رسالة
أبعث بها إلى من ظل سنوات عديدة .. يسير بلا هدف .. ويمضي على غير هدى .. لا قيمة لحياته ... أخذت الدنيا منه كل شئ : عقله وروحه ووقته فلم تدع للآخرة شيئا ..
أخي .. لو علمت علم اليقين ، أو أبصرت غاية النعيم، أو اطلعت على الجنة لحظة ، أو نلت من النار نظرة ، أو تقلبت في ظلمات القبر برهة لكان الحال غير الحال.
كل مولود يولد على الفطرة غرس الله فيه الشوق إلى الجنة والخوف من النار ، لكن زحف الشيطان على رصيد الفطرة الكامن وسرقته من هذا الكنز أدى إلى اهتزاز صورة الجنة في الأذهان ، وبدلا من التصديق كان التخمين ، وتوارى البذل والإقدام ليتقدم الجبن والخذلان ، وصار الناس بما في أيدي البشر أوثق مما في يد رب البشر ، وانقلبت الدنيا حقيقة لتصبح الآخرة خيالا ، وغدت المواعظ والآيات لا تنتزع من الناس غير كلمات الإعجاب ومصمصة الشفاه ، وأصبح وجود الحساب والجزاء عندهم مسألة فيها نظر ، هم لا ينطقون هذا بلسانهم لكن كفر جوارحهم يشهد ،وميزان سيئاتهم يشهد ، ورائحة ذنوبهم تشهد ، وقلة حسناتهم تشهد .
أخي …
المنن توقظ الهمم .... والجوائز تنتظر الفائز
والله لو كُشِف الحجاب عن الناس لحظة ... ليروا الجنة رأي العين إذا لأفنوا أعمارهم عن عبادة الله لا يفترون وفي مرضاته يتنافسون ، ولو أشرق من ثناياها نور لقلب ليلهم نهارا به يقومون و بأسحاره يستغفرون ولكن … شاءت إرادة الله أن يختبر عباده في إيمانهم بالغيب وهذا هو جوهر الإيمان.
(اليقين) الذي صنع وما يزال يصنع نماذج بذل وتضحية لا يصدقها عقل إذا قاسها بمقياس المادة ، لكن الأمر مع العقيدة يختلف.
تعليق