياه ، أو أمته ، إذا أخلص فيه النية ووافق فيه الطريقة الشرعية فإنه طريق لتحصيل تلك الغاية.
2ـ مرافقة الزملاء غير الجادين الذي يضيعون الأوقات سدى ، ولا يستفيدون من عمرهم وشبابهم .
3ـ الفراغ ، وعدم معرفة ما ينبغي أن يشغل به وقت .
4ـ كثرة الملهيات والمغريات فإذا انشغل بها المؤمن ضاع وقته وخسر عمره .
5ـ قلة الأعوان ـ من الأهل والأصحاب ـ على استغلال الوقت .
استغلال الوقت :
ينبغي العناية بالوقت وملئه بالعمل حتى لا يوجد فراغ ، فالفراغ داعٍ إلى الفساد، والنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية .
إن الشباب والفراغ والجده مفسدة للمرء أي مفسدة
قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام
«اغتنم خمسا ً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» [رواه أحمد في مسنده]، وقد أكد صلى الله عليه وسلم على فترة الشباب، لأنها تجمع بين الصحة والعطاء والحماس.
وقال أحد الصالحين وهو مورق العجلي رحمه الله: ''يا ابن آدم تودي كل يوم برزقك وأنت تحزن، وينقضي عمرك وأنت لا تحزن، تطلب ما يطغيك وعندك ما يكفيك''.
إن وضوح الهدف ، ومعرفة أهمية الوقت ، سبب لاستغلاله ، فعليك بترتيب وقتك وتنظيمه واستغلاله بأن تجعل لك جدولاً يومياً وأسبوعياً وخلال الإجازات لكي تستغل وقتك على الوجه المطلوب .
وصور استغلال الوقت أكثر من أن تحضر ، ومنها المحافظة على الصلوات في الجماعة ، والتبكير إلى المسجد وذكر الله ، وقراءة القرآن وخدمة الوالدين ، وصلة الأرحام، والزيارات النافعة ، وعيادة المرضى ، والتعلّم والتعليم ، والدعوة إلى الخير، والتفكر في خلق الله ، والتفكير في مصالح نفسك ومصالح وطنك وأمتك ، والعمل النافع المنتج ، وكتابة البحوث ، وحضور حلق العلم والقرآن ، والاستماع لكل نافع ومفيد ، ومساعدة المحتاجين و، وغير ذلك كثير ، بل إن انشغالك بالمباح ، ولو كان نوماً أو اضطجاعاً بنية ترويح النفس لتستعيد نشاطها وتقوى على الطاعة ـ من استغلال الوقت .
قال معاذ رضي الله عنه : أما أنا فأنام وأقوم ، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي .رواه البخاري ، كتاب المغازي ، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن 8/60 (ح4341، 4342 ،4344،4345) ومسلم كتاب الإمارة ، باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها 3/1456 برقم (1733) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : معناه أن يطلب الثواب في الراحة، كما يطلبه في التعب ، لأن الراحة إذا قصد بها الإعانة على العبادة حصل بها الثواب .أهـ.فتح الباري 8/62 بتصرف يسير .
والمراد بقومته هنا : قيامه الليل وصلاته .
من صور الحرص على الاستفادة من الوقت :
1- قال عبد الرحمن بن حاتم الرازي عن حاله مع أبيه ( أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ) : ربما كان يأكل فأقرأ عليه ، ويمشي وأقرأ عليه ، ويدخل الخلاء وأقرأعليه ، ويدخل البيت لطلب شيء وأقرأ عليه سير أعلام النبلاء 13/251..
2- قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : كنا بمصر سبعة أشهر ، لم نأكل فيها مرقة ، كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ ، وبالليل النسخ والمقابلة ، قال : فأتينا يوماً أنا ورفيق لي شيخاً ، فقالوا : هو عليل ، فرأينا في طريقنا سمكاً أعجبنا ،فاشتريناه ، فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس ، فلم يمكنا إصلاحه ومضينا إلى المجلس ، فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام وكان أن يتغير ، فأكلناه نيئاً ، لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه ، ثم قال : لا يستطاع العلم براحة الجسد . سير أعلام النبلاء 13/266.
حال السلف مع الوقت:
فإن معرفة أحوالهم وقراءة سيرهم لَأكبر عون للمسلم على حسن استغلال وقته، فهم خير من أدرك
قيمة الوقت وأهمية العمر، وهم أروع الأمثلة في اغتنام دقائق العمر واستغلال أنفاسه في طاعة الله.
من أقوال الصحابة والسلف رحمهم الله تعالى في أهمية الوقت:
كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : ''إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل ٍ منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ٌ ولا حساب وغدا ً حساب ٌ و لاعمل''.
وكان أبي الدرداء رضي الله عنه يقول: ''لولا ثلاث ما أحببت العيش يوما ً واحدا ً، الظمأ في الهواجر - يعني الصيام في شدة الحر- والسجود في جوف الليل، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب التمر''.
وقال سعيد بن جبير رحمه الله: ''إن كل يوم يعيشه المؤمن غنيمة''.
وكان الحسن رحمه الله يقول: ''ما مر يوم على ابن آدم إلا قال له: ابن آدم إني يوم ٌجديد، وعلى ما تعمل في َ شهيد، وإذا ذهبتُ عنك لم أرجع إليك، فقدم ما شئت تجده بين يديك، وأخر ما شئت فلن يعود أبدا ً إليك''.
وهذا حال عبد الرحمن بن أبي نعيم رحمه الله: لو قيل له قد توجه إليك ملك الموت ما كان عنده زيادة عمل.
وقال أحد الصالحين: ''أنا أحب الدنيا لأنها مصنع حسناتي''.
وكان شميط بن عجلان رحمه الله يقول: ''الناس رجلان، متزود من الدنيا أو متنعم فيها، فانظر أي الرجلين أنت؟''.
وكان أبو مسلم الخولاني رحمه الله يقول : ''لو رأيت الجنة عيانا ً ما كان عندي مستزاد، ولو رأيت النار عيانا ً ما كان عندي مستزاد''.
انتظروني
تعليق