الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فقد سمعنا من ساعات بهجوم يهودي جبان على المسلمين في غزة راح ضحيته 280 قتيلاً وستمائة جريحٍ، مما استدعى فتحَ المعابر لنقل الجرحى إلى المستشفيات، وقد استخدم اليهود الطائرات والصواريخ في هذه الإبادة الجماعية توطئة للاجتياح الشامل لقطاع غزة، وهذا كعادتهم (لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ)(الحشر:14)، وقد تم هذا الهجوم في يوم السبت، وهو اليوم الذي يمتنع يهود عن العمل فيه، ولكن يبدو أن شهوة اليهود لدماء المسلمين يُستباح لها كل اعتبار، وتتقدم في تحليل الحرام، وهم الذين قالوا: (لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ)(آل عمران:75)، قال -تعالى-: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)(المائدة:82).
لقد توالت انتهاكات الكفار لحرمات المسلمين ودمائهم في فلسطين، والعراق، وأفغانستان، وفي كل مرة نسمع عن تبرير جديد، فتارة يتكلمون عن ديكتاتورية صدام، وامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، وأخرى يحدثوننا عن طالبان الإسلامية وفرضها للحجاب ومنعها للاختلاط، وثالثة عن إمارة غزة الإسلامية، وفي كل مرة يقتلون الشيوخ الركع، والبهائم الرتع، والأطفال الرضع، ولربما انتهكوا الأعراض كما صنعوا في العراق وغيرها.
وهؤلاء الأعداء كما وصفهم ربنا -جل وعلا-: (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)(البقرة:217)، (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)(آل عمران:118)، (يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)(الأنفال:36)، (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)(البقرة:120)، (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)(فاطر:14).
ولا يتعاون مع الكفرة الفجرة على إبادة المسلمين وحصارهم وإضعافهم إلا من كان على شاكلتهم ممن أسلس قياده لشياطين الإنس والجن، وباع دينه بدنيا غيره، وصار أداة طيـِّعة لأعداء الإسلام والمسلمين، أو إنسان جهول ضعفت بصيرته عن إدراك مخططات الأعداء.
وعلى المرجفين والمخذلين والمثبطين أن يتذكروا رهبة الوقوف بين يدي الله غداً، وأن الأيام دول، والجزاء من جنس العمل، فالخذلان نصيبهم في مواطن يشتهون نصرة الله لهم فيها.
وكأني بهم وقد فعل اليهود بهم مثل ما فعلوه بالمسلمين في غزة، وكما فعل الأمريكان بالمسلمين في العراق.
ماذا أنت فاعل إذا اسْـتـَصْرَخـْتَ وقــُتِـلَ الأبُ والأمُ، وانتـُهك عرضُ زوجة أو ابنة، ولم يلتفت لصراخك أحد من المسلمين في سوريا والعراق والمغرب، وبماذا تحكم على من يتهمك أنت بالإرهابية لصراخك، وماذا تقول فيمن يمنع الخَـلـْقَ من نصرتك، ويساعد عدوك؟؟
ستعرف الإجابة حينئذ، وتصير فقيها وتتحسس معنى: (المؤمن مرآة أخيه) رواه البخاري في الأدب المفرد، و(لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)متفق عليه، و(مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) رواه مسلم، و(الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ) رواه أبو داود، وصححه الألباني. أبي الإسلام لا أبَ لي ســـواه إذا افتخروا بقيس أو تميم
لقد أعملت حيلُ الأعداء والوطنياتُ والقومياتُ وسياساتُ "فَرِّقْ تَسُدْ" فينا عملها حتى بتـْنا لا نشعر بشعور الجسد الواحد، والبعض لا يفرق بين الجاني والضحية، فالصاروخ الذي يطلقه المسلم على عدوه هو الذي استفز يهود، وأقلق راحة الاغتصاب، وبالتالي فاليهودي معذور إذا اجتاح غزة!!
وكأن صراخ وأنين الضحية صار جريمة يستحق عليها العقاب!!
وهكذا انتكست المفاهيم وضاعت البديهيات، والبعض بلغ في بلادة شعوره أن يكيل بمكيالين، ولا ينتبه إلا إذا اقتربت القضية منه، كهذا الذي قيل له: بال الكلب على الجدار، فقال: يهدم ويُعاد بناؤه، قيل: فالذي بيني وبينك، قال: شيء من الماء يطهره!!
لا يجوز أن نستنجد بالتي هي الداء، أو أن نعلـِق قلوبنا بأعداء الإسلام والمسلمين، فلا الأمم المتحدة، ولا الاتحاد الأوربي، ولا أمريكا، ولا من دار في فلكهم سيقدم للمسلمين في غزة أو العراق أو أفغانستان شيئاً إلا الخذلان.
لقد بعثت أمريكا بقطع من الأسطول السادس لنجدة كلب في عرض المحيط!!
وتقام جمعيات الرفق بالحيوان هنا وهناك!!
وقد تبرع أحد الحكام بمليون دولار لحديقة الحيوان بلندن!!
كما تقام المحميات الطبيعية وتتخوف على انقراض فصائل من الحيوانات!!
أما بالنسبة للمسلمين فدماؤهم تهدر هنا وهناك، وتـُستباحُ أعراضهم، وتـُسلبُ حقوقهم تحت سمع وبصر هذه الهيئات والمؤسسات المشبوهة والشرعية الدولية المزعومة.
ونحن نبشرهم بنصر قريب بإذن الله، فالإسلام قادم، وها هم المسلمون يعاودون الالتزام بدين الله (فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ)(الأنعام:89)، سيفتح بيت المقدس بإذن الله -تعالى-، ويصلي المسلمون فيه، وستكون القدس مقبرة يهود (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا)(الإسراء:104).
ستنتصر الأمة على الغرب -وهم الروم- بإذن الله، وستفتح قسطنطينية ورومية -وهي روما عاصمة إيطاليا- اليوم، كما أخبر الصادق المصدوق -صلوات الله وسلامه عليه- (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)(ص:88).
وهذا يستلزم أن تعود الأمة قوية في معنوياتها ومادياتها وسلاحها وعقيدتها.
وإذا كان اليهود وحلفاؤهم في الغرب وأمريكا قد تمادوا في غيهم وعدوانهم فهذا نذير هلاكهم ودمارهم، فللظالم قاتل لا يموت (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا)(الإسراء:33).
فلقيام الأمم وهلاكها أسباب ومقدمات، للتعرف عليها لابد من مطالعة صفحات الكتاب المسطور والكون المنظور، قال -تعالى-: (فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ)(العنكبوت:40)، وهو -سبحانه- يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)(هود:102).
وقال أبو بكر -رضي الله عنه-: "ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه كُنَّ عليه، المكر: (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ)، والبغي: (إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ)، والنكث: (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ)".
إن الحقوق المهدرة لا تسقط بالتقادم، ودماء المسلمين لا تضيع هدراً، ومن سَلَّ سيفَ البغيِ قُتِلَ به.
وعلى كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن يبذل وسعه ويخلـِّص رقبته ويبرئ ساحته في نصرة المسلمين المستضعفين في غزة وفلسطين والعراق... إن لم يكن بنفسه فبماله ودعائه ودعوته (جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ) رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني.
لابد من توضيح المفاهيم لعموم الخلق وإزالة شبهاتهم، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
والدعاء هو سلاح المؤمن، وقد قنت النبي -صلى الله عليه وسلم- شهراً يدعو على رِعْـلٍ وذَكْوَان وعُصَيةَ، يقول: (وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) متفق عليه، كما قنت شهراً يدعو للمستضعفين بمكة: سلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة. والقنوت بحسب النازلة، وفي الصلوات الخمس إما قبل الركوع أو بعده.
لابد من نصرة إخواننا بكل سبيل نستطيعه ونقدر عليه، وليس المقدور عليه كالمعجوز عنه، والواجبات تسقط بالعذر والعجز وعدم الاستطاعة و(لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا)(البقرة:286).
اللهم انصر عبادك المجاهدين في كل مكان، اللهم اربط على قلوبهم، وثبت أقدامهم، وسدد رميَهُم، اللهم دمر اليهود ومن شايعهم، اللهم فأحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحداً.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
فقد سمعنا من ساعات بهجوم يهودي جبان على المسلمين في غزة راح ضحيته 280 قتيلاً وستمائة جريحٍ، مما استدعى فتحَ المعابر لنقل الجرحى إلى المستشفيات، وقد استخدم اليهود الطائرات والصواريخ في هذه الإبادة الجماعية توطئة للاجتياح الشامل لقطاع غزة، وهذا كعادتهم (لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ)(الحشر:14)، وقد تم هذا الهجوم في يوم السبت، وهو اليوم الذي يمتنع يهود عن العمل فيه، ولكن يبدو أن شهوة اليهود لدماء المسلمين يُستباح لها كل اعتبار، وتتقدم في تحليل الحرام، وهم الذين قالوا: (لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ)(آل عمران:75)، قال -تعالى-: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)(المائدة:82).
لقد توالت انتهاكات الكفار لحرمات المسلمين ودمائهم في فلسطين، والعراق، وأفغانستان، وفي كل مرة نسمع عن تبرير جديد، فتارة يتكلمون عن ديكتاتورية صدام، وامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، وأخرى يحدثوننا عن طالبان الإسلامية وفرضها للحجاب ومنعها للاختلاط، وثالثة عن إمارة غزة الإسلامية، وفي كل مرة يقتلون الشيوخ الركع، والبهائم الرتع، والأطفال الرضع، ولربما انتهكوا الأعراض كما صنعوا في العراق وغيرها.
وهؤلاء الأعداء كما وصفهم ربنا -جل وعلا-: (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)(البقرة:217)، (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)(آل عمران:118)، (يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)(الأنفال:36)، (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)(البقرة:120)، (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)(فاطر:14).
ولا يتعاون مع الكفرة الفجرة على إبادة المسلمين وحصارهم وإضعافهم إلا من كان على شاكلتهم ممن أسلس قياده لشياطين الإنس والجن، وباع دينه بدنيا غيره، وصار أداة طيـِّعة لأعداء الإسلام والمسلمين، أو إنسان جهول ضعفت بصيرته عن إدراك مخططات الأعداء.
وعلى المرجفين والمخذلين والمثبطين أن يتذكروا رهبة الوقوف بين يدي الله غداً، وأن الأيام دول، والجزاء من جنس العمل، فالخذلان نصيبهم في مواطن يشتهون نصرة الله لهم فيها.
وكأني بهم وقد فعل اليهود بهم مثل ما فعلوه بالمسلمين في غزة، وكما فعل الأمريكان بالمسلمين في العراق.
ماذا أنت فاعل إذا اسْـتـَصْرَخـْتَ وقــُتِـلَ الأبُ والأمُ، وانتـُهك عرضُ زوجة أو ابنة، ولم يلتفت لصراخك أحد من المسلمين في سوريا والعراق والمغرب، وبماذا تحكم على من يتهمك أنت بالإرهابية لصراخك، وماذا تقول فيمن يمنع الخَـلـْقَ من نصرتك، ويساعد عدوك؟؟
ستعرف الإجابة حينئذ، وتصير فقيها وتتحسس معنى: (المؤمن مرآة أخيه) رواه البخاري في الأدب المفرد، و(لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)متفق عليه، و(مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) رواه مسلم، و(الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ) رواه أبو داود، وصححه الألباني. أبي الإسلام لا أبَ لي ســـواه إذا افتخروا بقيس أو تميم
لقد أعملت حيلُ الأعداء والوطنياتُ والقومياتُ وسياساتُ "فَرِّقْ تَسُدْ" فينا عملها حتى بتـْنا لا نشعر بشعور الجسد الواحد، والبعض لا يفرق بين الجاني والضحية، فالصاروخ الذي يطلقه المسلم على عدوه هو الذي استفز يهود، وأقلق راحة الاغتصاب، وبالتالي فاليهودي معذور إذا اجتاح غزة!!
وكأن صراخ وأنين الضحية صار جريمة يستحق عليها العقاب!!
وهكذا انتكست المفاهيم وضاعت البديهيات، والبعض بلغ في بلادة شعوره أن يكيل بمكيالين، ولا ينتبه إلا إذا اقتربت القضية منه، كهذا الذي قيل له: بال الكلب على الجدار، فقال: يهدم ويُعاد بناؤه، قيل: فالذي بيني وبينك، قال: شيء من الماء يطهره!!
لا يجوز أن نستنجد بالتي هي الداء، أو أن نعلـِق قلوبنا بأعداء الإسلام والمسلمين، فلا الأمم المتحدة، ولا الاتحاد الأوربي، ولا أمريكا، ولا من دار في فلكهم سيقدم للمسلمين في غزة أو العراق أو أفغانستان شيئاً إلا الخذلان.
لقد بعثت أمريكا بقطع من الأسطول السادس لنجدة كلب في عرض المحيط!!
وتقام جمعيات الرفق بالحيوان هنا وهناك!!
وقد تبرع أحد الحكام بمليون دولار لحديقة الحيوان بلندن!!
كما تقام المحميات الطبيعية وتتخوف على انقراض فصائل من الحيوانات!!
أما بالنسبة للمسلمين فدماؤهم تهدر هنا وهناك، وتـُستباحُ أعراضهم، وتـُسلبُ حقوقهم تحت سمع وبصر هذه الهيئات والمؤسسات المشبوهة والشرعية الدولية المزعومة.
ونحن نبشرهم بنصر قريب بإذن الله، فالإسلام قادم، وها هم المسلمون يعاودون الالتزام بدين الله (فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ)(الأنعام:89)، سيفتح بيت المقدس بإذن الله -تعالى-، ويصلي المسلمون فيه، وستكون القدس مقبرة يهود (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا)(الإسراء:104).
ستنتصر الأمة على الغرب -وهم الروم- بإذن الله، وستفتح قسطنطينية ورومية -وهي روما عاصمة إيطاليا- اليوم، كما أخبر الصادق المصدوق -صلوات الله وسلامه عليه- (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)(ص:88).
وهذا يستلزم أن تعود الأمة قوية في معنوياتها ومادياتها وسلاحها وعقيدتها.
وإذا كان اليهود وحلفاؤهم في الغرب وأمريكا قد تمادوا في غيهم وعدوانهم فهذا نذير هلاكهم ودمارهم، فللظالم قاتل لا يموت (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا)(الإسراء:33).
فلقيام الأمم وهلاكها أسباب ومقدمات، للتعرف عليها لابد من مطالعة صفحات الكتاب المسطور والكون المنظور، قال -تعالى-: (فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ)(العنكبوت:40)، وهو -سبحانه- يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)(هود:102).
وقال أبو بكر -رضي الله عنه-: "ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه كُنَّ عليه، المكر: (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ)، والبغي: (إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ)، والنكث: (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ)".
إن الحقوق المهدرة لا تسقط بالتقادم، ودماء المسلمين لا تضيع هدراً، ومن سَلَّ سيفَ البغيِ قُتِلَ به.
وعلى كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن يبذل وسعه ويخلـِّص رقبته ويبرئ ساحته في نصرة المسلمين المستضعفين في غزة وفلسطين والعراق... إن لم يكن بنفسه فبماله ودعائه ودعوته (جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ) رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني.
لابد من توضيح المفاهيم لعموم الخلق وإزالة شبهاتهم، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
والدعاء هو سلاح المؤمن، وقد قنت النبي -صلى الله عليه وسلم- شهراً يدعو على رِعْـلٍ وذَكْوَان وعُصَيةَ، يقول: (وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) متفق عليه، كما قنت شهراً يدعو للمستضعفين بمكة: سلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة. والقنوت بحسب النازلة، وفي الصلوات الخمس إما قبل الركوع أو بعده.
لابد من نصرة إخواننا بكل سبيل نستطيعه ونقدر عليه، وليس المقدور عليه كالمعجوز عنه، والواجبات تسقط بالعذر والعجز وعدم الاستطاعة و(لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا)(البقرة:286).
اللهم انصر عبادك المجاهدين في كل مكان، اللهم اربط على قلوبهم، وثبت أقدامهم، وسدد رميَهُم، اللهم دمر اليهود ومن شايعهم، اللهم فأحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحداً.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
تعليق