اختاه ... اين البذل لدين الله ؟...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ومن والاه اما بعد...:
كيف تتقاعس فتيات اليوم عن نصرة الدين؟
بل كيف ترى المنكرات ظاهرة ... بصورة فاجعة ... او علاقات سافرة ... ومحرمات فى اللباس والحجاب ... مؤذنة بقرب نزول العذاب ... ترى هذه المنكرات بين قريباتها او اخواتها او زميلاتها ... ثم لا تنشط للانكار ... وقد قال رسول الله { صلى الله عليه وسلم } " من راى منكم منكرا فليغيره " ... فهل غيرتِ ما استطعتِ من منكرات ؟ ... ليت شعرى ... كيف يكون حالكِ يوم القيامة اذا تعلقت بك الصديقة والزميلة ... والحبيبة والخليلة وبكين وانتحبن .. لمَ رأيتينا على المنكرات ... ومقارفة المحرمات ... ولم تنهى او تنصحى ... او تعظى وتذكرى ؟ وانظرى الى تضحية الكافرات لدينهن ...
يقول احد الدعاة : كنت فى رحلة دعوية الى اللاجئين فى افريقيا، كان الطريق وعرا موحشا اصابنا فيه شدة وتعب ... ولا نرى امامنا الا امواجا من الرمال ... ولا نصل الى قرية فى الطريق ... الا ويحذرنا اهلها من قطاع الطرق ...
ثم يسر الله الوصول الى اللاجئين ليلا ... فرحبوا بمقدمى ... واعدوا خيمة فيها فراش بال ... القيتُ نفسى على السرير من شدة التعب ... ثم رحتُ أتأمل رحلتى هذه ... اتدرى ما الذى خطر فى نفسى؟
شعرت بشئ من الاعتزار والفخر ... بل احسست بالعجب والاستعلاء ... فمن ذا الذى سبقنى الى هذا المكان ؟! ومن الذى يصنع ما صنعت ؟! ومن ذا الذى يستطيع ان يتحمل هذه المتاعب ؟ .. وما زال الشيطان ينفخ فى قلبى حتى كدت اتيه كبرا وغرورا ... خرجنا فى الصباح نتجول فى المنطقة ... حتى وصلنا الى بئر يبعد عن بيوت اللاجئين فرأيت مجموعة من النساء يحملن على رؤوسهن قدور الماء ولفت نظرى امراة بيضاء من بين هؤلاء النسوة ... كنت اظنها بادئ الامر واحدة من نساء اللاجئين مصابة بالبرص ... فسألت صاحبى عنها قال لى مرافقى: هذه منصرة نرويجية فى الثلاثين من عمرها ... تقيم هنا منذ ستة اشهر تلبس لباسنا وتأكل طعامنا وترافقنا فى اعمالنا ... وهى تجمع الفتيات كل ليلة تتحدث معهن وتعلمهن القراءة والكتابة ... واحيانا الرقص ... وكم من يتيم مسحت على رأسه ومريض خففت من المه .. فتأملى فى حال هذه المرأة ما الذى دعاها الى القفار النائية وهى على ضلالها؟ وما الذى دفعها لتترك حضارة اوروبا ومروجها الخضراء ؟!
وما الذى قوى عزمها على البقاء مع هؤلاء العجزة المحاويج وهى فى قمة شبابها افلا تتصاغرين نفسك!!! هذه منصرة ضالة .. تصبر وتكابد .. وهى على الباطل
بل فى ادغال افريقيا .. تأتى المنصرة الشابة من امريكا وبريطانيا وفرنسا تأتى لتعيش فى كوخ من خشب .. او بيت من طيب .. وتأكل من أردأ الطعام كما يأكلون .. وتشرب من النهر كما يشربون .. ترعى الاطفال وتطبب النساء فاذا رايتها بعد عودتها الى بلدها .. فاذا هى قد شحب لونها .. وخشن جلدها .. وضعف جسدها .. لكنها تنسى كل هذه المصاعب لخدمة دينها .. عجباً!! هذا ما تبذله تلك النصرانيات الكافرات .. ليعبدن غير الله { ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما }[آل عمران/139] ...
افلا تساءلت يوما !!
مــاذا قدمــتِ للاســلام ؟؟
كم فتاة تابت على يديك .. كم تنفقين لهداية الفتيات الى ربك .. تقول بعض الصالحات : لا اجرؤ على الدعوة .. ولا انكار المنكرات .. عجباً! .. كيف تجرؤ مغنية فاجرة ان تتغنى امام عشرات الآلاف يلتهمونها بأعينهم قبل آذانهم .. ولم تقل انى خائفة ، اخجل .. كيف تجرؤ راقصة داعرة ان تعرض جسدها امام الآلاف ولا تفزع وتؤجل ، وانتِ ان اردنا منك مناصحة او دعوة خذلك الشيطان .. بل بعض الفتيات تُزين لغيرها المنكرات فتتبادل معهن مجلات الفحشاء واشرطة الغناء او تدعوهن الى مجالس منكر وبلاء .. وهذا من التعاون على الاثم والعدوان والدخول فى حزب الشيطان .. ولتنقلبن هذه المحبة الى عداوة وبغضاء قال تعالى : { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين }[الزخرف/67] هذا حالهن فى عرصات القيامة .. يلبسن لباس الخزى والندامة .. اما فى النار .. فكما قال الله عن فريق من العصاة : { وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين } [النساء/118]
نعم يلعن بعضهن بعضا .. تقول لصاحبتها التى طالما جالستها فى الدنيا ... وضاحكتها وقبلتها .. تقول لها يوم القيامة : لعنك الله ؛ انتى التى أوقعتنى فى الغزل والفحشاء ، فتصيح بها الاخرى : بل لعنكِ الله انتى ؛ فانتى التى اعطيتنى اشرطة الغناء .. فتجيبها : بل لعنك الله انتى .. انتى التى زينتى لى التسكع والسفور .. فترد عليها : بل لعنكِ الله انتى .. انتى التى دللتينى على طريق الفجور عجباً .. كيف غابت تلك الضحكات؟! .. والهمسات واللمسات .. طالما طفتما فى الاسواق .. وضاحكتما الرفاق .. واليوم يكفر بعضكن ببعض .. نعم لانهن ما اجتمعن على نصيحة او خير فهن يوم القيامة يجتمعن .. ولكن اين يجتمعن ؟ .. فى نار لا يخبو سعيرها ولا يبرد لهيبها .. ولا يخفف حرها .. الا ان يشاء الله ..
فـأيـن نسـاؤنا اليـوم ؟
اين النساء اللاتى يقعن فى المخالفات الشرعية فى لباسهن ... وحديثهن ونظرهن ثم اذا نصحت احداها قالت : كل النساء يفعلن مثل ذلك ... ولا استطيع مخالفة التيار ... سبحان الله !! اين القوة فى الدين ... والثبات على المبادئ ... اذا كانت الفتاة بادنى قتنة تتخلى عن طاعة ربها ... وتطيع الشيطان ... فأين الاستسلام لاوامر الله ؟...
فقال الله تعالى : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا }
[النساء/92]
[النساء/92]
وأين تلك الواشمة : التى تضع الوشم على وجهها على شكل نقط متفرقة او على شكل رسوم فى مناطق جسدها ... وهذا فعل المومسات .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لعن الله الواشمة والمستوشمة " بل أين المرأة التى تلبس الشعر المستعار .. او ما يسمى بالباروكة .. والله تعالى قد لعن الواصلة والمستوصلة .. فهؤلاء النساء ملعونات .. اتدرين ما معنى اللعنة ؟ اى مطرودة من رحمة الله .. مطرودة عن سبيل الجنة .. اوَ ترضين ان تُطردى من الجنة بسبب شعرات تنتفينها من حاجبيكِ .. او عباءة تنزلينها على كتفيك .. او نقاط من وشم فى انحاء جسمك؟؟
أسأل الله أن يحفظكِ بحفظه .. ويكلأكِ برعايته .. ويجعلكِ من المؤمنات التقيات .. الداعيات العاملات .. ولسوف تبقين اختاً لنا .. حتى وان لم تستجيبى لنصحنا .. نحب لكِ الخير .. ولسوف ندعوا الله لكِ آناء اليل واطراف النهار .. ولن نمل من نصحكِ وحمايتكِ .. واملنا ان الله لن يضيع جهدنا معكِ .. وما توفيقنا الا بالله .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مفرغ من مطوية " اختاه .. اين البذل لدين الله؟ .. "
للشيخ الدكتور محمد العريفى
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفع بها وأن يجعلها فى ميزان حسناتنا
وجزاكم الله خيرا
تعليق