الهدف الرئيسي من الصراع الشيطاني مع الإنسان هو شيطنّة الأخلاق، وجعل الأخلاق الفاسدة هى المُنتشرة في المجتمع، فيشعر أهل الأخلاق الصالحة أنهم غرباء ويضعفوا فيتغيروا، وتحدث الله في القرآن الكريم عن تلك المجتمعات، قال تعالى {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ. أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ. فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} ]النمل: 54 - 56[، أولائك ذُكر عنهم في القرآن أنهم من حزب الشيطان.
أنشأ الشيطان هذا الحزب لسببين، أولًا لأن لا يوجد هناك منهجية لا تعيش بدون تلاميذ ينشروا هذه المنهجية، فمن نشر شريعة سيدنا عيسي هم الحواريين، ومن نشر شريعة سيدنا محمد هم الصحابة، وكذلك منهجية الشيطان لن تنتشر إلا إذا له أعوان مُصدقين وينشرون أفكاره الشيطانيّة وسط المجتمع. أما السبب الثاني هو أن الشيطان يعلم أنه من الصعب عليه أن يؤثر في الإنسان التأثير الكامل، ولكي يتأثر الإنسان بشكل كامل يجب أن يتأثر من إنسان مثله، ولهذا قرر الشيطان أن يتخذ مننا أعوانًا ليفسدوا أخلاق البشر.
خطة الشيطان
الشيطان يقوم بثلاثة أشياء لكي يُجنّدك في هذا الحزب:
- الاستسلام لقطع المدد الرباني: قال صلى الله عليه وسلم "عقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد . فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فيصبح نشيطا طيب النفس قد أصاب خيرا، وإن لم يفعل أصبح كسلان، خبيث النفس، لم يصب خيرا"، أنت بالله أقوى من العالم والشيطان يريد أن يقطع هذا عنك.
- قبول التدرج في سلب الأخلاق: الإنسان لا يُقلب إلى السيئ بشكل مباشر بل يتدرج، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} ]النور: 21
تعليق