إن العظيم يراك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الواحد الأحد ، والصلاة والسلام على سيد البشر، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى الأثر ، وبالله أستعين وإليه ألجأ ، وبه أعتصم...وبعد:.
حينما تختفي عن أعين الناس ، عن عين أمك وأبيك وإخوانك ، تغلق عليك باب غرفتك ، تحكم إغلاق النوافذ ، حتى لا يراك أحد وأنت على معصية ربك ، ولكنك نسيت الأهم ، نسيت أنه يراك ، أنه مطلع عليك ، أينما ذهبت، وفي أي مكان حللت، في ظلامِ الليل، وراء الجدران، وراء الحيطان، في الخلوات، في الفلوات، ولو كنتَ في داخلِ صخورٍ صم ، ولو كنت في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ، ظلمات بعضها فوق بعض ، إذا أخرجت يدك لم تكد تراه ....
ولكن العظيم يراك ،ينظر إليك وأنت تعصيه ،وتجعله أهون الناظرين إليك.
يجلس الشاب في غرفته ويرى الأفلام الخليعة ،تجلس الفتاة لوحدها و تحادث الشباب في هاتفها،و فجأة يدخل طفل على أحدهم !
فماذا سيكون حاله؟
هل هذا الطفل أعظم عنده من الله!!
فيا مرتكبَ المعاصي مختفياً عن أعينَ الخلق هل تعلم أن الله يراك؟
إن كنتَ ظننتَ أن اللهَ لا يراك فقد كفرت.
وتجعلَه أهونَ الناظرينَ إليك؟
فيا منتهكا لحرمات الله فى الظلمات ، وفى الخلوات ، بعيدا عن أعين المخلوقات استشعر قول الله عز وجل
(يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا)[1]
وتدبر في قوله جلا في علاه (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)[2]
تدبر فى قوله جلا فى علاه (قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[3]
إنه الله
يعلم ما تسره الآن في سريرتك ومن بجوارك لا يعلم ذلك.
يعلم ما ينطوي عليه قلبك بعد مائة عام، وأنت لا تعلم ما ينطوي عليه قلبك بعد دقائق أو ساعات.
استشعر قول الله عز وجل(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)[4]
حينما تخلو بنفسك لتعصى الله عز وجل
تذكر أنه يبصر كل شئ كبر أو صغر، يبصر ما تحت الأرض ، وما فوق السماء ، وما فى أعماق البحار ، يرى النملة السوداء على الصخرة الصماء فى الليلة الظلماء ، يرى مد البعوض جناحها ، فى ظلمة الليل البهيم الأليل ، ويرى نياط عروقها في نحرها ، والمخ فى تلك العظام النحل ،
سبحانه وتعالى(لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[5]
لا تراه في الدنيا العيون ولا تخالطهالظنون ولا تغيره الحوادث والسنون، يعلم مثاقيل الجبال ومكاييل البحار وعدد قطر الأمطار وعدد ورق الأشجار وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار ، لا تواري عنه سماء سماءً ولا أرض أرضاً،ولا جبل ما في وعره ، ولا بحر ما في قعره ، إنه الله (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)[6]
يمرُ عمرُ أخرى بامرأة أخرى تغيبَ عنها زوجها منذ شهور في الجهاد في سبيل الله عز وجل، قد تغيبت في ظلمات ثلاث، في ظلمة الغربةِ والبعد عن زوجها، وفي ظلمة الليل، وفي ظلمة قعر بيتها، وإذا بها تنشد وتقول وتحكي مأساتها:
تطاول هذا الليل واسود جانبه وأرقنـي أن لا حبيب ألاعبـه
فو الله لولا الله لا رب غيـره لحرك من هذا السرير جوانبه
ما الذي راقبته في ظلام الليل وفي بعد عن زوجها، وفي هدأة العيون؟
والله ما راقبت إلا الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
أنعم بها من مراقبة وأنعم بها من امرأة.
وأعرابية أخرى يراودها رجل على نفسها كما أورد ابن رجب، ثم قال لها: ما يرانا أحد إلا الكواكب.
فقالت: وأين مكوكبها يا رجل؟ أين الله يا رجل؟
إذا ما خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى العصيان
فاستح من نظر الإله وقل لها*** إن الذي خلق الظلام يراني[8]
******
يا غافلا والجليل يحرســه * * * من كل سوء يهدب في الظُلم
كيف تنـام العيون عن ملك * * * تأتيه منه فوائــد النعـم[9]
******
إذا ما خلوْتَ،الدّهرَ، يوْماً،فلا تَقُل ***ْ خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ ساعة ***وَلا أنَ مَا يخفَى عَلَيْهِ يغيب
لهَوْنَا، لَعَمرُ اللّهِ، حتى تَتابَعَتْ***ذُنوبٌ على آثارهِنّ ذُنُوبُ
فَيا لَيتَ أنّ اللّهَ يَغفِرُ ما مضَى*** ويأْذَنُ فِي تَوْباتِنَا فنتُوبُ[10]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الواحد الأحد ، والصلاة والسلام على سيد البشر، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى الأثر ، وبالله أستعين وإليه ألجأ ، وبه أعتصم...وبعد:.
حينما تختفي عن أعين الناس ، عن عين أمك وأبيك وإخوانك ، تغلق عليك باب غرفتك ، تحكم إغلاق النوافذ ، حتى لا يراك أحد وأنت على معصية ربك ، ولكنك نسيت الأهم ، نسيت أنه يراك ، أنه مطلع عليك ، أينما ذهبت، وفي أي مكان حللت، في ظلامِ الليل، وراء الجدران، وراء الحيطان، في الخلوات، في الفلوات، ولو كنتَ في داخلِ صخورٍ صم ، ولو كنت في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ، ظلمات بعضها فوق بعض ، إذا أخرجت يدك لم تكد تراه ....
ولكن العظيم يراك ،ينظر إليك وأنت تعصيه ،وتجعله أهون الناظرين إليك.
يجلس الشاب في غرفته ويرى الأفلام الخليعة ،تجلس الفتاة لوحدها و تحادث الشباب في هاتفها،و فجأة يدخل طفل على أحدهم !
فماذا سيكون حاله؟
هل هذا الطفل أعظم عنده من الله!!
فيا مرتكبَ المعاصي مختفياً عن أعينَ الخلق هل تعلم أن الله يراك؟
إن كنتَ ظننتَ أن اللهَ لا يراك فقد كفرت.
وتجعلَه أهونَ الناظرينَ إليك؟
فيا منتهكا لحرمات الله فى الظلمات ، وفى الخلوات ، بعيدا عن أعين المخلوقات استشعر قول الله عز وجل
(يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا)[1]
وتدبر في قوله جلا في علاه (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)[2]
تدبر فى قوله جلا فى علاه (قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[3]
إنه الله
يعلم ما تسره الآن في سريرتك ومن بجوارك لا يعلم ذلك.
يعلم ما ينطوي عليه قلبك بعد مائة عام، وأنت لا تعلم ما ينطوي عليه قلبك بعد دقائق أو ساعات.
استشعر قول الله عز وجل(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)[4]
حينما تخلو بنفسك لتعصى الله عز وجل
تذكر أنه يبصر كل شئ كبر أو صغر، يبصر ما تحت الأرض ، وما فوق السماء ، وما فى أعماق البحار ، يرى النملة السوداء على الصخرة الصماء فى الليلة الظلماء ، يرى مد البعوض جناحها ، فى ظلمة الليل البهيم الأليل ، ويرى نياط عروقها في نحرها ، والمخ فى تلك العظام النحل ،
سبحانه وتعالى(لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[5]
لا تراه في الدنيا العيون ولا تخالطهالظنون ولا تغيره الحوادث والسنون، يعلم مثاقيل الجبال ومكاييل البحار وعدد قطر الأمطار وعدد ورق الأشجار وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار ، لا تواري عنه سماء سماءً ولا أرض أرضاً،ولا جبل ما في وعره ، ولا بحر ما في قعره ، إنه الله (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)[6]
يمرُ عمرُ أخرى بامرأة أخرى تغيبَ عنها زوجها منذ شهور في الجهاد في سبيل الله عز وجل، قد تغيبت في ظلمات ثلاث، في ظلمة الغربةِ والبعد عن زوجها، وفي ظلمة الليل، وفي ظلمة قعر بيتها، وإذا بها تنشد وتقول وتحكي مأساتها:
تطاول هذا الليل واسود جانبه وأرقنـي أن لا حبيب ألاعبـه
فو الله لولا الله لا رب غيـره لحرك من هذا السرير جوانبه
ما الذي راقبته في ظلام الليل وفي بعد عن زوجها، وفي هدأة العيون؟
والله ما راقبت إلا الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
أنعم بها من مراقبة وأنعم بها من امرأة.
وأعرابية أخرى يراودها رجل على نفسها كما أورد ابن رجب، ثم قال لها: ما يرانا أحد إلا الكواكب.
فقالت: وأين مكوكبها يا رجل؟ أين الله يا رجل؟
إذا ما خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى العصيان
فاستح من نظر الإله وقل لها*** إن الذي خلق الظلام يراني[8]
******
يا غافلا والجليل يحرســه * * * من كل سوء يهدب في الظُلم
كيف تنـام العيون عن ملك * * * تأتيه منه فوائــد النعـم[9]
******
إذا ما خلوْتَ،الدّهرَ، يوْماً،فلا تَقُل ***ْ خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ ساعة ***وَلا أنَ مَا يخفَى عَلَيْهِ يغيب
لهَوْنَا، لَعَمرُ اللّهِ، حتى تَتابَعَتْ***ذُنوبٌ على آثارهِنّ ذُنُوبُ
فَيا لَيتَ أنّ اللّهَ يَغفِرُ ما مضَى*** ويأْذَنُ فِي تَوْباتِنَا فنتُوبُ[10]
تعليق